باحث مقدسي: اقتحامات المستوطنين للأقصى تهويد ممنهج
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
قال الباحث في شؤون القدس ناصر الهدمي إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتبع منهجا تدريجيا يهدف إلى مراكمة إنجازاتها داخل المسجد الأقصى لفرض السيطرة والسيادة الكاملة على مدينة القدس.
وأوضح الهدمي -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن هذا التصعيد ليس عشوائيا، بل هو نتاج منهجية واضحة لدى سلطات الاحتلال تسعى من خلالها لإظهار سيطرتها على المسجد، مضيفا أن الاحتلال يرى في الأقصى رمزا مهما لسيادته على القسم الشرقي من مدينة القدس.
وجاءت تصريحات الهدمي تعقيبا على اقتحام أكثر من 1200 مستوطن، بينهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ومسؤولون إسرائيليون، المسجد الأقصى بحماية أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال، احتفالا بما تسمى ذكرى توحيد القدس.
وتزامن ذلك مع منع قوات الاحتلال الفلسطينيين من دخول المسجد بشكل كامل، والاعتداء بالضرب على حراس المسجد الأقصى وإبعادهم عن الساحات، وفرض طوق أمني على البلدة القديمة وأبوابها في إجراءات وصفها الفلسطينيون بانتهاكات لحرمة المسجد بطريقة غير مسبوقة.
اقتحم أكثر من ألف مستوطن، بينهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، المسجد الأقصى بحماية شرطة وقوات الاحتلال الإسرائيلي التي شددت قبضتها الأمنية على محيط المسجد ومنعت دخول المصلين إليه.
وقال بن غفير خلال اقتحامه "صعدت إلى الحرم القدسي في يوم القدس، وصليت من أجل نجاح رئيس… pic.twitter.com/HQIewpMSJ2
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) May 26, 2025
إعلان تهويد ممنهجوقال الهدمي إن من يقارن حال المسجد الأقصى اليوم بما كان عليه قبل 10 أو 20 سنة، يلحظ الفرق الكبير، مشيرا إلى أنه قبل عام 2003 لم تكن هناك أي اقتحامات، بينما بدأت تلك الاقتحامات منذ ذلك العام وتوسعت تدريجيا.
وأضاف أن ما بدأ بمجرد اقتحامات صامتة ومراقبة تطوّر لاحقا إلى أداء طقوس تلمودية خفية، ثم علنية، ولكن بصمت إلى أن وصلنا اليوم إلى ممارسة هذه الطقوس بصوت عال وبشكل جماعي داخل ساحات المسجد الأقصى، وتحت حماية شرطة الاحتلال.
وأشار إلى أن هذا النزاع على السيادة يتجلى بوضوح في المواجهة اليومية بين سلطات الاحتلال من جهة، والشارع المقدسي والمرابطين من جهة أخرى، مضيفا إلى إبعاد المرابطين عن المسجد الأقصى لتسهيل إظهار سيادة الاحتلال عليه في أيام محددة، خصوصًا مثل اليوم الذي يشهد مسيرة الأعلام.
وأوضح الهدمي أن الاحتلال يدفع بأعداد كبيرة من المستوطنين لاقتحام المسجد في هذا اليوم تحديدا، قائلا: "من خلال مشاهداتي، فإن الغالبية العظمى من المقتحمين يضعون القلنسوة الدينية (الكيباه) الملونة، وهم من فتيان التلال، وغالبيتهم يأتون من مستوطنات الضفة الغربية".
ويحتفل الإسرائيليون اليوم الاثنين -الموافق 28 من الشهر الثامن وفق التقويم العبري- بما يعرف "بيوم توحيد القدس"، الذي سيطرت فيه إسرائيل على القدس واحتلت الجزء الشرقي منها في أثناء حرب يونيو/حزيران 1967 المعروفة في العالم العربي "بالنكسة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
استفزاز وعنصرية وتواطؤ.. هكذا علق مغردون على اقتحامات الأقصى
وشهد المسجد الأقصى مشاهد غير مسبوقة، حيث رفع المستوطنون أعلام الاحتلال داخل الحرم الشريف وأدوا طقوسا تلمودية في الساحات الشرقية والغربية، في حين اعتدت قوات الاحتلال على حراس المسجد وأبعدتهم عن الساحات لتأمين مرور المستوطنين.
وجاءت هذه الاقتحامات بمناسبة ما يسميه الإسرائيليون "يوم القدس" أو "يوم يروشالايم" بالعبرية، وهو عيد قومي يوافق اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل الشطر الشرقي من القدس خلال حرب عام 1967، والمعروف عربيا بـ"نكسة حزيران".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4باحث مقدسي: اقتحامات المستوطنين للأقصى تهويد ممنهجlist 2 of 4سموتريتش: لا نخشى كلمة "احتلال" وسنعاود استيطان غزةlist 3 of 4نتنياهو يظهر من نفق تحت الأقصى والمستوطنون يصعّدون في القدسlist 4 of 44 دلالات خطيرة من اقتحام "بن غفير" للأقصى بهذا العددend of listوكعادتهم في مثل هذا اليوم من كل عام، نظم آلاف المستوطنين والمتدينين اليهود مسيرة الأعلام، وهي مسيرة ضخمة يرفعون خلالها الأعلام الإسرائيلية ويتجهون إلى القدس الشرقية، خاصة البلدة القديمة وباب العامود.
ترافقت المسيرة مع ترديد شعارات قومية ودينية وهتافات عنصرية ضد العرب والمسلمين، في مشاهد وصفتها المعارضة الإسرائيلية نفسها بالعنيفة والمهينة.
وبالتزامن مع هذه الأحداث، عقدت حكومة الاحتلال اجتماعا برئاسة نتنياهو في بلدة سلوان، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مشاريع تهويدية ضخمة تشمل البنية التحتية والإسكان والتعليم.
كما نشر نتنياهو فيديو من داخل نفق ضخم قال إنه يمتد من بلدة سلوان وصولا إلى أسفل المسجد الأقصى مباشرة، جدد خلاله مزاعمه بأن "القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل".
إعلان غضب واستياءورصد برنامج شبكات (2025/5/27) تعليقات كثيرة اتسمت بالغضب والاستياء من هذه المشاهد، حيث كتبت لمى: "ما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات وطقوس دينية تحت حماية الاحتلال، والاستفزاز والعنصرية جهارا، خرق سافر للوضع القانوني والتاريخي للقدس".
وأضافت لمى أن ما يحدث "تحدٍّ صريح لقرارات الأمم المتحدة"، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكا واضحا للمواثيق الدولية والقوانين التي تحكم الوضع في القدس المحتلة.
بينما علقت هدى قائلة: "هذه خطوات محسوبة ضمن مشروع صهيوني يسعى لتكريس سيادة دينية وسياسية على القدس والمسجد الأقصى، ما يحدث هو محو تدريجي للهوية الإسلامية والعربية للمدينة".
وحذر محمد من خطورة الصمت إزاء هذه الممارسات، مغردا: "استمرار الصمت الرسمي والشعبي على هذا المسار العدواني هو تواطؤ غير مباشر، من لم يحرّكه الأقصى اليوم، فلن يحرّكه شيء بعده".
من جهته، ربط كريم بين ما يحدث في الأقصى والسياسات العنصرية الأوسع، قائلا: "أن تُغلق متاجر الفلسطينيين قسرا، وتُضرب الطواقم الصحفية، ويُهتف علنا الموت للعرب في شوارع القدس".
وأضاف كريم: "كل هذا لا يهدد فقط المسجد الأقصى، بل يفضح انحدارا أخلاقيا في نظام يفاخر بعنصريته دون رادع"، مشيرا إلى التصعيد المتواصل في الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين.
وفي إشارة لافتة إلى الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، علق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على مسيرة الأعلام، ووصفها بالمسيرة العنيفة والمهينة، وقال: "تم الاحتفال بيوم القدس أمس بمسيرة عنيفة ومهينة تخللتها أغان تسخر من الأطفال الذين يموتون في غزة"، في انتقاد نادر من قيادي إسرائيلي بارز لهذه الممارسات.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد المخاوف من تداعيات السياسات الإسرائيلية على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي، خاصة مع استمرار الانتهاكات في المقدسات الدينية.
إعلانوتشكل اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة جزءا من سياسة إسرائيلية أوسع تهدف إلى تغيير الوضع القائم في القدس، وفرض واقع جديد يخدم المشروع الاستيطاني في المدينة المقدسة والمناطق المحيطة بها.
27/5/2025