بعيداً عن مسميات الصفقات والاستثمارات التي ذهبت برأس المال الخليجي كله إلى أمريكا، وحقيقة كونها استثمارات أو لا، لماذا كل هذه الهدايا الشخصية لترامب؟ وما هي دوافع منحها له؟.. هل حباً له أو خوفاً منه وشراءً لرضاه؟
تساؤلات قد لا تبدو مهمة للكثير رغم وضوح إجاباتها، خصوصاً أولئك الذين أضاعوا بوصلة المشروع العربي والإسلامي، أو الذين ينظرون إلى الحياة بمنطق المادة والفوائد من منظور مرحلي، لكن بالنسبة لنا هذه التساؤلات والإجابات مؤسفة لعدة اعتبارات، نكتفي بذكر اعتبارين رئيسيين، أولهما ان الرجل ودولته يقفون وراء معاناة غزة، ويحتقرون العرب جميعاً.
يصف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي هذا الوضع في خطابه الأخير، إلى جانب إيضاحه المتكرر على طبيعة السياسة الأمريكية تجاه الأنظمة العربية، القائمة على الابتزاز المالي والسياسي، والإكثار من الترهيب والتخويف للأنظمة العربية بهدف ابتزازها وتصوير حمايته لها بأنها حتمية، ولولاه لانتهت وتلاشت تلك الأنظمة.
وبالمقابل يكشف القائد حقيقة تشارك الإسرائيلي كل هذه المكاسب الأمريكية المالية والسياسية من الأنظمة العربية، وهذه الأموال الهائلة يقدم جزء كبير منها بسخاء للإسرائيلي سواء سلاحاً أو أموالا نقدية، توظف لقتل العرب وتغذية مشاريعه الخبيثة في المنطقة.
حقيقة يبدو استمرار الحديث عن هذه الحقائق، والمحاولة الحثيثة لإيضاحها ضربا من الإسهاب، وعلى قاعدة تفسير الماء بالماء، إذ أن العقد الأخير بأحداثه الكاشفة كانت كفيلة بإزالة ما بقي من غشاوة في عيون العامة والخاصة، غير أن التذكير ينفع في كل الأحوال، والمسؤولية الإعلامية والفكرية تفرض على كل الأقلام الحرة والواعية أن تستمر في تسليط الضوء على هذا المشهد المعاش، الذي لا يعكس صورة للتحالفات النمطية، وإنما يعكس واقعاً مختلاً، عناوينه العبودية والامتهان والخيانة، التي يقابلها الأمريكي بالنكران والسخرية والازدراء.
وما بين احتقار أمريكا لهذه الأنظمة، رغم كل ما تقدمه لها من خدمات، بما تأخذه منها من أموال، وبما توظفها لها من مشاريع تخدمها، وبين احتقار الأنظمة لمحيطها ومجتمعها العربي والإسلامي، فإن النهج السلبي العدواني للأمريكي والإسرائيلي تجاه أمتنا لا يتغير، كما أن سياسة الاسترضاء لهذا العدو، فاشلة وخاسرة، كما قال السيد القائد.
وبقدر ما تشعل أمريكا الحرائق (الحروب والصراعات والخلافات) في بلدان أخرى لكي توظفها في خدمة الأجندة البعيدة المدى والمصالح الخاصة بها، فإن هذه الأنظمة تشعل الحرائق بدافع الأحقاد أو التبعية وحسب، دون حساب لتداعياتها عليها، وتأثيرها على اقتصادها وأمنها واستقرارها، ولكم أن تتأملوا في مسار الصراع التاريخي بين السعودية واليمن، كم استنزفت موارد وجندت طاقات بغرض التدمير .. وأحدثت فجوة ثقة في إقليم يكاد يكون متناغما في العرق والمعتقد والهوية، وكيف كان سيكون الوضع لو استثمرت تلك الموارد والطاقات في تمتين العلاقة ووحدة المصير .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
"حماس" تنعى الشهيد القائد رائد سعد
الدوحة - صفا
نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إلى جماهير الشعب الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية، القائد الشهيد رائد سعد، أحد أبرز قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، وإلى جانبه ثلة من رفاقه الشهداء "رياض اللبان، عبد الحي زقوت، يحيى الكيالي"، الذين ارتقوا في عملية اغتيال إسرائيلية غادرة، بعد رحلة طويلة من الجهاد والمقاومة.
وقالت الحركة في بيان وصل وكالة "صفا"، اليوم الأحد، "لقد مضى الشهداء القادة أوفياء لعهدهم، صادقين في مسيرتهم، لم يبدّلوا ولم يساوموا، وكان صمودهم وثباتهم تعبيرًا حيًّا عن روح شعبنا العظيم، الذي يقدّم أبناءه وقادته في درب الحرية والكرامة، ويصنع بدمائه معادلات الصمود والانتصار".
وأضافت "إننا إذ نودّع اليوم القائد المجاهد رائد سعد، فإننا نودّع مسيرةً جهادية امتدّت لأكثر من خمسةٍ وثلاثين عامًا، كان خلالها في طليعة الصفوف، حاضرًا في ميادين العمل المقاوم، مسهمًا في بناء وتطوير قدرات كتائب القسام، ومعزّزًا لقوتها النوعية، حيث تقلّد مواقع قيادية مفصلية، وأدّى أدوارًا محورية في مسيرة المقاومة الفلسطينية".
وأشارت إلى أن هذه المسيرة بدأت مع انطلاقة الانتفاضة الأولى عام 1987، وتصاعدت عبر مراحل متلاحقة من المواجهة والتحدي، حتى بلغت ذروتها في طوفان الأقصى، الذي كان للشهيد القائد رائد سعد دورٌ مركزي في الإعداد له، وفي بناء خطط التصدي لقوات الاحتلال خلال حرب الإبادة الشاملة التي استمرّت لعامين، فكان حاضرًا بعقله وخبرته وروحه، كما كان حاضرًا بجهاده ودمه.
ولفتت الحركة، إلى أنه خلال هذه الرحلة الطويلة، تعرّض الشهيد لعدّة محاولات اغتيال، لم تزده إلا ثباتًا وإصرارًا، ولم تكن بالنسبة له إلا وقودًا إضافيًا للمضيّ في مشروع المقاومة، وتحدّي العدو، والتشبّث بخيار المواجهة حتى النهاية.
وتابعت "القائد رائد سعد لم يكن مجاهدًا في الميدان فحسب، ولا قائدًا عسكريًا فذًّا وحسب، بل كان رجل قرآن ودعوة وتربية، قدوةً في السلوك، ومثالًا في الإخلاص، ومربيًا من طرازٍ رفيع، راعيًا لمشاريع حفظ القرآن والسنة، ومساندًا لحلقات التربية الإيمانية، التي صنعت جيلًا ربانيًا في قطاع غزة، جيلًا تعانقت في صدوره آيات القرآن مع الاستعداد الصادق للتضحية والبذل في مواجهة العدو الصهيوني المجرم".
وأكدت الحركة، أنها ماضية في طريقها بثباتٍ لا يلين، وإرادةٍ لا تنكسر، ولن ترى في جرائم الاحتلال واغتيالاته إلا تأكيدًا جديدًا على صواب خيار المقاومة، وقناعةً راسخة بأن المقاومة هي السبيل، وأن الصمود مع شعبنا على أرضنا المباركة هو الطريق الوحيد القادر على دحر الاحتلال وتحطيم مشاريعه، وانتزاع حقوقنا كاملة غير منقوصة.