وحسب حلقة (2025/6/16) من برنامج "المرصد" فقد كان ميناء غزة يمثل نبض الحياة الاجتماعية والاقتصادية لسكان القطاع، حيث تتهادى عند مياهه قوارب الصيادين في حركة دائبة لا تتوقف، وتنتشر حوله المطاعم والمقاهي في أجواء احتفالية تجمع العائلات للترفيه والاستجمام.

ولكن هذا المشهد الحيوي الذي استمر لقرون كبوابة تاريخية لعلاقة الفلسطينيين بالعالم، تبدل بشكل جذري ومأساوي خلال الحرب الحالية.

وتحول الميناء إلى مساحة ممتدة من الخيام المهترئة لعشرات الآلاف من النازحين، دفعت بهم آلة الحرب التي لا تتوقف ليجدوا أنفسهم يتكدسون في شريط ضيق على طول الميناء وسط ظروف تنعدم فيها جميع مقومات الحياة.

ويعكس هذا التحول عمق المأساة الإنسانية التي تعيشها غزة، حيث تحولت الأماكن المخصصة للحياة والفرح إلى ملاجئ اضطرارية للبقاء.

واستعرضت الحلقة شهادات حية من قلب المعاناة اليومية، أوضح خلالها نازحون معاناتهم، مع النزول المتكرر تحت القصف الذي لم يترك حجرا على حجر، والجوع والمعاناة النفسية والجسدية للأمهات اللواتي يواجهن مسؤولية حماية أطفالهن في ظروف مستحيلة، حيث ينعدم الطعام والأمان في آن واحد.

كما شكل الصيادون شريحة خاصة من المتضررين، حيث فقدوا مراكبهم ومعداتهم ومصدر رزقهم التقليدي، ولم يطل الدمار المراكب والمعدات فحسب، بل امتد ليشمل غرف الصيادين التي تحولت إلى "كوم ركام" كما وصفها أحدهم.

ورغم لجوء النازحين إلى الميناء بحثا عن الأمان، فإن الواقع يكشف عن استمرار التهديد الأمني حتى في هذا المكان.

ويكشف هذا الوضع عن تناقض مأساوي: النازحون يلجؤون إلى الميناء لأنه المكان الوحيد المتاح، لكنهم يواجهون فيه نفس المخاطر التي فروا منها.

وفقد البحر الذي كان يمثل "روح الغزيين" ومتنفسهم الوحيد، دوره هذا بسبب الظروف القاسية.

إعلان

إرث ستالين

وفي تطور لافت يعكس تعقيدات التعامل مع الذاكرة التاريخية، تشهد روسيا المعاصرة عودة تدريجية لتمجيد شخصية جوزيف ستالين بعد عقود من الحملات الرسمية لمحو آثار حقبته.

وتتزامن هذه العودة مع تنامي المشاعر القومية في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، مما يطرح تساؤلات معقدة حول كيفية تعامل المجتمعات مع تاريخها المثير للجدل.

وبدأت مظاهر إعادة الاعتبار لستالين بعودة تماثيله إلى مواقع عدة كانت أزيلت منها، كما تعددت مناسبات تخليد إنجازاته الشهيرة، خاصة خلال ذكرى يوم النصر الذي بدأ منذ عهد ستالين تمجيدا لما يسميه الروس "الانتصار في الحرب الوطنية العظمى".

وأثار هذا التحول جدلا واسعا بين من يرى في ستالين منقذ روسيا من الفاشية النازية، ومن يتذكر سياساته القمعية وتكلفتها الإنسانية الباهظة.

وفي مثال رمزي على هذا التحول، ظهر في الـ15 من مايو/أيار الماضي بمناسبة الذكرى الـ90 لتاريخ أول رحلة رسمية على شبكة مترو أنفاق موسكو، تمثال جداري لستالين في إحدى أعرق المحطات وهي "تاجانسكايا".

ويصور التمثال ستالين واقفا في الساحة الحمراء محاطا بحشد من المواطنين ينظرون إليه بإعجاب، وهو نسخة أعيد تصميمها من نصب تذكاري يعود إلى عام 1950 قبل وفاة ستالين بـ3 سنوات، لكنه اختفى عام 1966 حين أعيد تصميم المحطة.

الصادق البديري16/6/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

لافروف يؤكد دعم موسكو لتسوية نووية وتهدئة بين إيران وإسرائيل

أكد لافروف في اتصال مع عراقجي استعداد موسكو لتسهيل تسوية نووي إيران والمساهمة في خفض التصعيد بين طهران وتل أبيب.

روسيا تؤكد استعدادها للوساطة وتدين الضربات الإسرائيلية على إيران

وقالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، استعداد موسكو لمواصلة تسهيل الجهود الرامية إلى تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، والمساهمة في خفض التصعيد بين إيران وإسرائيل.

ووفقَا لوكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، صرحت الوزارة: "تم التأكيد على الجاهزية لمواصلة تسهيل الجهود الرامية إلى تسوية الوضع المتعلق ببرنامج إيران النووي، وكذلك لتهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل".

وأكدت أن موسكو شددت مرارًا على إدانتها للعملية التي نفذتها إسرائيل ضد إيران، معتبرة إياها انتهاكًا لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي. وأشارت إلى أن هذا الموقف يأتي في سياق متابعة الاتصال الهاتفي الذي جرى في 13 يونيو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان.

وأفادت الوزراة: "أن لافروف أعرب عن تعازيه في سقوط العديد من الضحايا، بمن فيهم مدنيون، نتيجة الضربات التي استهدفت أراضي جمهورية إيران الإسلامية".

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه تم الاتفاق على مواصلة التنسيق بشأن هذه القضية، بما في ذلك من خلال مناقشاتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى إطار منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.

هجوم إسرائيلي ورد إيراني

وكانت إسرائيل شنت، فجر يوم أمس، هجمات جوية واسعة النطاق، باستخدام أكثر من 200 طائرة، استهدفت أكثر من 100 موقع في إيران، بما في ذلك منشآت نووية (مثل نطنز وفوردو), ومقرات عسكرية، وقادة بارزين، وأسفرت عن أضرار مادية في مواقع عسكري ومدنية ومقتل 78 شخصًا وإصابة أكثر من 320، بمن فيهم ضباط وعلماء بارزين.

وأتي الرد الإيراني بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية المتنوعة باتجاه إسرائيل، أسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 161 أخرين حسب ما أعلنته وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، فيما وصفته طهران ببداية "ردها الساحق" على الهجمات الإسرائيلية على البلاد يوم أمس.

طباعة شارك موسكو إيران طهران تل أبيب وزارة الخارجية الروسية وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره الإيراني عباس عراقجي إيران وإسرائيل البرنامج النووي الإيراني

مقالات مشابهة

  • 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
  • موسكو تقول إن واشنطن الغت اجتماعا ثنائيا
  • بوتين يلوّح بالخطر من قلب موسكو: تحذير ناري لخامنئي بعد مكالمة مع ترامب
  • المنطقة الحرة سرت تبحث مع شركة صينية تطوير الميناء ومشاريع البنية التحتية
  • الحويج: العبور إلى رفح شأن مصري.. وقدّمنا كل الدعم الإنساني لقافلة الصمود فأين الحصار والتجويع الذي يتحدثون عنه؟
  • ما الذي ينبغي على واشنطن فعله لنزع فتيل الحرب بين طهران وتل أبيب؟
  • حيفا تحت النار… ونفي اسرائيلي لتعطّل العمليات في الميناء رغم دمار الصواريخ الإيرانية
  • مجدي الجلاد: الحرب العالمية الثالثة بدأت.. وواجهنا قافلة الصمود بحكمة
  • لافروف يؤكد دعم موسكو لتسوية نووية وتهدئة بين إيران وإسرائيل