الجيش الأوغندي يتهم دبلوماسيين أوروبيين بدعم أنشطة تخريبية
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
اتهم الجيش الأوغندي، أمس الجمعة، عددا من الدبلوماسيين الأوروبيين بالضلوع في ما وصفها بـ"أنشطة تخريبية" ودعم جماعات معارضة "خائنة"، في تصعيد لافت للتوترات بين كمبالا وشركائها الغربيين على خلفية الانتقادات المتزايدة لسجل البلاد الحقوقي.
وفي بيان صادر عن الكولونيل كريس ماجيزي، المقرّب من الجنرال موهوزي كاينيروغابا نجل الرئيس يوري موسيفيني، أشار الجيش إلى أن أجهزة الاستخبارات باتت "على علم بالممارسات غير الدبلوماسية الواضحة" التي يقوم بها بعض السفراء الأوروبيين، وعلى رأسهم السفير الألماني ماتياس شاور، في مناطق مختلفة من البلاد.
ويأتي هذا التصعيد بعد اجتماع عُقد الخميس بين عدد من السفراء الأوروبيين والجنرال المتقاعد سليم صالح، عم كاينيروغابا وعضو نافذ في جهاز الأمن الأوغندي.
وقدّم صالح خلال الاجتماع اعتذارا عن منشورات كاينيروغابا المثيرة للجدل على منصة "إكس"، والتي شملت تهديدات صريحة ضد معارضين بارزين، من بينهم بوبي واين، إلى جانب اتهامات بتعذيب حارسه الشخصي في "قبو" تابع لمنزل الجنرال.
حكم وراثيوكان كاينيروغابا قد أثار غضبا واسعا داخل وخارج أوغندا بسبب تصريحاته العنيفة، وتلميحاته المتكررة برغبته في خلافة والده، ما يعزز المخاوف من انتقال سياسي محتمل نحو "حكم وراثي" في الدولة الواقعة شرق إفريقيا.
إعلانورفض كل من السفير شاور وكبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي في أوغندا يان صادق التعليق على الاتهامات حتى الآن.
وسبق أن وجه الاتحاد الأوروبي انتقادات متكررة للسلطات الأوغندية على خلفية الاعتقالات التعسفية والانتهاكات الجسيمة ضد المعارضين، وسط تحذيرات من "عسكرة مقلقة للمجال السياسي"، كما ورد في خطاب لصادق هذا الشهر.
وقال صادق إن استخدام العنف ضد المدنيين دون مساءلة يتعارض مع مبادئ سيادة القانون، داعيا إلى احترام الحريات السياسية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في يناير/كانون الثاني 2026.
ويستعد الرئيس موسيفيني (80 عاما)، الذي يحكم البلاد منذ عام 1986، لخوض ولاية سابعة، في وقت يخشى فيه مراقبون من انتقال غير ديمقراطي للسلطة، خاصة مع غياب خلف واضح داخل حزب "حركة المقاومة الوطنية" الحاكم، وهيمنة المؤسسة العسكرية والأمنية على مفاصل الدولة.
بالمقابل، يقبع زعيم المعارضة كيزا بيسيغي في السجن منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بتهم يُعتقد أنها ذات دوافع سياسية، في بلد لم يشهد أي انتقال سلمي للسلطة منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1962.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
أوغندا: المعارضة تطلق حزبا جديدا رغم سجن زعيمها بيسيجي
أعلن مؤيدو الزعيم الأوغندي المعارض المعتقل كيزا بيسيجي، أمس الثلاثاء، تأسيس حزب جديد اسمه "جبهة الشعب من أجل الحرية"، وذلك خلال فعالية أقيمت في العاصمة كمبالا في غياب بيسيجي القسري.
ورغم أن بيسيجي، العقيد المتقاعد والطبيب الشخصي السابق للرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، يقبع في السجن منذ نوفمبر الماضي بتهمة "الخيانة العظمى"، فإن أنصاره احتشدوا وهم يرفعون صورته، مؤكدين أنه سيخاطبهم برسالة مكتوبة أو مؤتمر عبر الفيديو باعتباره قائدا للحزب الجديد. ويأتي ذلك بينما ترفض السلطات الإفراج عنه بكفالة، وسط تأكيدات من فريق الدفاع بأن حالته الصحية تدهورت تدهورا خطِرا.
وكان بيسيجي قد أسّس في السابق حزب "المنتدى للتغيير الديمقراطي"، ولعب دورا محوريا في معارضة حكم الرئيس يوري موسيفيني عقودا، حيث تحوّل من طبيب شخصي لموسيفيني إلى أحد أبرز منتقديه، وسبق له الترشح أربع مرات في الانتخابات الرئاسية.
وتتهم السلطات القضائية بيسيجي بالسعي للاستعانة بقوى عسكرية خارجية لزعزعة الأمن القومي، وهي تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام في القانون الأوغندي. غير أن مؤيديه يرون أن القضية سياسية بامتياز، وتهدف إلى إبعاده عن المنافسة في انتخابات 2026، التي قد تشهد تنافسا محتدما بين موسيفيني ومعارضين بارزين، منهم بوبو واين.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس موسيفيني، الذي وصل إلى الحكم بانقلاب عسكري عام 1986، نيته الترشح من جديد، ما قد يفتح الباب لوصوله إلى نصف قرن من الحكم المتواصل. وفي ظل غياب مرشح واضح للحزب الحاكم، برز نجله الجنرال موهوزي كاينيروغابا كلاعب سياسي مثير للجدل، خصوصا مع تصريحاته عن رغبته في خلافة والده، واتهامه بيسيجي بمحاولة اغتياله.