دراسة: شات جي بي تي قد يسبب تراجعًا في القدرات العقلية
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة أجراها مختبر MIT Media Lab التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن استخدام روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي ChatGPT لكتابة المقالات قد يكون مرتبطًا بتراجع في الأداء الإدراكي للمستخدمين.
أظهرت الدراسة، التي تابعت نشاط الدماغ لدى ثلاث مجموعات من المشاركين، نتائج مثيرة للقلق حول الأثر العصبي والسلوكي طويل المدى لهذا النوع من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
أُجريت الدراسة من خلال تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات: الأولى اعتمدت على ChatGPT لكتابة مقالات، والثانية استخدمت محركات البحث التقليدية، أما المجموعة الثالثة فكتبت بدون أي مصادر خارجية. بعدها، تم قياس نشاط الدماغ باستخدام تقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG).
النتائج أظهرت أن المجموعة التي استخدمت ChatGPT كانت الأقل في ترابط الشبكات العصبية، كما أظهرت ضعفًا في القدرة على تذكر تفاصيل المقالات التي كتبها أفرادها، مقارنة بالمجموعتين الأخريين.
أوضحت الدراسة أن "مستخدمي نماذج اللغة الكبيرة أظهروا أداءً أضعف بشكل مستمر على المستويات العصبية واللغوية والسلوكية، ما يثير تساؤلات حول تأثيرات الاعتماد طويل الأمد على الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية".
التحذير الأكبر: التأثير على أدمغة الأطفال
قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، ناتاليا كوسمينا، في تصريحات لمجلة Time، إن القلق الأكبر يتمثل في استخدام ChatGPT من قبل الأطفال، نظرًا لأن أدمغتهم لا تزال في طور النمو.
وأضافت: "السبب في نشر الدراسة الآن، حتى قبل الانتهاء من المراجعة العلمية الكاملة، هو خوفي من أن يقوم أحد صانعي السياسات بعد ستة إلى ثمانية أشهر بالقول: دعونا نقدم ChatGPT في رياض الأطفال. أعتقد أن هذا سيكون قرارًا سيئًا ومدمرًا. العقول النامية هي الأكثر عرضة للخطر".
وبحسب كوسمينا، فإن المستخدمين الذين لا يستعينون بمصادر خارجية أثناء الكتابة يطورون شبكات دماغية أقوى وأكثر توزعًا، وهو ما يعتبر مؤشرًا على تفاعل معرفي أعمق وأكثر صحة.
دعم متزايد للذكاء الاصطناعي في التعليمعلى الجانب الآخر، يرى بعض صناع القرار في الولايات المتحدة أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة تعليمية مهمة. فقد وقع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا في أبريل يدعو إلى دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المدارس الأميركية.
وجاء في الأمر التنفيذي: "لضمان بقاء الولايات المتحدة في موقع الريادة العالمية في هذه الثورة التكنولوجية، علينا أن نوفر لشبابنا فرصًا لتطوير المهارات والفهم اللازمين لاستخدام وإنشاء الجيل القادم من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
من خلال تعزيز كفاءة الذكاء الاصطناعي، سنزود طلابنا بالمعرفة والمهارات الأساسية للتأقلم والازدهار في مجتمع رقمي متزايد".
دراسات مستقبلية قيد الإعدادأكدت كوسمينا أن فريقها يعمل حاليًا على دراسة جديدة تقارن نشاط الدماغ لدى مهندسي البرمجيات والمبرمجين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، مع أولئك الذين لا يعتمدون عليه في عملهم اليومي، وذلك لفهم أعمق لتأثير هذه الأدوات على التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
في ظل الانتشار الواسع لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن الحوار حول أثرها على القدرات المعرفية سيستمر، لا سيما مع دخولها المجال التعليمي بقوة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شات جي بي تي الذكاء الاصطناعي أدوات الذکاء الاصطناعی على الذکاء الاصطناعی الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
دراسة: التكيف المناخي لن يمنع انهيار المحاصيل الرئيسية
أشارت دراسة حديثة إلى أن بعض المحاصيل الأساسية في العالم قد تعاني من خسائر كبيرة في الإنتاج بسبب انهيار المناخ، حتى لو تمكن المزارعون من التكيف رغم تدهور الطقس.
وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر" (Nature)، من المتوقع أن تنخفض محاصيل الذرة وفول الصويا والأرز والقمح والكسافا والذرة الرفيعة بما يصل إلى 120 سعرة حرارية للشخص الواحد في اليوم مقابل كل درجة مئوية واحدة ترتفع فيها درجة حرارة الكوكب.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الحرارة والجفاف يقلصان الإنتاج الزراعي عالمياlist 2 of 4الزراعة الذكية.. حينما تتحالف الطبيعة والتقنيةlist 3 of 4على عكس الشائع.. إنتاج المحاصيل الغذائية عالميا يزيد عاما بعد عامlist 4 of 4علماء يقترحون محاصيل معدلة وراثيا لخفض انبعاثات الكربونend of listوتوصلت الدراسة إلى أن التغيرات في ممارسات الزراعة يمكن أن توقف الخسائر بنحو الربع بحلول عام 2050 وبنحو الثلث بحلول عام 2100، على الرغم من أنها لن توقفها تماما.
وقال الخبير الاقتصادي البيئي بجامعة إلينوي في أوربانا-شامبين، المؤلف الرئيسي للدراسة، أندرو هولتغرين، "في مستقبل يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، ما زلنا نشهد خسائر في إنتاجية السعرات الحرارية بنحو 25% على نطاق عالمي".
واستخدم باحثون من الولايات المتحدة والصين بيانات من 12 ألفا و658 منطقة في 54 دولة لقياس مدى تكيف منتجي الغذاء مع مختلف التغيرات المناخية. وطبقوا هذه العلاقات التاريخية على نماذج تحاكي إنتاج المحاصيل في المستقبل مع ارتفاع درجات الحرارة ونمو الاقتصادات، وقارنوا الخسائر بعالم افتراضي توقف فيه الاحتباس الحراري في أوائل القرن 21.
وفي سيناريو ارتفاع درجات الحرارة الشديد، وجدت الدراسة أن العائد النسبي لمحصول مثل فول الصويا سوف ينخفض بنسبة 26% بحلول عام 2100، حتى بعد الأخذ في الاعتبار التكيف، وارتفاع الدخول، وتأثير النباتات التي تنمو بشكل أسرع بسبب ثاني أكسيد الكربون الزائد في الغلاف الجوي.
كما وجدت الدراسة أن سيناريو احترار أكثر واقعية -أقرب إلى مستوى ما يجري حاليا- سيؤدي إلى خسائر في محصول فول الصويا بنسبة 16%، والقمح بنسبة 7.7%، والذرة بنسبة 8.3%. وكان الأرز المحصول الوحيد من بين المحاصيل الستة التي درسها الباحثون والذي سترتفع محاصيله بسبب تغير المناخ، مع زيادة متوقعة بنسبة 4.9%.
إعلانويُعدّ قطاع الزراعة من بين الأكثر تضررا من الظواهر الجوية المتطرفة، إلا أن العلماء واجهوا صعوبة في تحديد تأثير تدهور المناخ على إنتاج الغذاء. ويتمثل أحد مصادر عدم اليقين الرئيسية في مدى تكيف المزارعين مع ارتفاع درجات الحرارة من خلال تغيير المحاصيل التي يستخدمونها، ومواعيد زراعتها وحصادها، وكيفية زراعتها.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم من حوالي 8 مليارات نسمة اليوم إلى 10 مليارات نسمة بحلول نهاية القرن، مما سيزيد الطلب على الغذاء في ظل تأثير الاحتباس الحراري جراء انبعاثات غازات الدفيئة على أنماط الطقس.
ووجد الباحثون أن أكبر الخسائر ستلحق بالمناطق التي تُعتبر "سلة غذاء" اليوم، ذات الأراضي عالية الإنتاجية، لكنهم أضافوا أن سكان البلدان الأكثر فقرا سيكونون من بين الأقل قدرة على تحمل تكاليف الغذاء.
وقال هولتغرين: "في العديد من دراسات تأثير المناخ، يتضرر فقراء العالم، وهذا ما ينطبق هنا أيضا. وما يختلف عن العديد من الدراسات السابقة هو أن المناطق الغنية نسبيا والميسورة في العالم، والتي تُعدّ مصدر دخل رئيسيا، هي في الواقع الأكثر تضررا".