القتل الرحيم والمساعدة على الانتحار: مفهومان مختلفان لإنهاء الحياة في أوروبا
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
تثير قضية الحق في الموت انقسامًا في الاتحاد الأوروبي. ونظراً لحساسية النقاش، فإن لكل دولة نهجها الخاص بها. فبعض الدول شرّعت القتل الرحيم، والبعض الآخر يعاقب عليه، وهناك دول اختارت الاعتراف بالموت الرحيم. اعلان
تكشف التعدّدية في استخدام المصطلحات مثل "الحق في الموت"، "المساعدة على الانتحار"، و"القتل الرحيم"، عن التعقيد القانوني والأخلاقي الذي يحيط بملف نهاية الحياة في أوروبا.
وفي خطوة جديدة نحو تشريعه، تبنّت الجمعية الوطنية الفرنسية، يوم الثلاثاء، مشروع قانون في قراءته الأولى يفتح المجال أمام الاعتراف بـ"المساعدة على الموت". وقد حظي النص بأغلبية واضحة، حيث صوّت لصالحه 305 نواب مقابل 199 معارضًا.
ضمنالاتحاد الأوروبي، أقرّت خمس دول حتى اليوم القتل الرحيم النشط ضمن أطر قانونية محددة: هولندا (2001)، بلجيكا (2002)، لوكسمبورغ (2009)، إسبانيا (2021)، والبرتغال (2023). ورغم اختلاف التشريعات من دولة إلى أخرى، إلا أن المبادئ الأساسية تبدو متشابهة.
توضح المحامية جاكلين هيريمانز، رئيسة جمعية حقوق الموتى في بلجيكا (ADMD)، أن جميع هذه القوانين تشترك في معيار أساسي، وهو أن يكون المريض في حالة طبية حرجة لا رجعة فيها، وأن يعاني من معاناة جسدية أو نفسية لا تُحتمل. ويشترط أن يكون الطلب بالقتل الرحيم صادراً من المريض نفسه، بشكل متكرر وطوعي وخالٍ من أي ضغط خارجي.
وتضيف هيريمانز: "يجب أن يكون المريض مؤهلاً قانونيًا، يعاني من مرض عضال أو إصابة غير قابلة للشفاء، تسبب له ألماً لا يُطاق، سواء كان هذا الألم جسديًا أو نفسيًا".
Relatedبأغلبية أصوات اليسار والوسط .. البرلمان الإسباني يشرع القتل الرحيمشاهد: هولندا تحتفل بمرور 20 عاماً على تشريع القتل الرحيمتنفيذ القتل الرحيم بمتهم مشلول قبل محاكمته في قضية إطلاق نار على أشخاصوقد ساهم مرور الوقت وتراكم التجربة في تطور التعامل المجتمعي والطبي مع هذه التشريعات، إذ أتاح ذلك التكيّف التدريجي مع الواقع القانوني. ففي عام 2023، سُجّلت 9,958 حالة قتل رحيم في هولندا، و3,423 حالة في بلجيكا، و334 حالة في إسبانيا، ما يعكس اتساع نطاق اللجوء إلى هذا الحق حيثما تم تقنينه.
الاعتراف بالانتحار بمساعدة الغيريشمل إنهاء الحياة طيفاً من الأفعال القانونية والأخلاقية المتفاوتة، تختلف من بلدٍ إلى آخر، وتُثير أسئلة حادة حول حدود الحق والممارسة.
ويتضمن القتل الرحيم ثلاثة أشكال رئيسية:
- القتل الرحيم النشط: حيث يقوم الطبيب بحقن المريض بمادة قاتلة تُنهي حياته مباشرة.
- القتل الرحيم السلبي: يُتّخذ فيه قرار بوقف الرعاية الطبية أو عدم تمديدها، كفصل أجهزة التنفس الاصطناعي.
- المساعدة على الانتحار: يتولى فيها المريض نفسه حقن المادة المميتة التي يقدمها له الطبيب أو طرف ثالث.
ورغم أن القتل الرحيم يظل محظوراً في عدد من الدول، فإن المساعدة على الانتحار تُعتبر قانونية في دول مثل النمسا وألمانيا، حيث يُسمح للمريض بإنهاء حياته ضمن شروط محددة، دون أن يكون ذلك بالضرورة على يد طبيب.
أما في إيطاليا، فلا يزال القتل الرحيم غير قانوني، إلا أن المحاكم أفسحت المجال أمام حالات الانتحار بمساعدة الغير، كما في قضية الناشط السياسي ماركو كاباتو، الذي رافق مرضى راغبين بإنهاء حياتهم إلى سويسرا، ثم سلّم نفسه للسلطات الإيطالية. وأصدرت المحكمة الدستورية حينها قراراً يُجيز هذه الممارسة في ظروف صارمة، رغم غياب أي إطار قانوني من البرلمان حتى اليوم.
وتقول جاكلين هيريمانز: إن "المعضلة الأساسية تنشأ حين يصدر حكم قضائي يقرّ بحق معيّن دون أن يصاحبه تشريع قانوني ينظّمه. هذا الفراغ يخلق حالة من الغموض القانوني ويعقّد الممارسة الطبية والأخلاقية على الأرض".
ورغم بعض الانفتاح التدريجي، لا يزال القتل الرحيم محظورًا بشكل صريح في عدة دول أوروبية منها بولندا، بلغاريا، قبرص، ومالطا. كما أنه غير قانوني في أيرلندا، رغم أن مشروع قانون حول "إنهاء الحياة" يخضع حالياً للنقاش البرلماني.
تُبرز هذه التباينات واقعاً قانونياً هشاً داخل الاتحاد الأوروبي، تتقاطع فيه اعتبارات أخلاقية، دينية، وسياسية، وتفتح الباب أمام جدل متجدد حول حق الإنسان في تقرير مصيره في نهاية حياته.
المصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الصين قطاع غزة ضحايا إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الصين قطاع غزة ضحايا الموت الرحيم الاتحاد الأوروبي مجتمع إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة الصين قطاع غزة ضحايا إيران أوكرانيا هجمات عسكرية سنغافورة أطفال سوريا القتل الرحیم أن یکون
إقرأ أيضاً:
شردي: الإخوان لا يملكون الحق في الحديث باسم مصر أو العروبة
انتقد الإعلامي محمد مصطفى شردي تصرفات جماعة الإخوان، مؤكدًا أنهم لا يملكون الحق في الحديث باسم مصر أو التطرق إلى مفاهيم مثل العروبة أو القضية الفلسطينية، في ضوء مواقفهم وسلوكهم الذي وصفه بـ"المسيء والخارج عن الوطنية".
وقال شردي، خلال تقديمه برنامج "الحياة اليوم" على قناة الحياة، إن الجماعة وصلت إلى "مستوى غير مسبوق من البجاحة"، على حد تعبيره، مشيرًا إلى مشاهد رفع علم إسرائيل في قلب تل أبيب من قبل عناصر محسوبة على الجماعة، بينما يهاجمون الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، محملين إياه مسؤولية عدم دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
وأضاف أن هناك تظاهرات في تل أبيب جمعت بين إسرائيليين وعناصر من الجماعات الإسلامية، من بينهم كمال الخطيب، الذي ألقى خطبة وسط الحشود، مؤكدًا أن وجوده في تل أبيب ومواقفه تثير تساؤلات، خاصة وأنه لم يجرؤ على رفع علم فلسطين خلال تلك الفعالية، مشددًا على غياب الرمزية الفلسطينية تمامًا في الفيديوهات المصورة.
وتساءل شردي عن أسباب عدم توجيه الخطيب رسائل إلى حركة حماس، خاصة بشأن ملف الأسرى، قائلًا: "لماذا لم يطالبها بإعادة الأسرى خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة، حتى لا يُقتل المزيد من الأبرياء في غزة؟".