أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، استرجاع نحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية كانت ضمن "الأرشيف السوري الرسمي" بعميل جهاز الموساد إيلي كوهين الذي أدى مهمات استخبارية حتى انكشاف أمره وإعدامه في دمشق عام 1965.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء: "في عملية سرية معقدة نفذها جهاز الموساد بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة، تم استرجاع الأرشيف السوري الرسمي المتعلق بإيلي كوهين.

ويحتوي هذا الأرشيف على آلاف المواد التي احتفظت بها الاستخبارات السورية لعقود تحت حراسة مشددة".

ولفت البيان إلى أن من بين الوثائق التي سلمت وصية كوهين الأصلية التي كتبها قبل ساعات من إعدامه، والتي لم يتم الكشف علناً إلا عن نسخة منها حتى الآن.



وأضاف أن "المخابرات السورية كانت جمعت هذه المواد بعد القبض عليه في يناير 1965، وتشمل تسجيلات ووثائق من ملفات التحقيق مع كوهين والمسؤولين الذين كانوا على اتصال به، فضلا عن رسائل كتبها إلى عائلته، وصور من أنشطته أثناء مهمته العملياتية في سوريا، وممتلكات شخصية أخذت من منزله بعد القبض عليه".

وقبل أعوام، كانت السلطات الإسرائيلية حصلت على ساعة اليد الخاصة به.

من هو كوهين:
ولد إلياهو شاؤول كوهين في الاسكندرية عام 1924، ونشأ في حي اليهود. ثم التحق بجامعة الملك فاروق (جامعة الإسكندرية حالياً)، لدراسة الهندسة، إلا انه توقف عن الدراسة قبل التخرج ليلتحق بمنظمة الشباب اليهودي في مصر.

وفي عام 1959 تزوج من يهودية من أصول عراقية في هذه الأثناء قرر الموساد تجنيده لمهمة تجسسية في دمشق، فباشروا في تدريبه بدايةً على اللهجة السورية، التي لم تكن صعبة عليه نظراً لإتقانه اللغة العربية، إضافة لإتقانه كل من العبرية والفرنسية بطلاقة أيضاً. وبدأوا يساعدونه على بناء شخصية مزيفة، تحت اسم كامل أمين ثابت، رجل الأعمال السوري المسلم، والمقيم في الأرجنتين، كما تعلم القرآن وتعاليم الدين الإسلامي، من أجل إتقان دوره كمسلم، وحفظ أسماء جميع الشخصيات السورية البارزة آنذاك، من سياسيين، وعسكريين، ورجال أعمال.

غادر ايلي كوهين "إسرائيل في 3 فبراير/ شباط من عام 1961، إلى زيورخ التي كانت محطته الأولى، ومنها توجه إلى العاصمة التشيلية سانتياغو. ومن ثمَّ وصل أخيراً إلى بيونس آيريس في الأرجنتين، تحت اسم كامل أمين ثابت.

كان في انتظاره في الأرجنتين بعض العملاء الإسرائيليين، الذين ساعدوه على أن يستقر فيها بشخصيته الجديدة. ونصحوه بأن يبدأ بتعلم اللغة الإسبانية فوراً، حتى لا ينكشف أمره.

وخلال سنة واحدة كان قد بنى علاقات وطيدة، مع الجالية العربية في الأرجنتين، وأصبح شخصية مرموقة بينهم. كما حرص على أن يشارك في التجمعات والمآدب، التي شارك فيها الدبلوماسيين السوريين على نحو خاص. واستغل الفرصة ليشيع بينهم رغبته بالعودة إلى مسقط رأسه، بسبب الحنين إلى وطنه.

توجه إلى دمشق في كانون الثاني/ يناير من عام 1962، وبحوزته كل ما يلزم من معدات تجسس، ليبدأ على الفور مهمته الأساسية. وأول خطوة له في دمشق، كانت تكوين شبكة علاقات واسعة مع كبار المسؤولين وضباط الجيش، وقيادات حزب البعث، وبعد انضمامه إلى حزب البعث، تحت اسم كامل أمين ثابت، تعرَّف على أعلى مستويات الدولة، مثل أمين الحافظ رئيس الجمهورية، وصلاح البيطار رئيس الوزراء، وميشيل عفلق رئيس حزب البعث.

وما لبثت أن بدأت المعلومات الدسمة بالتدفق إلى الموساد. فقد زودهم بمعلومات حساسة جداً عن الأسلحة التي اشترتها سوريا من الاتحاد السوفيتي.

وقد وصل نفوذه إلى حد أنه ذهب بصحبة أحد أصدقائه السوريين، في جولة داخل التحصينات الدفاعية السورية على جبهة الجولان، وكان ذلك في سبتمبر/ أيلول من عام 1962. أما أخطر المعلومات التي سربها ايلي كوهين على الإطلاق، كانت الخطط الدفاعية السورية في مدينة القنيطرة.



في كانون الأول/ ديسمبر من عام 1965، تم اكتشاف الجاسوس إيلي كوهين من قبل السلطات السورية، وقد تعددت الروايات التي تتحدث عن كيفية كشفها منها، الرواية التي تتحدث عن أن إيلي كوهين كان يسكن في مبنى بالقرب من السفارة الهندية في دمشق، وقد رصد العاملين في السفارة إشارات لاسلكية تشوش على إشارات السفارة، فقاموا بإبلاغ الجهات المختصة في سوريا، والتي سارعت إلى رصد المصدر ومراقبته، واستطاعت تحديد موعد الإرسال الأسبوعي فقامت بمداهمة منزله وقبضت عليه متلبساً.

ورواية أخرى تشير إلى دور المخابرات المصرية في الكشف عن إيلي كوهين، حيث تم التقاط صور لبعض المسؤولين السوريين برفقة ايلي كوهين، خلال جولته على جبهة الجولان المحتل، وعندما عرضت الصور على المخابرات المصرية، في ضوء التعاون المخابراتي بين الدولتين، تعرف إليه أحد ضباط المخابرات المصرية، نظراً لتاريخه في قضية شبكة جون دارلينج.

في 18 أيار/ مايو من عام 1965، تم إعدام الجاسوس كوهين علنا في ساحة المرجة بدمشق.




المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال الموساد إيلي كوهين سوريا سوريا الاحتلال موساد إيلي كوهين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الأرجنتین إیلی کوهین فی دمشق من عام

إقرأ أيضاً:

ملامح الاقتصاد السوري ضمن حلقة نقاشية في جامعة دمشق

دمشق-سانا

نظم مركز الدراسات والأبحاث الإستراتيجية في مركز رضا سعيد للمؤتمرات في جامعة دمشق حلقة نقاشية علمية بعنوان: “ملامح الاقتصاد السوري وآفاقه المستقبلية”، قدم فيها الدكتور تيسير الرداوي الأستاذ في الاقتصاد ورئيس هيئة تخطيط الدولة سابقاً، مجموعة من الأفكار والموضوعات التي تتعلق بالواقع الاقتصادي الحالي وكيفية النهوض به.

واستعرض الدكتور الرداوي بعضاً من صور الواقع الاقتصادي خلال المرحلة السابقة، وأبرز المقترحات التي تخدم الرؤى المقبلة، ونماذج من تجارب عدد من الدول مختلفة الأنظمة الاقتصادية كالصين وفيتنام وألمانيا وفرنسا، وبعضاً من أساليب معالجة تلك الدول للمشاكل التي صادفتها في نشاطها، مؤكداً أهمية دور الدولة في محاربة الفقر وحماية الملكية الفردية والقيام بالمشاريع التنموية الكبرى كالسدود والمطارات وخطوط السكك الحديدية وغيرها.

وأشار الدكتور الرداوي إلى ضرورة إتاحة المجال أمام الأسواق لكي تنهض بنفسها دون تدخل مباشر من قبل الدولة إلا في حالات الضرورة، حيث يكون دور الدولة إشرافياً فقط، وداعماً لنشاطات الفعاليات الاقتصادية، لجهة سن التشريعات الملائمة وخلق بيئة استثمارية محفزة وجاذبة للمستثمرين الوطنيين والأجانب.

بدورهم أكد الحضور ضرورة وضع نظام ضريبي عادل والحرص على تطبيقه بأفضل السبل، بالنسبة للدخول والأرباح، وفاعلية الدولة في ضبط الأسواق وتسهيل الحركة الاقتصادية، وأهمية القطاع العام ودوره المحوري محلياً، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، والاستفادة من نماذج جديدة والموازنة بين الليبرالية والاشتراكية في الاقتصاد، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تحقيق الموازنة بين دور الدولة كمخطط والقطاع الخاص كمنفذ، مع الحرص على الاستثمار الأمثل لموارد الدولة ومقدراتها في تحقيق التنمية.

وفي تصريح لـ سانا عقب انتهاء الجلسة أشار الدكتور الرداوي إلى أن الاقتصاد السوري الآن أمامه فرصة ثمينة جداً لا بد من استغلالها أفضل استغلال، حيث زالت جميع الإجراءات والمعوقات التي كانت سائدة سابقاً، ولعبت دوراً كبيراً في التقييد وتحجيم العقل والفكر، وقال: “هناك الآن مجال للإبداع الاقتصادي، والتنمية تحصل فقط في المشاريع الحيوية الكبرى، كمشروع دجلة لنقل المياه وليس في المشاريع الصغيرة”.

حلقة نقاشية ملامح الاقتصاد السوري 2025-07-01malekسابق بحث التعاون بين سوريا وقبرص لحماية التراث الثقافيآخر الأخبار 2025-07-01ملامح الاقتصاد السوري ضمن حلقة نقاشية في جامعة دمشق 2025-07-01بعد 46 عاماً… سوريا تتخلص من ثقل العقوبات الأمريكية 2025-07-01وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا ينعكس إيجاباً على لبنان 2025-07-01الإعلان عن تأسيس شبكة الأعمال الأسترالية السورية 2025-07-01وزير الطاقة السوري يبحث سبل تعزيز الاستثمار الأمثل للثروات المعدنية 2025-07-01فتح طرقات وترحيل أنقاض وتنظيف شوارع في مدينة درعا 2025-07-01صحة حماة تبحث مع المنظمات العاملة بالمجال الصحي تعزيز التنسيق معها 2025-07-01خطة مشتركة لتسريع نقل الحبوب إلى المحافظات السورية 2025-07-01سانا تواكب عمليات تصحيح أوراق امتحانات شهادة التعليم الأساسي 2025-07-01حملة ترحيل أنقاض وفتح شوارع في حي دير بعبلة بحمص

صور من سورية منوعات شركة صينية تطرح روبوتاً لإزالة الأعشاب الضارة بالليزر 2025-06-30تحذير علمي: ارتفاع الحرارة يؤثر في القدرات الإدراكية 2025-06-29
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • انطلاق أعمال مجلس الأعمال السوري الكندي في دمشق
  • دمشق بين أنقرة وتل أبيب.. هل تخسر تركيا ورقتها السورية؟
  • تعاون إعلامي جديد بين دمشق والتحالف السوري الأمريكي
  • مباحثات بين غرف التجارة السورية وغرف دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز التعاون
  • وزير الطاقة السوري: زيادة كميات الغاز التي سترسل عبر الأردن إلى سوريا
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها
  • ملامح الاقتصاد السوري ضمن حلقة نقاشية في جامعة دمشق
  • نتنياهو يجتمع مع نائب الوزير ألموج كوهين لمنع استقالته من الحكومة
  • الخارجية السورية ترحب بقرار الولايات المتحدة رفع العقوبات عن دمشق
  • الصحة السورية تناقش تعديل قانون المنشآت الصحية الخاصة