ترامب في الإمارات: ترسيخ الشراكة التاريخية وتطلعات مشتركة لمستقبل مزدهر
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
زيارة توصف بالتاريخية، حلّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضيفًا على دولة الإمارات العربية المتحدة، في ختام جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر. وتأتي هذه الزيارة في مستهل ولايته الثانية، لتعكس الأهمية الخاصة التي توليها الإدارة الأمريكية للعلاقات مع الإمارات، والتي شهدت تطورًا متسارعًا وتحولًا استراتيجيًا خلال العقود الخمسة الماضية.
وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، زيارة ترامب إلى الإمارات بأنها "عودة تاريخية إلى الشرق الأوسط"، مؤكدة أن الرئيس يسعى لإعادة التأكيد على رؤيته لمنطقة مزدهرة تنعم بالأمن والتعاون الاقتصادي والثقافي. وأضافت: "بعد ثماني سنوات، يعود ترامب برسالة تؤكد الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للاستقرار والفرص في المنطقة".
قمة استراتيجية: محمد بن زايد وترامب
عقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، قمة مع الرئيس الأمريكي تناولت سبل تعزيز الشراكة التاريخية بين البلدين، وتطوير التعاون في مجالات الدفاع، والطاقة، والتكنولوجيا، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة في قطاع غزة.
تؤكد الإمارات والولايات المتحدة أن علاقتهما تقوم على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهو ما انعكس في تصنيف واشنطن للإمارات "شريكًا دفاعيًا رئيسيًا" عام 2022 – الأولى عربيًا والثانية عالميًا بعد الهند. وتعد هذه الشراكة تتويجًا لمسار بدأ منذ عام 1971، عقب تأسيس الدولة، وتُوج بتوقيع اتفاقيات مهمة مثل اتفاق التعاون النووي السلمي "123" عام 2009.
الزيارات المتبادلة: ديناميكية دبلوماسيةتشهد العلاقات بين البلدين حراكًا دبلوماسيًا نشطًا، حيث جاءت زيارة ترامب بعد زيارات إماراتية رفيعة إلى واشنطن، منها لقاء الشيخ طحنون بن زايد مع ترامب في مارس الماضي، وزيارة وزير الطاقة الأمريكي إلى أبوظبي في أبريل. كما التقى الشيخ محمد بن زايد وفدًا من الكونغرس الأمريكي، ما يعكس حرص الجانبين على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية.
قضايا إقليمية ودولية: فلسطين، غزة، والاستقرارتطرقت المباحثات بين ترامب ومحمد بن زايد إلى المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجهود التهدئة في قطاع غزة. وأكد الشيخ محمد بن زايد على أهمية منع توسع الصراع، مشددًا على أن الحلول الدبلوماسية والحوار تبقى السبيل الأمثل لضمان السلم الإقليمي.
تصريحات ترامب: إشادة بالإمارات وقيادتهفي تصريحاته للصحافة، وصف ترامب دولة الإمارات بـ "الدولة المهمة جدًا"، مشيدًا بالشيخ محمد بن زايد واصفًا إياه بـ "القائد العظيم". وأشار إلى أن الإمارات تمثل نموذجًا ملهمًا في التنمية والتعايش والاستقرار، وأن الشراكة معها تمثل ركيزة أساسية في سياسة واشنطن في المنطقة.
أبعاد الزيارة: رمزية سياسية وواقع استراتيجي
تحمل زيارة ترامب العديد من الرسائل، أبرزها:
تعزيز الشراكة الاستراتيجية: تأكيد التزام الولايات المتحدة بالعلاقة طويلة الأمد مع الإمارات.
الاعتراف بالدور الإقليمي للإمارات: دعم جهودها في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
التقدير الأمريكي لنهج الإمارات: باعتبارها نموذجًا في الحداثة والانفتاح والتوازن الدبلوماسي.
الاستعداد الأمريكي لتوسيع التعاون الثنائي: لا سيما في الطاقة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
شراكة مستمرة نحو المستقبلتشكل زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى الإمارات علامة فارقة في مسار العلاقة بين البلدين، ودفعة جديدة لتعزيز التعاون في ملفات حيوية تهم الطرفين. وفي ظل ما تشهده المنطقة من تحولات، تبدو الإمارات والولايات المتحدة على استعداد لاستثمار إرث الشراكة الطويلة في بناء مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا، قائم على التعاون والتفاهم المشترك.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: دونالد ترامب الإمارات محمد بن زايد الشراكة الاستراتيجية العلاقات الإماراتية الأمريكية زيارة ترامب الشرق الأوسط قطاع غزة الأمن الإقليمي الطاقة التكنولوجيا التعاون الدفاعي العلاقات الثنائية قمة ترامب بن زايد البيت الأبيض الحوار الاستراتيجي الأمن والاستقرار التنمية الذكاء الاصطناعي الشیخ محمد بن زاید
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأقرر ما أراه صائبا لمستقبل الفلسطينيين
صراحة نيوز-أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، غداة قمة في شرم الشيخ بمصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أنه سيقرر ما يراه “صائبا” لمستقبل الفلسطينيين والقطاع المحاصر والمدمّر.
ووقّع ترامب مع قادة كلّ من مصر وتركيا وقطر في شرم الشيخ الاثنين وثيقة اتفاق غزة الذي توسّط فيه وأثمر وقفا لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتبادلهما سائر الأحياء المحتجزين في القطاع بأسرى فلسطينيين.
وقال ترامب من الطائرة التي كانت تقلّه عائدا إلى واشنطن إن “كثيرين يؤيدون حلّ الدولة الواحدة، وبعضهم يفضّل حل الدولتين. سنرى”.
وأضاف الرئيس الأميركي “لم أعلّق على ذلك بعد… سأقرّر ما أراه صائبا، لكن بالتنسيق مع دول أخرى”.