تواصل محكمة الاستئناف في مدينة الدار البيضاء، الجمعة، استجواب سعيد الناصري، القيادي السابق بحزب الأصالة والمعاصرة ، على ذمة ملف « إسكوبار الصحراء »، في الجلسة السادسة على التوالي.

يُصر الناصري المتابع في حالة اعتقال مجددا على ضرورة حضور الفنانة المعروفة لطيفة رأفت أمام المحكمة، لمواجهتها بتصريحاتها التي يشير إلى أنها « متضاربة ».

جاء ذلك رداً على تصريحات « إسكوبار الصحراء » ولطيفة رأفت، زوجته السابقة والتي تُورط الناصري.

هذه المرة استفسر المستشار علي الطرشي، سعيد الناصري، في شأن تصريح لطيفة رأفت لدى الفرقة الوطنية حول كيس بلاستيكي يحتوي على مبالغ مالية سلمه زوجها السابق إلى الناصري، حيث أوضحت أن ذلك حدث قبل زواجها ببضعة أيام، حين كانت برفقة الحاج بن براهيم على متن سيارة قبل لقائهم بالناصري.

وهي التصريحات السابقة التي أضافت خلالها لطيفة رأفت أن زوجها عرض عليها مجموعة من الخواتم الذهبية، موضحاً أنها يجب أن تختار إحداها كخاتم زواجها، وأنها كانت من اختيار سعيد الناصري. إلا أنها رفضت ذلك، مؤكدة أنها هي من يجب أن تختار خاتم زواجها وليس سعيد الناصري. بعد ذلك، شاهدت زوجها يسلم كيساً بلاستيكياً يحوي مبالغ مالية، كان موجوداً في السيارة، إلى سعيد الناصري دون أن تستلم منه أي خاتم.
من جانبه، رد الناصري،  بأن لطيفة أنكرت هذه التصريحات أمام قاضي التحقيق، قائلاً: « هناك لطيفة عند الشرطة، ولطيفة عند قاضي التحقيق، ولطيفة عند الصحافة وأنا التمس حضورها أمام المحكمة لمواجهتها شكون نتيقوا ».

وشدد الناصري، على أن لطيفة رأفت نفت هذا الكلام أمام قاضي التحقيق، وقالت « لم أره ».

كما تحدث الناصري عن مبلغ 2 مليار يقول إسكوبار إنه سلمه له، مطالباً بتبرير هذا المبلغ. واستنكر الناصري هذه الادعاءات قائلاً: « يتحدثون عن خواتم ذهبية، واش نتا ذهيبي »، متسائلا إن كان مبلغ 2 مليار « كلام يقبله عقل ». وأشار إلى أن لطيفة رأفت « كذبت على الفرقة الوطنية وضللت العدالة ».

وأنكر سعيد الناصري، بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إليه بخصوص سعيه من أجل حصول الحاج ابن إبراهيم على الجنسية المغربية. جاء ذلك بعد أن صرح « المالي » بأن سعيد طلب من نقيب الزاوية الناصرية بضواحي زاكورة، تسليمه شهادة تثبت أن والدة الحاج ابن إبراهيم مغربية وتنحدر من الزاوية الناصرية، وذلك سعياً منه للحصول على الجنسية المغربية.

تساءل الناصري مستنكراً: « لم أقدم أي وعد بهذا الشأن ». وأضاف: « هل من يسعى للحصول على الجنسية يزور الزاوية الناصرية عند ضريح الولي الصالح سيدي أحمد بن ناصر؟ ».

وأوضح الناصري أن « الورقة الشرفية » التي تسلمها الحاج ابن إبراهيم من الزاوية الناصرية هي وثيقة رمزية لا تحمل أي طابع رسمي أو قانوني، وتُمنح لكل من يزور المكان. وقدم الناصري إشهاداً مكتوباً من طرف نقيب الزاوية الناصرية يثبت ذلك.

وأشار المتهم إلى أن ما يتم ترويجه حول هذه الوثيقة هو « محض خيال من نسج المالي، وبتعاون من الفنانة لطيفة رأفت »، نافياً أن تكون للزيارة أي صلة بمنح الجنسية أو غيرها من الامتيازات. وأردف أن الزاوية لها 365 فرعاً منتشراً عبر العالم، منها مصر والعراق، مؤكداً أن الشهادة التي تسلمها من نقيب الزاوية لا تعني إطلاقاً أنه مغربي، بل تتضمن فقط أنه زار الزاوية.

من جانبه، أكد رضوان الناصري، نقيب الزاوية الناصرية، خلال محضر استماعه من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، أن علاقته بسعيد الناصري تعود إلى رابطة القرابة بينهما كونهما ينحدران من نفس المنطقة. وأوضح أنه قام بتحرير شهادة لصالح الحاج ابن إبراهيم بطلب من سعيد الناصري، وذلك بدعوى أن « إسكوبار » وُلد من أم مغربية. غير أن سعيد الناصري أكد أن تلك الوثيقة هي مجرد شهادة انتساب لزاوية الناصرية.

ونفى الناصيري تصريحات الحاج ابن إبراهيم، التي زعم فيها أنه كان ضيفاً على مهرجان زاكورة الدولي، مؤكداً أنه اعطى 150 مليون للمنتدى في إطار حملة انتخابية سابقة لأوانها لفائدة سعيد الناصري، جزء من المال من أجل بناء مسجد لفائدة الزاوية الناصرية، بالإضافة إلى هبات مالية اخرى منتدى دولي للوحات

توفره على شهادات من منظمي المهرجان تثبت أن المعني لم يكن ضمن المدعوين أو الضيوف الرسميين.

أما بخصوص السيارة التي تم تسليمها لنقيب الزاوية الناصرية، فأكد الناصيري أنها لم تُمنح لأي غرض محدد، مضيفاً أنها لا تزال مسجلة باسم المالي، « الذي يختلق روايات لا تمت للواقع بصلة »، حسب تعبيره.

كلمات دلالية إسكوبار الصحراء سعيد الناصري

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: إسكوبار الصحراء سعيد الناصري سعید الناصری لطیفة رأفت

إقرأ أيضاً:

محمد سلماوي في الثمانين.. فارس الكلمة الحرة وظلّ نجيب محفوظ

في صباحٍ يشبه اللغة التي أحبها، وفي يومٍ من أيام مايو الهادئة، يحتفل المثقفون المصريون بعيد ميلاد كاتبٍ لم يكن مجرد شاهد على العصر، بل كان أحد صُنّاعه بالكلمة والرأي والموقف، إنه الكاتب الكبير محمد سلماوي، الذي يُتم عامه الثمانين، لا يزال يحمل قلمه كما يحمل الجندي سلاحه، بوعيٍ وانضباط وشغف لا يخبو.

محمد سلماوي : مهمة الأديب أن يعبر عن ضمير أمته ..والكتاب المطبوع يقدم المعرفة الكليةمن ضوء المسرح إلى صخب الصحافة

وُلد محمد سلماوي عام 1945 في القاهرة، في زمنٍ كان فيه المثقف يُعدُّ مشروعًا وطنيًا بحد ذاته، درس الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، عين مدرسًا للغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب - جامعة القاهرة عام 1966، وفي عام 1970 انتقل إلى جريدة الأهرام ليعمل بها محررًا للشئون الخارجية، وفي عام 1988 انتدب وكيلاً لوزارة الثقافة للعلاقات الخارجية، وفي عام 1991 عين مديرًا للتحرير بجريدة «الأهرام ويكلي» الصادرة باللغة الإنجليزية، ثم عين رئيسًا للتحرير بجريدة «الأهرام إبدو» الصادرة بالفرنسية، وإلى جانب ذلك عمل محمد سلماوي كاتبًا بجريدة «الأهرام» اليومية، ورئيسا لمجلس أمناء صحيفة «المصري اليوم»، اليومية المصرية المستقلة، ثم رئيسا لمجلس تحرير الصحيفة، في الثالث من يناير، من العام 2014.
لم يكن سلماوي أسير قالب واحد، بل تنقل بين الصحافة، المسرح، القصة القصيرة، المقال السياسي، والعمل الثقافي العام، وفي كل حقلٍ كان له صوته الخاص.

المسرحي المتمرد

في الثمانينات، لمع اسمه كمسرحي مختلف، فكتب نصوصًا أثارت نقاشات وجدلًا "فوت علينا بكرة؛ اللى بعده"، "القاتل خارج السجن"، "سالومي"، "اثنين تحت الأرض"، "الجنزير"، "رقصة سالومي الأخيرة"، لم تكن مسرحياته ترفًا ثقافيًا، بل كانت مرايا حادة تعكس ملامح المجتمع العربي بعد النكسة، وتجترح أسئلة حول السلطة، الحرية، والهوية.
قال عنه الناقد الراحل د. محمد عناني: "كان سلماوي أحد أوائل من أدركوا أن المسرح ليس مجرد خشبة بل منبر للحقيقة."

في حضرة نجيب محفوظ

ربما لا يعرف كثيرون أن محمد سلماوي كان من أقرب المقربين إلى نجيب محفوظ، خاصة في سنواته الأخيرة، كان أحد أصدقائه الدائمين في جلسة "الحرافيش"، كما كتب مقدمة بعض كتبه، ووثّق ذكرياته معه في كتابه الشهير "يومًا أو بعض يوم"، حيث يرسم ملامح محفوظ الإنسان، بعيدًا عن الصورة الرسمية.
يروي سلماوي أن محفوظ "لم يكن يتحدث كثيرًا، لكن حين يتكلم، كان يصيب الجوهر مباشرة.. وكان يرى أن الكاتب لا يجب أن يصرخ، بل أن يهمس في أذن الزمن".

رجل الصحافة والكلمة الملتزمة

بجانب الأدب، خاض سلماوي غمار الصحافة بقوة، فشغل منصب رئيس تحرير جريدة "الأهرام إبدو"، ثم رئيس اتحاد الكتّاب المصريين، ورئيس اتحاد الكتاب العرب، وكان من أوائل من نادوا باستقلالية القرار الثقافي العربي عن السياسات الرسمية.

جوائز وتكريمات


نال محمد سلماوي عشرات الجوائز والتكريمات من مصر وخارجها، وكرّمته جامعات ومؤسسات أدبية، لكنه لم يتورّط أبدًا في لعبة الأضواء، ظل يعتبر أن "الكاتب لا يعيش في حفل تكريم، بل في ورشة كتابة مستمرة".

عيد ميلاده الثمانون.. وتحية لا بد منها

في احتفالية المجلس الأعلى للثقافة يوم الأحد المقبل، لا يُحتفى فقط بعمر، بل بمسيرة، محمد سلماوي لا يُقاس بعدد الكتب، بل بعدد المواقف التي صمد فيها حين صمت غيره، هو ذلك النوع من الكتّاب الذين إذا كتبوا لم يُكرّروا، وإذا صمتوا لم يغيبوا.

الكلمة التي لا تموت
ثمانون عامًا مرّت، لكن محمد سلماوي لا يزال يُجيد الإنصات لما هو آتٍ، ويكتب كما لو أن اللغة ما زالت جديدة، وأن المستقبل لم يُكتب بعد، وفي زمن يتراجع فيه دور المثقف، يظل سلماوي شاهدًا على أن الكلمة – إذا خرجت من القلب – لا تشيخ.

طباعة شارك محمد سلماوي المثقفون المصريون جريدة الأهرام الأهرام ويكلي المسرحي المتمرد القاتل خارج السجن

مقالات مشابهة

  • القضاء يؤيد قرار اللجنة المؤقتة ويرفض منح البطاقة المهنية لحميد المهداوي
  • إصابة 8 أشخاص بمشاجرة جيران في الناصرية
  • الناصري ينكر تهمة الاتجار بالمخدرات : لا علاقة لي بتهريبها وتصريحات "إسكوبار الصحراء" ضدي من وحي خياله
  • أروى رأفت تكتب: غرور الإنسان.. من وهم المركزية إلى سلب الحرية
  • محمد سلماوي في الثمانين.. فارس الكلمة الحرة وظلّ نجيب محفوظ
  • المحكمة تستفسر الناصري عن مصدر أموال ضخمة وضعت في حسابه وحساب ابنه..
  • لطيفة بنت محمد تعزي في وفاة والدة السيدة الجليلة حرم سلطان عُمان
  • مدبولي: شراكة القطاع الخاص حجر الزاوية لتنمية المناطق الزراعية الجديدة بمدن متكاملة
  • إليكم عطلة الصحافة في عيد المقاومة والتحرير