لجريدة عمان:
2025-07-02@02:03:37 GMT

صنائع المعروف

تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT

ما بين الواجب والإحسان ثمة فاصل دقيق جدا، فكثيرا ما يحدث أن يكون هناك تداخل بين المعنيين سواء في الفهم أو في الممارسة، وهذا يعتمد على الفهم الواسع لدى الفرد في التفريق بين ما يقوم به هو الواجب عليه، أو هو من الإحسان، ونتيجة لذلك فهناك من يقف عند حدود الواجب، ويظن فيه الإحسان، ووقوفه بما قدم، تتولد عنده قناعة بالتوقف عند هذا الحد فقط، والفهم يذهب إلى معنى المقابل، أو المعاملة بالمثل، وهذا في حقيقته يحقق العدالة، ولكنه لا يفي بمعنى الإحسان، بينما آخر يتجاوز معنى الواجب، ويقول: «اعمل خيرا، وارمه في البحر»، فهذا لا يقف عند حد معين من الواجب عليه، بل يتجاوزه إلى الأبعد من ذلك، وهو ما يذهب إلى معنى الإحسان.

(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، فالواجب لا يصل إلى هذه المحبة التي تشير إليها الآية الكريمة، فالزكاة واجبة عند تحقق شرط بلوغ النصاب مع اكتمال حوله.

ومع أن في تأدية الزكاة الأجر الكبير لصاحب المال، ولكن من خلال فهم الإحسان أنه يتجاوز واجب الزكاة، وحال ذلك مثل وجوب أداء الفرائض في الصلوات الخمس، ولكن في أداء السنن الرواتب، والنوافل والطاعات، ففي أدائها الخير الكثير، وهذه كلها تدفع بالفرد، سواء في مسألة العبادات المرتبطة بالأمر الواجب الذي يترتب في عدم تأديته عقوبة ما نص عليها الشرع، أو في ما زاد على هذا الواجب، وهو المكافأ عليه الفرد إن أداه بصادق النية والامتثال، وإن لم يؤده لا يترتب على ذلك عقوبة ما، وهنا تكمن الحكمة التي تذهب إلى معنى الإحسان، وهل يحسن الإنسان إلى خالقه في أداء العبادات؟ إطلاقا لا، ولكن يضاعف من أجر تأديته مما خرج عن الواجب عليه، ويعود ذلك لنفسهن فهو يحسن إلى نفسه بلا شك.

أما فيما يتعلق بحقوق العباد من حوله، فهو إن زاد على الواجب المطلوب منه، فإن ذلك من الإحسان، والإحسان مثاب عليه، وقد يكون الثواب مضاعفا أكثر من الواجب، مع أن الواجب أيضا مثاب عليه بلا شك، لكن في الإحسان تتحرر الأنفس من تجاذباتها الخاصة، إلى ما هو أسمى، وهنا مربط الإحسان.

ولذلك يأتي مفهوم «صنائع المعروف» التي يشير إليها النص الكريم المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في ذات السياق الذي يذهب إلى الإحسان، دون أن ينقص من أجر الواجب شيء، ومن هنا تأتي أهميتها حيث «تقي مصارع السوء»، فالصدقة ليست واجبة - بخلاف الزكاة - فهي من الإحسان، وأداؤها متاح للغني والفقير على حد سواء.

والصدقة لا تحتاج إلى نسبة متحققة من مستوى المال، ولا تحتاج في تحققها إلى فترة زمنية محددة كحال الزكاة، فالتصدق بـ (100) بيسة -وهي في مقدور كل واحد بلا استثناء - تأتي ضمن مفهوم الصدقة، وعليها حث بأدائها لما تعود إلى صاحبها بالخير الكثير، مع صدق النية والمقصد، والفرد لا يجب أن يحجم عن الصدقة لقلة ما في اليد، فهل الريال الواحد غلبة في التصدق به، أو عشر هذا الريال الـ (100) بيسة غلبة؟ لا أتصور ذلك، ولكن يحتاج ذلك إلى نفس راضية عن ذاتها، مثمنة حاجة الآخر ولو إلى هذا المقدار البسيط من المال، وما ينطبق على المال، ينطبق على أي جهد إنساني نوى به صاحبه الإحسان إلى الآخر، ولذلك قيل: « ازرع جميلا ولو في غير موضعه، ما خاب قط جميل أينما زرع» وكل ذلك من ما يطلق عليه: «مفاتيح الخير» والتي تؤدي إلى نتائج مبهرة عبر مساحة:«مغاليق الشر»، فهل هناك من لا يريد كف الشر عنه؟

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"يا فرحة ما تمّت".. آلاف النرويجيين أُخبروا بفوزهم بمبالغ طائلة في الياناصيب ولكن!

قالت الرئيسة التنفيذية لشركة الياناصيب النرويجية: "لقد تلقيت العديد من الرسائل من أشخاص خططوا للذهاب في عطلة أو شراء شقة أو إعادة تزيينها قبل أن يدركوا أن المبلغ كان خاطئاً. ولا يسعني إلا أن أقول لهم أنا آسفة! ولكنني أتفهم أن هذا ليس عزاءً كافياً". اعلان

أرسلت شركة الياناصيب النرويجية المملوكة للدولة "نورسك تيبينغ" المملوكة للدولة النرويجية إخطارا ل"عدة آلاف من الأشخاص" عن طريق الخطأ حيث أخبرتهم بأنهم فازوا بجوائز مالية"مرتفعة للغاية" في Eurojackpot يوم الجمعة، بسبب "خطأ في الرمز الذي يحول اليورو إلى كرونة نرويجية في نظام المقامرة".

وفي بيان صحفي، أعلنت Norsk Tipping أنها حذفت المبالغ غير الصحيحة من موقعها الإلكتروني وتطبيقها مساء الجمعة، مضيفةً أنه تم تحميل المعطيات العامة الصحيحة للجوائز على منصاتها مساء السبت.

ووفقاً لشركة Norsk Tipping، لم يتم دفع أي مبالغ غير مستحقة.

وبعد انتقادات حادة من الهيئة المنظمة لألعاب القمار في النرويج، وكذلك من العملاء الذين أصيبوا بخيبة أمل، لم تجد الشركة بدا من الاعتراف بأن تلك الانتقادات التي واجهتها "مبررة".

وعلى إثر ما جرى، أصدرت الرئيسة التنفيذية للشركة تونجي ساغستوين اعتذاراً يوم السبت وقدمت استقالتها.

وفي بيان، قالت ساغستوين التي تعمل بالشركة منذ عام 2014 قبل أن تتولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة في سبتمبر 2023: "لقد تلقيت العديد من الرسائل من أشخاص خططوا للذهاب في عطلة أو شراء شقة أو إعادة تزيينها قبل أن يدركوا أن المبلغ كان خاطئاً. ولا يسعني إلا أن أقول لهم أنا آسفة! ولكنني أتفهم أن هذا ليس عزاءً كافياً".

تنحي الرئيسة التنفيذية لشركة اليانصيب

قدمت ساغستوين استقالتها بعد اجتماع طارئ بين مجلس إدارة شركة نورسك تيبينغ ووزارة الثقافة النرويجية صباح يوم السبت.

أعلنت سيلفيا بروستاد، رئيسة مجلس إدارة شركة نورسك تيبينغ أن "مجلس الإدارة وتونيي [ساغستوين] قد خلصوا إلى أن أهم شيء الآن هو تهدئة الشركة وعمليات التحسين المهمة التي تم البدء فيها".

وأضافت "لهذا السبب اختارت تونجي التنحي عن منصبها كرئيسة تنفيذية بعد عدة أشهر من ضغط العمل المكثف. وهو القرار الذي يدعمها فيه مجلس الإدارة بالإجماع."

وفي بيان صحفي، قالت شركة نورسك تيبينغ إن الشركة واجهت مجموعة كبيرة من المشاكل التقنية على مدار العام الماضي، والتي "يعود سببها الجذري إلى زمن بعيد".

وبينما ذكرت الشركة أن الخطأ في مبالغ الجوائز لم يكن خطأً تقنيًا، إلا أنها أعلنت أنه سيتم فتح تحقيق من أجل تحديد كيفية وقوع الحادث ومن أجل "منع حدوث شيء مماثل مرة أخرى".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • السودان.. حرب بلا معنى (2)
  • الأهلي يرغب في إعارة عبد القادر في الموسم المقبل.. ولكن
  • رئيس جامعة الأزهر: صعدت إلى غار ثور منذ 20 عاما وفهمت معنى كلام النبي.. فيديو
  • دواء جديد ينقص الوزن دون حقن ولكن هل يحافظ على الكتلة العضلية؟
  • "يا فرحة ما تمّت".. آلاف النرويجيين أُخبروا بفوزهم بمبالغ طائلة في الياناصيب ولكن!
  • تيمورلينك: انتقال أوسيمين إلى المملكة وارد ولكن الوقت يضغط
  • علمني معنى الرجولة.. حسن الرداد يحيي الذكرى الـ21 لوفاة والده
  • معنى الظلم في دعاء سيدنا يونس إني كنت من الظالمين.. تعرف عليه
  • الجبل الأخضر.. وجهة سياحية ولكن!
  • عادل الباز تعثر فأنكب على وجهه فتغبر وتعور