الدويري: إيران تعتمد تكتيكا لإبقاء إسرائيل قلقة والصراع دخل حلقة مفرغة
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري إن طهران بدأت بعد 4 أيام من العمليات المكثفة تجاه إسرائيل تعتمد نمطا تكتيكيا جديدا تسعى من خلاله لفرض واقع مجتمعي صعب في إسرائيل، من خلال إطلاق أعداد محدودة من الصواريخ بفواصل زمنية غير منتظمة، سواء ليلًا أو نهارًا.
وأوضح أن المنطق من وراء هذا التكتيك هو عدم تمكين الدولة الإسرائيلية من إدارة عجلة الاقتصاد، إذ إن الضربات المتقطعة وغير المنتظمة تبقي الجانب الآخر في حالة يقظة وقلق وإرباك، مما يمنع عدم عودة الحياة إلى طبيعتها ويحول دون التكيف مع الوضع الحالي.
وقد انتقلت طهران من الاعتماد على الأعداد الكبيرة من الصواريخ في أول 48 ساعة للمواجهة، والتي حققت تأثيرًا وفاعلية ونتائج قليلة، إلى التركيز على "المعيار النوعي" من خلال توظيف الصواريخ الفرط الصوتية التي تمكنت من الوصول إلى أهدافها بغض النظر عن دقة إصابتها للنقطة المحددة، بحسب الدويري.
كما أن غموض المشهد العسكري وعدم وضوحه دفع طهران إلى ترشيد عدد الصواريخ التي تطلقها تجاه إسرائيل، لا سيما أنه من غير الواضح متى سوف تنتهي هذه الحرب، وهل ستظل في حدودها بين إيران وإسرائيل أم سوف تتوسع وتتحول إلى حرب إقليمية وربما أشمل إذا ما نفذت أميركا تهديداتها ودخلت الحرب.
وبحسب الدويري، فإن الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل قد دخل في "حلقة مفرغة" يصعب التنبؤ بنهايتها، مؤكدا أن الضبابية التي تحيط بالإطار العام للمعركة تفرض على جميع الأطراف التخطيط للسيناريو الأسوأ، وهو استمرار المواجهة مدة طويلة.
وبشأن العوامل الأخرى التي قد تكون دفعت إيران إلى ترشيد عدد الصواريخ التي تطلقها تجاه إسرائيل، أشار الدويري إلى أنه رغم اعتماد إيران على قدراتها الذاتية منذ 40 عامًا في ظل العقوبات، فإنها تستورد "بعض القطع الحساسة" من أوروبا الشرقية وألمانيا والسويد.
إعلانورغم العقوبات المفروضة على إيران منذ سنوات، فإن الكثير من الشركات في السويد وألمانيا استطاعت بطريقة ما أن توفر قطعًا إلكترونية توظف في هذه الصواريخ، "لكن هذه الإمدادات باتت تواجه مراقبة أكثر وتقييدات أكبر، مما يزيد من التحديات الإيرانية".
وعلى صعيد تقييم فاعلية العمليات، لفت الخبير العسكري إلى وجود تضارب في التصريحات الإسرائيلية حول نسبة الأضرار التي لحقت بالقدرات الإيرانية، حيث تطور الحديث من "40% من قواعد الإطلاق" قبل 48 ساعة إلى "50%" لاحقًا.
ورجح الدويري سيناريوهين للخروج من الحلقة المفرغة التي وصلت اليها المواجهة بين إيران وإسرائيل: الأول يتمثل بوقف العمليات العسكرية، لكن الضربة الأخيرة يجب أن تكون إيرانية، وهو الوضع المريح والمقبول لطهران.
وعلى النقيض من هذا السيناريو، تنفذ أميركا تهديداتها وتتدخل بشكل مباشر بالحرب، بحيث يتم قصف المفاعلات النووية الإيرانية، وتوجيه ضربات لأهداف إستراتيجية أخرى تشمل كافة المفاعلات النووية وليس منشأة فوردو فقط، بما فيها مصادر الطاقة وعصب الحياة الاقتصادية، وهو ما يعني فقدان إيران لكل أوراق القوة التي بيدها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
شهدت كوارث مدمرة.. ما حلقة النار في المحيط الهادي؟
يعيش مئات الملايين من الناس على طول مسار ما يعرف بحلقة النار، في المدن الكبرى والمدن الجبلية المعزولة، مرتبطين بمصير جيولوجي مشترك تشكل بفعل القوى التكتونية التي تدور في أعماق الأرض تحت أقدامهم.
وتوصف "حلقة النار" في المحيط الهادي، بكونها سلسلة من المناطق النشطة زلزاليا وجيولوجيا، تُحيط بالمحيط الهادي، حيث تقع العديد من أكبر الزلازل والانفجارات البركانية وأمواج تسونامي في العالم.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3هل يؤثر النشاط الشمسي في حدوث الزلازل؟list 2 of 3ما علاقة الزلازل بالأنشطة البشرية والتغير المناخي؟list 3 of 3دول آسيوية تحيي الذكرى الـ20 لكارثة تسوناميend of listتمتد هذه المنطقة على شكل حدوة حصان من نيوزيلندا مرورا بأجزاء من جنوب شرق آسيا، ثم اليابان، وألاسكا، وصولا إلى الساحل الغربي لأميركا الشمالية والجنوبية.
وعلى طول هذه الحلقة، حدثت بعض الكوارث الأكثر تدميرا في الذاكرة الحديثة وفي التاريخ البعيد، مثل كارثة زلزال فوكوشيما في اليابان عام 2011، والزلزال الكبير في تشيلي عام 1960 وزلزال المحيط الهندي الذي تبعه تسونامي عام 2004، وزلزال ألاسكا عام 1964.
ويتوقع العلماء أن تحدث العديد من الزلازل الكبيرة المستقبلية التي تستعد لها الحكومات والعلماء ومسؤولو الطوارئ على حد سواء في مسارها، على سان أندرياس في كاليفورنيا، وفي حوض نانكاي في اليابان، وعلى صدع كاسكاديا قبالة شمال غرب المحيط الهادي.
"حلقة النار" مفهوم عامي أقرب إلى البساطة لوصف حدود الصفائح المحيطة بحوض المحيط الهادي، وليس مصطلحا علميا. بدأ الأمر بملاحظة الجيولوجيين لكثرة البراكين على طول هذه الحلقة، ومن هنا جاء اسم النار.
ولم يتبلور فهمها إلا في العقود الأخيرة مع التطورات في نظريات الصفائح التكتونية التي تفسر سبب وقوع الكثير من النشاط الزلزالي العالمي على طول حافة المحيط الهادي. وتتكون الحلقة من حدود بين صفيحة المحيط الهادي، وهي أكبر الصفائح المكونة لقشرة الأرض، وصفائح أصغر مجاورة لها.
وصرح مايكل بلانبيد، عالم الجيوفيزياء، بأن معظم هذه الحدود تتكون من مناطق الاندساس، إذ تُجبر إحدى الصفيحتين على الانضغاط تحت الأخرى، وهذا يُسبب بعضا من أكبر الزلازل وأكثرها خطورة.
إعلانوأضاف بلانبيد وهو أيضا المنسق المساعد لبرنامج مخاطر الزلازل التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن "المحيط الهادي فريد من نوعه لأنه محاط بالكامل بحدود نشطة للغاية".
وتمكّن شبكات الأجهزة الزلزالية شديدة الحساسية من توصيل المعلومات حول الزلازل والمخاطر التي تليها مثل التسونامي إلى جميع أنحاء العالم في غضون دقائق، إن لم يكن خلال ثوان، وهذا يحسن بشكل كبير قدرة العلماء على مراقبة ودراسة هذه المخاطر في الوقت الحقيقي تقريبا.
كما تتمثل المهمة الأبرز لتلك الشبكات في دراسة النشاط الزلزالي على طول حلقة النار في تحديد مدى قرب الزلزال التالي، وذلك لتحضير السكان بشكل أفضل وتوجيه القرارات الاحترازية المتعلقة بالكوارث والوقاية منها.
وحتى مع صعوبة التنبؤ بدقة بموعد ومكان وقوع الزلازل، فإن الوعي بالمخاطر المتزايدة على الدول الواقعة على طول حلقة النار يُتيح فرص التعاون لتبادل المعلومات والتقنيات والتعلم من كل نشاط زلزالي، كبيرا كان أم صغيرا، وفقا للباحثين.
وتقول آنا كايزر، عالمة الزلازل في معهد علوم الأرض بنيوزيلندا: "يربط هذا الأمر بين العديد من الأبحاث حول المحيط الهادي، ويطرح أيضا مشكلة مشتركة. من المهم جدا لنا كعلماء أن نتعاون ونتعلم من أجزاء أخرى من العالم، وخاصة حول المحيط الهادي".
ومن الاستعداد للكوارث التي ستقع على طول حلقة النار دراسة الكوارث السابقة، بما في ذلك الكوارث التي تعود إلى قرون مضت والموثّقة بدرجات متفاوتة.
ويشير العلماء إلى أن ما سيُحدّد مدى جسامة الزلزال المُقبل هو كمية الطاقة المُخزّنة على صدع منذ آخر انزلاق كبير، وهذا يُتيح إمكانية حدوث حركة أرضية واسعة النطاق.
ويقول أنتوني ريد، المؤرخ في جنوب شرق آسيا الذي بحث في سجلات موجات المد العاتية (تسونامي) السابقة في إندونيسيا بعد الزلزال والتسونامي المدمر الذي ضرب البلاد عام 2004: "إن هناك نمطا أو إيقاعا، فإذا عرفنا ما حدث في الماضي، فسوف نعرف المزيد عما قد يحدث في المستقبل".