هل عمل الخير جهرًا يقلل من ثوابه؟.. الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
هل عمل الخير في العلن غلط ؟ وهل يقلل من ثواب العمل؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك عبر لقائه ببرنامج من القلب للقلب، المذاع عبر فضائية إم بي سي.
وأوضح ممدوح، قائلًا: أن العمل الخفي يكون مقدم على العمل الذى فيه جهر إلا إذا كان الإنسان له نية طيبة فى الجهر بالعمل الذى يفعله، فهو يفعل ذلك حتى يكون قدوة لغيره فهذه معانى طيبة ويكون جمع بين العمل الصالح وبين أن من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم الدين.
وأشار الى أن العمل السري مطلوب عندما يخاف الإنسان على نفسه من الرياء، فمن يعمل الخير وقاصد بذلك إرشاد الأخرين فله بذلك ثواب مضاعف لأنه يأخذ ثواب العمل والإرشاد.
هل يتعارض هبة ثواب العمل الصالح مع «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى» .. قال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتوى الهاتفية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يوجد تعارض بين قوله تعالى: « وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39)»النجم، وبين قول النبي: «: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ عن أبي هريرة.
وأضاف «شلبي» في فيديو بثته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: هل يتعارض هبة ثواب العمل الصالح مع «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى» ؟ أن كثيرًا من أهل العلم قالوا عن قوله:« وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ» أنها خاصة بالكافرين، وأن الكافر لا ينتفع بسعي غيره، مؤكدًا على انتفاع المسلم بسعي غيره وهبته ثواب العمل.
وأوضح أن هناك رأيًا آخر في تفسير الآية على أن معناها أنه ليس للإنسان ثواب عمل لم يفعله في حياته، ما لم يهد ثوابه إليه غيره، لافتًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«انقطع عمله» ولم يقل انقطع انتفاعه؛ لأن الإنسان إذا مات توقف عمله لأنه مفارق لدار العمل.
واستشهد مدير إدارة الفتوى الهاتفية، على انتفاع المسلم عمل غيره بعد حياته، أن من مات وعليه صيام أيام أفطرها في رمضان، فإن وليه يصومها عنه، كما أورد الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن «امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، فقال: أرأيت لو كان عليها دَيْن، أكنت تقضينه؟، قالت: نعم، قال: فدين الله أحق بالقضاء».
وأكمل أن مما يستدل به على جواز الصدقة عن الميت حديث عائشة رضي الله عنها : « أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي افتلتت نفسها ، وأظنها لو تكلمت تصدقت ، فهل لها أجر إن تصدقت عنها ؟ قال : ( نَعَمْ ) » متفق عليه، مضيفًا ما رواه الإمام البخاري عن سعد بن عبادة قال: «يا رسول الله إن أم سعد ماتت، فأي الصدقة أفضل؟ قال: الماء، فحفر بئرًا وقال: هذه لأم سعد أي لروحها».
وأكد «شلبي» أن أي عمل صالح يفعله الإنسان، يستطيع أن يهب مثل ثوابه لإنسان آخر، لافتًا إلى أن حديث «انقطع عمله إلا من ثلاث» لا يعني انقطاع انتفاع عمله من أعمال يقوم بها غيره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحسنات ثواب العمل عمل الخیر
إقرأ أيضاً:
فرحة العمر
مرت الأيام والسنوات وكنا في مرحلة عمر ذات مسؤولية محددة بشخص الإنسان حيث تتمثل تلك المرحلة في قلة الالتزامات والمسؤوليات الأسرية والاجتماعية بحكم ظروف تلك المرحلة وقد أوضح علماء الاجتماع أنه كلما تقادمت السنوات على الإنسان كلما زادت مسؤوليته الاجتماعية وهذه تدخل في نطاق التغير الاجتماعي وهو ينطبق على ظروف الإنسان حيث أنه حتمي لا بد منه ولذلك يعتبر تدرج الإنسان في مراحل حياته المتغيرة من الطفولة وحتى الشيخوخة مرورًا في مرحلة المراهقة ثم الشباب والزواج والاستقرار هي مراحل حتمية لابد منها.
وتعتبر مرحلة انتقال الإنسان إلى مرحلة تكوين أسرة هي مرحلة في غاية الأهمية حيث ينطلق الإنسان في هذه المرحلة بحياة جديدة تتميز بالاهتمام والرعاية وزيادة المسؤولية التي لابد أن يسعى الإنسان لتحملها حتى يحقق حياة كريمة قدر المستطاع ، بالإضافة أنه يجب أن يتحلى الإنسان وهو منطلقاً في حياته الجديدة بالصبر والتفاهم والعطاء في حدود إمكانياته المتاحة.
ولذلك تفصلني أيام قليلة ثم انتقل إلى مرحلة جديدة من حياتي في تجربة جديدة وكلي تفاؤل أنها سوف تكون مرحلة جميلة يملأها الاحترام والتقدير والمحبة المتبادلة وهذا هو المفترض لكل أسرة لأن كل بيت يجب أن يُعمر بالاحترام والتقدير والمحبة والاهتمام وهو ما أمر به الدين الإسلامي الحنيف.
أن حفل الزواج يعبر عن فرحة كبيرة ليس لأهل الحفل فقط بل للجميع حيث يشارك الجميع هذه الفرحة والتي حث الدين الإسلامي على المشاركة بها لما تحققه من دعم معنوي واجتماعي، ولكن رغم محيط فرحة العمر ولحظاتها الجميلة لأنها تبقى تحمل في طياتها بعضاً من الشوق لأشخاص رحلوا إلى دار الحق وهم والداي والداتي واخي بدر “رحمهم الله” ولسان الحال يلهج بدعاء بأنه كما سوف يجمعنا الله سبحانه وتعالى في هذه الليلة السعيدة (أن شاء الله) فنسأله أن يجمعنا معهم في جنات النعيم سعداء مستبشرين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ونسأل الله التوفيق للجميع.