بعد أعقاب الهجوم الإسرائيلي الأخير على المنشآت النووية الإيرانية، والذي تزامن مع تعهدات صريحة من تل أبيب بمنع طهران من تطوير أسلحة دمار شامل، عادت الترسانة النووية الإسرائيلية لتتصدر النقاشات الدولية مجددًا، رغم محاولات إسرائيل المستمرة لإبقاء هذا الملف غامضًا وسريًا.

وتُقدر التقارير أن إسرائيل تمتلك ما بين 80 إلى 90 رأسًا نوويًا، وفقًا لتقارير اتحاد العلماء الأميركيين ومعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).

ولا تقتصر القدرات على الرؤوس النووية فقط، بل تشمل وسائل إيصال متعددة مثل الصواريخ الباليستية، المقاتلات الحربية، وربما غواصات نووية مجهزة بأسلحة نووية، ما يمنح إسرائيل قدرة ردع استراتيجية واسعة.

ويُعتبر مفاعل ديمونة النووي، الذي أُنشئ سرًا في خمسينيات القرن الماضي بدعم فرنسي، حجر الأساس في هذا البرنامج، الذي تتبع إسرائيل فيه سياسة “الردع بالغموض”— إذ ترفض تأكيد أو نفي وجود ترسانة نووية بشكل رسمي.

“إنكار غير قابل للتصديق”

يرى الخبراء أن إسرائيل تعتمد سياسة لا تُسمى غموضًا، بل “إنكارًا غير قابل للتصديق”. حيث يقول جيفري لويس، خبير الشؤون النووية في معهد ميدلبوري: “كنا نسميه غموضًا، لكنه في الواقع إنكار صريح لكنه غير منطقي.”

كما يؤكد جون إيراث من مركز ضبط التسلح ومنع الانتشار أن هذا التكتم يهدف لإبقاء خصوم إسرائيل في حالة من عدم اليقين، مما يعزز من قوة الردع ويجعل أي اعتداء ضدها محفوفًا بالمخاطر.

خارج معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية

رغم عضويتها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تُعد إسرائيل من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) التي تمنع انتشار الأسلحة النووية.

ويعود ذلك إلى رفض تل أبيب التخلي عن ترسانتها النووية المحتملة، خصوصًا وأن المعاهدة تعترف رسميًا فقط بخمس دول نووية تمتلك هذه الأسلحة قبل عام 1967.

فضيحة مردخاي فعنونو: كشف المستور

ظل البرنامج النووي الإسرائيلي طي الكتمان حتى عام 1986، عندما كشف مردخاي فعنونو، الفني السابق في مفاعل ديمونة، وثائق وصورًا سرية للصحافة البريطانية. هذا الكشف شكل إحراجًا كبيرًا لإسرائيل، مما أدى لسجن فعنونو 18 عامًا، معظمها في الحبس الانفرادي.

وفي مقابلة بعد خروجه من السجن، قال فعنونو: “لم أشعر أنني خنت، بل كنت أحاول إنقاذ إسرائيل من محرقة جديدة.”

هل يشعل سباق تسلح نووي في المنطقة؟

يرى الخبراء أن سياسة الغموض النووي الإسرائيلية تشكل عقبة كبيرة أمام جهود إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مما يزيد من احتمالية تصاعد التوترات.

وفي ظل الهجوم الأخير على إيران، حذر جون إيراث من أن هذه الضربات قد تدفع طهران إلى تعزيز قدراتها النووية كرد فعل، مما قد يدفع المنطقة إلى مسار خطير من سباق التسلح.

دوافع تاريخية وأبعاد استراتيجية

تعود جذور البرنامج النووي الإسرائيلي إلى ما بعد تأسيس الدولة في 1948، حيث كان هدف القادة ضمان تفوق استراتيجي دائم بعد المحرقة، لتجنب وقوع أي كارثة مماثلة.

وفي وثيقة أميركية رفعت عنها السرية عام 1969، تعهدت إسرائيل بعدم استخدام السلاح النووي أولاً في الشرق الأوسط، لكن هذا التعهد ظل غامضًا وغير قابل للتحقق.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: إسرائيل إيران إيران وأمريكا اسرائيل تقصف إيران ايران تقصف اسرائيل

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقصف مفاعل أراك والمنشأة النووية في نطنز

صراحة نيوز- أكد الجيش الإسرائيلي، الخميس، استهداف مفاعل أراك النووي والمنشأة النووية في نطنز بإيران.

وقال المتحدث باسم الجيش في بيان رسمي إن “جيش الدفاع الإسرائيلي شنّ هجومًا على مفاعل أراك النووي، مستهدفًا هيكل احتواء المفاعل، وهو مكون رئيسي في إنتاج البلوتونيوم”.

وأضاف أن “40 طائرة مقاتلة نفذت غارات جوية خلال الليل، شنت خلالها أكثر من 100 ذخيرة على عشرات الأهداف العسكرية”.

ووفق التقارير، استهدف الهجوم المكون المسؤول عن إنتاج البلوتونيوم، ما أدى إلى تعطيله ومنع استخدامه لاحقًا في تصنيع الأسلحة النووية.

كما شن سلاح الجو الإسرائيلي غارة على موقع في نطنز يُستخدم لتطوير الأسلحة النووية، حيث يحتوي على مكونات ومعدات فريدة تُستخدم في هذا المجال، ويُجرى فيه تنفيذ مشاريع تهدف إلى تسريع برنامج تطوير الأسلحة النووية الإيراني.

مقالات مشابهة

  • نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة "الغامضة" للدولة العبرية؟
  • استهدفته إسرائيل.. ماذا نعرف عن مفاعل آراك النووي؟
  • في ظل سعيها لتدمير قدرات إيران.. ماذا نعرف عن برنامج إسرائيل النووي؟
  • إسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف عن المنشأة؟
  • إسرائيل تقصف مفاعل أراك والمنشأة النووية في نطنز
  • تحذير عاجل.. إسرائيل تدعو لإخلاء محيط مفاعل راك النووي
  • القنبلة الخارقة للتحصينات.. ماذا نعرف عن سلاح تطلبه إسرائيل من أمريكا لضرب جوهر برنامج إيران النووي؟
  • استُخدمت لأول مرة ضد إسرائيل.. ماذا نعرف عن صواريخ "سجيل"؟
  • سفير إيران لدى الأمم المتحدة: إسرائيل تمتلك سلاحا نوويا وتشكل خطرًا على الأمن العالمي