حذّرت دراسة نُشرت في مجلة لانسيت بلانيتاري هيلث، من احتمال تحول أمراض استوائية مثل حمى الضنك وحمى شيكونغونيا إلى أمراض متفشية في أوروبا، بفعل الاحترار المناخي الذي يسرّع انتشار بعوض النمر الآسيوي، الناقل الرئيسي لهذين الفيروسين.

وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تقليص دورة حياة البعوض، ويزيد من قدرة الفيروسات على التكاثر داخله، مما يعزز خطر انتقال العدوى إلى البشر، كما أن التوسع العمراني المتسارع وزيادة حركة التنقل العالمية يسهمان في توسيع نطاق انتشار هذه الأمراض خارج بيئاتها التقليدية.

ويُقدّر أن نحو 4 مليارات شخص في 129 دولة حول العالم يواجهون اليوم خطر الإصابة بأحد هذين المرضين، بعد أن كان انتشارهما يقتصر في السابق على المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

هذا وتُعد الأمراض الاستوائية من أبرز التحديات الصحية التي تواجه العديد من دول العالم، حيث تنتشر عادة في المناطق الحارة والرطبة التي توفر بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات الناقلة لها.

ومع التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة العالمية، بدأت هذه الأمراض تظهر في مناطق جديدة كانت سابقًا بعيدة عن نطاق انتشارها التقليدي، مثل أوروبا، مما يثير قلقًا متزايدًا حول الصحة العامة وضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية والمراقبة.

وحمى الضنك هي مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغات بعوضة النمر الآسيوي (Aedes aegypti وAedes albopictus)، وتسبب الحمى، آلام المفاصل والعضلات، والطفح الجلدي، وفي الحالات الشديدة قد تؤدي إلى نزيف داخلي ومضاعفات تهدد الحياة، وتنتشر بشكل رئيسي في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

وحمى شيكونغونيا هي أيضًا مرض فيروسي ينقله نفس نوع البعوض، وتتميز بحمى حادة وآلام مفصلية شديدة قد تستمر لفترات طويلة، وظهر المرض لأول مرة في إفريقيا، لكنه انتشر إلى آسيا وأمريكا اللاتينية، ويرتبط بانتشاره توسع بيئات البعوض الناقل وتغير المناخ.

وهاتان الحميتان تشكلان تهديدًا صحيًا متزايدًا مع تغيرات المناخ وانتشار بعوض النمر الآسيوي إلى مناطق جديدة.

ولا يوجد علاج محدد لحمى الضنك أو حمى شيكونغونيا، حيث يتم التركيز على تخفيف الأعراض ودعم الجسم حتى يتغلب على العدوى، وتشمل الإجراءات العلاجية الراحة التامة، تناول السوائل لتعويض فقدانها بسبب الحمى والعرق، واستخدام مسكنات خفيفة مثل الباراسيتامول لتقليل الحمى والآلام، ويجب تجنب تناول الأدوية التي تزيد من خطر النزيف مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين، خاصة في حالات حمى الضنك، وفي الحالات الشديدة من حمى الضنك، قد تتطلب الرعاية الطبية دخول المستشفى للمراقبة والعلاج المكثف لمنع حدوث نزيف أو مضاعفات خطيرة.

أما حمى شيكونغونيا، فقد تستمر أعراض الألم المفصلي لفترات طويلة، وقد يحتاج المرضى إلى علاج طبيعي أو أدوية مضادة للالتهابات لتخفيف الأعراض.

والوقاية من هذه الأمراض تعتمد بشكل أساسي على مكافحة البعوض الناقل، وتجنب التعرض للدغات من خلال استخدام المبيدات، الناموسيات، وارتداء الملابس الواقية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: البعوض حمى الضنك فيروس شيكونغونيا لدغات البعوض حمى الضنک

إقرأ أيضاً:

اختتام برنامج التغير المناخي بالطفيلة

صراحة نيوز ـ اختتمت في عدد من مراكز الشباب والشابات النموذجية في الطفيلة دورات برنامج “التغير المناخي” تحت شعار “التطوع الأخضر” الذي نفذ بالشراكة بين وزارة الشباب ومنظمة اليونيسف وهيئة أجيال السلام بهدف إكساب الشباب المعرفة حيال القضايا البيئية.

وتضمنت الجلسات التدريبية تعريف المشاركين بالمفاهيم الأساسية المتعلقة بالتغير المناخي ومناقشة أسبابه والعوامل البشرية والطبيعية المؤثرة فيه، بالإضافة إلى تسليط الضوء على مفهوم البصمة البيئية، والحلول المقترحة للحد من آثاره.

وأوضح مدير مديرية شباب الطفيلة سلطان الرواشدة، أن تنفيذ البرنامج ضمن جهود وزارة الشباب لتفعيل دور الشباب في العمل البيئي التطوعي وترسيخ قيم الانتماء والمسؤولية المجتمعية تجاه البيئة والمكان، لافتا إلى أن مختلف المراكز الشبابية في الطفيلة شهدت فعاليات عدة خلال هذا البرنامج ضمن مبادرات بيئية تمثلت بزراعة الأشجار الحرجية في حدائق المراكز والمتنزهات التابعة لها في خطوة لتعزيز السلوكيات الصديقة للبيئة.

من جهتها، أكدت المدربة رائدة العمايرة، أن دورات التغير المناخي تهدف إلى رفع مستوى الوعي لدى المشاركين بالقضايا المناخية وتعزيز قدراتهم على تنفيذ مبادرات بيئية تسهم في الحد من آثار التغير المناخي.

وأضافت، إن البرنامج يعمل على تمكين المشاركين من أدوات المناصرة وكسب التأييد لقضايا المناخ إلى جانب تدريبهم على صياغة الأهداف الذكية بما ينسجم مع خططهم المستقبلية في العمل البيئي والمناخي

مقالات مشابهة

  • القمة التنموية في بغداد تستعرض أزمات البطالة والتغير المناخي والهجرة
  • اختتام برنامج التغير المناخي بالطفيلة
  • رش الترع والمصارف.. صحة الشرقية تكثف جهود مكافحة ناقلات الأمراض
  • تحصين 350 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع بالمنوفية
  • كيف يؤثر تتويج بولونيا بكأس إيطاليا في صراع المقاعد الأوروبية؟
  • حمى الضنك وشيكونغونيا قد تصبحان من الأمراض المتفشية في أوروبا بسبب الاحترار
  • صحة كركوك تنفي انتهاء الحمى النزفية: لا يمكن التنبؤ بالإصابات
  • دراسة: حمى الضنك وشيكونغونيا قد يصبحان وباءين متوطنين في أوروبا
  • بيطري دمياط: تطعيم 65 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعيةوالوادي المتصدع