في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، تشهد الساحة السياسية الأمريكية تحركات عاجلة داخل الكونجرس لمنع تدخل الولايات المتحدة في هذا الصراع، وسط انقسام داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن كيفية التعامل مع التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط.

وقال عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين والديمقراطيين إنهم يعكفون على إعداد تشريعات تستهدف تقليص صلاحيات الرئيس الأمريكي بشأن شن أي عمليات عسكرية ضد إيران، دون تفويض صريح من السلطة التشريعية.

‏ترامب: أنا لا أبحث عن وقف لإطلاق النار مع إيران بل عن نهاية حقيقية لبرنامجها النووي عاجل- إيران تعلن إسقاط مسيرات إسرائيلية وتفكيك خلية تجسس للموساد في البرز وأصفهان النائب الجمهوري توماس ماسي: "ليست حربنا"

وأكد النائب الجمهوري توماس ماسي، أحد أبرز الرافضين لتدخل بلاده في النزاعات الخارجية، عزمه طرح مشروع قرار من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بموجب "صلاحيات الحرب" يوم الثلاثاء، بهدف حظر تدخل أمريكا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

وفي منشور عبر منصة "إكس"، قال ماسي: "هذه ليست حربنا، ولو كانت كذلك، فالدستور ينص على أن الكونجرس وحده من يقرر".
ودعا زملاءه في الكونجرس إلى دعم هذا القرار، مؤكدًا أن أي استخدام للقوة العسكرية يجب أن يتم بموافقة تشريعية واضحة.

This is not our war.

But if it were، Congress must decide such matters according to our Constitution.

I’m introducing a bipartisan War Powers Resolution tomorrow to prohibit our involvement.

I invite all members of Congress to cosponsor this resolution.

— Thomas Massie (@RepThomasMassie) June 16، 2025 مشروع قانون جديد بقيادة تيم كين يعيد الجدل حول صلاحيات الحرب

وفي ذات السياق، تقدم السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا تيم كين بمشروع قانون يهدف إلى منع الرئيس ترامب من استخدام القوة ضد إيران دون إذن من الكونجرس، مستندًا إلى الدستور الأمريكي الذي يمنح الكونجرس وحده حق إعلان الحرب.

وأكد كين في بيان رسمي: "لا مصلحة لأمننا القومي في الانخراط في حرب مع إيران، إلا إذا كانت ضرورة قصوى للدفاع عن البلاد"، معربًا عن قلقه من التصعيد بين إسرائيل وإيران وما قد يجره من تدخل أمريكي غير مبرر.

وأشار إلى أن القانون الأمريكي يمنح تشريعات "صلاحيات الحرب" أولوية مطلقة في المناقشة، ما يلزم مجلس الشيوخ بالتصويت الفوري على القرار.

برني ساندرز: إسرائيل تقوض المفاوضات النووية

من جانبه، اتهم السيناتور بيرني ساندرز، إسرائيل باختيار توقيت التصعيد العسكري مع إيران عمدًا، قائلًا إن الهجوم جاء لعرقلة المحادثات النووية التي كانت مقررة يوم الأحد.

وأضاف ساندرز في بيان صريح: "دستور الولايات المتحدة واضح تمامًا، لا يجوز شن هجوم عسكري ضد إيران أو أي دولة أخرى دون موافقة الكونجرس"، محذرًا من تورط واشنطن في نزاع إقليمي لا يخدم مصالحها.

انقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن الموقف من إيران

في هذه الأثناء، ذكرت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس ترامب أعطى توجيهات إلى فريقه الأمني لمحاولة الاجتماع سريعًا مع مسؤولين إيرانيين، مشيرة إلى احتمال عقد لقاء بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.

وتشهد الإدارة الأمريكية خلافًا داخليًا واضحًا، إذ تؤيد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) فكرة الانخراط في العمليات العسكرية إلى جانب إسرائيل، بينما تعارض أطراف داخل البيت الأبيض، بينهم مؤيدون لترامب نفسه، أي تورط عسكري، معتبرين أن التدخل قد يجر البلاد إلى صراع طويل الأمد دون مبرر استراتيجي واضح.

الجمهوري راند بول: أمريكا ليست طرفًا في هذه الحرب

السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي راند بول، المعروف بمواقفه الرافضة للحروب الخارجية، أعرب عن أمله في أن لا يرضخ ترامب للضغوط الإسرائيلية، مؤكدًا أن "مهمة الولايات المتحدة ليست التورط في هذه الحرب".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ليست حربنا الكونجرس الامريكي ترامب ايران اسرائيل صلاحيات الحرب صراع الشرق الأوسط السياسة الأمريكية التدخل العسكري ستيف ويتكوف عباس عراقجي

إقرأ أيضاً:

أردوغان يبلغ ترامب استعداد تركيا لمنع التصعيد بين إيران وإسرائيل

أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي دونالد ترامب استعداد أنقرة للعب دور في منع التصعيد في المواجهة الجارية بين إيران وإسرائيل، كما ترأس اجتماعا أمنيا لبحث تداعيات الصراع.

وأفاد مكتب الرئيس التركي أن أردوغان قال لترامب في اتصال هاتفي اليوم السبت إن تركيا ترى في المفاوضات النووية السبيل الوحيد لحل النزاع بين إسرائيل وإيران.

ووفقا لبيان صادر عن مكتبه، فقد أبلغ أردوغان الرئيس الأميركي أيضا أن تركيا تدعم وجهة النظر الأميركية القائلة بضرورة استمرار المفاوضات النووية مع إيران لحل النزاع، وأن أنقرة مستعدة للقيام بدورها لمنع أي تصعيد يخرج عن السيطرة.

وتتوسط أنقرة فعليا لحل الصراع بين الجارتين روسيا وأوكرانيا الذي وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإيجاد حد للحرب المستمرة منذ أكثر من 3 أعوام.

اجتماع أمني

في سياق متصل، قالت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية بأن أردوغان ترأس اجتماعا أمنيا في أنقرة، اليوم السبت، لبحث تداعيات الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل على الأمن العالمي والإقليمي، واستعدادات تركيا للتطورات المحتملة.

ووفقا للبيان فقد قيّم الاجتماع الأمني تطورات العدوان الإسرائيلي المتزايد في المنطقة، والجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراعات، وتداعيات الهجمات على الأمن العالمي والإقليمي، والتدابير الواجب اتخاذها، واستعدادات تركيا للتطورات المحتملة.

إعلان

وحضر الاجتماع إلى جانب أردوغان، وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، والمتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشليك.

ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

ومساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية اسمتها "الوعد الصادق 3″، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، ما أدى بحسب وسائل إعلام إسرائيلية إلى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 172 آخرين، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.

والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالا واضحا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح.

مقالات مشابهة

  • «ليست حربنا» تحركات بالكونجرس لمنع تدخل أمريكا في حرب إسرائيل وإيران
  • مشروع قرار بمجلس الشيوخ يمنع ترامب من دخول حرب ضد إيران.. ليست حربنا
  • سيناتور أمريكي يتحرك للحد من صلاحيات ترامب في الحرب على إيران
  • سناتور أمريكي يسعى للحد من صلاحيات ترامب في الحرب على إيران
  • الخطوط الحمراء الأمريكية في الحرب بين إسرائيل وإيران.. متى تتدخل واشنطن؟
  • هل تدخل الولايات المتحدة الحرب بين إيران وإسرائيل؟ ترامب يجيب
  • الحرب ليست لعبة صراع الجبابرة
  • أحمد موسى: إيران لن تتراجع عن تخصيب اليورانيوم ولم تهاجم القواعد الأمريكية
  • أردوغان يبلغ ترامب استعداد تركيا لمنع التصعيد بين إيران وإسرائيل