ماذا قال نشطاء قافلة الصمود في طريقهم من ليبيا إلى الحدود المصرية؟
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
طرابلس- لم يقف الحر ولا الازدحام المروري عائقا أمام أهالي العاصمة الليبية طرابلس لاستقبال قافلة الصمود صباح أمس الأربعاء في ميدان الشهداء، حيث تجمّع الرجال والنساء والأطفال للترحيب بالقافلة البرية في تلاحم عربي هو الأول من نوعه لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وشقّت هذه القافلة الإنسانية -التي حركت ما عجزت الحكومات عن تحريكه- طريقا طويلا من تونس إلى ليبيا بمشاركة أكثر من ألف ناشط وعشرات الحافلات والمركبات التي يزداد عددها في كل محطة تتوقف فيها.
وتصف المشاركة ضمن الوفد التونسي هيفاء المنصوري طريق القافلة بأنه "ميسّر بطريقة مبهرة"، وسط تكاثف الجهود العربية، مشيدة بحفاوة الاستقبال في ليبيا.
وتضيف "نتعاون مع "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين في ليبيا" التي تضم أكثر من 12 جمعية من مختلف المناطق الليبية، حيث قامت بدورها بالتنسيق مع الجهات الرسمية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية، والتي استجابت مباشرة لتأمين القافلة منذ دخولها من معبر رأس جدير".
وتنوعت صور الضيافة بتعدد المدن التي مرت بها القافلة، من تزويد كافة السيارات والحافلات بالوقود مجانا في مدينة زوارة إلى المبيت في غابات جدايم بمدينة الزاوية التي تكفلت بتموين القافلة قبل انطلاقها صباحا إلى العاصمة طرابلس.
إعلانووسط زغاريد النساء وتكبيرات الرجال وصل وفد ممثل عن المشاركين من تونس والجزائر وليبيا في قافلة الصمود إلى ميدان الشهداء، ليجد حشدا من أهالي المدينة ونشطاء المجتمع المدني في استقبالهم بالبقلاوة الطرابلسية والمشروبات الباردة والهتافات.
وتحت سماء العاصمة وأمام قصر السرايا الحمراء رُفعت أعلام الجزائر وتونس وليبيا وهي تحتضن العلم الفلسطيني، في مشهد أشبه بعرس عربي كبير تدمع له العيون وتنبض له القلوب، وترتفع فيه الأصوات مرددة "فلسطين عربية".
في قلب هذا العرس العربي يعلو صوت شاب اعتاد أن يحمل وطنه في قلبه وهموم شعبه على كتفيه، إنه ميار أحد أبناء الجالية الفلسطينية في ليبيا وناشط في حراك "قاطع وقاوم"، يتقدم الصفوف وهو يهتف للشهيد يحيى السنوار وأبو عبيدة وكتائب القسام، فتتماهى أصوات الرجال والنساء من حوله، في مشهد أشبه بمايسترو فلسطيني يقود سيمفونية عربية تصدح بالعزة والانتماء، وتؤكد أن فلسطين لا تزال تنبض في وجدان كل حر.
مواقف الشعوبويقول عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين علي بن نصر إن القافلة ستواصل رحلتها باتجاه الشرق الليبي مرورا بمدينتي مصراتة وزليتن، حيث يُتوقع أن تبيت في إحداهما، وصولا إلى معبر السلوم المصري اليوم الخميس، وبعدها بأيام إلى معبر رفح المصري الحدودي مع قطاع غزة.
ويضيف ابن نصر للجزيرة نت أن القافلة تعد بمثابة مظاهرة عربية ضخمة تضم مشاركين من 30 دولة عربية، ملتحقين بالقوافل الدولية الأخرى القادمة من أوروبا وأميركا، برا وبحرا وجوا من أجل إيقاف الحرب وكسر الحصار على غزة، وإدخال المساعدات المتكدسة عند معبر رفح، ويتابع "نقول للعالم إن الشعوب العربية لا تمثلها مواقف الحكومات المتخاذلة".
ويعبر عن أن الشعوب العربية تتألم لألم غزة، وقد آثرت أن تتحرك بنفسها في ظل تأخر تحرك حكوماتها، مستدلا على ذلك بجهود الشعوب التي تحملت مشقة السفر وصعوبات الطريق وضغط التنظيم في سبيل غزة، وفي مواجهة ما وصفها بـ"عربدة العدو الصهيوني" والمجازر التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية المتطرفة ضد الفلسطينيين.
من جهته، يقول الناطق الرسمي باسم القافلة التونسي نبيل الشلوفي "لن نترك غزة وحدها، وسنرى ما يمكن أن نقدمه بعد الانتهاء من هذه المرحلة".
إعلانويضيف الشلوفي للجزيرة نت "انطلقنا من تونس بمشاركة ألف تونسي و200 جزائري، لكن أعداد الملتحقين من الليبيين كبيرة جدا، كما تضاعفت أعداد الجزائريين 3 مرات، ويتوقع تزايد العدد أكثر".
وتسير القافلة -حسب الشلوفي- بمئات السيارات على مد البصر "يمكن حصرها فقط بكاميرا من الجو، وهناك وفود تونسية أخرى تلتحق برا عبر معبر رأس جدير، وأخرى جوا ستصل إلى مطار مصراتة"، مؤكدا أن القائمين على القافلة تواصلوا مع الجهات الرسمية في المنطقة الشرقية الليبية، وتلقوا تطمينات بالسماح بمرورها بسلاسة.
ويأتي هذا الحراك الشعبي العربي لأول مرة بهذا الزخم تضامنا مع الشعب الفلسطيني لوقف العدوان على قطاع غزة الذي يعاني حصارا هو الأشد منذ أكثر من 17 عاما.
وأعادت إسرائيل إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة منذ مارس/آذار الماضي، ومنعت دخول الوقود بشكل كامل، مما أدى إلى توقف عمل معظم المشافي والمخابز ومحطات تحلية المياه، ولم تستثنَ حتى مساعدات الأمم المتحدة، إذ تعرضت قوافلها للاستهداف والعرقلة.
وكانت إسرائيل قد شنت عدوانها على القطاع بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ليزداد الحصار قسوة ويشمل استخدام التجويع والتعطيش ومنع الأدوية سلاحا ضد المدنيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات قافلة الصمود
إقرأ أيضاً:
مشاركون من 54 دولة.. "قافلة الصمود" تستعد للوصول إلى القاهرة.. والأنظار تتجه إلى معبر رفح
عواصم - الوكالات
تتواصل الاستعدادات على أكثر من صعيد لوصول المشاركين في المسيرة الدولية إلى غزة، التي انطلقت تحت شعار "قافلة الصمود"، إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث أكد منظمو القافلة اليوم أن "أغلب المشاركين من 54 دولة سيصلون إلى القاهرة غدًا"، في إطار التحرك السلمي الواسع لفك الحصار عن قطاع غزة.
وأشار بيان صادر عن تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، المنظمة للمسيرة، إلى أن "كل ما تدعو إليه المسيرة يتماشى مع الجهود الدبلوماسية المصرية، ونؤكد احترامنا لدورها ومكانتها الإقليمية". وفي المقابل، شددت التنسيقية على أهمية التعاون والتنسيق مع السلطات المصرية، قائلة: "نتفهم المخاوف الأمنية المشروعة لدى القاهرة من العدد الكبير للمشاركين، لكننا نؤكد ضرورة التنسيق الكامل لضمان سلامة الجميع".
وأكد منظمو المسيرة أن "عدم التحرك إلى غزة ليس خيارًا بالنسبة لنا، ونأمل أن يُسمح لمسيرتنا السلمية بالمرور عبر معبر رفح"، في وقت يتصاعد فيه الضغط الشعبي والدولي لكسر الحصار المستمر على القطاع منذ سنوات.
وقد وصلت "قافلة الصمود" البرية أمس الثلاثاء إلى معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، بمشاركة أكثر من 1700 ناشط، بينهم 140 جزائريًا، بالإضافة إلى مشاركين من المغرب وموريتانيا، وفق ما أفادت به إذاعة موزاييك التونسية. وتتضمن القافلة نحو 100 سيارة و18 حافلة، وكانت قد انطلقت الاثنين من تونس العاصمة، مرورًا بعدة مدن تونسية، وسط دعم شعبي واسع.
وأكد وائل نوار، المتحدث باسم القافلة، أن المرحلة الأولى على الأراضي التونسية قد أُنجزت بنجاح، وبدأت المرحلة الثانية في الأراضي الليبية، حيث يُتوقع أن تتجه القافلة نحو معبر السلوم المصري، ومنه إلى القاهرة ثم إلى معبر رفح.
وأوضح نوار أنه تم التنسيق مع السلطات الليبية والمنظمات الشريكة، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع وجود عراقيل في العبور. وتأتي هذه القافلة ضمن تحرك دولي أوسع باسم "Global March to Gaza"، يضم نشطاء من أكثر من 54 دولة، ويهدف إلى إيصال رسالة تضامن دولية قوية مع الفلسطينيين المحاصرين في القطاع.
وكانت تنسيقية القافلة قد عقدت مؤتمرًا صحفيًا في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة، أكدت فيه أن القافلة "تعبّر عن نبض شعوب المغرب العربي، وتُترجم إرادة حقيقية لفك الحصار"، متوقعةً مشاركة نحو ألفي تونسي، في ظل طلبات متزايدة للانضمام من المواطنين.