لجريدة عمان:
2025-12-10@07:27:24 GMT

الحرب ليست لعبة صراع الجبابرة

تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT

بكل أسف لا نملك ترف حيرة اختيار موضوع المقالة هذه الأيام، فالصراعات السياسية نجحت في تحويل منطقة الشرق الأوسط إلى ساحة «لصراع الجبابرة» وليس التشبيه هنا ببعيد إن تحرينا الدقة، حروب عبثية منطلقها المادة وهدفها السيطرة، وكأنها لعبة رقمية، غير أن اللعبة بأسلحة لا يمكن أن تقتل إلا هدوء ممارسيها ومحترفيها، أما هذه الحرب التي تشنها إسرائيل في المنطقة على جبهتين في فلسطين سعيا لسرقة الأرض وفي إيران سعيا للتفوق، فلم تترك لنا مساحة للهدوء أو فسحة للتفكير في تداعياها.

ورغم أن التلويح بالحرب بينهما قديم مكرور إلا أنه أتى صادما لظن الجميع أنها فزاعات الدول العظمى لتسويق آلات الحرب، هذه المرة نتلمسها واقعا نعانيه وإنه لمن السذاجة أن يعتنق أحدنا فكرة براءة أمريكا من دم إيران أو دم فلسطين، خصوصا مع الرئيس الأمريكي الحالي الذي لا يتردد «عفويا» من التصريح بمطامعه وسياساته التوسعية، وعداواته المجانية وانتصاراته المادية التي هي منجزه الوحيد، إذا ما فكرنا في مظاهرات أمريكا المستمرة اعتراضا على سياساته داخليا وخارجيا.

وفي الشرق الأوسط يتوزع الخاصة والعامة بين خصوم إسرائيل وخصوم إيران، ثم فرقة تعرف لإيران رغبتها التوسعية في الخليج العربي ولكنها تعرف لإسرائيل عداءها التاريخي وجبروتها الدموي وما كان من هؤلاء وفقا لمنطق «مع أخي على ابن عمي، ومع ابن عمي على الغريب» إلا الانتصار لإيران، ومنهم من لا علاقة لهم بهؤلاء أو أولئك لكنها الشماتة بإسرائيل المتغطرسة والإيمان بنهاية عهد سرقة الحق في الأرض وتهجير الشعب ولعل هذه الفئة من الأهمية بمكان لاستقطابها الواعي لا عقلاء العرب وحسب، إنما شريحة واسعة جدا حتى من الغربيين، بل ومن اليهود أنفسهم، بعدما وقع في يقينهم أن حرب إسرائيل في الشرق الأوسط ليست حربا دينية لكنها تتخذ الدين مبررا لعدوانها ودمويتها، وهو ما لم يقبله الكثير من اليهود الذين اختبروا التهجير وعاشوا التهميش وعانوا من العنصرية.

ومن عجب أن ثم فرقة مخدّرة مسكونة بالشكوى الأبدية من الروتين وسكون الحال تتوق للتشويق والرعب والإثارة حتى وإن تمثلت حربا ضروسا ميدانها أوطانهم، هؤلاء الكسالى هم أولئك المنشغلون بعالم الألعاب الرقمية الملأى بالعداوات والأسلحة وبقاء الأقوى دون أي معايير قيمية، أو ثوابت أخلاقية، المُحتفون بالحرب كأنهم يشهدون خروج شخصياتهم القتالية المتوحشة المصنوعة من الواقع الافتراضي إلى الواقع الفعلي.

من يظن أنه في مأمن فهو واهم، نعيش اليوم على صفيح ساخن تتقاذفه الأطماع فإن لم نكن ضحايا مستهدفة أو عشوائية لنيران هذه الحروب، فنحن ضحاياها على المدى الطويل لا محالة؛ صحيا حيث لا يمكن نفي تأثير كل هذه الأسلحة المستخدمة على سكان المنطقة، ولن نستغرب تزايد الأمراض السرطانية وغيرها مستقبلا، بَلهَ التأثير النفسي طويل المدى والتشتيت العقلي الذي لا يمكن معه الوصول إلى يقين في لعبة يتقنّع فيها جميع الساسة فضلا عن القادة موجهي مسارات هذه التصادمات المدمرة أرواح البشر ومقدرات الأوطان بأقنعة الوطنية والولاء والخبرة.

يصعب التكهن بما يحدث الآن فعليا، ولا ما سيحدث غدا: مدة الحرب وآثارها، إرهاصاتها ومآلاتها، مجرموها وضحاياها، لكن هنالك درس لا بد من تعلمه وهو أوضح من أن يخفى، (حتى قبل كشف الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، عن وجود اختراق عميق في قلب الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية، وذلك بعدما تبيّن أن رئيس الوحدة السرية المكلفة بتعقب عملاء الموساد الإسرائيلي داخل إيران، كان هو نفسه عميلاً للموساد!) الدرس هو أن الخيانات تدمر الأوطان أكثر من العداوات، كيف لا وهي الصداقات العدوة التي لا تؤمن بغير المال ولا تعرف انتماء أو إخلاصا لغير مصالحها الآنية ومنافعها الذاتية؟

لم يكن هذا التصريح صادما فكل تحليلات المواجهة بين إيران وأمريكا وإيران وإسرائيل تدرك ذلك تصريحا أو تلميحا أو حتى حسرة داخلية وغصة في القلب. وربما من الجيد الإشارة إلى تجاوز اختراق القيادات ومفاصل الدولة فعليا، بالاختراق الرقمي الذي تحتكره شركات تجارية تحركها الفائدة لصالح قوى عظمى بهدف السيطرة والنفوذ على جسر من الدماء والكوارث.

درس آخر لا يمكن تجاهله مع كل هذه النيران يتمثل في صرخة الرئيس المصري الأسبق: محمد حسني مبارك «المتغطي بالأمريكان عريان» وفيما يحدث اليوم كثير من الحجج المؤكدة قوله ليس آخرها إسقاط إيران ما تتباهى به أمريكا كأحدث معداتها الحربية!

ختاما: لا نملك إلا الدعاء بأن يحفظ الله وطننا العزيز وخليجنا ووطننا العربي من ويلات الحروب وشرور الفتن وأقنعة الخونة الملونة، كما أنه لا بد من التأكيد على التركيز على الأمنين الداخلي والمجتمعي اللذين يمثلان ترسا دفاعيا موثوقا ضد الهجمات الخارجية والخيانة الداخلية معا.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لا یمکن

إقرأ أيضاً:

يلا شوت الشوط الثاني.. بث مباشر لعبة فلسطين وسوريا في كأس العرب 2025

تتجه أنظار جماهير كرة القدم العربية، مساء اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025، إلى ملعب المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يحتضن القمة المنتظرة بين منتخبي فلسطين وسوريا، ضمن ختام منافسات المجموعة الأولى من بطولة كأس العرب لكرة القدم المقامة حاليًا في قطر.

مشاهدة مباراة سوريا وفلسطين

وتحمل هذه المواجهة أهمية كبيرة بالنسبة للفريقين، في ظل تساويهما في رصيد النقاط، حيث يمتلك كل منهما أربع نقاط، مقابل نقطة واحدة لكل من منتخبي تونس وقطر، ما يجعل نتيجة التعادل كافية لضمان تأهل المنتخبين معًا إلى الدور ربع النهائي من البطولة.

سيناريوهات التأهل في مجموعة سوريا وفلسطين

في حال انتهاء المباراة بالتعادل، يتأهل المنتخبان رسميًا إلى دور الثمانية دون النظر إلى نتيجة مباراة تونس وقطر التي تُقام في التوقيت ذاته.

أما في حال فوز أحد الفريقين، فإن الفائز سيحجز بطاقة التأهل مباشرة متصدرًا للمجموعة، بينما ينتظر الخاسر نتيجة مباراة قطر وتونس لتحديد مصيره في البطولة.

كما تظل هناك احتمالات أخرى تمنح الخاسر فرصة التأهل، حيث:

في حال خسارة سوريا، يمكنها التأهل إذا فازت تونس على قطر، نظرًا لتفوق سوريا في المواجهة المباشرة على تونس.

وفي حال خسارة فلسطين، يمكنه التأهل إذا فازت قطر على تونس، مستفيدًا من تفوقه في المواجهة المباشرة أمام المنتخب القطري.

بينما يتم اللجوء إلى فارق الأهداف في بعض السيناريوهات المعقدة حال تساوي المواجهات المباشرة.

موعد مباراة فلسطين وسوريا اليوم

تنطلق صافرة بداية المباراة في المواعيد التالية:

7:00 مساءً بتوقيت القاهرة

8:00 مساءً بتوقيت السعودية وقطر والكويت

9:00 مساءً بتوقيت الإمارات

القنوات الناقلة لمباراة فلسطين وسوريا

يمكن متابعة اللقاء عبر عدد من القنوات الرياضية العربية المفتوحة، وجاءت أبرز القنوات الناقلة والمعلقين على النحو التالي:

أبوظبي الرياضية – بلال علام

دبي الرياضية – راشد عبد الرحمن

الشارقة الرياضية – محمد الهنائي

عُمان الرياضية – محمد موسى

الكويت الرياضية – طارق الملا

قناة الكأس – خالد الغول

beIN Sports المفتوحة – حفيظ دراجي

مقالات مشابهة

  • المسيرة القرآنية .. إعصار الوعي الذي حطم أدوات التضليل ونسف منظومة الحرب الناعمة للعدوان
  • الكرة الذهبية لترامب!
  • بعد تقرير لشفق نيوز.. السلطات العراقية تحظر لعبة اللودو
  • إيران تحاكم مواطنًا من حَمَلة الجنسية الأوروبية بتهمة العمالة والتجسّس لصالح إسرائيل
  • إيران: ألحقنا أضرارًا جسيمة بالكيان الصهيوني خلال حرب الـ12 يوما
  • إيران تعتقل شخصًا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
  • إيران تعلن محاكمة مواطن إيراني أوروبي بتهمة التجسّس
  • آبل تكشف عن قائمة الفائزين بجوائز App Store لعام 2025
  • أحمد موسى: مياهنا نظيفة 100%.. والشائعات لعبة قذرة لهز ثقة الناس
  • يلا شوت الشوط الثاني.. بث مباشر لعبة فلسطين وسوريا في كأس العرب 2025