أردوغان يتعهد بتعزيز إنتاج الصواريخ في تركيا مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
أردوغان يتعهد بزيادة إنتاج الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى لتعزيز الردع، وسط تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران ومخاوف من سباق تسلح إقليمي. ويحذر من أن استمرار النزاع يهدد أمن الطاقة في تركيا، داعياً إلى استئناف المفاوضات النووية مع طهران عبر وساطة تركية. اعلان
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطط لزيادة إنتاج بلاده من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، في إطار سعيه لتعزيز قدرات الردع الدفاعي لتركيا في ظل تصاعد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران.
وقال أردوغان، عقب اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي، إن بلاده تضع خططاً لرفع مخزونها من الصواريخ إلى مستوى يضمن ردع أي تهديد محتمل، مؤكداً: "بعون الله، سنبلغ في المستقبل القريب قدرة دفاعية تجعل من غير الممكن لأي جهة التفكير في التجرؤ علينا".
وفي خطاب لاحق، شدد الرئيس التركي على التقدم المحرز في الصناعات الدفاعية المحلية، من الطائرات المسيّرة والمقاتلات، إلى المدرعات والسفن الحربية، لكنه أقرّ بأن هذا التقدم لا يزال بحاجة إلى جهود متواصلة لتحقيق "الردع الكامل". ويأتي ذلك في ظل إدراك متزايد لأهمية التفوق الجوي في النزاعات الحديثة، كما أشار الباحث أوزغور أونلوهيسارجيكلي من "صندوق مارشال الألماني"، الذي اعتبر أن تركيا -رغم امتلاكها ثاني أكبر جيش في الناتو- ما زالت تعاني من ضعف نسبي في قدرات الدفاع الجوي.
ويُنظر إلى تحركات أردوغان على أنها استجابة مبكرة لاحتمالات اندلاع سباق تسلح جديد في المنطقة، إذ تسعى دول غير منخرطة مباشرة في النزاع إلى تعزيز قدراتها العسكرية تفادياً لمخاطر مستقبلية. ويعتقد مراقبون أن التصعيد بين إسرائيل وإيران قد يدفع القوى الإقليمية، ومنها تركيا، إلى تطوير برامج التسلح الجوّي بشكل متسارع.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الخطط التركية، غير أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ردّ على انتقادات أردوغان، متهماً إياه عبر منصة "إكس" بالسعي لتحقيق "طموحات إمبريالية"، وبأنه حطم الأرقام القياسية في قمع الحريات والمعارضة داخل تركيا.
وقال ساعر إن الحكومة التركية تنخرط في ما أصبح "اللعبة الجارية" في الشرق الأوسط، أي سباق التسلح، معتبراً أن إسرائيل والولايات المتحدة رفعتا سقف التفوق في الحرب الجوية، ما دفع دولاً مثل تركيا لمحاولة سد الفجوة التكنولوجية.
وقد أجرى أردوغان، يوم الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ناقش خلاله تطورات الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، مشدداً على أن ملف إيران النووي لا يمكن حله إلا عبر التفاوض، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية.
ورغم توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لا يرى المحللون والمؤسسات الرسمية في تركيا خطراً مباشراً بانتقال النزاع إلى الأراضي التركية، العضو في حلف شمال الأطلسي. لكن أردوغان لا يخفي قلقه من تداعيات النزاع على بلاده، لا سيما من ناحية أمن الطاقة واحتمالات تدفق اللاجئين من إيران، التي تتشارك مع تركيا حدوداً يبلغ طولها 560 كيلومتراً.
وتعتمد تركيا بشكل كبير على واردات الطاقة من الخارج، بما في ذلك من إيران، ما يجعلها عرضة لتقلبات أسعار النفط الناجمة عن النزاع، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم التضخم وزيادة الضغوط على الاقتصاد التركي الهش.
وكان أردوغان قد كثّف من اتصالاته الدبلوماسية منذ اندلاع النزاع، حيث أجرى سلسلة من المحادثات مع قادة دوليين، بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، عارضاً التوسط لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.
Relatedالاتحاد الأوروبي: طريق تركيا لا يزال بعيدا عن الانضمام إلى التكتلتركيا: أردوغان يعلن عن اكتشاف احتياطي ضخم من الغاز الطبيعي في البحر الأسودتركيا: اعتقال رؤساء بلديات من حزب الشعب الجمهوري المعارضوعلى صعيد العلاقات التركية-الإسرائيلية، ازداد التوتر منذ اندلاع حرب غزة في عام 2023، حيث أصبح أردوغان من أبرز المنتقدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد تعمقت الهوة بين البلدين إثر اتساع النفوذ التركي في سوريا، الأمر الذي أثار قلق إسرائيل، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وعلى الرغم من محاولة البلدين إنشاء آلية لخفض التصعيد لتفادي الاشتباك بين قواتهما في سوريا، فإن المشهد ظل محفوفاً بالتوتر. ففي وقت سابق من العام، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن طائرات إسرائيلية استهدفت قاعدة جوية سورية كانت تركيا تأمل باستخدامها.
وفي الداخل التركي، صرح دولت بهتشلي، زعيم الحزب القومي المتحالف مع أردوغان، بأن تركيا قد تكون هدفاً محتملاً لإسرائيل، متهماً الأخيرة بمحاولة "تطويق" تركيا استراتيجياً، دون تقديم تفاصيل. لكن محللين اعتبروا تلك التصريحات موجهة للاستهلاك الداخلي وسط تصاعد مشاعر العداء لإسرائيل في الشارع التركي.
وختم المحلل سونر كاجابتاي بالقول: "لا أعتقد أن إسرائيل مهتمة بمهاجمة تركيا، ولا أن تركيا تسعى إلى صدام مباشر مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن التوترات الحالية توظَّف سياسياً لتعزيز الدعم الشعبي وتحقيق مكاسب استراتيجية في الإقليم المضطرب.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب رجب طيب إردوغان صواريخ باليستية تركيا النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل إيران البرنامج الايراني النووي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا تلفزيون صواريخ باليستية الاتحاد الأوروبي بین إسرائیل وإیران
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يدعو إسرائيل وإيران إلى إعطاء فرصة للسلام
نيويورك-سانا
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل وإيران إلى إعطاء فرصة للسلام، محذراً من أن العنف قد يخرج عن نطاق السيطرة.
ونقلت وكالة “ا ف ب” عن غوتيريش قوله اليوم خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن التصعيد بين إسرائيل وإيران: “هناك أوقات لا تكون فيها الخيارات المطروحة أمامنا مهمة فحسب بل حاسمة أيضاً، ويحدد فيها الاتجاه الذي نتخذه ليس مصير الأمم فحسب، بل ربما مستقبلنا المشترك ونحن في لحظة كهذه”.
وأضاف: “إلى أطراف النزاع – الأطراف المحتملة في النزاع – وإلى مجلس الأمن كممثل للمجتمع الدولي، لدي رسالة بسيطة وواضحة: أعطوا فرصة للسلام”.
وأوضح غوتيريش أن الحرب بين إسرائيل وإيران تتسارع بشكل خطير، وتشمل استهداف منشآت نووية ما يجعل من غير الممكن توقع تبعاتها، لافتاً إلى أن اتساع نطاق هذا النزاع قد يشعل برميل بارود لا يمكن لأحد السيطرة عليه.
بدوره أشار مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى مخاطر التصعيد المستمر بين الجانبين موضحاً أنه تم استهداف البنى التحتية الكهربائية في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم في إيران، كما تضررت 4 مبان بموقع أصفهان وكذلك تضرر مبنى لأجهزة الطرد المركزي، محذراً من أن الهجوم على منشأة بوشهر قد يؤدي إلى أضرار بيئية، وتبعات وخيمة لأنه يحتوي على مواد نووية.
تابعوا أخبار سانا على