خبير تربوي: الذكاء الاصطناعي يسهم في تسهيل المذاكرة وقد يقضي على الدروس الخصوصية قريبًا
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تكنولوجية هائلة يمكن للطلاب الاستفادة منها بشكل كبير في عملية المذاكرة، مشيرًا إلى أن استخدام هذه التقنيات الحديثة بشكل واعٍ يمكن أن يحدث تحولًا جوهريًا في أساليب التعلم، بشرط ألا يعتمد الطالب عليها بشكل مبالغ فيه، بل يستخدمها كوسيلة مساعدة تعزز قدراته وتدعمه في التحصيل الدراسي.
وأوضح أن من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي قدرته على تصميم خطط تعلم فردية تتناسب مع قدرات كل طالب، حيث يستطيع تحليل نقاط القوة والضعف واقتراح خطوات علاجية دقيقة تسهم في تحسين الأداء.
كما يمكنه تلخيص المقررات الدراسية وعقد المقارنات واستخلاص العلاقات بين المفاهيم وتقديم تفسيرات واستنتاجات تساعد على تعميق الفهم.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر أيضًا على إنشاء خرائط ذهنية عادية وتفاعلية، مما يساعد الطلاب على تنظيم المعلومات وتثبيتها بشكل أفضل، إضافة إلى توليد الأسئلة وفقًا للمواصفات المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، ووفق المستويات المعرفية المتنوعة، ما يوفر تدريبًا فعالًا على نمط الامتحانات.
وبيّن أن من ضمن الاستخدامات المهمة تحويل المحتوى الدراسي إلى صيغ متعددة تتماشى مع ميول وأساليب التعلم المفضلة لدى الطلاب، فضلًا عن إمكانية تنظيم الوقت وجدولة المهام بشكل أكثر كفاءة. كما يمكنه تحويل الدروس إلى محتوى تفاعلي، وتلعيب المناهج الدراسية لتصبح أكثر جذبًا وتحفيزًا.
وأكد الدكتور عاصم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في إعداد اختبارات محاكية لامتحانات نهاية العام، إلى جانب دعمه للتعلم التعاوني ومشاركة المعرفة، وإثراء المحتوى من خلال تقديم شروحات إضافية، بل ومحاكاة التجارب العلمية داخل معامل افتراضية توفر بيئة تعليمية غنية وآمنة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة تعليمية متقدمة تسهّل عملية المذاكرة وتوفر مساندة حقيقية للطلاب، متوقعًا أن يسهم تطوره المستمر في تقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية، وربما القضاء عليها نهائيًا في المستقبل القريب.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزارة التربية الذكاء الاصطناعي التربية والتعليم امتحانات وزارة التربية والتعليم المقررات الدراسية الدكتور عاصم حجازي عاصم حجازي أن الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
العلماء قلقون: الذكاء الاصطناعي يتلاعب ويكذب
3 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: لم تعد أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تنفّذ الطلبات فحسب، بل باتت قادرة على الكذب والمراوغة والتهديد من أجل تحقيق أهدافها، وهو ما يثير قلق الباحثين.
بعد تهديده بوقف استخدامه، عمد “كلود 4″، وهو نموذج جديد من شركة “أنثروبيك” إلى ابتزاز مهندس وتهديده بالكشف عن علاقة غرامية له خارج إطار الزواج. اما برنامج “او 1” o1 التابع لشركة “اوبن ايه آي” فحاول تحميل نفسه على خوادم خارجية وأنكر ذلك عند ضبطه متلبسا!
وقد بات الذكاء الاصطناعي الذي يخدع البشر واقعا ملموسا، بعدما كنّا نجده في الأعمال الادبية او السينمائية.
يرى الأستاذ في جامعة هونغ كونغ سايمن غولدستين أن هذه الهفوات ترجع إلى الظهور الحديث لما يُسمى بنماذج “الاستدلال”، القادرة على التفكير بشكل تدريجي وعلى مراحل بدل تقديم إجابة فورية.
يقول ماريوس هوبهان، رئيس شركة “أبولو ريسيرتش” التي تختبر برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الكبرى، إنّ “او 1″، النسخة الأولية لـ”اوبن ايه آي” من هذا النوع والتي طُرحت في كانون الأول/ديسمبر، “كان أول نموذج يتصرف بهذه الطريقة”.
تميل هذه البرامج أحيانا إلى محاكاة “الامتثال”، أي إعطاء انطباع بأنها تمتثل لتعليمات المبرمج بينما تسعى في الواقع إلى تحقيق أهداف أخرى.
في الوقت الحالي، لا تظهر هذه السلوكيات إلا عندما يعرّض المستخدمون الخوارزميات لمواقف متطرفة، لكن “السؤال المطروح هو ما إذا كانت النماذج التي تزداد قوة ستميل إلى أن تكون صادقة أم لا”، على قول مايكل تشين من معهد “ام اي تي آر” للتقييم.
يقول هوبهان إنّ “المستخدمين يضغطون على النماذج باستمرار. ما نراه هو ظاهرة فعلية. نحن لا نبتكر شيئا”.
يتحدث عدد كبير من مستخدمي الانترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن “نموذج يكذب عليهم أو يختلق أمورا. وهذه ليست أوهاما، بل ازدواجية استراتيجية”، بحسب المشارك في تأسيس “أبولو ريسيرتش”.
حتى لو أنّ “أنثروبيك” و”أوبن إيه آي” تستعينان بشركات خارجية مثل “أبولو” لدراسة برامجهما، من شأن”زيادة الشفافية وتوسيع نطاق الإتاحة” إلى الأوساط العلمية “أن يحسّنا الأبحاث لفهم الخداع ومنعه”، وفق مايكل تشين.
ومن العيوب الأخرى أن “الجهات العاملة في مجال البحوث والمنظمات المستقلة لديها موارد حوسبة أقل بكثير من موارد شركات الذكاء الاصطناعي”، مما يجعل التدقيق بالنماذج الكبيرة “مستحيلا”، على قول مانتاس مازيكا من مركز أمن الذكاء الاصطناعي (CAIS).
رغم أن الاتحاد الأوروبي أقرّ تشريعات تنظّم الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تركّز بشكل أساسي على كيفية استخدام هذه النماذج من جانب البشر، وليس على سلوك النماذج نفسها.
في الولايات المتحدة، لا ترغب حكومة دونالد ترامب في سماع أي حديث عن تنظيم الذكاء الاصطناعي، بل إن الكونغرس قد يتجه قريبا إلى منع الولايات من فرض أي إطار تنظيمي خاص بها عليه.
– منافسة شرسة –
يلاحظ غولدستين أن “الوعي لا يزال محدودا جدا في الوقت الحالي”، لكنه يتوقع أن يفرض هذا الموضوع نفسه خلال الأشهر المقبلة، مع الثورة المقبلة في مجال المساعدين القائمين على الذكاء الاصطناعي، وهي برامج قادرة على تنفيذ عدد كبير من المهام بشكل مستقل.
يخوض المهندسون سباقا محموما خلف الذكاء الاصطناعي وتجاوزاته، في مسار غير مضمون النتائج، وسط منافسة شرسة تحتدم يوما بعد يوم.
تقول شركة “أنثروبيك” إنها أكثر التزاما بالمبادئ الأخلاقية مقارنة بمنافسيها، “لكنها تسعى باستمرار لإطلاق نموذج جديد يتفوق على نماذج اوبن ايه آي”، بحسب غولدستين، وهو سباق سريع لا يترك مجالا كافيا لعمليات المراجعة والتصحيح اللازمة.
يقول هوبهان “في الوضع الحالي، تتطور قدرات الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من فهمنا لها ومن مستوى الأمان المتوفر، لكننا لا نزال قادرين على تدارك هذا التأخر”.
يشير بعض الخبراء إلى مجال قابلية التفسير، وهو علم ناشئ يهدف إلى فك شفرة الطريقة التي تعمل بها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي من الداخل. ومع ذلك، يظل البعض متشككا في فعاليته، من بينهم دان هندريكس، مدير مركز أمن الذكاء الاصطناعي (CAIS).
الحِيَل التي تلجأ إليها نماذج الذكاء الاصطناعي “قد تُعيق استخدامها على نطاق واسع إذا تكررت، وهو ما يشكّل دافعا قويا للشركات العاملة في هذا القطاع للعمل على حل المشكلة”، وفق مانتاس مازيكا.
يشير غولدستين إلى اللجوء إلى القضاء لضبط تصرفات الذكاء الاصطناعي، من خلال محاسبة الشركات المسؤولة في حال حدوث تجاوزات.
ولكنه يذهب أبعد من ذلك، ويقترح حتى “تحميل برامج الذكاء الاصطناعي المسؤولية القانونية” في حال وقوع حوادث أو جرائم.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts