للمرة الأولى في الميدان: صاروخ “سجيل” الإيراني يضرب الكيان ويقلب موازين الردع
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
يمانيون |
في تطور لافت على صعيد المواجهة المفتوحة مع الكيان الصهيوني، أعلن الحرس الثوري الإيراني – عبر بيانه رقم 11 – إطلاق الموجة الثانية عشرة من عملية “الوعد الصادق 3″، مستخدماً للمرة الأولى صواريخ “سجيل” الباليستية بعيدة المدى، في ضربة وُصفت بأنها تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك.
ويأتي هذا الاستخدام الميداني لصواريخ “سجيل” بالتزامن مع تصاعد العدوان الأمريكي-الصهيوني على إيران، لتؤكد طهران مجددًا أن لديها أوراق ردع غير مسبوقة، قادرة على الوصول إلى عمق الكيان المحتل، وتجاوز قدراته الدفاعية.
ويمثل صاروخ “سجيل” قفزة نوعية في الصناعة الصاروخية الإيرانية، إذ يُعد أول صاروخ باليستي بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب وذي مرحلتين، ما يمنحه سرعة فائقة في التهيئة والإطلاق، وقدرة على المناورة تفوق نظيره الشهير “شهاب-3”.
المواصفات الفنية:
النوع: صاروخ باليستي بعيد المدى
المدى: بين 2000 و2500 كم
الوقود: صلب – مرحلتان
السرعة: تفوق 17,000 كم/س (أكثر من 14 ماخ)
نظام التوجيه: راداري
زمن التهيئة: دقائق معدودة
المنصات: منصات برية متحركة – طائرات F-14
الطول: 5 أمتار – الوزن: 500 كجم – القطر: 370 ملم
تطوير متدرج وتفوق تقني
بدأت إيران تطوير سجيل أواخر التسعينيات، اعتمادًا على خبرات سابقة في صواريخ “زلزال”، مع استفادة مباشرة من التعاون التقني الصيني في مجال الوقود الصلب. وقد أُعلن رسميًا عن سجيل في نوفمبر 2008، ليُسجَّل كأول صاروخ إيراني من هذا الطراز.
ويتميز سجيل عن شهاب-3 بـ:
جاهزية أسرع للإطلاق بفضل الوقود الصلب
مرحلتان تمنحان مدى أطول واختراقًا أكبر للدفاعات
أنظمة توجيه محسّنة عبر برمجيات متطورة
مناورات واختبارات
بعد توقف تطويره الظاهر منذ 2012، أعيد تفعيل برنامج سجيل في مناورات “الرسول الأعظم 2021″، مع تقارير عن دخول نسخ جديدة حيّز التجربة، أبرزها:
سجيل-2: النسخة الميدانية الحالية
سجيل-3: (قيد التطوير) ثلاثي المراحل بمدى يصل إلى 4000 كم
كابوس الكيان: سرعة تتجاوز القبة الحديدية
يؤكد خبراء في الشؤون العسكرية، أبرزهم البروفيسور “تيودور بوستول” من معهد MIT الأمريكي، أن سرعة سجيل وتكوينه الباليستي يجعلان من الصعب على منظومات الدفاع الصهيونية، كالقبة الحديدية، اعتراضه بفعالية. وهو ما يجعل إدخاله إلى ساحة المعركة بمثابة كسر لميزان الردع التقليدي.
ومع استهداف العمق الصهيوني – في الجنوب والوسط – تصبح الأيام المقبلة مفتوحة على سيناريوهات أكثر تصعيدًا، إذ يشكّل “سجيل” رسالة استراتيجية مفادها أن إيران قادرة على فرض معادلات جديدة، ليس فقط في نطاق الدفاع، بل في الهجوم والردع المتقدم أيضاً.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
قادر على حمل رؤوس نووية .. صاروخ سجيل الإيراني يدخل على خط الصراع بين طهران وتل أبيب
كشف الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء، عن استخدامه صواريخ "سجيل" طويلة المدى وفائقة الثقل ضمن الموجة الثانية عشرة من عملية "الوعد الصادق" التي تستهدف العمق الإسرائيلي، في إطار الرد الإيراني المتواصل على الهجوم الإسرائيلي المفاجئ المعروف باسم "الأسد الصاعد".
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية بأن الصور المنشورة للهجوم الأخير تشير إلى أن القوات الإيرانية استعانت بصاروخ جديد ضمن هذه الجولة من القصف، مؤكدة أن الصاروخ المستخدم هو من طراز "سجيل"، أحد أبرز الأسلحة الاستراتيجية في ترسانة طهران.
صواريخ إيرانية تخترق الدفاعات الإسرائيليةوأكدت التقارير أن بعض الصواريخ الإيرانية تمكنت من اختراق منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، متسببة في دمار كبير داخل مناطق مختلفة من إسرائيل، رغم جاهزية القبة الحديدية وأنظمة "مقلاع داوود" و"أرو 3".
ووفق مراقبين، فإن هذا التصعيد الصاروخي يمثل مرحلة نوعية جديدة في الحرب الدائرة، حيث تواصل إيران استخدام ترسانتها المتطورة في مواجهة غير مسبوقة مع تل أبيب.
ما هو صاروخ "سجيل"؟بحسب موقع "ميسيل ثريت" المتخصص في رصد أنظمة التسلح حول العالم، فإن صاروخ "سجيل" هو صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب، تم تطويره في إيران منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي.
ويبلغ طوله 18 مترا، ويزن حوالي 2.3 طن، فيما يصل قطره إلى 1.25 متر. ويستطيع حمل رأس حربي يزن نحو 700 كيلوجرام، ويبلغ مداه 2000 كيلومتر، ما يجعله قادرا على ضرب أهداف في عمق إسرائيل بل ويتجاوزها، كما تشير بعض التقارير إلى إمكانية تحميله برؤوس نووية.
ويمتاز "سجيل" بقدرته على المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي، مما يصعب من اعتراضه عبر أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية.
سجل الاختبارات والتطويرأجري أول اختبار لهذا الصاروخ عام 2008، قطع خلاله مسافة 800 كيلومتر، ثم تطورت التجارب لاحقاً لتصل المسافة إلى 1900 كيلومتر بحلول عام 2009. ويعتقد أن طهران واصلت تطوير هذه المنظومة، حيث أشارت بعض التقارير إلى العمل على نسخة جديدة تُعرف باسم "سجيل-3" بمدى يصل إلى 4000 كيلومتر ووزن يزيد عن 3.8 طن.
ورغم ظهوره المتكرر في العروض العسكرية الإيرانية إلى جانب صواريخ "شهاب-3" و"قدر-1"، إلا أن "سجيل" لم يُستخدم عملياً في أي صراع حتى المواجهة الحالية مع إسرائيل، وهو ما يمثل تحولاً استراتيجياً في طريقة تعاطي إيران مع خصومها.
يأتي هذا الإعلان في وقت تدخل فيه الحرب بين إيران وإسرائيل يومها السابع، وسط تبادل كثيف للضربات الصاروخية بين الطرفين، وإصرار كل منهما على مواصلة المعركة رغم دعوات دولية متكررة للتهدئة.
وفي السياق، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران إلى "الاستسلام غير المشروط"، إلا أن إيران أعلنت رفضها التفاوض تحت الضغط، مؤكدة أن ردّها مستمر حتى تحقيق الردع الكامل.