تقع هرتسيليا شمال غربي تل أبيب وتُعد من المراكز الاقتصادية والتكنولوجية الإسرائيلية الكبرى، إلا أن أهميتها الأمنية والعسكرية لا تقل عن ذلك. اعلان

أطلقت إيران، صباح الثلاثاء، رشقة صاروخية باتجاه العمق الإسرائيلي، في عملية اعتُبرت من جانب مراقبين عسكريين تصعيداً استثنائياً تجاوز الرسائل الرمزية إلى ضربات نوعية.

وفي قلب هذا التصعيد، برز اسم هرتسيليا كأحد أبرز الأهداف الحساسة التي أصابتها الصواريخ الإيرانية، ما طرح أسئلة جدية حول دلالات هذا الاستهداف وما تحتويه من منشآت حيوية.

ضربة مركّزة... ومنشأة لا يُعلن عنها

بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب منشأة لوجستية في منطقة "غليلوت" شمالي تل أبيب، تقع ضمن نطاق هرتسيليا، وهي منشأة مرتبطة بشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، وتُستخدم، بحسب القناة 12 العبرية، لتأمين الدعم اللوجستي لعمليات استخبارية سرية.

رغم فرض الرقابة العسكرية تعتيماً على الموقع المستهدف، فإن تسريبات إعلامية وصورا متداولة كشفت عن تدمير مبنى واحتراق عدد من الحافلات العسكرية بداخله، ما يعزز من فرضية أن الضربة لم تكن عشوائية.

هرتسيليا... أكثر من مجرد مدينة إسرائيلية

تقع هرتسيليا شمال غربي تل أبيب وتُعد من المراكز الاقتصادية والتكنولوجية الإسرائيلية الكبرى، إلا أن أهميتها الأمنية والعسكرية لا تقل عن ذلك. فهي تحتضن عدداً من المقرات المرتبطة بشعبة "أمان"، إضافة إلى منشآت مرتبطة بقطاعي الأمن السيبراني والتجسس الإلكتروني، خصوصاً ما يتعلق بوحدة "8200"، المسؤولة عن التنصت والاختراق الإلكتروني.

ويقول خبراء إن استهداف موقع داخل هرتسيليا يعني – عملياً – استهداف مركز من مراكز القرار الاستخباراتي الإسرائيلي، وهو ما يفسر الحذر الإعلامي في تل أبيب والرقابة المشددة المفروضة على نشر تفاصيل ما جرى.

Relatedماذا نعرف عن نظام "باراك ماغن" الذي استخدمته إسرائيل لصدّ المسيّرات الإيرانية؟ترامب مهاجمًا ماكرون: ذلك الباحث عن الشهرة غالبًا ما يفهم الأمور بشكل خاطئمن زمن الشاه إلى عهد الخميني: كيف تحوّلت إيران من حليف استراتيجي لإسرائيل إلى خصم لدود؟شعبة "أمان": عقل إسرائيل الأمني

تُعد "أمان" (شعبة الاستخبارات العسكرية) واحدة من أضخم وأخطر الأذرع الأمنية في إسرائيل، وتفوق من حيث الموارد البشرية والمالية جهازي "الموساد" و"الشاباك". أنشئت عام 1953، وتُناط بها مهمة جمع وتحليل المعلومات العسكرية، وتقديم التقديرات الاستراتيجية لصناع القرار، وتوجيه العمليات الميدانية اعتماداً على المعلومات الاستخباراتية.

وتضم الشعبة وحدات متقدمة للغاية، من أبرزها وحدة "8200" المسؤولة عن التنصت والاختراقات الرقمية، والوحدة "504" المعنية بالتجسس البشري، بالإضافة إلى وحدة البحث والتحليل، ووحدة الخرائط والرقابة العسكرية، كما تشرف "أمان" على الملحقين العسكريين في الخارج.

وبحسب بيانات متداولة، فإن "أمان" هي أكبر مركز لتخزين المعلومات في إسرائيل، ويخدم فيها نحو 14 ألف عنصر سنوياً ضمن منظومة متطورة من التدريب والتأهيل، مع تجنيد النخب التكنولوجية والعلمية من الشباب الإسرائيلي.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو الحرس الثوري الإيراني إيران إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني بنيامين نتنياهو هجمات عسكرية سوريا صواريخ باليستية حروب البرنامج الايراني النووي علي خامنئي تل أبیب

إقرأ أيضاً:

الصحة الإيرانية: 224 قتيلاً و1,277 جريحًا منذ بدء الضربات الإسرائيلية

أعلنت وزارة الصحة الإيرانية يوم الأحد، إن 224 شخصًا قُتلوا وأُصيب 1,277 آخرون منذ انطلاق الهجمات الجوية الإسرائيلية على العمق الإيراني مطلع الأسبوع، وفقًا لإحصائية رسمية نقلتها وكالة إرنا. 

وأكدت الوزارة أن الضحايا شملوا مدنيين وعسكريين، إضافة إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية العمرانية والخدمية.

بدأت الضربات بحسب مصدر وزارة الصحة، مع عملية "الأسد الصاعد" — سلسلة هجمات إسرائيلية تركزت على مواقع نووية وعسكرية في نطنز، أصفهان، ومطار مهرآباد في طهران. 

وردّت إيران على هذه الهجمات بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة صوب إسرائيل، ما أدى أيضًا إلى خسائر بشرية وأضرار مادية هناك .

وبيّنت بيانات وزارة الصحة أن قائمة الضحايا تشمل قياديين عسكريين وعلماء نوويين، دون تحديد دقيق للأسماء. 

وقدّرت منظمة حقوقية دولية عدد الضحايا الإجمالي بأكثر من 400 قتيل، بينما أبلغت إيران عن 224 فقط. هذا التفاوت في التقدير يعكس الفجوة بين المصادر الرسمية والتقديرات المستقلة.

أما الإصابات، فتمثّل نسبة الإصابات إلى القتلى بنحو 5:1، ما يدلّ على مدى اعتماد الضربات الجوية الإسرائيلية على الأسلحة الدقيقة والمركّزة.

ولم تقتصر الضربات على المنشآت العسكرية، بل امتدت إلى مناطق سكنية ومدنية، ما أدى إلى وفاة وجرح نساء وأطفال، إلى جانب تدمير بنايات سكنية وبنى تحتية حيوية. 

ونتيجة لذلك، نقلت السلطات مرضى إصابات خطيرة إلى مستشفيات مدن طهران وأصفهان، وأعلنت حالة الطوارئ لتلبية الاحتياجات الطبية المتزايدة .

ولا تزال أزمة الغرف في المستشفيات متفاقمة، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب توقف بعض خطوط التوريد، وتعليق الملاحة في بعض المناطق .

وتواجه إيران ضغوطًا متزايدة على الصعيد الداخلي، وسط دعوات شعبية وضعت السلطات أمام خيارين مقايضات في سياستها الخارجية. 

عقد البرلمان الإيراني جلسة طارئة للدعوة إلى تحقيق شامل حول تأثير الضربات على المدنيين، مع تعزيز الإجراءات الدفاعية وترجمة سياسة "ردع شامل" إلى عمليات ملموسة .

على الصعيد الدولي، تصاعدت دعوات الأمم المتحدة والدول الغربية لإيقاف التصعيد، وسط تحذيرات من نزاع لا يُحمد عقباه يهدد البنية الأمنية والاستقرار الجغرافي لمنطقة الشرق الأوسط كلها .
الخسائر البشرية المعلنة رسمياً (224 قتيلاً و1,277 جريحًا) ليست سوى جزء من الصراع الذي يحتدم. وفتح هذا التصعيد جرحًا عميقًا في نسيج المجتمع الإيراني، وسط تحديات صحية وبنية تحتية تهدّد بتفاقم أزمة إنسانية كبيرة. 

طباعة شارك وزارة الصحة الإيرانية الهجمات الجوية الإسرائيلية العمق الإيراني الأسد الصاعد هجمات إسرائيلية مواقع نووية نطنز مهرآباد أصفهان طهران

مقالات مشابهة

  • خرائط وصور تكشف موقعا حساسا استهدفته الصواريخ الإيرانية بتل أبيب (شاهد)
  • تداعيات الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. سلطنة عُمان ترفع مستوى التأهب للتعامل مع المواد الخطرة
  • عربي21 تكشف بالصور الموقع السري الذي ضربته الصواريخ الإيرانية قرب تل أبيب
  • اختصاصات لجنة الأزمات الخاصة بالعملية العسكرية الإيرانية - الإسرائيلية
  • الحكومة: لجنة أزمات لمتابعة تداعيات العمليات العسكرية الإيرانية ـ الإسرائيلية
  • مفقودون تحت الركام في تل أبيب بعد الضربات الإيرانية
  • الصحة الإيرانية: 224 قتيلاً و1,277 جريحًا منذ بدء الضربات الإسرائيلية
  • مقتل وجرح أكثر من 250 إسرائيلياً في الضربات الإيرانية على تل أبيب وحيفا
  • السيسي يؤكد أهمية وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على مختلف الجبهات الإقليمية