فيما تواصل إسرائيل استهداف إيران ضمن عملية عسكرية غير مسبوقة، لا تزال منشأة "فوردو" لتخصيب اليورانيوم بمنأى عن الاستهداف حتى الساعة، في انعكاس لحسابات معقّدة تتعلق بموقعها المحصّن تحت الأرض. اعلان

"فوردو" ليست منشأة تقليدية، بل موقع شديد التحصين بُني داخل جبل قرب مدينة قم، جنوب غرب طهران. يُعتقد أن العمل به بدأ سرًا عام 2006، ولم تعترف طهران بوجوده حتى عام 2009.

اليوم، يحتوي فوردو على نحو 3000 جهاز طرد مركزي، موزّعة داخل قاعة ضخمة بطول 250 مترًا تحت الأرض، بعمق يتراوح بين 80 و90 مترًا. ورغم أنه أصغر من منشأة نطنز التي تضم 16 ألف جهاز طرد، إلا أن "فوردو" يتمتع بحماية استثنائية ضد أي ضربة جوية تقليدية.

هذا الموقع لا يمكن تدميره، بحسب تقرير لـ"فايننشال تايمز"، إلا باستخدام قنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57 الأمريكية، والتي لا يتجاوز عمق اختراقها 60 مترًا، ما يعني الحاجة إلى ضربات متعددة وبالغة الدقة. وحتى الآن، لم تُسجّل الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي أضرار في "فوردو" رغم مرور أسبوع على بدء القصف الإسرائيلي لمواقع أخرى.

تُظهر هذه الصورة الفضائية من شركة "بلانيت لابز PBC" منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم في إيران بتاريخ 1 نيسان/ أبريل 2025. Planet Labs PBC/AP

وإنّ التركيز على "فوردو" لا ينفصل عن نقاشات تدور في الأوساط الأمنية الأمريكية والإسرائيلية حول حدود التصعيد العسكري، واحتمال طلب إسرائيل دعمًا مباشرًا من واشنطن لتنفيذ ضربة دقيقة باستخدام سلاح استراتيجي لا تملكه سوى الولايات المتحدة.

هل من مخاطر محتملة؟

أُثيرت مخاوف متعددة في الأوساط الدولية بشأن الأثر المحتمل لأي ضربة على "فوردو". وقد أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه من استهداف مواقع نووية في إيران، محذرًا من "آثار فورية وطويلة الأمد على البيئة وصحة السكان في المنطقة". لكن هل نحن فعلًا أمام احتمال وقوع كارثة نووية؟

Relatedإيران تعتزم تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في منشأة فوردو المقامة تحت الأرضهل تلبّي أمريكا رغبة نتنياهو وتدمّر منشأة فوردو وأي نوع من القنابل سَيَفي بالغرض؟إيران تقول إنها استأنفت تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو

أوضح الخبير في السلامة النووية، سيمون بينيت من جامعة ليستر البريطانية، لـ"يورونيوز هيلث" أن العمق الكبير للمنشأة يقلل من احتمالات التلوّث الواسع في حال تعرّضها لهجوم مباشر، مؤكدًا أن التهديد الرئيسي يكمن في تسرب بطيء للنظائر المشعة إلى المياه الجوفية على المدى الطويل.

ويُجمع معظم الخبراء على أن الخطر الأكبر في حال استهداف "فوردو" لن يكون كارثة بيئية شاملة، بل تسربًا محدودًا لغاز "هيكسافلوريد اليورانيوم" من أجهزة الطرد المركزي. ذلك أن المنشأة لا تحتوي على مفاعل نووي نشط، بل مواد مخصبة لم تصل بعد إلى مستويات إنتاج سلاح نووي.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية إيران الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي هجوم مفاعل نووي النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني هجمات عسكرية الشرق الأوسط حروب سوريا باكستان روسيا الاتحاد الأوروبي منشأة فوردو

إقرأ أيضاً:

الخارجية الإيرانية تنفي تحديد موعد أو مكان لمفاوضات مع واشنطن

7 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: نفت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الخميس (7 آب 2025)، الأنباء المتداولة بشأن تحديد زمان أو مكان لأي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، مؤكدة أنه “لا مفاوضات ثنائية مباشرة مدرجة على جدول الأعمال حالياً”.

جاء هذا النفي في أعقاب تقارير إعلامية تحدثت عن احتمال عقد جولة من المحادثات بين طهران وواشنطن خلال الأسابيع المقبلة، في إحدى الدول الخليجية، وهو ما نفته الوزارة بشكل قاطع.

وقال المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي في بيان له اطلعت عليه “بغداد اليوم”، إن “ما يتم تداوله من أخبار حول وساطة دول غير سلطنة عمان لإطلاق جولة حوار جديدة، يفتقر إلى مصدر موثوق”.

وأضاف بقائي أنه “خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الماضية، تم نشر العديد من الأخبار الكاذبة والمختلقة، وقد تم دحضها مراراً وتكراراً، ويهدف جزء كبير منها إلى إثارة التوتر”.

وأشار إلى أمثلة سابقة لهذه الأخبار، مثل ما أشيع عن إخلاء بعض السفارات الأجنبية في طهران، قائلاً: “تبيّن لاحقاً أن لا أساس لها من الصحة. قائلا: “لذلك علينا جميعاً أن نكون أكثر وعياً عند تلقّي الأخبار، وألا نعيد نشر تقارير لا تستند إلى أي معلومات دقيقة أو مصادر رسمية”.

وكانت وكالة “تابناك” المقربة قائد الحرس الثوري الأسبق الجنرال محسن رضائي قد نقلت، في وقت سابق، عن مصدر مطلع، أن المفاوضات النووية غير المباشرة قد تستأنف في إطار تنسيقي جديد، مع مشاركة أطراف دولية، دون أن تؤكد وجود موعد أو مكان محدد حتى الآن.

وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مساء الأربعاء، إن بلاده لم تتوصل بعد إلى اتفاق نهائي لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، لكن تبادل الرسائل لا يزال مستمراً، مؤكداً أن توقيت وشكل أي حوار مستقبلي سيعتمد كلياً على ما تقتضيه المصلحة الوطنية الإيرانية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • “روساتوم” تطلق أعمال تشييد أول محطة نووية في كازاخستان
  • حضرموت على صفيح ساخن.. صراع نفوذ يشعل فتيل الاحتجاجات ويهدد بتفكك السلطة المحلية
  • اعترفت بقتل 11 زوجا لها خلال مسيرتها الزوجية وعقدت على 18 زوجا بالمتعة.. الإيرانية كلثوم أكبري الزوجة الحنونة التي هزت إيران
  • الخارجية الإيرانية تنفي تحديد موعد أو مكان لمفاوضات مع واشنطن
  • قتلت 11 زوجا.. تعرف على حكاية الأرملة السوداء الإيرانية
  • الخارجية الإيرانية تحذر دول الجوار: إسرائيل تستغل أراضيكم لتهديد أمننا
  • تقرير يكشف تطوير دول رؤوس نووية جديدة.. ما عليك معرفته
  • بعد فضائح شهادات مزورة.. موجة استقالات تُشعل فتيل أزمة سياسية في إسبانيا
  • ترامب يصرخ من سطح البيت الأبيض: صواريخ نووية (شاهد)
  • روسيا تقصف منشأة غاز جنوب أوكرانيا بعشرات المسيرات