أمنا رحلت هذه الكلمة عندما سمعتها لأول مرةأحسست بأن علاقتي مع الحياة أصبحت زاهدة وأن الصوت الرحيم الذي كان يناديني عندما اسهو أوالهو سيصمت…
وأن وجه أمي المشع حناناََ (وطبطبة) سيختفي إلى أبد الدنيا وخصلتيها المختصرة بين أرجاء شالها الملون ستذهب مع الراحلين وأن بقايا أمي كحلها وعطرها (ابوطير) ومخدتها وكرسيها الجميل ستندفع إلى الاشيئ فهي لاتطيق أن تستئنس بغيرها،عندما سمعت (رحمها الله )خيل لي أن الأرض تهتز إيذاناً ببدء الزلازل،
وأن الكلام لاجدوى منه مادام أن مستمعته ليست آذن أمي ،أمي كل ذكريات البدايات من ابتسمات الرضا مروراً بزقزقة عصافير الوادي المُطل والتظاهر بالشبع لنشبع وميافها ومطحنتها حتى معطف المرض،
أمي هي تجاعيد الأمل وأمل الصباح ، أمي تشبه سلالة من سلالات الطيب والريحان وورد المكان ،
أمي هي أرق الفصول وحلاوة الأطفال، أمي هي قعدة العصرية وسفح الجبل عندما يطل على رائحة الكمال هي العفاف والحشمة بكامل تفاصيلها، أمي هي أيقونة السعادة ،
أمي هي راحة المتألم من الفلذات وشذا العطر وركن من أركان الرضا، أمي هي حاضنة الورد وكل شيئ أخضر ،عندما بدأت رحلت المشاركة في أتعاب الحياة والوظيفة كانت تعمل في الصباح والمساء لرضا النفس وراحة الأبناء كانت لاتستريح لاأذكر أنها نطقت بلقد تعبت حتى ولوكان بداخلها بركان من تعب،
كانت تربي بطريقتها الخاصة بلا عنف وبلاكلام! حتى يفهم التائه ما تريده، إنها سيدة الطيبات ورائدة الكفاح عاشت طفولتها جميلة و يتيمة هي وشقيقتها الوحيدة حتى فاز بها أبي المناظل،
قسمات وجه أمي فيها من حسنوات العرب ومن المكافحات في الأرض تشبه إلى حد كبيرفاتنة الصحراء،
في أثناء مرضها وصعوبة حركتها أبت إلا أن تأتي من بعيد لتراني فتطمئن من غيرك ياأمي يفعل هذا؟!
فُجعت ذات مره من صدمة الموت الأولى فقالت متأنية سيأتي على الناس كلهم مثل ماأتي على قريبنا فلا تخف كلنا ذاهبون إلى ربِِ رحيم وصدقت هاقد جاء دورها أميرة الحبيبات،
أمي اعتنت بكل شي حتى ببستانها المليئ بورد الحنان الوردي وعندما غادرته مُطّره ذبل رغم توالي المتفرجين،
أمي لاتكشر ابداََ إلا في وجه الخطأ، الأمهات الأوائل لايعرفون هجر الحمل بحجة التعب فقد كانوا يحملون بكثرة وينجبون وهم يكدحون وأمي من هؤلاء الطيبات.
سأذكرك ياأمي في كل وقت فأنت أمل المرحله بل كل المراحل سأذكرك عندما يحين يوم الصيام وعندصباحه وإطعام الأطفال المعذورين وعند عصره المختلط برائحة الإفطاروهم رضا الأسرة عنه حتى مغربه المفرح ،
سأذكرك عندما يحين موعد العمرة حيث لك دعوات في أطهر البقاع سأذكرك ياصفية عند بلوغ الأمطار حد الرضا فقد كنت تفرحين بماء السماء،وعند اشراق الشمس وعندما يهب النسيم بالفرج ،
سأذكرك ياأمي عندما يحين الدمع على مشهد لمسلسلاتك المفضلة الخالية من الزيف والمساحيق!
سأذكرك عندما يحين الفرح المختلط بالنقص لغيابك وفي أول العيد البهي المُبخر سأذكرك ياأمي عندما يتأخر الأبناء عن البيت ويبدأ القلق وعند كمال البدر،سأذكرك عندما أغيب ولايكترث أحد،،
أمي هي العطر ورائحة الأرض وعشق الحناء.
اللهم اجعلها في الفردوس الأعلى من الجنة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: عندما یحین أمی هی
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: عندما تصبح الحرب لعبة يديرها الذكاء الاصطناعي
في تقييم معمّق للمشهد العسكري العالمي، يحذر مجلس تحرير صحيفة نيويورك تايمز من أن العالم مقبل على مرحلة جديدة تتقاطع فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي والهندسة البيولوجية والروبوتات المتقدمة وأنظمة الأسلحة ذاتية التشغيل لتعيد رسم حدود الأمن القومي.
ويفتتح المجلس مقاله بمشهد لافت من اجتماع عُقد في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ. فبعد انتهاء الغداء، شوهد أحد مرافقي شي وهو يرش جميع الأسطح التي لمسها الزعيم الصيني، حتى بقايا الحلوى.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيلlist 2 of 2صحف عالمية: أكثر من 40 ألف فلسطيني بغزة يعانون من إصابات بالغةend of listواستنتج المسؤولون الأميركيون الذين شاهدوا ما حدث أن الغرض من ذلك كان إزالة أي أثر للحمض النووي للرئيس الصيني، في خطوة فهمها المسؤولون الأميركيون على أنها تعكس قناعة بكين بأن خصومها قد يحاولون جمع مادته الجينية وتطوير مرض يستهدفه شخصيا.
وقال أحد الحاضرين: "هذه هي الطريقة التي يفكرون بها، وهي أنه يمكن تصنيع مرض لا يصيب إلا شخصا واحدا".
تعميق الشك والخوف
بالنسبة للمسؤولين الأميركيين الذين حضروا ذلك اللقاء، كانت هذه اللحظة بمثابة "خاتمة رصينة" للقمة، حيث تسلّط الضوء على أنه حتى مع استمرار الدبلوماسية، فإن وتيرة التغيير التكنولوجي تعمق الشك والخوف بين الجانبين، وتعيد تشكيل الجغرافيا السياسية.
فمنذ عصور الحروب التي تطورت من العربات إلى القوس والنشّاب وصولا إلى القنبلة النووية، بقي التطور العسكري مرتبطا بالاكتشاف العلمي.
أسرع تقدم في التاريخ
يؤكد المقال أن البشرية تشهد حاليا ما قد يكون "أسرع تقدم في التسلح على الإطلاق". فالحرب الحديثة تتطور بسرعة تتجاوز المعدلات التقليدية.
ويشير الخبراء إلى العديد من التقنيات الناشئة المرعبة، فهناك الآن أسراب من الطائرات المسيّرة القادرة على العمل في تناغم لرصد الأهداف والقضاء عليها دون تدخل بشري، وأسلحة سيبرانية متقدمة تشلّ حركة القوات المسلحة وتُغلق شبكات الكهرباء وتدمر البُنى الحيوية لدولٍ بأكملها، وأسلحة بيولوجية يصممها الذكاء الاصطناعي لاستهداف أشخاص ذوي بصمة جينية محددة.
إعلانبعض هذه التقنيات لا يزال في طور النظرية، لكنّ كثيرا منها يقترب سريعا من الاستخدام العملي. فالذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وعلم الأحياء التركيبي بدأت تعيد تعريف آليات الحرب نفسها.
وبينما تتفوق الولايات المتحدة في بعض المجالات، لا سيما في الذكاء الاصطناعي بفضل ريادة قطاعها الخاص، فإن الصين وروسيا تستثمران بكثافة في الجامعات والمختبرات والمنشآت العسكرية لدمج الاكتشافات الجديدة مباشرة في جيوشهما.
مسؤول سابق في البنتاغون أعرب عن اعتقاده أن السرعة التي تتطور بها الحروب ستتجاوز قريبا قدرة البشر على السيطرة عليها
دعوة إلى تحول جوهريولمواكبة سباق التسلح بين الدول في القرن الحالي، ينصح مجلس تحرير الصحيفة الحكومة الأميركية، أن تُظهر "إرادة سياسية وتنسيقا وطنيا بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات البحثية". وهذا-في رأيه- يستلزم تحولا جوهريا في نهج وزارة الحرب (البنتاغون)، وتوسيع مبادرات تمويل البحث العلمي، وإشراك القطاع الصناعي الخاص في المهمة.
ويقارن المجلس هذا الوضع بما حدث في الحرب العالمية الثانية، عندما سبقت العلوم الأميركية نظيرتها الألمانية في تطوير السلاح الذري، وفازت بالحرب بفضل التعاون بين المسؤولين الحكوميين الأميركيين والباحثين الأكاديميين والشركات الخاصة.
وتعتبر الحاجة إلى هذا التعاون ماسّة، خاصة في الذكاء الاصطناعي، نظرا لأن هذه التكنولوجيا ذات الآثار العميقة على الأمن القومي قد طوّرها القطاع الخاص في المقام الأول، وليس الحكومة.
والأهم من ذلك، يحث مجلس التحرير على أن يخضع هذا التعاون لإشراف صارم من الكونغرس والمحاكم لضمان أنه يخدم المصلحة العامة، وليس مصلحة أي شركة أو إدارة واحدة.
برنامج مافنويستعرض المقال أمثلة على التحول الجاري داخل الجيش الأميركي، حيث تقود وكالة الاستخبارات الجغرافيا المكانية الوطنية، جهود تطوير نظام الاستهداف العسكري بالذكاء الاصطناعي المعروف باسم برنامج "مافن".
ويُجمع هذا البرنامج كميات هائلة من البيانات من الأقمار الصناعية وطائرات التجسس بكفاءة ويحللها، ويحدد مواقع راجمات الصواريخ وتشكيلات الجنود والسفن، ويضع علامات على المواقع المحظور استهدافها مثل المستشفيات.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز، إن برنامج "مافن" ساعد في توجبه ضربات أميركية في العراق وسوريا واليمن، وفي عمليات أوكرانية ضد روسيا.
وقد دفع هذا النهج الذي يعتمد على البرمجيات في الحروب، البنتاغون إلى الاعتماد بشكل كبير على القطاع الخاص وفي طليعته شركات مثل "بالانتير" و "أندرويل".
منافسة شرسةفي الوقت ذاته، يحقق خصوم أميركا تقدما سريعا خاصا بهم. فقد نشرت الصين لقطات فيديو لما يبدو أنه اختبار لطائرة روبوتية مرافقة. كما تستخدم روسيا تكنولوجيا رخيصة وفعالة، مثل المسيرة الروسية " في تو يو" (V2U) التي استولت عليها القوات الأوكرانية، والتي يمكنها تعقّب الأهداف والانقضاض عليها دون أي توجيه بشري، رغم أنها مكوّنة من قطع تجارية بسيطة.
غير أن مجلس تحرير نيويورك تايمز يحذر من أن اعتماد الولايات المتحدة على أنظمة "فائقة التطور" يجعلها أكثر هشاشة أمام الهجمات السيبرانية والتشويش وتعطيل الأقمار الصناعية، وهي مجالات تركز عليها الصين بشدة.
ويستشهد المقال في هذا السياق بتصريح لروبرت وورك، نائب وزير الدفاع الأميركي السابق، الذي قال فيه إن "كل نظام اتصالات لدينا تغطيه أجهزة تشويش صينية… ويسأل قائدهم: كيف أحطم الشبكة القتالية الأميركية؟".
التهديد الأخطرلكن التهديد الأخطر -بحسب المقال- يتمثل في تلاقي الذكاء الاصطناعي مع البيولوجيا. فقد حذرت شركتا "أوبن إيه آي" و "أنثروبيك" من أن الذكاء الاصطناعي قد يُمكّن أفرادا عاديين من تصميم مسببات أمراض فتاكة. وقد أظهر طلاب من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مدى سهولة ذلك عندما استخدموا روبوتات محادثة لإعداد وصفات لأربعة فيروسات وبائية خلال ساعة واحدة فقط.
إعلانودعا مجلس تحرير نيويورك تايمز واشنطن إلى قيادة الابتكار ووضع القيود بصياغة معاهدات للحد من انتشار الأسلحة الذاتية التشغيل، وتشديد الرقابة على المواد البيولوجية، وإعادة الاستثمار طويل الأمد في الجامعات، وفرض رقابة على تصدير الشرائح المتقدمة للذكاء الاصطناعي.
وقد أعرب مسؤول سابق في البنتاغون عن اعتقاده أن السرعة التي تتطور بها الحروب "ستتجاوز قريبا قدرة البشر على السيطرة عليها". ولمنع ذلك، تنصح الصحيفة أميركا بأن تربح سباق الأسلحة الذاتية وفي الوقت نفسه تقود العالم نحو السيطرة عليها.