زنقة 20 | الرباط

قال  الخبير الاقتصادي إدريس الفينة، رئيس المركز المستقل للتحليلات الاستراتيجية، أن  تعيين الولاة والعمال بالمغرب يعتبر لحظة مفصلية في هندسة السلطة الترابية، ليس فقط باعتبارها عملية إدارية دورية، بل بوصفها آلية استراتيجية لضبط التوازنات الداخلية، وتنزيل السياسات العمومية في إطار من الانضباط والفعالية.

الولاة والعمال وفق الفينة، ليسوا مجرد موظفين سامين، بل هم امتداد للدولة في مجالاتها الترابية، يجسدون سلطتها السيادية، ويضمنون وحدة القرار الوطني في قلب التعدد المحلي.

و تكمن أهمية هؤلاء المسؤولين بحسب الخبير المغربي، في الوظائف المتعددة التي يتولونها، والتي تجمع بين المهام الأمنية، والتنموية، والإدارية، والسياسية.

و ذكر الفينة، أن المسؤولين الترابيين ينسقون تدخلات الدولة، يشرفون على تنفيذ المشاريع العمومية، ويسهرون على استتباب الأمن وحماية النظام العام. وفي ظل التحولات العميقة التي تعرفها البلاد، من ورش الجهوية المتقدمة إلى تنزيل النموذج التنموي الجديد، أضحت مهمتهم أكثر تعقيداً، إذ باتوا مطالبين بتدبير التفاوتات المجالية، وإشراك الفاعلين المحليين، وتفعيل منظومات الحكامة الترابية في سياقات متعددة التحديات.

غير أن ما يمنح لهذه الوظيفة عمقها الاستراتيجي بحسب الخبير المغربي، هو ارتباطها الوثيق بالوصاية الملكية المباشرة فالملك محمد السادس، بصفته الساهر على وحدة الأمة والضامن لتوازن السلطات، يمارس سلطة التعيين والتتبع والتقويم على الولاة والعمال وهذا الارتباط بحسب الفينة، ليس رمزياً فحسب، بل هو جوهر وظيفة هؤلاء المسؤولين، الذين يؤدون القسم بين يدي جلالة الملك، كتعبير عن الالتزام الشخصي والمؤسسي بخدمة الصالح العام تحت القيادة العليا.

و أكد الفينة، أن الوصاية الملكية تشكل بذلك الضمانة الكبرى لحياد الإدارة الترابية، ولمطابقة قراراتها مع التوجهات الوطنية العليا.

و يرى الخبير المغربي أن المؤسسة الملكية تؤطر مسار هؤلاء المسؤولين، وتحدد لهم هوامش التدخل، وتنتظر منهم تجسيد فعلي لمبادئ النجاعة، والعدل، والانصهار في المشروع المجتمعي الوطني، مبرزا أن الولاة والعمال في المغرب هم أكثر من أدوات تنفيذ؛ بل أعمدة الدولة الترابية، وقادة الصف الأول في المعركة من أجل تماسك المجال، وفعالية السياسات، وخدمة المواطن، في ظل القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: الولاة والعمال

إقرأ أيضاً:

السلفادور تعلن افتتاح قنصلية بالعيون ودعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية

زنقة 20 | الرباط

في خطوة دبلوماسية تعكس دعمها القوي لوحدة المغرب الترابية، أعلنت جمهورية السلفادور عزمها افتتاح قنصلية بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء المغربية.

وخلال زيارة رسمية لنائب رئيس السلفادور، اعرب السيد فيليكس أولوا جونيور، أعرب عن إستعداد بلاده لإتخاذ هذه الخطوة الهامة تجسيداً لموقف السلفادور الثابت من قضية الصحراء.

وأكد نائب الرئيس السلفادوري، خلال مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، أن فتح قنصلية لبلاده في مدينة العيون يمثل محطة جديدة في مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين الرباط وسان سلفادور.

وشدد المسؤول السلفادوري على دعم بلاده الكامل للسيادة الوطنية للمملكة المغربية على كافة أقاليمها الجنوبية، مؤكداً التزام بلاده بتطوير الشراكة الثنائية مع المغرب في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومنها التنمية، والتعليم، والسياحة، والتعاون الاقتصادي.

وتأتي هذه الخطوة لتكرّس الزخم الدبلوماسي المتواصل الذي تعرفه قضية الصحراء المغربية، وتعزز موقع المغرب كشريك موثوق على الساحة الدولية.

مقالات مشابهة

  • السفير الفرنسي يُشيد بإفتتاح مركز TLS Contact بالعيون ويجدد دعم فرنسا للوحدة الترابية للمملكة
  • بزشكيان في عُمان.. تعزيز الشراكة الإستراتيجية واستئناف الأمل في الملف النووي
  • بين الرؤية والحكمة: كيف تُعيد القيادة الإستراتيجية تشكيل مستقبل الدول؟
  • صادرات الساعات السويسرية تقفز 18% في أبريل قبل رسوم ترامب
  • السلفادور تجدد دعمها للوحدة الترابية للمغرب وتدرس فتح قنصلية لها في مدينة العيون
  • السلفادور تعلن افتتاح قنصلية بالعيون ودعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية
  • وداع أسطوري لنادال في رولان غاروس: دموع وتصفيق حار لملك الملاعب الترابية
  • سفير الهند بالقاهرة: الشراكة الإستراتيجية بين مصر والهند غنية بالفرص
  • الأردن والقدس.. 79 عامًا من الاستقلال و104 أعوام من الوصاية والثبات على الحق