الجزيرة:
2025-05-15@19:27:57 GMT

البشر يتذكرون الرموز أفضل من الكلمات

تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT

البشر يتذكرون الرموز أفضل من الكلمات

تمكن فريق بحثي بقيادة علماء من جامعة "ووترلو" الكندية من التوصل إلى أن الدماغ يسهل عليه تذكر الرموز مقارنة بالكلمات المكتوبة؛ الأمر الذي يفسر أهمية الرموز بالنسبة لعالم التسويق ووسائل التواصل الاجتماعي.

وفي الدراسة، التي نشرها هذا الفريق بدورية "كوغنيشن" جاء أن أكثر من 1100 شخص بالغ تمكنوا -في 5 تجارب منفصلة- من تذكر ما رأوه من رموز؛ مثل العلامة الدالة على العملة الأميركية ($)، مقابل الكلمات التي تعبر عنها (كلمة دولار في هذه الحالة).

وتقترح الدراسة أن تذكر الرموز يكون عادة أسهل لأنها تعطي صورا ملموسة ومختصرة للأفكار المجردة، وكمثال على ذلك فإن رمز القلب الملون في وسائل التواصل الاجتماعي -على سبيل المثال- لا يشرح المعنى، وإنما يعبر عنه بشكل يفهمه كل شخص حسب سياقه.

وبالإضافة إلى ذلك، يرى الباحثون -حسب بيان صحفي أصدرته الجامعة في 22 أغسطس/آب الجاري- أن الرموز قد يكون من الأسهل تذكرها لأنها فريدة وتميل إلى تمثيل مفهوم واحد مقارنة بالكلمات التي يمكن أن تكون لها عدة معان.

فمثال رمز المثلث في شعار يوتيوب (▷) له معنى واحد فقط، وهو بدء تشغيل الفيديو، أما كلمة "تشغيل" فلها في اللغة أكثر من غرض ومعنى.

الإنسان خلال معيشته على هذا الكوكب طوّر تفضيلا للرموز في الذاكرة على حساب الكلمات (شترستوك) من الرياضيات لوسائل التواصل

وبناء على ما سبق، فإن الإنسان خلال معيشته على هذا الكوكب طوّر تفضيلا للرموز في الذاكرة على حساب الكلمات، وحسب الدراسة فقد تطور ذلك معنا طوال بقائنا على هذا الكوكب، بداية من النقوش على معابد الفراعنة، ووصولا إلى الرمز التعبيري لكل شركة ومنصة، سواء كنا نتحدث عن "لوغو" أو عن الرمز التعبيري لـ"ماكدونالدز" أو شعار شبكة الجزيرة مثلا.

ويضيف الباحثون أن استخدام الرموز كشعارات في الإعلانات يجعلها بالتبعية توفر وسيلة اتصال أسرع، وكذلك أهميتها في عالم الرياضيات الذي يقوم بالكامل عليها، وبالطبع كوسيلة للتحذير على الطرق أو في المباني، على سبيل المثال لا الحصر.

وتفسر الدراسة كذلك سبب الشيوع الكبير للرموز التعبيرية، التي تسهل كثيرا حياة البشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتخذ طابعا كتابيًا في الأساس.

وكان فريق من جامعتي شيكاغو ونيويورك عمل قبل نحو عقد ونصف العقد على فهم مشكلة كبرى تواجه التواصل بالبريد الإلكتروني، عبر إقامة مجموعة من التجارب التي يكتب المشاركون فيها جملتين حول موضوع ما: الأولى جادة والثانية هزلية، ثم يقومون بإرسالها إلى مشاركين آخرين عبر البريد الإلكتروني، ويُطلب منهم تحديد أي الجمل كانت هزلية وأيها كان جادة.

وخلال 5 تجارب، كانت هناك نسب قليلة من المشاركين قد فهمت مقصد الرسائل، مما يعني أن قدراتنا على توصيل "حالة الرسالة" عبر الكلمات فقط تعد محدودة، وهنا تحديدا تصبح الرموز التعبيرية ذات قوة، لأن وجها ضاحكا إلى جوار الجملة يبلغ فورا معنى أنها هزلية.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي

التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي

بانتشار الذكاء الاصطناعي في كل زاوية من زوايا الحياة، وتغلبه في بعض المهام أحيانًا على القدرات البشرية، أُغرق البشر في الخوف من هذه التقنية ربما لتطورها السريع، والوعود بأن بالإمكان تطويرها لتصبح أكثر كفاءة من البشر في معظم المهام البشرية، وبالتالي استبدال الإنسان في وظائف عدة، وتقليل الاعتماد عليه في جوانب قد تبدو معقدة، لكنها عند الذكاء الاصطناعي بسيطة، ويمكن إنجازها في ثوان أو دقائق معدودة.
وما يغفله الذكاء الاصطناعي أن الدماغ البشري هو أحد أكثر الأنظمة تطورًا وكفاءة، وإذا كان بالإمكان للذكاء الاصطناعي معالجة كميات هائلة من البيانات وتحديد الأنماط، فإنه يفتقر إلى الفهم الدقيق الذي يأتي بشكل طبيعي للبشر، وبالفعل يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل المشاعر والتعرف على تعابير الوجه، لكن تنقصه المشاعر، فالإنسان لا يتحرك في قراراته بالعقل والمنطق فقط، والذكاء العاطفي البشري يمكنه إنجاح صفقة معقدة، أو إدارة فريق خلال أزمة، أو تطوير منتجات يتردد صداها لدى المستهلكين.
وليس لدى الذكاء الاصطناعي قدرة على التخيل البشري، وتحويل الخيال إلى واقع، بل إن أقصى ما يمكنه هو توليد اختلافات بناءً على الأنماط المتاحة فقط، وحتى الابتكار في الذكاء الاصطناعي قد يشوبه الخلل، نظرًا لعدم فهم الاحتياجات البشرية والرغبات والفروق المجتمعية بعمق، ولذا يعدُّ الذكاء الاصطناعي أداة تساعد البشر، يمكنه التعامل مع المهام الروتينية ومعالجة المعلومات بسرعة، وفي النهاية يحتاج إلى البشر لتوجيهه. ومن الأشياء المفقودة أيضًا لدى الذكاء الاصطناعي البوصلة الأخلاقية، فمن الصعوبة لغير البشري إصدار الأحكام القيمية لأنها بالأساس تتطلب فهمًا للقيم الإنسانية والمعايير المجتمعية.
وبينما تتزايد التحذيرات من قدرة الذكاء الاصطناعي على استبدال الإنسان في سوق العمل، والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية جراء ذلك، فإن الطريق ليس ممهدًا بالكامل، لأن تقنيات الذكاء الاصطناعي مكلفة للغاية من الناحية التجارية، وهناك وظائف جديدة تخلقها هذه التقنيات لم تكن موجودة من قبل، أي أن التغيير هو في طبيعة الوظائف، وليس متعلقًا ببطالة الإنسان مقابل عمل الآلة، ومن المحتمل أن هذا التغيير تدريجًيا للذكاء الاصطناعي، وهذا ما يدفع البشر إلى تطوير مهاراتهم وصقل القدرات التكنولوجية، لأن المعرفة التكنولوجية أضحت ركنًا أساسيًّا في سوق العمل، إضافة إلى المهارات الأساسية للعمل، فالتحول الحقيقي يتعلق بالارتقاء، أي يتولى الذكاء الاصطناعي المهام الروتينية المتكررة، ويصبح البشر أكثر تركيزًا على الأنشطة ذات القيمة الأعلى التي تتطلب قدرات بشرية فريدة، في منظومة عمل يتكامل فيها الإنسان مع الآلة.
وفي ظل التطور المتسارع، على البشر الاستعداد لمرحلة تعميم الذكاء الاصطناعي في أسواق العمل حول العالم، لكن ليس عليهم القلق كثيرًا مما يسمونه الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، الذي هو مصطلح يشير إلى إنشاء تطبيقات لديها ذكاء يشبه الإنسان ولديها قابلية التعليم الذاتي، بهدف القدرة على أداء مهام لم يدرب عليها، والتوقعات في الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام في السنوات القادمة، غير أن المشكلة تكمن في أنها فكرة تفترض أن الذكاء البشري هو صنف واحد، إذ تتعامل أبحاث الذكاء الاصطناعي مع الذكاء البشري كما لو كان مقياسًا خطيًّا، وفي الحقيقة أن الذكاء الإنساني يختلف من شخص إلى آخر، وأحيانًا لا يفهم البشر المحتوى ذاتَه إن تغيرت البيئة والمجتمع، حتى وإن كانت اللغة واحدة.
إن التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي بات من ضروريات الحياة على مستوى الدول والأفراد، وعلينا أن نركز على نقاط القوة وتطوير هذه التقنيات بحكمة وبمعايير أخلاقية تضمن تحقيق الاستفادة للجميع، لاسيما أن الذكاء الاصطناعي، بما يوفره من سرعة ودقة في معالجة البيانات والتحليل، يُكمل القدرات البشرية، ويسهم في اتخاذ قرارات أكثر رشادة، غير أن اليد الطولى تبقى للذكاء البشري في توجيه هذه التقنيات الحديثة نحو أهداف إنسانية تخدم البشرية.


مقالات مشابهة

  • منتخب الدراجات يقترب من الفوز بالبطولة الأفريقية.. ورئيس الاتحاد يكرم الرموز بالمضمار
  • غداً الجمعة.. تحذير من انفجارات شمسية تضرب البشر والأقمار والإنترنت
  • بهذه الكلمات.. كندة علوش تهنئ أصالة بـ عيد ميلادها
  • لازاريني: لا أجد الكلمات لوصف البؤس والمأساة التي يعاني منها سكان غزة
  • محافظ الفيوم يكرم عددًا من الرموز الأولمبية
  • مأرب برس يعيد نشر اتفاقات ابراهيم التي طالب ترامب من الرئيس السوري التوقيع عليها خلال لقائه بالرياض
  • حاسوب عملاق يكشف الموعد الدقيق لنهاية العالم التي حذر منها ماسك
  • عندما يتحدث البشر.. هل يفهم الذكاء الاصطناعي ما بين السطور ؟!
  • تشات جي بي تي في مأزق.. مجاملات مبالغ فيها
  • التكامل بين الذكاء البشري والاصطناعي