يسهم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة؛ إذ يُسهِم مباشرة في توفير فرص العمل، وتعزيز الابتكار، وتنويع مصادر الدخل.

وبفضل دوره المحوري في دعم الاقتصاد، يحظى هذا القطاع باهتمام واسع من الجهات المعنية التي تعمل على تهيئة بيئة عمل مناسبة تمكِّن هذه المؤسسات من النمو والتوسع محليًّا ودوليًّا، وتعزيز مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي، بما يتماشى مع التوجهات الاستراتيجية لـ «رؤية عُمان 2040».

وفي هذا الإطار، تولي لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرفة تجارة وصناعة عُمان اهتمامًا كبيرًا بتطوير هذا القطاع وتمكينه من مواجهة التحديات؛ حيث تعمل على تنفيذ مبادرات وبرامج تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال، وتوفير الدعم اللازم لرواد الأعمال من خلال الاستشارات والتدريب، وتنظيم المعارض واللقاءات المشتركة. وتسعى اللجنة أيضًا إلى تعزيز الشراكات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونظيراتها الكبرى، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، إضافة إلى دعم الابتكار وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لرفع كفاءة الإنتاج وزيادة التنافسية في الأسواق.

دعم الاقتصاد الوطني

أكد الشيخ أحمد بن عامر المصلحي، رئيس لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بغرفة تجارة وصناعة عُمان، الدور المحوري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنويع الاقتصادي وفق «رؤية عُمان 2040»، وأهميتها في توفير فرص العمل وتعزيز الابتكار.

وأوضح أن تطوير هذا القطاع يتطلب تحسين بيئة الأعمال، وتوفير التمويل الميسَّر، وتعزيز القدرات الإدارية والفنية لرواد الأعمال، وكذلك تبنّي التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي لزيادة التنافسية والتوسع في الأسواق.

وقال المصلحي: تعمل لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالغرفة على تمكين القطاع الخاص وتعزيز دوره في الاقتصاد الوطني من خلال بحث القضايا التي تهم هذه المؤسسات وإيجاد حلول مقترحة. وفي هذا الصدد، قامت اللجنة خلال الفترة الماضية بالعديد من المبادرات التي من شأنها دعم هذه الفئة وتوسيعها لتصبح مؤسسات كبيرة، وتمكينها من عقد تحالفات أو شراكات مع المؤسسات الكبيرة داخل البلاد وخارجها.

وأوضح أن اللجنة تقدِّم خدمات الاستشارات والتوجيه لرواد الأعمال، وتنفيذ برامج تدريبية تخصصية، وتنظيم المعارض واللقاءات المشتركة لتبادل المعلومات والخبرات، وتعزيز التعاون في توظيف التقنية والابتكار لتحسين الإنتاجية والقدرة التنافسية لرواد الأعمال، وبما يعزِّز ثقافة ريادة الأعمال.

وأضاف رئيس اللجنة: وضمن العمل على تحقيق التوجهات الاستراتيجية للغرفة المنسجمة مع «رؤية عُمان 2040» لتحسين بيئة الأعمال والإسهام في التنويع الاقتصادي، قامت اللجنة بإنشاء قاعدة بيانات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى مبادرة «حصتي» للاستثمار الاجتماعي التي تسعى إلى دعم هذه المؤسسات عن طريق تحديد مناقصات من الجهات المختلفة.

وأردف الشيخ أحمد المصلحي أن من بين المبادرات أيضًا مبادرة «المترجمين» التي تم من خلالها إصدار بطاقات للمترجمين؛ بهدف تعزيز كفاءة تنظيم المؤسسات المتخصصة في مجال الترجمة، وتنظيم سوق العمل، وإيجاد بيئة مناسبة لتوظيف الباحثين عن عمل في هذا المجال، مع التعاون مع الجهات ذات العلاقة.

وأضاف: إن اللجنة تدعم دور الغرفة في توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني وفتح مجالات أكبر للحركة الاقتصادية، وذلك في عدد من المبادرات تقوم على متابعة المشروعات والوقوف على التسويق والتوزيع والتغليف، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من العمل في هذه المجالات.

مبادرة الحرفيين والأسر المنتجة

وأوضح الشيخ أحمد المصلحي، أن اللجنة تعمل أيضًا على تعزيز ريادة الأعمال من خلال مبادرة الحرفيين والأسر المنتجة، ومبادرة مؤسسات ذوي الإعاقة، ومبادرة تبنّي أفكار الشباب، إضافة إلى مبادرتَي «منصة العمل الهندسي والتصميم» و«دعم عقود الشراء» التي تفتح آفاقًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من المحتوى المحلي في العقود الحكومية.

وأشار إلى أن اللجنة تسهم في نقل مرئيات القطاع الخاص لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، خاصة في جانب التشريعات المنظمة لعمل القطاع. وفي إطار جذب الاستثمار لهذا القطاع، تسهم اللجنة في تسيير وفود تجارية واستقبال أصحاب الأعمال من الخارج لتوسيع نشاط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من توقيع الشراكات مع نظرائها في الخارج، وكذلك العمل على إفادة أصحاب القطاع من برامج الامتياز التجاري والتوسع في الأسواق العالمية.

وأكد الشيخ أحمد المصلحي قائلًا: «تتجه اللجنة في الفترة المقبلة إلى مزيد من البرامج، منها برنامج توظيف الذكاء الاصطناعي في القطاع، ومشروع تحليل بيانات الشركات الكبيرة؛ حيث يتم حصر بيانات هذه الشركات وتحليل سلاسل القيمة المرتبطة بنشاطها لإيجاد فرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتتواصل الغرفة مع هذه الشركات لتنسيق عمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة معها».

التمكين في مجال الابتكار

قال محمد بن حسن البحراني، مؤسس شركة المتحدة للخدمات وإدارة المنشآت: إن تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال في مجال الابتكار يُعد من الأولويات الأساسية حاليًّا، ويأتي ذلك من خلال تهيئة البيئة المناسبة لأصحاب الأفكار الابتكارية، وتسهيل تحويل هذه الأفكار إلى مشاريع إنتاجية تسهم في تطوير المنتج العُماني وتعزيز تنافسيته في الأسواق المحلية والخارجية، بما ينعكس إيجابًا على نمو واستدامة أعمال هذه المؤسسات.

وأوضح أن لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالغرفة تعكف باستمرار على استشراف التحديات في المجالات الاستثمارية المتاحة للقطاعات التقنية، بما في ذلك البحث والتطوير والابتكار، كما تعمل على تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من تبادل الخبرات والمعرفة والتكنولوجيا فيما بينها، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة والإنتاجية وإيجاد أسواق مستدامة داخل سلطنة عُمان وخارجها.

وأضاف البحراني: إن اللجنة، بما تنفذه من برامج ومبادرات، تعزز التواصل بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومختلف الكيانات الاقتصادية ليتشارك الجانبان الخبرات والمعارف، بما يصب في زيادة الإنتاجية وتعزيز الابتكار، وزيادة القدرة التنافسية للشركات المحلية في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.

وأوضح أن اللجنة تتابع عن كثب مناخ قطاع الأعمال في سلطنة عُمان من حيث الفرص والتحديات، وخصوصًا المتعلقة بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مع تعزيز الشراكة والتعاون في تنفيذ المبادرات الداعمة لهذه المؤسسات.

تعزيز النمو الاقتصادي

قال أحمد بن إبراهيم السعدي، مؤسس شركة «المترجم الوطني»: تلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دورًا محوريًّا في تعزيز النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل؛ إذ أصبحت هذه المؤسسات إحدى الركائز الأساسية لأي اقتصاد يسعى إلى الاستدامة والابتكار.

وأضاف: تضطلع لجنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالغرفة بدور رئيسي في تنفيذ التوجهات الاستراتيجية للغرفة؛ فعلاوة على تحسين بيئة الأعمال، تعمل اللجنة على تمكين هذه المؤسسات من دورها في تنمية اقتصاد المحافظات، ودعم التنويع الاقتصادي من خلال تحفيز المؤسسات وتذليل التحديات التي تعيقها عن النمو والاستدامة. وأوضح السعدي أن هذه الجهود تشجع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على زيادة صادراتها عبر الشراكات الخارجية، أو باستخدام أفضل أساليب الإنتاج، وإنتاج مكونات السلع الموجهة للتصدير.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لجنة المؤسسات الصغیرة والمتوسطة للمؤسسات الصغیرة والمتوسطة تحسین بیئة الأعمال الاقتصاد الوطنی لرواد الأعمال هذه المؤسسات دعم الاقتصاد فی الأسواق الشیخ أحمد هذا القطاع أن اللجنة وأوضح أن من خلال

إقرأ أيضاً:

إطلاق أول صندوق لتحول الطاقة في سلطنة عمان بالشراكة مع تمبل ووتر الصيني

أطلق جهاز الاستثمار العُماني أول صندوق استثماري متخصص في تحول الطاقة في سلطنة عمان، وذلك بالشراكة الاستراتيجية بين "صندوق عُمان المستقبل" وشركة "تمبل ووتر" الصينية، برأسمال يبلغ 77 مليون ريال عماني، وبمساهمة متساوية بنسبة 50% من كل طرف.

ويهدف الصندوق المشترك إلى تسريع وتيرة التحول في قطاع الطاقة في سلطنة عُمان من خلال الاستثمار في مشروعات مبتكرة تدعم أهداف الحياد الصفري وتفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي المستدام، كما يمثل الصندوق خطوة رائدة في دعم مسار سلطنة عُمان نحو اقتصاد منخفض الكربون، تماشيًا مع التزامها بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ويتوقع أن يسهم رأس المال الأولي إلى تحفيز جذب رؤوس أموال إضافية واستقطاب فرص استثمارية نوعية وذات قابلية للتوسع، علما أن جميع فرص الاستثمار ستكون داخل سلطنة عُمان لتصبح مركزًا إقليميًا لحلول الطاقة المتجددة.

ويستهدف صندوق تحول الطاقة الاستثمار في قطاعات حيوية ومشروعات إستراتيجية تشمل الوقود الأخضر، ومراكز البيانات منخفضة الانبعاثات، وتخزين الطاقة، والتنقل الذكي، والطاقة المتجددة بجميع أشكالها بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما سيولي اهتمامًا خاصًا بتطوير حلول وتقنيات مبتكرة في مجالات كفاءة الطاقة والابتكار الصناعي، بما يواكب احتياجات السوق العُمانية والأسواق الإقليمية.

وأنشئ الصندوق ليكون منصة لتحفيز تدفق الاستثمارات المشتركة، حيث يهدف إلى تطوير مشروعات ذات جدوى تجارية بالشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، إلى جانب العمل على استقطاب المزيد من الاستثمارات من داخل السلطنة وخارجها لتوسيع نطاق برامجه ومبادراته المستقبلية.

وسوف تتيح هذه الشراكة لصندوق "تمبل ووتر" تسخير شبكتها العالمية وشراكاتها التقنية لنقل وتوطين حلول مبتكرة قابلة للتوسع داخل سلطنة عُمان، بما يتماشى مع دور صندوق عُمان المستقبل الرامي إلى تحفيز الاقتصاد الوطني، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية، وتحقيق قيمة اقتصادية مضافة لسلطنة عمان والمستثمرين.

مركز إقليمي وعالمي

وأكد معالي عبد السلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العُماني، أن هذه الشراكة تمثل خطوة استراتيجية مهمة ضمن جهود الجهاز لترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي وعالمي لحلول الطاقة النظيفة والمتجددة، وأضاف إن الجهاز يسعى إلى استقطاب الخبرات وأفضل الممارسات العالمية لدعم جهود سلطنة عُمان لتكون مصدرًا رائدًا للوقود الأخضر وحلول الطاقة المتجددة.

وأشار الصندوق المشترك إلى أنه سيعمل على بناء شراكات فعالة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص، وتوفير فرص جديدة للتدريب وبناء القدرات في قطاع الطاقة المتجددة، إلى جانب دعم البحث والتطوير في المجال الحيوي، كما سيسهم في نقل أفضل الممارسات العالمية وتطوير منظومة الابتكار بما يضمن تحقيق عوائد مستدامة على المستويين الاقتصادي والبيئي.

من جانبه، قال كليف زانغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "تمبل ووتر": إن هذا الصندوق يعكس التزامنا بالاستثمار في حلول تسهم في تحقيق منافع مناخية واضحة وعوائد قوية، وتعزز أمن الطاقة وثقة المستثمرين، وتُعد سلطنة عُمان ببيئتها التنظيمية الداعمة وتركيزها على الاستثمارات المستقبلية وجهة مثالية للصناعات المرتبطة بتحول الطاقة وتنويع الاقتصاد.

ومن المتوقع أن يُسهم الصندوق في استقطاب شركاء استراتيجيين ومستثمرين من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الشركات الكبرى العاملة في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، ليكون منصة متكاملة تدعم الابتكار والاستدامة وتمكين المشروعات الناشئة في هذا القطاع الحيوي.

ويُعد هذا التعاون خطوة جديدة ضمن سلسلة المبادرات التي يقودها "صندوق عُمان المستقبل" منذ تأسيسه مطلع عام 2024، برأسمال إجمالي يبلغ 5.2 مليار دولار أمريكي، حيث يخصص 90% من رأسماله للمشروعات المحلية الاستراتيجية و10% لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، ويجسد هذا الصندوق التزام جهاز الاستثمار العُماني بتوجيه رؤوس الأموال نحو مشروعات تسهم في تعزيز التنويع الاقتصادي، ورفع معدلات القيمة المحلية المضافة، ودعم التحول الرقمي والتكنولوجي.

ويأتي الإعلان بالتزامن مع تسارع الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي، والبحث عن مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، حيث تسعى سلطنة عُمان إلى أن تكون من الدول الرائدة في إنتاج وتصدير الوقود الأخضر.

مقالات مشابهة

  • عاجل| وفاة 3 مواطنين إماراتيين بحادث سير في سلطنة عمان
  • رجال الأعمال: حجم الاستثمارات المصرية في سلطنة عمان تتخطي 2.5 مليار دولار
  • ملتقى بالظاهرة يناقش أهمية الابتكار في تعزيز التنافسية الاقتصادية
  • بسبب حريق سنترال رمسيس.. 1.5% خسائر المشروعات الصغيرة والمتوسطة
  • صندوق التنمية السياحي يُطلق 3 برامج لتمكين الأفكار الرياديّة والشركات الناشئة
  • حقوق الإنسان في سلطنة عمان مصانة
  • وزارة الداخلية تُسلّم 800 مركبة لدعم مديريات الأمن وتعزيز الاستقرار
  • صندوق التنمية السياحي يُطلق ثلاثة برامج لتمكين الأفكار الرياديّة والشركات الناشئة في القطاع السياحي
  • إطلاق أول صندوق لتحول الطاقة في سلطنة عمان بالشراكة مع تمبل ووتر الصيني
  • رشا عبد العال: التسهيلات الضريببية تدعم نمو المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر