لا يزال الحديث منصبا عن  قمة بريكس والتي اختتمت أعمالها منذ أيام قليلة بعد الكثير من الاجتماعات والمناقشات في مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية، فضلاً عن الإعلان بضم 6 دول جديدة إلى عضويتها، منها 3 دول عربية، (الإمارات والسعودية ومصر) بجانب (الأرجنتين وإيران وإثيوبيا)، ليرتفع بذلك عدد الأعضاء في المجموعة إلى 11 دولة تساهم بنحو 30.

1% من الناتج الإجمالي للاقتصاد العالمي.

وتنضم الدول الجدد رسميًا للتجمع بداية من يناير 2024، وسيكون أول اجتماع لدول "بريكس بلس" العام المقبل بوجود مصر عضوًا لأول مرة.

صورة أرشيفيةطفرة بمجال الطاقة

وأصبحت مجموعة بريكس والتي كانت تضم 5 دول (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا)، تستحوذ بعد انضمام قائمة الدول الجديدة على 42% من إنتاج النفط، و38 % من إنتاج الغاز، و67 % من إنتاج الفحم في السوق العالمية.

ويشار إلى أن الإمارات والسعودية هما من أكبر اللاعبين الرئيسيين في أسواق الطاقة العالمية، وسيكون هناك مزايا أضافية لهذا التكتل خاصة فيما يخص استقرار أمن إمدادات الطاقة لكبار المستهلكين (الصين والهند)، ويشار أيضاً إلى أن الصين تشكل 75% من صناعة ألواح الطاقة الشمسية في العالم.

كما أن الإمارات والسعودية ومصر، مرشحة لتكون دولاً رائدة في إنتاج وتصدير الطاقات النظيفة خلال العقود القليلة المقبلة، على غرار الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، التي من المتوقع أن تنافس الوقود الأحفوري.

وحققت دول بريكس تطورات كبيرة في تكنولوجيا الطاقة، بما في ذلك مصادر الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة وحلول كفاءة الطاقة، حيث تتميز دول البريكس بتنوع مصادر الطاقة، بداية من البترول والغاز في روسيا إلى استثمارات الصين في مصادر الطاقة المتجددة،  وخبرات الهند لتحسين الوصول إلى الطاقة والقدرة على تحمل تكاليفها.

من جانبه يساهم انضمام مصر لمجموعة بريكس بفضل موقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية واقتصادها المتنامي في أن تلعب دورًا محوريًا لتيسير وتنمية التبادل التجاري بين أعضاء "بريكس" وباقي دول العالم، كما أنها تعمل بجهود حثيثة على تنويع مزيج الطاقة المكون من الطاقة المتجددة والغاز من خلال الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة، خاصة الهيدروجين الأخضر وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، في ظل النمو السكاني المرتفع والتوسع الصناعي وما يصاحبهما من زيادة استهلاك الطاقة.

ويساعد انضمام مصر لمجموعة بريكس على تنويع وتأمين مصادر الطاقة، وكذلك جذب مزيد من الاستثمارات وتبادل الخبرات مع الدول الأعضاء في هذا القطاع الحيوي.

وتضخ دول بريكس استثمارات ضخمة في مشاريع البنية التحتية العملاقة، مثل شبكات النقل ومحطات الطاقة والاتصالات، وهو ما يمكن مصر من الاستفادة من التمويل والخبرة اللازمة لتطوير بنيتها التحتية، خاصة في قطاع الطاقة، ويتيح فرص أكبر وأكثر تنوعًا لتمويل مشاريع البنية التحتية للطاقة، كما يوفر مساحة أكبر لتعزيز الاستثمارات المشتركة وآليات للتمويل يمكنها تسريع مشروعات تنمية الطاقة.

وقال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، إن انضمام 6 دول جديدة لتجمع بريكس ليصبح التجمع يضم 11 دولة، من بينها 3 دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات، فقد أصبح الناتج المحلي الإجمالي للتجمع 29% من الناتج الإجمالي للاقتصاد العالمي، إضافة إلى استحواذ دول التجمع على النسبة الأكبر من الدول المنتجة للنفط والغاز والفحم في العالم وهو ما يمثل مكسبا كبيرا لتجمع بريكس.

وأوضح غراب، أن هذا يحقق مزايا للمجموعة بتوفير الطاقة لكبار المستهلكين في العالم وهما الهند والصين على حساب الدول الأوروبية، التي من المتوقع أن يقل الإمدادات لها، إضافة إلى أن روسيا قطعت عنها الإمدادات.

البريكستحول موازين القوى

وأضاف غراب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن انضمام مصر والسعودية والإمارات لدول تجمع بريكس يحقق شراكات اقتصادية ناجحة مع دول التجمع ما يزيد من اقتصاد الشرق الأوسط ويعود بالنفع على بقية دول الشرق الأوسط، وذلك بجذب الاستثمارات الأجنبية إلى الدول الثلاث ما يزيد من معدلات النمو وزيادة حجم الناتج المحلي الإجمالي لها، إضافة إلى زيادة حجم التنمية والتجارة البينية والاستثمار، لأن دول بريكس ستعمل على توسيع حجم السوق وتحسين حركة الاستثمارات والأموال، إضافة إلى التحرر من قبضة الدولار بتوسيع المعاملات التجارية بالعملات المحلية، إضافة لنقل التكنولوجيا والتصنيع من الدول الصناعية الكبرى كالصين والهند وروسيا.

وأكمل غراب: توسع تجمع بريكس يقضي على النظام الأوحد أو القطب الأوحد عالميا، ويصبح هناك قطبين يتنافسان اقتصاديا ما يعود على بقية الدول بالمنافع الاقتصادية، موضحا أن انضمام دول عربية إلى تجمع بريكس مثل مصر والسعودية والإمارات خاصة أنها دولا مرشحة لأن تكون رائدة في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة خلال السنوات القادمة، فهذا يمثل محطة مهمة في تحول موازين القوى الاقتصادية العالمية، إضافة إلى أن الانضمام يحد من تأثير الصدمات الخارجية على الاقتصاد الداخلي للدول وذلك بسبب التنوع في التعاون بين الدول.

وتابع غراب: الدول الغربية لم تعد هي المسيطرة على الاقتصاد العالمي كما كانت، بل قل الترابط فيما بينهم بسبب الأزمات الاقتصادية المتعاقبة خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وأنه كلما زادت قوة وكثرة تجمع بريكس كلما ضعفت قوة المعسكر الغربي اقتصاديا، موضحا أن وجود قطبين بالعالم هو في صالح دول العالم فمن حق أي دولة أن تولي مصالحها بتنويع علاقاتها الاقتصادية، ومعنى انضمامها لاتحاد لا يعني أنها تعادي غيره ولكن تنويع مصالحها الاقتصادية هو الأولى، موضحا أن تجمع بريكس بلا شك سيقلل من دور مجموعة السبع وسيحدث نوع من التوازن الدولي، إضافة لتقليص دور أمريكا على مستوى النظام المالي العالمي .

من جانبه قلل أحمد معطي الخبير الاقتصادي، من تحكم بريكس في إنتاج النفط العالمي، قائلا إنه لا يوجد أي تأثير للمجموعة خاصة وأن أمر إنتاج النفط المتحكم الأساسي به هو منظمة "أوبك +" وحلفائها، مشيراً إلى أنها المنظمة المعنية أكثر بأمر "النفط العالمي"، وأن هناك ميزة في هذا التكتل وهو وجود السعودية وروسيا، حيث إنهما أكبر دولتين إنتاجاً  للنفط العالمي في العالم، فضلاً عن انضمام الإمارات لهما، والتي تحتل ترتيبا ممتازا أيضاً في إنتاج النفط، ولكن في جميع الحالات لن يكون هناك تأثير على الغرب؛ لأن القرارات الخاصة بالنفط ترتبط أكثر وتصدر من تحالف "أوبك +".

وأضاف الخبير الاقتصادي - خلال تصريحات لـ"ًصدى البلد"، أن القمة أكدت أنه سيكون هناك عدة تحالفات عالمية، وليس تحالف واحد فقط معتمد على الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي كأنهم نظام واحد، فبالتالي بريكس جاء لإلغاء هذه الفكرة ولكي يكون هناك تحالفين عالميين وإحداث توازن عالمي في العلاقات الدولية و السياسة الدولية، مشيراً إلى أن هناك دولا متضررة بأزمة الدولار مثل مصر، حيث تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، فضلاً عن روسيا والتي تضررت بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، ودول أخرى لم تتضرر مثل السعودية والإمارات، حيث أنهما من كبار منتجي النفط، وبالتالي لم يتأثرا بأزمة الدولار كثيراً، وبالتالي في جميع الحالات فتكتل بريكس يهدف إلى تعددية التحالفات وبالتالي إحداث توازن. 

وأكمل معطي: وجود أي دولة في الشرق الأوسط في تكتل بريكس يؤثر بالطبع على باقي الدول، ومن المتوقع زيادة حجم الاستثمارات في أغلب دول التحالف، فضلاً عن أن التحالف يساعد في تهدئة الأزمات الموجودة خاصة فيما يخص عملات هذه الدول، وبالتالي من المتوقع أن يحدث حالة من النمو في كل من مصر والسعودية والإمارات، وهو بدوره سيؤثر على باقي الدول الأخرى، وسيتم زيادة الاستثمارات في باقي دول الشرق الأوسط.

تقليل الفجوة الدولارية.. وزير التموين يكشف أهمية انضمام مصر إلى «البريكس» ما هو سبب اختيار مجموعة البريكس لـ مصر؟.. برلماني يوضح

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بريكس بريكس بلس مجموعة بريكس مصر والسعودیة والإمارات الطاقة المتجددة مصادر الطاقة الشرق الأوسط إنتاج النفط تجمع بریکس انضمام مصر من المتوقع فی العالم إضافة إلى فی إنتاج إلى أن

إقرأ أيضاً:

أوبك+ تمدد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2025

الرياض : واس

 في ضوء الالتزام المستمر من جانب الدول الأعضاء في منظمة “أوبك” والدول المنتجة من خارجها، المشاركة في إعلان التعاون، بالمحافظة على استقرار أسواق البترول، وتوفير الشفافية وإرشاد الأسواق على المدى الطويل، واستنادًا إلى النهج الاحترازي والاستباقي والوقائي، الذي تتبناه الدول الأعضاء في منظمة “أوبك” والدول المنتجة من خارجها، المشاركة في إعلان التعاون، فقد قررت الدول المشاركة الآتي:

إعادة التأكيد على إطار إعلان التعاون، الذي وُقّع في ١٠ ديسمبر ٢٠١٦م، والذي تم التأكيد عليه في الاجتماعات اللاحقة، وتجديد التأكيد كذلك على ميثاق التعاون الموقّع في ٢ يوليو ٢٠١٩م. تمديد مستوى الإنتاج الإجمالي، من البترول الخام، للدول الأعضاء في منظمة “أوبك” والدول من خارجها، المشاركة في إعلان التعاون، حسب الجدول المرفق، اعتبارًا من ١ يناير ٢٠٢٥م وحتى ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥م. تمديد مدة التقييم، الذي تجريه المصادر الثلاثة المستقلة، حتى نهاية شهر نوفمبر من عام ٢٠٢٥م، والاسترشاد بهذا التقييم في تحديد مستويات الإنتاج لعام ٢٠٢٦م. إعادة التأكيد على الصلاحيات الممنوحة للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، لإجراء تقييم دقيق لأسواق البترول العالمية، ولمستويات الإنتاج، ولمستوى الالتزام بإعلان التعاون، وذلك بدعم من اللجنة الفنية المشتركة، والأمانة العامة لأوبك، علماً بأن اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج ستُعقد كل شهرين. عقد الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في منظمة “أوبك” والمشاركة من خارجها كل ستة أشهر، وفقًا لجدول انعقاد مؤتمر أوبك العادي. منح اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج صلاحية عقد اجتماعات إضافية، أو الدعوة لعقد الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في منظمة أوبك والمشاركة من خارجها، في أي وقت، للتعامل مع مستجدات السوق، متى ما رأت ذلك ضروريًا. إعادة التأكيد على أن الالتزام بإعلان التعاون سيتم تقييمه وفقًا لمستوى الإنتاج، وباستخدام متوسط المصادر السبعة الإضافية المعتمدة، واستنادًا إلى المنهجية المطبقة على الدول الأعضاء في منظمة “أوبك”. التشديد على الأهمية القصوى لتحقيق الالتزام الكامل وآلية التعويض. عقد الاجتماع الوزاري الثامن والثلاثين للدول الأعضاء في منظمة أوبك والمشاركة من خارجها في 1 ديسمبر 2024م.

مقالات مشابهة

  • «أوبك+» يوافق على منح الإمارات مستوى إنتاج مرجعي جديداً
  • وزارة البيئة: انضمام المملكة لمبادرة الابتكار الزراعي للمناخ يسرّع الاستثمارات الزراعية
  • انضمام المملكة إلى مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ يسرع الاستثمارات الزراعية
  • ‏”أوبك+” يقر تمديد مستويات إنتاج النفط الحالية حتى نهاية 2025
  • أوبك+ تمدد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2025
  • انضمام المملكة إلى مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ يسرع الاستثمارات الزراعية وابتكار النظم الغذائية الذكية مناخيًا
  • أوبك+.. مواصلة التخفيضات الطوعية في إنتاج النفط
  • ليبيا تعود لمركزها كأكبر مورد للنفط إلى إيطاليا بعد 10 سنوات
  • خام البصرة يسجل مكاسب أسبوعية طفيفة وسط خسائر النفط العالمي
  • الرئيس السيسي: حريصون على زيادة الاستثمارات الصينية في مصر