سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
قال السياسي اليهودي المناهض للفصل العنصري أندرو فاينشتاين إن بريطانيا تتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع والتوترات في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول مع فاينشتاين الذي انتخب في العام 1994 نائبا عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي كان يتزعمه نيلسون مانديلا في أول انتخابات بعد سقوط نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، ثم انتقل لاحقا إلى بريطانيا وانضم إلى حزب العمال.
وخلال المقابلة تطرق فاينشتاين إلى العدوان الذي تشنه إسرائيل على إيران منذ يوم الجمعة الماضي والدعم الغربي المتواصل لتل أبيب، مبينا أن "إيران لا تمتلك قدرات نووية متقدمة كما هو الحال بالنسبة لإسرائيل".
وحذر فاينشتاين من أنه في حال استهداف المنشآت النووية في إيران فإن ذلك قد يؤدي إلى كارثة تمتد آثارها إلى أجيال لاحقة.
وأضاف أن مهاجمة المنشآت النووية قد تتسبب بتسرب مواد نووية على مدى كيلومترات، مما يشكل كارثة سيعيشها سكان المنطقة لأجيال متعاقبة.
ومنذ يوم الجمعة الماضي تشن إسرائيل بدعم أميركي عدوانا على إيران يشمل قصف منشآت نووية وقواعد صواريخ واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مما أسفر عن 224 قتيلا و1277 جريحا، في حين ترد طهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة خلفت نحو 24 قتيلا ومئات المصابين.
وشدد الناشط اليهودي على أن "إسرائيل أصبحت قوة نووية بدعم أقرب حليف لها، وهو نظام الفصل العنصري الذي كان قائما في جنوب أفريقيا".
ولفت إلى أن جنوب أفريقيا وإسرائيل دولتان مارستا الفصل العنصري وساعدتا بعضهما بعضا آنذاك بالوصول إلى القوة النووية، وحين أصبحت جنوب أفريقيا دولة ديمقراطية عام 1994 تخلت عن أسلحتها النووية.
ومعربا عن قلقه الشديد من تحول إسرائيل إلى قوة نووية قال فاينشتاين عندما يكون من يحكم إسرائيل شخصا يحتاج إلى الحرب من أجل التخلص من تهم الفساد المرتبطة بصفقات الأسلحة وغيرها وللبقاء في السلطة فهذا يشكل تهديدا للعالم والبشرية، في إشارة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
إعلانوأضاف "ما يثير الرعب أكثر هو أن حكوماتنا لا تقوم بشيء تجاه ذلك".
استخلاص العبروكان فاينشتاين ترشح في الانتخابات البريطانية الماضية ضد زعيم حزب العمال كير ستارمر في منطقة هولبورن وسانت بانكراس، بهدف منعه من الوصول إلى رئاسة الحكومة.
وشدد الناشط على ضرورة أن تعمل الحكومات الغربية على كبح جماح إسرائيل، مؤكدا وجوب محاسبة نتنياهو وقادته العسكريين أمام القضاء.
ويتشبث نتنياهو بالسلطة بالتزامن مع محاكمته داخليا بتهم فساد وملاحقته دوليا بإصدار المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مذكرة اعتقال بحقه لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأشار فاينشتاين إلى أن الدول الغربية "تلتزم الصمت إزاء ما يجري، أو تصدر تصريحات جوفاء لا معنى لها"، مؤكدا أن "هذا الوضع يثير الاستغراب، ويعكس غياب القيادة السياسية في بلدان الغرب".
وانتقد السياسي البريطاني عقلية العداء الدائم لدى الغرب، قائلا "الولايات المتحدة احتلت من الدول أكثر مما احتلته بقية دول العالم مجتمعة".
وتساءل مستنكرا "من هو المعتدي الحقيقي هنا؟! (..) الشعب الإيراني لا يستحق أن يتعرض لهجوم من دولة عنصرية ومجرمة تدعمها حكومات الغرب".
كما أوضح أن الغرب يسعى إلى تغيير نظام الحكم في إيران، معتبرا أن ذلك هو السبب في عدم وجود أنظمة دولية تستند إلى سيادة القانون والديمقراطية.
وقال إن على قادتنا أن يستخلصوا العبر من التاريخ قبل فوات الأوان، فقد أطاحت بريطانيا ذات مرة بحكومة منتخبة ديمقراطيا في إيران (حكومة محمد مصدق)، وهذا أحد الأسباب التي أوصلتنا إلى حالة عدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط اليوم.
وسلط فاينشتاين الضوء على أن بريطانيا تتحمل مسؤولية ما آل إليه الوضع في الشرق الأوسط اليوم.
وختم بالقول "لقد آن الأوان كي نستخلص العبر من التاريخ، لنتعلم من أخطائنا السابقة تجاه إيران، ولنبحث عن السلام في الشرق الأوسط بدلا من الحروب التي لا تجني الأرباح منها سوى شركات الأسلحة والساسة الفاسدون وبعض الأحزاب السياسية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی الشرق الأوسط جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
عراقجي يؤكد مواصلة الجهود لحماية حقوق إيران في الاستفادة من الطاقة النووية
الثورة نت /.
أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على مواصلة وزارة الخارجية جهودها لحماية الحقوق المشروعة للشعب الإيراني في الاستفادة من الطاقة النووية السلمية من خلال التشاور مع الدول ذات التوجهات المماثلة.
جاء ذلك خلال استقبال عراقجي، أمس الأحد، رئيس وأعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني.
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء بأنه في هذا اللقاء، الذي عُقد في وزارة الخارجية، شرح وزير الخارجية الإيراني آخر مستجدات السياسة الخارجية للبلاد، وأطلع ممثلي الشعب على مبادرات وجهود السلك الدبلوماسي لحماية المصالح الوطنية لإيران.
وأجاب وزير الخارجية الإيراني على أسئلة النواب حول مختلف مجالات السياسة الخارجية، مستعرضًا الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية خلال العام الماضي، بما في ذلك في المجال النووي، وتعزيز العلاقات مع دول الجوار، وتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، والاستفادة من قدرات المنظمات متعددة الأطراف، بما في ذلك مجموعة بريكس وشنغهاي، والدبلوماسية الفاعلة لمواجهة الحروب التي يثيرها الكيان الصهيوني وجرائمه، ودعم الشعب الإيراني، والدبلوماسية الاقتصادية، وفقا لوكالة “تسنيم”.
كما شرح عراقجي برامج زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى نيويورك ومشاركته في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وقدم تقريرًا عن لقاءاته ومباحثاته على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وآخر الجهود الدبلوماسية لمواجهة النهج التخريبي للدول الأوروبية الثلاث وأمريكا في استغلال آلية فض النزاعات في خطة العمل الشاملة المشتركة لاستعادة قرارات مجلس الأمن الدولي الملغاة بشأن الملف النووي.