"منظومة إجادة" من منظور علمي.. بين الرؤية والتأمل (1-4)
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
د. سالم بن محمد عمر العجيلي **
عل الكثير من الخبراء والباحثين والمفكرين في الوقت الحاضر تناولوا الحديث عن موضوع برنامج "المنظومة إجادة"، في كافة المواقع والأوساط الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي في السلطنة من جوانب عديدة، إلّا أنه لم يتم التطرق لجزئية الجانب العلمي من هذا المجال، ومن هذا المنطلق؛ فهي فرصة لإلقاء بعض الضوء عليها كما يلي:
ولكي نعي، يجب أن ندرك أن لكل نظام إداري متكامل داخل المؤسسة أو المنظمة، لا بُد من تطبيق استراتيجية واضحة من خلال الدقة والتخطيط المسبق، لتجنب الوقوع في المشكلات لممارسة الأعمال، حتى تضمن نجاح عملياتها وتحقق أهدافها المرجوة منها.
ابتدع العلماء الكثير من النظريات في علم الإدارة، وأهمها نظام (SMART) الأهداف الذكية للمؤسسات، لجورج دوران، أحد أهم علماء الإدارة والتميز المؤسسي، وهو اختصار لتحديد أهداف محددة قابلة للقياس والتحقيق، واقعية ومحددة زمنيًا. وطالب بتقدير العملاء وخدمة مصالحهم التي تجعل الأعمال ناجحة؛ وإذا كان هناك شيءٌ غير قابل للقياس، فقياسه مستحيل، فعدد النجوم في السماء غير قابل للقياس ولا يمكننا معرفة عددها، وعدد حبات الرمل على الشاطئ غير قابل للقياس ولا يمكن إحصاؤها.
فالقياس والتحليل معياران لقياس جودة الخدمات للتوصل لأفضل أداء للعاملين، ومراعاة الدقة والتنظيم في الوقت وتقديم خدمات تتوافق مع رغبات العملاء، ومعالجة المهام التي تتطلب أعمالًا أكثر تعقيدًا، ما يُعرف بعملية تحليل المهام. فمقاييس النجاح قيم قابلة للقياس تستخدمها المؤسسات، لقياس تقدمها في تحقيق هدف أو غاية محددة، وتتبع الأداء وتحليل المقاييس، واتخاذ قرارات مبنية على البيانات ودفع عجلة النمو والابتكار. ويمكن أن تكون هذه المقاييس كمية أو نوعية، فعادةً ما تُجري المؤسسات قياس الأداء لإظهار المساءلة ودعم اتخاذ القرارات، والقياس الجيد يتم عبر تحديد الأهداف بطريقة واضحة، وأن تكون قابلة للقياس والملاحظة لتفسر الحالة، ومدى ما بها من نقاط قوة أو ضعف.
وكثيرًا ما يُقتبس بفنون الإدارة والأعمال، عبارة «ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته»، فهي العبارة الواقعية لدرجة أن هناك فرعًا كاملًا من فروع الإدارة يقوم على هذا المبدأ، وهو فن صياغة مؤشرات الأداء القياسية، وغالبًا ما يُنسب هذا الاقتباس إلى خبير الجودة إدواردز ديمينغ، المصنف من أفضل خمسة مفكرين إداريين على مر العصور، وبيتر دراكر أبرز علماء الإدارة في العصر الحديث، وخلاصته أنه إذا لم تقس تقدمك وتتبّعه فإن ما تفعله ليس سوى نوع من التخمين.
ورغم قوة المقولة، إلا أنها تُذكّر بأنه رغم أهمية القياس في عالم الإدارة، إلا أنه ينبغي تطبيقه بحكمة. فالإدارة الفعّالة تتطلب توازنًا بين الاستراتيجيات القائمة على البيانات والحدس البشري، بين قياس ما يُمكن إحصاؤه وتقدير ما لا يُمكن إحصاؤه، خلال مراقبة ومتابعة مؤشرات الأداء القياسية "Key Performance Indicators" واختصارها (KPIs)، وتُعرف بأنها المعايير الكمية والعددية، للمؤسسات والشركات المحترفة لقياس مدى تحقيقها لهدف مُحدد، وتقديم رؤى مهمة عن الأعمال والتركيز على الفرص، لتحقيق نجاح أكبر تبقيها في مقدمة عملية صنع القرار.
فهي قيمة قابلة للقياس توضح مدى نجاحها في تحقيق أهدافها الرئيسية، وتطبيقها على القطاعات أو الإدارات أو المهام الفردية، وتعديل وتطوير الجهود للظهور الدائم وتحسين الأداء وتحقيق الأهداف بنتائج واعدة، وعندما يعرفها الأفراد ويكونون مسؤولين عنها، فإن هذا يضمن أن تكون الأهداف الشاملة للمؤسسة في صدارة الاهتمامات. فمنذ العصر الحجري، عاش الإنسان حياة بسيطة، خالية من أية مؤشرات أداء رئيسية (KPIs)، فهِم الصياد الماهر أن يضع علامة على الحجر، ليوثق عدد ما اصطاده فيباهي بها من حوله.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
“الإدارة المالية والمهارات النفسية”… في جلسات حوارية للرواد الشباب بحمص
حمص-سانا
تناولت جلسات حوار الأسبوع الثاني من المعسكر التدريبي لريادة الأعمال لمشاريع الشباب الذي أطلقته حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص الأسبوع الماضي، مواضيع التحليل المالي للمشاريع، وسبل اكتساب المهارات النفسية لرائد الأعمال والذكاء الاصطناعي.
وأوضح المدرب علاء حلبوني، خريج اقتصاد ويعمل بالمجال الإداري والمالي، أن الهدف من التدريب تعريف الشباب بالإدارة المالية، وتمكين رواد الأعمال من امتلاك المهارات الإدارية والمالية، إضافة إلى التحلي بأخلاقيات السوق الإلكترونية لكونها أدق من السوق العادية بوجود خدمة ما بعد البيع التي تتطلب من صاحب المشروع أن يبقى على صلة تامة بالعملاء، مبيناً أن التدريب مقدم من مؤسسة العزم للريادة والتنمية.
بدورها أكدت المدربة والمديرة التنفيذية لمؤسسة “بريق” بدمشق إيمان الرفاعي، أهمية إكساب الشباب الرواد مهارات التغلب على الضغوطات وإدارة المخاطر والتحلي بروح الابتكار والإبداع، مشيرة إلى أن المؤسسة غير ربحية، انطلقت في دمشق منذ نحو شهرين وتسعى لتمكين ريادة الأعمال ضمن أهدافها.
وأشارت مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بحمص المهندسة هالة جحجاح، إلى أن المواضيع المقررة في برنامج الأسبوع الثاني تتناول إعداد الدراسة المالية للمشروع لمعرفة الجدوى الاقتصادية، إضافة إلى تدريب الشباب بالتعاون مع مديرية التجارة وحماية المستهلك وغرفة الصناعة لتنفيذ مشاريعهم وشركاتهم الناشئة بشكل فردي أو ضمن فريق، وسبل الحصول على الترخيص بشكل قانوني ومستدام، وتعريفهم بكيفية جذب المستثمرين لتبني المشاريع الريادية، منوهة بعشرات المشاريع الريادية التي يتم عرضها في ختام أعمال المعسكر ومتابعتها من قبل الحاضنة.
بدورهم أبدى عدد من الشباب ارتياحهم للمشاركة في المعسكر، حيث أكدت ديانا الفارس طالبة هندسة معلوماتية، أنها استفادت من الكثير من الأفكار حول سبل استثمار المشروع وتنميته، والموازنة بين رأس المال والمصاريف التي يتطلبها وأجور العمال والضرائب وغيرها.
الشاب أحمد الحسين طالب فيزياء، أشار إلى أنه يحضّر لعرض مشروعه “منصة صلة” التي تربط رواد الأعمال بالمستثمرين إلكترونياً، بينما أوضح الطالب خالد البيطار طالب هندسة معلوماتية أن لديه مشروعاً يخدم القطاع الطبي.
تابعوا أخبار سانا على