"ليست حربنا".. الكونجرس الأمريكي يتحرك لمنع تدخل واشنطن في صراع إيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، تشهد الساحة السياسية الأمريكية تحركات عاجلة داخل الكونجرس لمنع تدخل الولايات المتحدة في هذا الصراع، وسط انقسام داخل إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن كيفية التعامل مع التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط.
وقال عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين والديمقراطيين إنهم يعكفون على إعداد تشريعات تستهدف تقليص صلاحيات الرئيس الأمريكي بشأن شن أي عمليات عسكرية ضد إيران، دون تفويض صريح من السلطة التشريعية.
وأكد النائب الجمهوري توماس ماسي، أحد أبرز الرافضين لتدخل بلاده في النزاعات الخارجية، عزمه طرح مشروع قرار من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بموجب "صلاحيات الحرب" يوم الثلاثاء، بهدف حظر تدخل أمريكا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
وفي منشور عبر منصة "إكس"، قال ماسي: "هذه ليست حربنا، ولو كانت كذلك، فالدستور ينص على أن الكونجرس وحده من يقرر".
ودعا زملاءه في الكونجرس إلى دعم هذا القرار، مؤكدًا أن أي استخدام للقوة العسكرية يجب أن يتم بموافقة تشريعية واضحة.
This is not our war.
But if it were، Congress must decide such matters according to our Constitution.
I’m introducing a bipartisan War Powers Resolution tomorrow to prohibit our involvement.
I invite all members of Congress to cosponsor this resolution.
وفي ذات السياق، تقدم السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا تيم كين بمشروع قانون يهدف إلى منع الرئيس ترامب من استخدام القوة ضد إيران دون إذن من الكونجرس، مستندًا إلى الدستور الأمريكي الذي يمنح الكونجرس وحده حق إعلان الحرب.
وأكد كين في بيان رسمي: "لا مصلحة لأمننا القومي في الانخراط في حرب مع إيران، إلا إذا كانت ضرورة قصوى للدفاع عن البلاد"، معربًا عن قلقه من التصعيد بين إسرائيل وإيران وما قد يجره من تدخل أمريكي غير مبرر.
وأشار إلى أن القانون الأمريكي يمنح تشريعات "صلاحيات الحرب" أولوية مطلقة في المناقشة، ما يلزم مجلس الشيوخ بالتصويت الفوري على القرار.
برني ساندرز: إسرائيل تقوض المفاوضات النوويةمن جانبه، اتهم السيناتور بيرني ساندرز، إسرائيل باختيار توقيت التصعيد العسكري مع إيران عمدًا، قائلًا إن الهجوم جاء لعرقلة المحادثات النووية التي كانت مقررة يوم الأحد.
وأضاف ساندرز في بيان صريح: "دستور الولايات المتحدة واضح تمامًا، لا يجوز شن هجوم عسكري ضد إيران أو أي دولة أخرى دون موافقة الكونجرس"، محذرًا من تورط واشنطن في نزاع إقليمي لا يخدم مصالحها.
انقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن الموقف من إيرانفي هذه الأثناء، ذكرت مصادر أمريكية مطلعة أن الرئيس ترامب أعطى توجيهات إلى فريقه الأمني لمحاولة الاجتماع سريعًا مع مسؤولين إيرانيين، مشيرة إلى احتمال عقد لقاء بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وتشهد الإدارة الأمريكية خلافًا داخليًا واضحًا، إذ تؤيد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) فكرة الانخراط في العمليات العسكرية إلى جانب إسرائيل، بينما تعارض أطراف داخل البيت الأبيض، بينهم مؤيدون لترامب نفسه، أي تورط عسكري، معتبرين أن التدخل قد يجر البلاد إلى صراع طويل الأمد دون مبرر استراتيجي واضح.
الجمهوري راند بول: أمريكا ليست طرفًا في هذه الحربالسيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي راند بول، المعروف بمواقفه الرافضة للحروب الخارجية، أعرب عن أمله في أن لا يرضخ ترامب للضغوط الإسرائيلية، مؤكدًا أن "مهمة الولايات المتحدة ليست التورط في هذه الحرب".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ليست حربنا الكونجرس الامريكي ترامب ايران اسرائيل صلاحيات الحرب صراع الشرق الأوسط السياسة الأمريكية التدخل العسكري ستيف ويتكوف عباس عراقجي
إقرأ أيضاً:
مقال بواشنطن بوست: حتى المدافعون عن إسرائيل بدؤوا أخيرا الاعتراف بالحقيقة
تناول الباحث والكاتب شادي حامد، في مقال رأي بصحيفة واشنطن بوست، التحولات المتسارعة في الخطاب الغربي -بما في ذلك داخل التيار المحافظ الأميركي- تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مع التركيز على أن الاعترافات المتأخرة من بعض أبرز المدافعين عن إسرائيل تمثل لحظة فارقة في مسار الرأي العام الدولي.
وقال أيضا إن هناك شيئا ما يتغير، فقد بلغ الضغط الدولي على إسرائيل ذروته الجديدة، في وقت صدمت فيه صور الأطفال الفلسطينيين الجائعين ضمائر حتى أولئك الذين دافعوا عن إسرائيل طويلا، بما في ذلك الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: تسريب معلومات خطيرة بعد قرصنة شركة فرنسية عملاقةlist 2 of 2كاتب تركي: ما أهمية ميثاق التعاون الدفاعي بين تركيا وسوريا؟end of listالسردية الإسرائيلية تتراجعوأضاف الكاتب أن ترامب رفض تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أنكر وجود هذه المجاعة، مُقرّا بأن ما يراه في الصور "مجاعة حقيقية لا يمكن تزويرها"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستعمل مع الأوروبيين لتأسيس مراكز لتوزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة.
والأهم من ذلك، بحسب حامد، هو ظهور بوادر تحوّل في مواقف التيار اليميني المتشدد في أميركا. فالنائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين كانت أول من وصف ما يجري في غزة بـ"الإبادة الجماعية" في حين أشار ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، إلى تراجع دعم إسرائيل حتى داخل حركة ماغا، خاصة بين من هم دون الثلاثين من العمر.
وتشير استطلاعات رأي حديثة إلى أن 50% من الجمهوريين الشباب باتوا يحملون نظرة سلبية تجاه إسرائيل، مقارنة بنسبة 35% عام 2022.
واعتبر الباحث أن الأولوية الآن يجب أن تكون منع المزيد من المعاناة، وأن الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء حرب أودت بحياة أكثر من 60 ألف فلسطيني.
وقال إن العالم بدأ يستفيق على الحقيقة، فحتى بعض أشد المدافعين عن إسرائيل -مثل الصحفيين هافيف ريتغ غور وأميت سيغال- بدؤوا يعترفون بوجود "أزمة جوع حقيقية" في غزة، وهو ما يمثل انكسارا للسردية الإسرائيلية التي طالما أنكرت ذلك.
اعترافات متأخرة لكن ضروريةلكن كاتب المقال يرى أن هذه الاعترافات المتأخرة لا تعفي أصحابها من المسؤولية الأخلاقية، معربا عن تفهمه لامتعاض الفلسطينيين وداعميهم من هؤلاء المنتقدين الجدد الذين لم يتحدثوا إلا بعد أن فات الأوان بالنسبة لآلاف الضحايا.
إعلانومع ذلك، يدعو الباحث حركة التضامن مع فلسطين إلى أن تكون "خيمة واسعة" ترحب بأي شخص يعيد النظر في مواقفه السابقة على ضوء الوقائع، حتى وإن جاء من معسكر كان صامتا أو مشاركا في السابق.
ويشير المقال إلى أن استمرار الحرب لم يعد لها أي مبرر إستراتيجي سوى مصلحة نتنياهو السياسية الضيقة، معتبرا أن التوظيف السياسي للحرب هو الذي أفضى إلى تدمير غير ضروري ومعاناة إنسانية هائلة.
وخلص المقال إلى أن مفتاح وقف الحرب لا يزال في قبضة واشنطن التي تملك وحدها النفوذ الكفيل بتغيير سلوك إسرائيل، رغم أن الإدارات الأميركية المتعاقبة اختارت مرارا عدم استخدام هذا النفوذ.
وأعرب الكاتب عن قلقه من أن الأمل الوحيد الآن قد يكون في "نزعة ترامب العاطفية وغير المتوقعة" مما يضع دعاة السلام في موقف غير مريح، لكنهم مجبرون على التعامل مع الواقع كما هو.
ويؤكد أن العدالة لا تتحقق من تلقاء نفسها، بل تتطلب جهدا مستمرا وشجاعة في قبول التغيير، قائلا إذا كان ترامب، بالذات، هو من يمكنه إنهاء هذه الحرب "فعلينا أن نبتلع كبرياءنا، ونكبح شكوكنا، وندعو أن تتحول ردة فعله العاطفية تجاه الأطفال الجائعين إلى شيء أكثر من مجرد كلمات".