الحجر الأسود.. جوهرة مقدسة تربط المسلمين بأطهر بقاع الأرض
تاريخ النشر: 13th, June 2025 GMT
يُعد الحجر الأسود أحد أهم الرموز المقدسة فى الإسلام، وهو جزء لا يتجزأ من الكعبة المشرفة، بل يمثل نقطة البدء والانتهاء فى الطواف حول البيت العتيق.
يقع الحجر فى الركن الجنوبى الشرقى للكعبة، ويبلغ ارتفاعه عن الأرض نحو متر ونصف، ويتميز بلونه المائل إلى السواد مع مسحة من الحمرة، ويُقدَّر قطره بنحو 30 سنتيمترًا، وهو مثبت بإطار من الفضة الخالصة للحفاظ على تماسكه.
وتعود مكانة الحجر الأسود إلى ما ورد فى الأحاديث النبوية عن أصله السماوى، حيث تؤكد الروايات أنه نزل من الجنة أشد بياضًا من اللبن، فسوّدته خطايا بنى آدم.
وقد جعله النبى محمد صلى الله عليه وسلم بدايةً للطواف، وقبّله ووضع عليه جبهته، وقال أن استلامه أو الإشارة إليه هو من شعائر الحج والعمرة. ويحرص الملايين من المسلمين، عند زيارتهم للحرم المكى، على تقبيله أو لمسه أو الإشارة إليه، تأسّيًا بالسنة النبوية، أن أمكن ذلك دون مزاحمة أو إيذاء.
وعلى مر العصور الإسلامية، حظى الحجر الأسود بعناية فائقة من الخلفاء والسلاطين والملوك، فتم ترميمه وإعادة تثبيته مرات عدة، خاصة بعد أن تعرض لمحاولات السرقة أو التلف.
وكان من أبرز هذه الحوادث ما وقع فى القرن الرابع الهجرى، عندما تم اقتلاعه ونقله من قبل القرامطة، ثم أُعيد إلى مكانه بعد نحو 22 عامًا، ليبقى محفوظًا حتى اليوم فى موضعه الأصلى بإطارٍ معدنى خاص.
وفى العصر الحديث، استُخدمت أحدث التقنيات فى توثيق الحجر الأسود وصيانته، حيث أعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوى عن مشروع توثيقى فريد شمل التصوير الفائق الدقة للحجر، باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد، ما مكّن من إنتاج صور غير مسبوقة تُبرز تفاصيل دقيقة لم تكن ظاهرة من قبل، وهو ما يتيح للأجيال القادمة التعرف على هذا المعلم المقدّس بشكل علمى وتاريخى موثق.
يمثّل الحجر الأسود رابطًا روحانيًا عميقًا بين المسلمين حول العالم، حيث يجتمعون عنده بقلوب خاشعة، تستشعر قدسيته ومكانته، فى لحظة يتماهى فيها الزمان والمكان، ويتوحد فيها الدعاء والرجاء فى أطهر بقاع الأرض.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: حج حج ٢٠٢٥ حجاج بعثة الحج مكة المدينة الحجاج المصريين موسم الحج الحجر الأسود
إقرأ أيضاً:
هل نشأ كوننا داخل ثقب أسود في كون آخر؟
الانفجار العظيم هو النموذج المعتمد حاليا لدى العلماء، والذي يشرح أن الفضاء بما فيه من مادة وزمن نشأ قبل نحو 13.8 مليار سنة من نقطة غاية في الصغر.
لكن كانت هناك دائما مشكلة أساسية تتعلق بما يسميه العلماء نقطة التفرد، وهي النقطة التي نشأ منها الانفجار العظيم، عند هذه النقطة تصبح الكثافة لا نهائية وتنهار قوانين الفيزياء المعروفة، وهذا هو محور مشكلة النظرية الكبرى.
الآن يقترح فريق من الباحثين فرضية جديدة أطلق عليها اسم "نموذج الكون-الثقب الأسود"، تقترح أن الانفجار العظيم لم يكن بداية كل شيء، بل نتيجة لانهيار جاذبي هائل، أدى إلى تكوين ثقب أسود عملاق داخل كون أكبر، بحسب الدراسة التي نشرها الباحثون في دورية "فيزكس ريفيو دي"
وفي قلب هذا الثقب حدث "ارتداد كوني"، حيث تفادت المادة الانهيار الكامل بفضل المبادئ الكمية، وانبثقت لتولد كونا جديدا.
يشبه ذلك ما يحدث في حالة النجوم العملاقة، حيث تكون ذات حجم هائل، لكن في نهاية عمرها تتقلص تلك النجوم بسرعة هائلة، فينخفض حجمها لكنها تظل بالكتلة نفسها، ومع الوقت يصل حجمها إلى نقطة رياضية (بلا حجم)، هي ما يسمى "المفردة" والتي يفترض العلماء أنها تقع في قلب الثقب الأسود.
إعلانوبحسب نموذج الكون-الثقب الأسود، فإن ذلك يحدث على مستوى مادي أكبر بكثير من النجوم (سحب غازية عملاقة)، وتنكمش تلك المادة حتى تقارب حالة المفردة، لكنها ترتد مرة أخرى صانعة كونا جديدا.
وبحسب الدراسة، يصف الحل الرياضي الذي أنجزه العلماء كيف يمكن لسحابة من المادة المنهارة أن تصل إلى حالة كثافة عالية ثم ترتد، عائدة إلى مرحلة توسع جديدة.
ويعتقد العلماء أن ذلك يحدث بسبب ظواهر كمومية "مبدأ استبعاد باولي" الذي ينص على أنه لا يمكن لاثنين من الفيرميونات -جسيمات المادة كالكواركات والبروتونات والنيوترونات والإلكترونات- أن يتخذا الحالة الكمومية نفسها.
بالتالي، لا يمكن ضغط أي كمّية من المادة في مركز واحد، ومن ثم فإن قوانين ميكانيكا الكم تمنع أن تتكثف المادة في نقطة بلا حجم، وبالتالي فإنها قد تضطر المادة للانبثاق من جديد مع تغيير في هيئة نسيج الزمكان.
وبحسب الدراسة، يقدم النموذج الجديد تنبؤات قابلة للاختبار، فهو يتنبأ بمقدار صغير جدا من الانحناء المكاني الموجب في الفضاء، أي أن الكون ليس مسطحا تماما، بل منحنيا قليلا.
ينتج هذا ببساطة من بقايا الكثافة الزائدة الصغيرة الأولية التي أدت إلى الانهيار الأولي، وبالتالي فإذا أكدت الملاحظات المستقبلية، مثل مهمة إقليدس الجارية، وجود انحناء صغير في الفضاء، فسيكون ذلك تلميحا قويا إلى أن كوننا قد نشأ بالفعل من هذا الارتداد.