كشف الخبير والأكاديمي الإسرائيلي عيران يشيب، الأستاذ بجامعة تل أبيب والرئيس السابق لبرنامج الاقتصاد والأمن القومي بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، عن تدهور غير مسبوق في العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن ترامب بدأ يفقد صبره تجاه نتنياهو ويفكر جديًا في اتخاذ موقف لإزاحته من المشهد السياسي الإسرائيلي.

وأوضح يشيب، في مقاله بصحيفة "هآرتس"، أن ترامب يعتبر نتنياهو "شخصًا يحتاج إلى صيانة عالية"، وهو وصف يستخدم في السياسة الأمريكية للإشارة إلى الأشخاص الذين يتطلب التعامل معهم جهدًا ووقتًا أكثر مما يستحقون، مضيفًا أن ترامب ينظر إلى العلاقة مع إسرائيل بعقلية المستثمر، وأنه لم يعد يرى مصلحة حقيقية في دعم مشاريع لا تعود عليه أو على بلاده بمنافع مباشرة.

عاجل- ترامب يضمن اتفاق وقف النار في غزة وانسحاب إسرائيلي جزئي عاجل- اتفاق حماس وأمريكا في الدوحة: وقف دائم لإطلاق النار في غزة بضمان ترامب الدعم الأمريكي لإسرائيل.. استثمار لا جدوى منه بالنسبة لترامب

أشار يشيب إلى أن إسرائيل تلقت في العام الماضي فقط مساعدات عسكرية أمريكية بنحو 18 مليار دولار، لكن ترامب لا يريد مواصلة الاستثمار في ملفات مثل أوكرانيا أو إسرائيل، بل يركز على تحقيق مكاسب اقتصادية شخصية، كما فعل سابقًا من خلال اتفاقيات أبراهام، مشيرًا إلى أن نتنياهو أصبح عائقًا أمام تحقيق هذا الطموح، خاصة فيما يتعلق باتفاق محتمل مع السعودية، بسبب سياساته التصعيدية تجاه إيران وقطاع غزة.

غزة.. الفوضى التي لا يريدها ترامب

وأكد الخبير الإسرائيلي أن إدارة ترامب تدرك أن نتنياهو هو العقبة الأساسية أمام إيجاد أي بديل سياسي واقعي في قطاع غزة، مما يُبقي المنطقة في حالة من الفوضى المستمرة التي لا يرغب ترامب في التورط فيها أو دفع تكاليفها السياسية والاقتصادية.

كما أوضح أن نتنياهو بات معزولًا على الساحة الدولية، ولم يعد يحظى بدعم حقيقي من قادة الغرب، ولا حتى من شخصيات مثل فلاديمير بوتين أو رجب طيب أردوغان، الذين يعتبرون أكثر قبولًا لدى ترامب.

ولفت يشيب إلى أن مذكرات اعتقال دولية صدرت بحق نتنياهو في عدد من الدول الأوروبية، ما جعله عبئًا حتى على أقرب حلفائه في الغرب.

واشنطن تدرس بدائل لنتنياهو

حسب يشيب، فإن المسؤولين الأمريكيين باتوا يدركون أن نتنياهو ضعيف سياسيًا، وعرضة للابتزاز، بل ويتلاعب بالمفاوضات لتحقيق مصالحه الخاصة، وهو ما دفع الإدارة الأمريكية إلى دراسة بدائل سياسية إسرائيلية يمكن الترويج لها في الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن هناك دعمًا متزايدًا داخل إسرائيل لفكرة إجراء انتخابات مبكرة، لافتًا إلى أن للولايات المتحدة نفوذًا قويًا على الأحزاب الدينية اليهودية، التي قد تلعب دورًا حاسمًا في إسقاط الحكومة الحالية إذا أرادت، داعيًا هذه الأحزاب إلى التعاون مع واشنطن لتحقيق مصالحها بدلًا من التمسك الأعمى بنتنياهو.

صفقة محتملة لإنهاء مسيرة نتنياهو

في ختام مقاله، لم يستبعد يشيب أن يكون سيناريو الإطاحة بنتنياهو مترافقًا مع صفقة قانونية تسمح له بالانتقال إلى الولايات المتحدة، مقابل إغلاق ملفاته القضائية المثيرة للجدل.

وأكد يشيب أن ترامب لم يعد يرغب في ربط إرثه السياسي بنتنياهو "الخاسر"، الذي قد يؤدي إلى تقويض إنجازاته، معتبرًا أن لحظة إزاحة نتنياهو باتت وشيكة، في ظل نفاد صبر ترامب ورغبته في التركيز على الملفات التي تحقق مكاسب مباشرة له ولعائلته.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بنيامين نتنياهو دونالد ترامب اسرائيل أمريكا قطاع غزة ايران السعودية مذكرات اعتقال بدائل سياسية انتخابات مبكرة أن نتنیاهو أن ترامب إلى أن

إقرأ أيضاً:

بريطانيا.. 800 خبير قانوني يطالبون ستارمر بفرض عقوبات على نتنياهو

طالب أكثر من 800 خبير قانوني بريطاني، بينهم قضاة سابقون وأكاديميون بارزون، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بفرض عقوبات فورية على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة تهدف إلى وقف ما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية” الجارية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

جاء ذلك في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة الغارديان، حذّر فيها الموقعون من “أدلة متزايدة على وجود خطر حقيقي لوقوع إبادة جماعية”، مشيرين إلى تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى “محو ما تبقى من غزة”.

وأكد الخبراء أن المملكة المتحدة ملزمة قانونيًا باتخاذ إجراءات فورية لمنع الجرائم الدولية، بموجب التزاماتها في اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، واتفاقيات جنيف، والقانون الدولي الإنساني.

دعا الموقعون الحكومة البريطانية إلى توسيع نطاق العقوبات لتشمل وزراء وكبار مسؤولين إسرائيليين متورطين في التحريض على العنف أو دعم المستوطنات غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرين أن الإجراءات الحالية “محدودة وغير كافية”.

كما أعربوا عن قلقهم من قرار إسرائيل حظر عمل وكالة الأونروا، التي تعدّ العمود الفقري للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف منشآت تابعة للأمم المتحدة، ما يفاقم الوضع الإنساني الكارثي في المنطقة.

في خطوة تصعيدية، حثّت الرسالة بريطانيا، بصفتها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن الدولي، على النظر في تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة إذا استمرت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي.

وحذّر الموقعون من أن “تقاعس المجتمع الدولي يعزز مناخ الإفلات من العقاب، ويهدد النظام الدولي القائم على احترام القانون”.

تأتي هذه الدعوة في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء كير ستارمر ضغوطًا متزايدة من الأوساط القانونية والسياسية والحقوقية، وسط تصاعد الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي أسفرت عن آلاف الضحايا المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية.

مقالات مشابهة

  • خبير إسرائيلي: 3 خيارات لمواجهة الحوثيين.. أحدها إيقاف الحرب في غزة
  • مكتب نتنياهو ينفي - مخاوف أميركية من هجوم إسرائيلي ضد إيران دون سابق إنذار
  • ترامب وبوتين يوافقان على تبادل السجناء بينهما
  • الاحتلال الإسرائيلي يخطط للسيطرة على 75% من قطاع غزة خلال شهرين
  • بريطانيا.. 800 خبير قانوني يطالبون ستارمر بفرض عقوبات على نتنياهو
  • وول ستريت جورنال: ترامب يخطط لتشديد العقوبات على روسيا هذا الأسبوع
  • قلق إسرائيلي من توتر العلاقة مع مصر.. هل تتخلى القاهرة عن اتفاقية السلام؟
  • خبير إسرائيلي: اقتربت لحظة تخلّص ترامب من نتنياهو
  • مسؤول إسرائيلي يكشف لـCNN النسبة التي قد يتم احتلالها من غزة خلال شهرين