«صحفيات بلاقيود» تحذر من استنساخ الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل بحق الصحافة والصحفيين وتدين قصف مبنى التلفزيون الإيراني
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
حذرت منظمة "صحفيات بلا قيود" من استنساخ الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل بحق الصحافة والصحفيين في قطاع غزة ونقلها إلى دول أخرى، بما في ذلك إيران.
كما عبّرت منظمة "صحفيات بلا قيود" عن قلقها البالغ من القصف الذي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني في طهران، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العاملين في المؤسسة الإعلامية الرسمية، مؤكدة أن الهجوم يُعد جريمة متعمدة ارتكبها طيران الاحتلال الإسرائيلي الاثنين، 16 حزيران/يونيو الجاري.
وذكّرت بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكبر مذبحة في التاريخ بحق الصحافة، حيث قتل حتى الآن أكثر من 225 صحفياً وصحفية في غزة، كما دمر جميع مقار ومؤسسات الإعلام البالغ عددها نحو 112 في القطاع.
وأكدت "صحفيات بلا قيود" بأن هذا السجل الأسود والمستمر لإسرائيل في استهداف الصحافة، يتطلب من المجتمع الدولي موقفاً جاداً وفورياً لوقف مذبحة حرية الصحافة، ومنع نقلها إلى أي مكان آخر بما في ذلك إيران.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو لحظة قصف مبنى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية في طهران، وتصاعد الدخان الكثيف من المبنى بعد قصفه من قبل طيران الاحتلال الإسرائيلي في الرابع من المواجهة بين طهران وتل أبيب.
وقالت صحفيات بلا قيود، إن القانون الدولي يمنح المؤسسات الصحفية، الحماية اللازمة باعتبارها من الأعيان المدنية الواجب حمايتها أثناء النزاع، حيث تنص المادة 48 من البروتوكول الإضافي الأول على مايلي: «تعمل أطراف النزاع على التميز بين السكان المدنيين والمقاتلين وبين الأعيان المدنية والأهداف العسكرية ومن ثم توجه عملياتها ضد الأهداف العسكرية وذلك من أجل تأمين احترام وحماية السكان المدنيين والأعيان المدنية»، كما توضح المادة 52 على أنه: «لا تكون الأعيان المدنية محلا للهجوم أو لهجمات الردع».
ويحظر القانون الدولي استهداف الأعيان المدنية أو الاستيلاء عليها، إلا إذا ثبت استخدامها بشكل مباشر في العمليات القتالية، وأن تدميرها يوفر ميزة عسكرية مؤكدة. ووفقاً لذلك، فإن بث الأخبار والتصريحات خلال الحروب لا يُعد مبرراً قانونياً لاستهداف المؤسسات الإعلامية، حتى وإن تضمنت محتوى معادياً لأحد أطراف النزاع. وعليه، فإن استهداف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان.
كما دعت منظمة صحفيات بلا قيود تدعو إلى:
ـ فتح تحقيق دولي عاجل في جريمة قصف مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، لضمان عدم إفلات المسؤولين عن الجريمة من العقاب.
ـ إيفاد بعثة دولية مستقلة لجمع الأدلة حول استهداف المؤسسات الصحفية والصحفيين، في غزة أو في إيران، خاصة مع السعي الدائب لمحو الأدلة الجنائية بانتهاكات تطال المدنيين..
ـ اتخاذ تدابير فورية وملزمة من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة، لحماية الصحفيين والمؤسسات الإعلامية أثناء النزاعات المسلحة، وتفعيل آليات مساءلة فعلية ضد الجهات التي تنتهك القانون الدولي الإنساني.
ـ إصدار مواقف فاعلة من قبل المجتمع الدولي وتضامنية من قبل المنظمات الإعلامية العالمية، للضغط على السلطات الإسرائيلية، لوقف استهداف الصحافة ووقف توسيع دائرة العدوان على الإعلام
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الإيراني: لن ننضم أبداً إلى «اتفاقيات إبراهام»
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء السبت، أن إيران لن تنضم في أي وقت إلى “اتفاقيات إبراهام” التي أطلقتها الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال عراقجي خلال مقابلة تلفزيونية: “هذا لن يحدث أبداً… لن تعترف إيران أبداً بنظام محتل ارتكب إبادة جماعية وقتل أطفالاً”، مشدداً على أن موقف إيران من هذه الاتفاقيات كان واضحاً منذ البداية، واصفاً إياها بأنها “لا تتوافق مع قيم الجمهورية الإسلامية”.
كما أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن المفاوضات بين إيران والغرب تقتصر بشكل كامل على الملف النووي الإيراني، مشددًا على أنه “لا توجد، ولن تكون، أي مفاوضات حول قضايا المقاومة أو الأوضاع الإقليمية”.
وفي مقابلة تلفزيونية نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية، أشار عراقجي إلى أن بلاده “تدعم أي خطة سلام حقيقية تؤدي إلى وقف الجرائم والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”، مضيفًا أن وقف إطلاق النار الأخير في القطاع “جاء بناء على إرادة المقاومة والشعب الفلسطيني، ولا ينبغي أن يمنع من محاسبة مجرمي الحرب”.
وحذّر وزير الخارجية الإيراني من أن “الكيان الصهيوني لم يلتزم في السابق بأي اتفاقيات أو وقف إطلاق النار”، مطالبًا بضرورة وجود مراقبة صارمة لتنفيذ أي اتفاق جديد، لمنع تكرار ما وصفه بـ”خيانات الماضي”.
وفي سياق متصل، أعلن عراقجي أن طهران لا ترى أي مبرر لاستئناف الحوار مع دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا)، بسبب استمرار العقوبات المفروضة على إيران.
وقال في تصريحات للتلفزيون الإيراني: “نرفض العودة إلى المفاوضات مع الترويكا، وسياستنا مبنية على حماية مصالحنا الوطنية واستقلال قراراتنا”.
ويأتي هذا الموقف رغم إعلان دول الترويكا، يوم الجمعة الماضي، استعدادها لاستئناف المحادثات مع طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي، مؤكدين أن “البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم العالمي”، وداعين إلى اتفاق شامل ودائم يضمن عدم تطوير إيران لسلاح نووي.
وفي ظل هذه التصريحات، تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية لاستضافة قمة دولية للسلام غدًا الإثنين 13 أكتوبر، برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من 20 دولة. وتهدف القمة إلى تثبيت وقف إطلاق النار في غزة ومناقشة آليات إعادة الإعمار وضمان استقرار الأوضاع.
وتزامنًا مع القمة، أعلن الرئيس ترامب عن زيارة قريبة إلى الشرق الأوسط تشمل مصر وإسرائيل، للمشاركة في التوقيع الرسمي على اتفاق وقف الحرب في غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية – قطرية – أمريكية – تركية.
وفي بيان رسمي صادر عن الخارجية الإيرانية، شددت طهران على أن وقف إطلاق النار في غزة يجب ألا يُنظر إليه كتنازل، بل كخطوة يجب أن تليها محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على ما وصفته بـ”جرائم الحرب”.
يُذكر أن الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل ينص على: إنهاء الحرب بشكل كامل، انسحاب إسرائيل من قطاع غزة، إدخال المساعدات الإنسانية، إطلاق سراح أسرى من الطرفين.
وتستمر طهران في دعم المقاومة الفلسطينية، مع رفضها الربط بين هذا الدعم ومفاوضاتها النووية، في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة لإنهاء الصراع الممتد منذ نحو عامين في قطاع غزة.
إيران: لا أدلة على تدخل خارجي في مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي
كشف علي شمخاني، المستشار السياسي للقائد الأعلى في إيران، اليوم الأحد، أن التحقيقات الجارية لم تجد أي دليل على وجود تدخل خارجي في حادث مقتل الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي.
وفي تصريحاته، أوضح شمخاني أن القيادة العامة للقوات المسلحة الإيرانية، ومن خلال لجان التحقيق المختصة، أكدت حتى اللحظة الأخيرة أنه لم يحدث أي أمر غير طبيعي خلال الرحلة التي تحطمت فيها مروحية رئيسي، والتي أودت بحياته في مايو 2024.
وأضاف أن تساؤلات كثيرة طُرحت، خصوصًا بعد حرب غزة الأخيرة (حرب الـ 12 يوم)، حول احتمال ضلوع إسرائيل أو جهات خارجية في الحادث، لكنه شدد على أنه “استنادًا إلى القدرات الفنية المتاحة للمحققين، لم يتم العثور على أي دليل يشير إلى تدخل خارجي”.
ومع ذلك، لم يستبعد شمخاني بشكل كامل هذا الاحتمال، قائلاً: “قد تكون بعض الأحداث خارج نطاق قدراتنا الفنية على الكشف”.
وكانت نتائج التحقيق الرسمي الإيراني، الصادر في 1 سبتمبر 2024، قد خلصت إلى أن سبب الحادث هو سوء الأحوال الجوية، وخاصة الضباب الكثيف المفاجئ الذي تسبب في اصطدام المروحية بجبل في محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي البلاد.
المروحية التي كانت تقل رئيسي وسبعة مسؤولين آخرين، من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، سقطت في منطقة جبلية وعرة مغطاة بالضباب، ما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها.
وكانت هيئة البث الرسمية “إيريب” قد نقلت عن الهيئة الخاصة التي شكلتها الحكومة للتحقيق في الحادث، أن السبب الرئيس يعود إلى “الظروف الجوية المعقدة في منطقة جبلية خلال فصل الربيع”.
حتى الآن، تؤكد السلطات الإيرانية على رواية الحادث العرضي، مع استمرار الجدل الداخلي والإقليمي حول ملابسات الحادث، في ظل التوترات السياسية والأمنية المستمرة في المنطقة.