لم يترك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، مديحا، يمكن أن يقال لإنسان، على وجه الأرض، إلا وقاله، في شخص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى خشينا أن يورّثه، أو يمنحه الكرة الذهبية، وكأس العالم، ويغادر القاعة، كما غادر رؤساء وزعماء بعد أن منحوا الرئيس الأمريكي القرابين من حرّ مالهم… عفوا أموال شعوبهم.
الرجل المشرف على تنظيم منافسة كأس العالم، نسي “الكرة” و”القدم”، وأكد بما لا يدع مجالا للشك، أن اللعبة الشعبية، ليست خليطا من السياسة، بل إنها السياسة نفسها. فقد أمضى الرجل على بياض، عندما تم إقصاء روسيا من عالم كرة القدم، بحجة تدخلها في أوكرانيا، وظل صامتا أمام ما حدث في بلاد فلسطين، بالرغم من أن غزة فقدت العشرات من لاعبي الكرة، قتلا بالآلة الحربية الصهيونية بدعم من صديقه ترامب، وأكثر من ذلك، أطلّ علينا والعالم بأسره ينتظر قرعة كأس العالم، بحديث بُهتان في السياسة فقط، شاكرا الرئيس الأمريكي، الذي جعل العالم آمنا وقادرا على التفرج ولعب كرة القدم في سلام وأمان، بعد أن أطفأ النيران الملتهبة في بلاد الهند والعُرب، بل وأطفأها حتى قبل أن تلتهب في بلاد أخرى.. آه نعم، هو قالها هكذا.
سيكون من الصعب في المستقبل القريب أن نصدق أن الرياضة بشكل عام لا تُسيّس، وأن قُرعة منافساتها، لا قرع فيها لطبول السياسة والحرب، وأن أي مظلوم في عالمها سيُنصف وأن الأقرب للتتويج هو الأنزه والأشرف، ولو طلب دونالد ترامب الفوز، بالكأس التي ستقام على أرضه وأرض كندا والمكسيك، لنالها، ولكن الرجل العجوز، مازال زاهدا في امتلاك كأس العالم لكرة القدم، لأن شغفه بالمال والذهب، أنساه نفسه، ما بالك لعبة يتقاذفها “الأغبياء” بالنسبة إليه بأقدامهم وعقولهم.
والغريب، أن ترامب في كلمته الموجزة، ذكر الأعمال والأموال وما كاد يذكر الكرة، التي رآها وسيلة اقتصادية وتجارية هامة جدا وفقط.
الولايات المتحدة الأمريكية، في زمن جيمي كارتر ورونالد ريغان، هي أول من أقحم الرياضة في السياسة
الولايات المتحدة الأمريكية، في زمن جيمي كارتر ورونالد ريغان، هي أول من أقحم الرياضة في السياسة، عندما كافحت ونجحت في منع العديد من الدول الأوروبية من المشاركة في الألعاب الأولمبية التي جرت في موسكو سنة 1980، بحجة تدخل السوفيات في بلاد جمال الدين الأفغاني، وهي الآن تسيّس اللعبة الشعبية ثم تربطها بعالم المال والأعمال، وعلى الفن والموهبة والتشويق.. ألف سلام.
ستبقى في ذاكرة عشاق لعبة كرة القدم، تلك الأهداف الساحرة والألعاب الفنية التي سجلها وأبدعها بيليه وفالديراما ومارادونا وصالح عصاد، وستبقى في الذاكرة، تلك المباريات الخالدة، التي تقطر متعة، وتلك الجماهير الفرحة بجنون وبراءة أيضا، قبل أن تصل الكرة إلى أقدام دونالد ترامب بتمريرة حاسمة من رفيقه جياني إنفانتينو، فيسجل بها أهدافا كلها في مرمى المنافسة الشريفة ومتعة لعبة كرة القدم.
الدستور الأردنية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه ترامب كأس العالم كرة القدم كأس العالم كرة القدم ترامب جائزة السلام مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کرة القدم فی بلاد
إقرأ أيضاً:
مطلب عاجل من نشأت الديهي لاتحاد الكرة بشأن مباراة مصر وإيران في كأس العالم
أعرب الإعلامي نشأت الديهي، عن تحفظه على موعد مباراة منتخبي مصر وإيران المقررة في 26 يونيو المقبل ضمن منافسات كأس العالم، مؤكدًا أن هذا التاريخ يتزامن مع احتفالية يوم المثلية والشواذ.
لميس الحديدي تهاجم “فيفا” بسبب إقامة مباراة إيران ومصر تحت شعار "فخر المثليين" إيران تعتقل شخصًا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
وقال "الديهي" خلال تقديم برنامجه "بالورقة والقلم" المذاع على فضائية "Ten"، مساء الاثنين، إنه على الجانبين المصري والإيراني الحرص على عدم وضع المنتخبين في سياق سياسي أو اجتماعي غير مناسب.
وأضاف أنّ إيران تقدّمت باحتجاج رسمي بشأن موعد المباراة، داعيًا كلًّا من الاتحاد المصري لكرة القدم واللجنة المنظمة للبطولة إلى دراسة خيار تأجيل المباراة أو تغيير موعدها لضمان عدم وضعها في سياق قد يثير التوتر أو يصرف الأنظار عن الجانب الرياضي.
كما دعا الإدارة الأمريكية في ضوء تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن رفضه سابقًا إلى لعب دور في ضبط الأجواء المحيطة بالفعاليات الدولية الرياضية لضمان عدم تسييسها.
وختم الديهي حديثه بالتأكيد على ثقته في قدرة المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم المهندس هاني أبو ريدة، على استخدام شبكة علاقاته الدولية للتوصل إلى حل.