إنها نعمة عظيمة يجب أن نشكر الله سبحانه وتعالى عليها، نعمة الهداية، نعمة الصلاح، نعمة الدين، نعمة الاستقامة، هذه هي النعمة الكبرى التي لأجلها عدَّ الله سبحانه وتعالى إرساله لرسوله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) نعمة امتن بها على عباده، فنحمدك اللهم على هذه النعم العظيمة ونصلي ونسلم على من أرسلته بهذا الذكر العظيم رحمة للعالمين.


نرى في هذا الحفل ثمرة لجهود من يبذلون أموالهم وليعلموا – وهو حديث نكرره دائماً في أي مركز نزوره – ليعلم أولئك الذين يسهمون بأموالهم، يسهمون بجهودهم، بالكلمة الطيبة في سبيل إنشاء مثل هذا العمل، مثل هذه المشاريع المباركة، نقول لهم: هذه ثمار جهودكم، هذه ثمار جهودكم، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلها منكم، وأن ينميها لكم، لتأتوا الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بصحائف مملوءة بالحسنات، مملوءة بالفضيلة، مملوءة بالدرجات التي ترتقون بها في الجنة التي وُعِدَ بها المتقون، السباقون إلى الخير، السباقون إلى الفضيلة، السباقون إلى العمل الصالح.
إن القرآن الكريم – أيها الإخوة – تحدث، وكله حديث عن الناس، القرآن كله حديث عن الناس، وقسَّم الناس أقساماً متعددة، ترى بداخله يتحدث عن كافرين، ناس كافرين، ظالمين، فاسقين، منافقين، مرتابين، مرضى القلوب، وعندما تتصفح القرآن الكريم من أوله إلى آخره تجد فيه موقعاً واحداً هو الموقع الذي يحكم الله لمن هو فيه بالفلاح، بالنجاح، بالفوز، بالسعادة في الدنيا، بالنجاة يوم البعث يوم الحساب، بالفـوز بالجنة، بالنجاة من النار، من هم أولئك؟ هم المؤمنون، يعبر عنهم تارة باسم مؤمنين، وتارة باسم متقين.
وهؤلاء لم يحكم عليهم بهذا الحكم مجرد محاباة، هو يتحدث لماذا كانوا مؤمنين، لماذا هم مفلحون وفائزون لماذا؟ لأنهم هكذا: يعملون الصالحات، سباقون إلى الخير، سباقون إلى كل فضيلة، سباقون إلى الأعمال الصالحة، الآخرين يقول عنهم بأنهم خاسرون {فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} (البقرة: من الآية16) يحكم على البشرية كلها، كلها بالخسران، لا يسلم منهم إلا من؟ إلا أولئك المؤمنون {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (العصر:3). كأنه يقول لنا يقول لكل فرد منا: هذه مواقع متعددة للإنسان في مسيرته في هذه الحياة، هناك من هو في موقع الكفر، في موقع النفاق، في موقع الفسق، في موقع الضلال، وهناك من هو في موقع الإيمان، يقول لنا ثانياً: أولئك الذين هم مؤمنون ليسوا من تلك النوعية التي يرى أنه مؤمن تلقائياً، وهذه كثيرة فينا، [هناك من الناس من يرى] أنه مؤمن تلقائياً، لكن، إنطلق إلى أعمال صالحة، لا يتحرك، وإلى مشروع خيري يحتاج إلى إسهام فيه، لا يمد يده، لدينا فقراء، نحتاج إلى التعاون معهم، لتزويجهم، لمعالجتهم، لا يمد يده، لدينا طلاب مجاميع من أبنائنا نريد أن نعلمهم، لا يمد يده، لدينا أعمال لمحاربة أعداء الله تحتاج إلى جهدك إلى مالك، لا يمد يده، وعندما تسأله: هل أنت مؤمن؟ يقول: الحمد لله مؤمن إن شاء الله أننا سندخل الجنة.
القرآن يقول لك، يقول لكل واحد، الإنسان إنما يستحق هذا الاسم، إنما يحكم له بذلك الفوز، وذلك النجاح وذلك الفلاح؛ لأنه هكذا: يسارعون في الخيرات، سباقون إلى الخيرات، يعملون الصالحات، يتواصون بالحق، يتواصون بالصبر {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (العصر:2) كل إنسان خاسر إلا من؟ إلا الذين آمنوا، من هم الذين آمنوا؟ الذي يتفق هو ونفسه بأنه مؤمن، وينكِّس رأسه، ولا يحاول أن يلتفت إلى أي عمل صالح ليسهم فيه بماله بلسانه بجهده؟ لا.
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (العصر: من الآية3) عملوا، عمل {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} (آل عمران: من الآية136) قال الله عن الجنة: {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} الجنة تحتاج إلى عمل، العمل هو بيدك، بلسانك، بقلمك، بمالك، بجهدك، وبما هو أرقى من ذلك، بكل مالك، وبروحك، بدمك {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} (التوبة: من الآية111) الجنة التي نحن نُمنِّي أنفسنا بها، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون جميعاً من أهلها، الله قال عنها: {وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}.
أريد بهذا القول أن نخرج جميعاً، لا أزكي نفسي، لنخرج جميعاً من قضية الحكم التلقائي لنفسي، أو أنت لنفسك، هو مؤمن ولا يريد أن يعمل إلا تلك الأعمال التي تتعلق بشؤون حياته التي من ورائها فلوس، شـَغْل بين أمواله، بيع وشراء، وأشياء من هذه، هذا ليس عمل الجنة، هل تفهمون أن كل الأعمال الصالحة التي يتحدث عنها القرآن الكريم، ليست في الغالب، هي هذه الأعمال التي نتحرك فيها لمصالحنا الخاصة.
دروس من هدي القرآن الكريم
وأنفقوا في سبيل الله
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 2 /9 /2002م
اليمن – صعدة

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى القرآن الکریم فی موقع

إقرأ أيضاً:

وزير الطوارئ والكوارث بعد إخماد حريق جبل التركمان: نعمل على تعزيز القدرات الفنية واللوجستية وتطوير أنظمة الإنذار المبكر

اللاذقية-سانا

أعلنت غرفة العمليات المشتركة في وزارة الطوارئ والكوارث انتهاء عمليات إخماد الحرائق في جبل التركمان بمنطقة ربيعة بريف اللاذقية، والسيطرة عليها بشكل كامل، بعد سبعة أيام من العمل المتواصل.

وفي تصريح لـ سانا أوضح وزير الطوارىء والكوارث السيد رائد الصالح أن الوزارة عملت منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحريق، بالتنسيق مع فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء وحماية الغابات التابعة لوزارة الزراعة، لمواجهة الحريق بمختلف الوسائل الممكنة، لكن اتساع نطاق الحريق بشكل خطير خلال اليومين الأول والثاني استدعى تشكيل غرفة عمليات مشتركة، بعد أن أصبح واضحاً أن حجم الحريق يتجاوز قدرة أي جهة بمفردها على احتوائه.

وأشار الوزير الصالح إلى أن غرفة العمليات المشتركة ضمت ممثلين عن وزارات الطوارئ والكوارث، والداخلية، والدفاع، والزراعة، والخارجية، والدفاع المدني السوري، وقادت الوزارة عبر هذه الغرفة التنسيق الكامل للجهود الميدانية، فتم إرسال تعزيزات بشرية، ولوجستية كبيرة، شملت أكثر من 180 عنصراً، وعشرات الآليات الثقيلة والمروحيات، وتم تقسيم منطقة الاستجابة إلى قطاعات متعددة، وجرى فتح خطوط نار جديدة، واستمرت المراقبة والطلعات الجوية حتى تحقيق سيطرة تجاوزت 80 بالمئة على امتداد أيام الحريق، رغم التحديات الجوية والميدانية الصعبة.

وأشار الوزير الصالح إلى أن فرق الإطفاء واجهت صعوبات كبيرة أبرزها، وعورة التضاريس التي منعت وصول الآليات إلى معظم المواقع، وانعدام خطوط النار والطرق الممهدة مسبقاً، والرياح النشطة التي ساعدت في تجدد وانتشار النيران بشكل مفاجئ، إضافة إلى مخاطر انفجار مخلفات الحرب في بعض المناطق، والإجهاد الكبير للكوادر والآليات بسبب العمل المتواصل دون توقف لأيام عدة.

وبين الوزير الصالح أن حجم الكارثة كشف نقاط ضعف في الجاهزية المحلية، وخاصة فيما يتعلق بمعدات مكافحة حرائق الأحراش واسعة النطاق، على الرغم من حشد الوزارة لكامل إمكاناتها الوطنية بدعم من الوزارات والجهات الحكومية والدفاع المدني.

ولفت الصالح إلى أن الواقع الصعب وعدم التمكن من السيطرة على الحريق على مدار أيام نظراً لضعف الإمكانيات، استدعى أن يتم الطلب رسمياً من تركيا التدخل، وتمت الاستجابة عبر إرسال أربعة فرق ميدانية مع آلياتهم الخاصة، معربا عن شكره وتقديره لهذا الدعم.

وبين وزير الطوارئ والكوارث أنه أمام هذا الواقع تقوم الوزارة بالمتابعة الجدية للمؤشرات التي تحذر من تكرار مثل هذه الحرائق، وتعمل على رفع مستوى الجاهزية بشكل استباقي، وقد اتخذت عدة إجراءات وقائية بهذا الصدد من بينها العمل على فتح خطوط نار وقائية، في العديد من المناطق، لتقليل خطر انتشار الحرائق قبل وقوعها، وتأهيل الكوادر الموجودة وزيادة عددها، بحيث يكون لدى الوزارة جاهزية عالية واستجابة سريعة جداً لأي حادث في أي منطقة، إضافة إلى تعزيز نظام الإنذار المبكر عبر غرف العمليات المركزية والمحلية، وإطلاق تطبيق الاستغاثة لتسهيل الإبلاغ السريع عن أي حوادث مستقبلية.

وكشف الصالح أنه يتم العمل مع الشركاء المحليين والدوليين والإقليميين لتعزيز القدرات الفنية واللوجستية، من خلال التدريبات، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتوسيع الشراكات لتشمل معدات وتقنيات متقدمة، مبيناً أن الوزارة في طور إعداد الهيكل الإداري والتنظيمي النهائي بما يتناسب مع المهام والاختصاصات الموكلة إليها، لتلبية جميع الاحتياجات الوطنية.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • بيان شديد من مجمع القرآن الكريم: الدفاع عن الدين وسام شرف وليس جريمة
  • وزير الأوقاف ينعى الشيخة محاسن عبد الحميد أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
  • بالأسماء.. عقوبات أميركية على مسؤولين كبار في حزب الله وهذه مهامهم!
  • إرثها سيظل حيًّا في قلوب أبناء قريتها.. قصة الشيخة محاسن أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
  • شيء من الجنة موجود على الأرض وسيعود إليها مرة أخرى
  • يقول أخو نوره على الشرق والغرب..
  • مدارس الرواد العالمية تحتفي بخاتمات ومجازات القرآن الكريم في حفل روحاني مميز.. صور
  • وزير الطوارئ والكوارث بعد إخماد حريق جبل التركمان: نعمل على تعزيز القدرات الفنية واللوجستية وتطوير أنظمة الإنذار المبكر
  • ماذا كان يقول الرسول الكريم قبل الخلود إلى النوم؟