اختفاء سريع ومواقف باهتة .. ارتباك حوثي في إسناد إيران
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
مع مرور أسبوع على الهجوم الإسرائيلي على إيران ، احجمت مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن عن إعلان او اتخاذ موقف واضح لمساندة طهران عسكرياً في وجه تل أبيب.
فالمليشيا الحوثية التي تُعد أحد أذرع لطهران في المنطقة العربية، كانت التوقعات تُشير اليها كأهم ورقة متبقية بيد إيران يمكن تحريكها في المواجهة غير المتكافئة التي تخوضها حالياً ضد إسرائيل، وتكبدت خلالها خسائر فادحة خاصة في القيادات العسكرية التي جرى تصفيتها من قبل تل أبيب.
الا أن ردة الفعل التي تصدرت حتى الان عن المليشيا الحوثية إزاء الهجوم الإسرائيلي على إيران تُشير عكس ذلك، بل ان المليشيا جمدت بشكل مفاجئ خلال الأيام الأخيرة الهجمات الصاروخية التي كانت تعلن شنها بشكل شبة يومي نحو إسرائيل.
حيث اعلن ناطق المليشيا يحيى سريع في اليوم الثاني للهجوم الإسرائيلي على إيران عن عملية استهداف مواقع في تل أبيب "بعدد من الصواريخ الباليستية فرط صوتية"، وقال بأن العملية "تناسقت مع العمليات التي ينفذها الجيش الإيراني والحرس الثوري ضد العدو الإسرائيلي المجرم".
وطيلة الأيام الخمسة التالية لهذا الاعلان – حتى مساء الخميس – لم يظهر سريع للإعلان عن شن أي هجمات ضد إسرائيل، وهو أمر لم يحدث منذ اعلان واشنطن وقف حملتها الجوية على المليشيا مطلع مايو الماضي ، حيث دشنت المليشيا منذ ذلك الوقت تصعيداً للهجمات الصاروخية نحو إسرائيل لفرض ما اسمته بحصار جوي وبحري عليها اسناداً للمقاومة الفلسطينية في غزة.
تجميد المليشيا الحوثية لهجماتها نحو إسرائيل رغم ما تتعرض له إيران من هجوم إسرائيلي عنيف ومتواصل منذ أسبوع، يتماشى مع المواقف "الباهتة" التي صدرت حتى الان عن قيادة المليشيا ، وعدم إعلانها صراحة اسناد طهران عسكرياً ضد تل أبيب.
وتجلى ذلك في الخطاب الأسبوعي الذي القاه زعيم المليشيا الحوثية امس الخميس، وهو أول خطاب منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران الجمعة الماضية، حيث اكتفى بالتأكيد ان موقف المليشيا "ثابت مع الشعب الفلسطيني ومع الجمهورية الإسلامية في إيران في مواجهة العدو الإسرائيلي وأيضاً في مواجهة الأمريكي".
وكان لافتاً خلو خطاب زعيم المليشيا من أي تهديدات بالتصعيد ضد إسرائيل وأمريكا او اتخاذ موقف على الأرض إزاء ما تتعرض له إيران، وهو ذات الحال الذي ينطبق على اغلب التصريحات التي صدرت عن قيادات بالمليشيا.
بل أن تصريحات بعض قيادات المليشيا تضمنت المناشدة والدعوة والاستجداء لدول العالم من أجل وقف الهجوم الإسرائيلي على إيران، كما هو الحال مع التصريح الذي صدر عن رئيس المجلس السياسي للمليشيا مهدي المشاط.
حيث دعا المشاط "جميع دول العالم المحبة للسلام إلى أن ترفع صوتها في وجه التغول الصهيوني قبل أن تصل ناره إلى كل دولة"، مؤكداً على ضرورة "أن تنخرط جميع الدول المحبة للسلام في العمل على وقف العدوان الصهيوني السافر على إيران".
وفي هذا السياق، كان لافتاً التغريدة التي نشرها القيادي الحوثي محمد البخيتي على منصة "أكس" والذي اتهم فيها ضمنياً كل من روسيا والصين بخذلان إيران في وجه إسرائيل.
حيث قال البخيتي بأن "الغرب بقيادة امريكا يدعم الكيان الصهيوني"، معلقاً بالقول: وإذا لم تقم روسيا والصين بدعم صمود ايران في مواجهة الصهيونية العالمية فستكونا الهدف التالي للعدوان الامريكي المباشر.
ويرى مراقبون في الموقف الصادر عن المليشيا الحوثي، انعكاس لحالة الإرباك والصدمة التي أحدثها الهجوم الإسرائيلي على إيران وتصفية الصف الأول لقيادات الجيش الإيراني والحرس الثوري، وحجم الرد الضعيف من قبل طهران على الهجوم خلافاً لما كان متوقعاً.
وفي حين لا يستبعد المراقبون ان تغير المليشيا الحوثية موقفها وتنخرط لاحقاً في التصعيد دفاعاً عن إيران، إلا أنهم يشيرون إلى أن المليشيا لا تزال تعاني من آثار الحملة الجوية العنيفة التي شنتها أمريكا ضدها لأكثر من شهر ونصف.
بالإضافة الى ما احدثته المحاولة الإسرائيلية مساء السبت الماضي لاستهداف اجتماع سري لقيادات من الصف الأول لمليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء ، والتي كشفت عن وجود اختراق استخباري إسرائيلي لصفوف المليشيا ، ومثل جرس انذار بإمكانية تكرار ما حصل لحزب الله في لبنان العام الماضي وما تتعرض له إيران حالياً من اصطياد إسرائيلي لأهم القيادات العسكرية والميدانية بكل سهولة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الهجوم الإسرائیلی على إیران الملیشیا الحوثیة الملیشیا الحوثی تل أبیب
إقرأ أيضاً:
من خرمشهر إلى خيبر شكن.. صواريخ إيران التي قد تغيّر قواعد المواجهة مع إسرائيل
تبرز القدرات الصاروخية لإيران كحجر أساس في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية في ظل التصعيد العسكري المتواصل مع إسرائيل، حيث تحتفظ طهران بترسانة واسعة من الصواريخ التي لم تُستخدم بعد، ما يزيد من صعوبة مهمة منظومات الدفاع الإسرائيلية في اعتراضها.
وتمتلك إيران تشكيلة متنوعة من الصواريخ متوسطة المدى، تصل قدراتها إلى أكثر من 1000 كيلومتر، وتشمل صواريخ تعمل بالوقود السائل مثل “خرمشهر”، إلى جانب صواريخ باليستية متطورة تعمل بالوقود الصلب. بعض هذه الصواريخ مجهز بمركبات عودة قابلة للمناورة، مزودة بزعنفة تحكم ونظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية، لتعزيز دقتها وقدرتها على المناورة داخل الغلاف الجوي.
وتبرز بين الصواريخ التي لم تُستخدم حتى الآن عدة نماذج مهمة، منها:
صاروخ خرمشهر: يصل مداه إلى 2000 كيلومتر، يحمل رأساً حربياً يزيد وزنه على 1500 كيلوغرام، ويتميز بسرعته العالية وقدرته على المناورة لتفادي الدفاعات الجوية. ويُعتقد أنه مزود بأنظمة مراوغة للرادارات وفق وكالة تسنيم الإيرانية في مايو 2023. صاروخ فتاح 2: صاروخ فرط صوتي حديث، قادر على المناورة داخل الغلاف الجوي وتجاوز الدفاعات الصاروخية، بمدى يبلغ 1400 كم وسرعة تصل إلى 13 ماخ، ما يجعل اعتراضه أكثر صعوبة. صاروخ قاسم: صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب، بمدى يزيد عن 1400 كم ودقة عالية في الإصابة، وهو من الصواريخ قصيرة المدى المستخدمة في العمليات التكتيكية بمدى يتراوح بين 200 إلى 250 كم، وفق “Missile Threat – CSIS”. يستخدم وقوداً صلباً يسمح بسرعة إطلاق وتحضير أكبر مقارنة بالصواريخ ذات الوقود السائل، ويحمل رؤوساً تقليدية أو متفجرات عالية القوة، ولا يعتمد على نظام توجيه متقدم، ما يقلل من دقته لكنه فعال في الضربات التكتيكية. صاروخ ذو الفقار: صاروخ أرض-أرض متوسط المدى يتراوح بين 700-1000 كم، مزود بتقنيات توجيه متقدمة ضد السفن، وقد يُستخدم في حال اندلاع مواجهة بحرية مع القوات الأميركية. صواريخ سومار ويا علي: صواريخ كروز بمدى يتراوح بين 700 إلى 2500 كم بحسب النسخة، تتميز بقدرتها على الطيران على ارتفاعات منخفضة يصعب رصدها، ولم تُستخدم حتى الآن في معارك مفتوحة، لكنها قد تُستخدم ضد البنى التحتية. صاروخ رعد: يعمل بالوقود الصلب، بمدى 500 كم، ويتميز بخفة الوزن وسرعة الإطلاق، وفق وكالة تسنيم الإيرانية.وفي المواجهات الأخيرة مع إسرائيل، استخدمت إيران عدة أنواع من الصواريخ أبرزها:
صاروخ فتاح 1: الجيل الأول من صواريخ “فتاح”، صواريخ فرط صوتية يُعتقد أنها أقل قدرة على المناورة من “فتاح 2″، استُخدمت في الموجة الـ11 من عملية “الوعد الصادق 3”. صاروخ سجيل: صاروخ بالوقود الصلب متوسط المدى، يتراوح مدى صاروخ سجيل بين 2000 إلى 2500 كم، استُخدم في الموجة 12 من عملية “الوعد الصادق”، ويُعتبر قادراً على الوصول إلى أهداف عسكرية إسرائيلية أو أميركية في المنطقة. صاروخ خيبر شكن: من الجيل الثالث لصواريخ الوقود الصلب، بمدى يصل إلى 1450 كم، يتميز بدقة إصابة محسنة عبر نظام توجيه يعمل بالأقمار الصناعية، ويُعتقد أنه مزود برؤوس قابلة للمناورة وزعانف تحكم وملاحة بالأقمار الصناعية، وقد استُخدم في عمليات “الوعد الصادق 1″ في أبريل 2024 و”الوعد الصادق 2” في أكتوبر الماضي، بحسب قناة سكاي نيوز.وتشكل هذه الصواريخ جزءاً أساسياً من قدرة إيران على مواجهة التحديات الإسرائيلية، وتزيد من تعقيد مهمة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي للهجمات المحتملة، مما يرفع من مستوى التوتر العسكري في المنطقة.