تسريبات لقاء كوهين المنقوش مكاسب سياسية لتصدير أزمات إسرائيل الداخلية
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
القدس المحتلة- أجمع باحثون بالشأن الإسرائيلي أن تسريب حكومة بنيامين نتنياهو خبر اللقاء -الذي جمع وزير الخارجية إيلي كوهين بنظيرته الليبية نجلاء المنقوش- هدف إلى تحقيق مكاسب سياسية وتصدير الأزمات الداخلية التي تعصف بإسرائيل في ظل تصاعد الاحتجاجات الرافضة للتعديلات القضائية.
واتفقوا على أن تسريب اللقاءات -التي تجمع وفود إسرائيلية بمسؤولين عرب ومسلمين- تضر بمسار التطبيع مع الدول العربية الذي تقوده إدارة الرئيس الأميركي جو بادين، كما أنه لا يخدم سوى مصلحة شخصية وسياسية لنتنياهو.
ووفقا للمحللين، فإن لقاءات من هذا القبيل -لوفود دبلوماسية إسرائيلية مع شخصيات من دول عربية لا تربطها علاقات دبلوماسية بتل أبيب- جرت تحت مظلة من الكتمان والسرية، وبشكل عام تم الإشراف عليها من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتحديدا الموساد، والخارجية كانت إطارا ليس إلا.
وعن أسباب ودوافع مثل هذه اللقاءات، تجمع التقديرات الإسرائيلية على أن الدول والأنظمة والحكومات العربية تعتقد أن البوابة إلى واشنطن تبدأ من تل أبيب، حتى وإن شهدت العلاقات بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي فتورا.
وعزت التقديرات الإسرائيلية صحة هذا الاعتقاد إلى نهج الإدارات الأميركية المتعاقبة، التي رحبت وشجعت التقارب العربي الإسرائيلي، وذلك لتعزيز حلف ونفوذ واشنطن بالمنطقة، بمعزل عما ما يحدث على المسار الفلسطيني.
صراعات وتوتراتفي تقدير موقف بعنوان "هرول كوهين ليخبر الأصدقاء ودمر عقودا من العمل الدبلوماسي" للباحث المختص بشؤون الأمن والاستخبارات، يوسي ميلمان، يشير إلى أنه منذ أكثر من عقد من الزمن، منذ سقوط نظام معمر القذافي، يجري ممثلون رسميون لإسرائيل من الموساد والاستخبارات والمهام الخاصة والخارجية اتصالات سرية مع الحكومتين الموجودتين في ليبيا.
والآن، يقول ميلمان في صحيفة هآرتس "مع الكلام الفارغ وانبعاث لوحة المفاتيح لوزير الخارجية كوهين، والمدير العام لمكتبه رونان ليفي، بهذا التسريب، فإن كل هذا الاستثمار الكبير يمكن أن يذهب هباء الرياح".
وأوضح أن هذه التسريب يعكس التوترات بين جهاز المخابرات (الموساد) والخارجية، مشيرا إلى أنه منذ تولي نتنياهو الحكم قبل 8 أشهر وتنصيب كوهين في الخارجية، ظهرت ملامح التوتر بين الأخير والأجهزة الأمنية في كل ما يتعلق بكواليس الاتصالات مع دول عربية وإسلامية.
وأضاف الباحث الإسرائيلي أن هذه التوتر انعكس بإقدام كوهين على إدارة سير الاتصالات الدبلوماسية والسياسية مع الدول العربية والإسلامية، بعيدا عن دور الموساد وسير الاتصالات الاستخباراتية والأمنية الإسرائيلية، وهو التوجه الذي لم يعجب رئيس الموساد دافيد برنياع.
"وفي مكتب وزير الخارجية" -يقول ميلمان- إنه تم "وضع قائمة بأسماء الدول العربية والإسلامية ودول في آسيا وأفريقيا كان من المفترض أن تكون هدفا لسياسة كوهين، بما في ذلك السودان والصومال والنيجر ومالي وجزر القمر وجزر المالديف والسعودية وليبيا. وحتى الآن، لم تقم أي منها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل".
في قراءة للمعاني والدلالات للتسريب بشأن اللقاء الذي جمع كوهين والمنقوش، أوضح الإعلامي الإسرائيلي يواف شطيرن، المتخصص بالشؤون العربية والفلسطينية، أن "هذا التسريب الدبلوماسي يعكس نهج حكومات نتنياهو لتحقيق مكاسب سياسية داخلية".
وأشار شطيرن -في حديث للجزيرة نت- إلى أن حكومة نتنياهو تعمدت نشر لقاء إيطاليا بغض النظر عن قيمة وأهمية الفحوى والمضامين والمواضيع التي نوقشت، بحيث إن أهمية الموضوع بالنسبة لنتنياهو هي النشر، دون الأخذ بعين الاعتبار التداعيات الإسقاطات على الطرف الليبي.
ويعتقد أن حكومة نتنياهو -التي تواجه تحديات وأزمات داخلية- وظفت هذا اللقاء، وكل حديث عن إمكانية التطبيع مع دول عربية وإسلامية ومن ضمنها السعودية، كطوق نجاه لتحقيق مكاسب توظف بالحملات الانتخابية والخطاب السياسي الإسرائيلي العام، حتى وإن لم يكن لمثل هذه اللقاءات أو الاتصالات أي أثر إيجابي لمسار التطبيع في المستقبل.
بلبلة وإرباكورأى شطيرن أن "النشر في الحالة الليبية بمثابة خطأ دبلوماسي فادح، فهذا التسريب خلق حالة بلبلة وأربك الحكومة الليبية التي تعلمت درسا قاسيا، مفاده أن أي لقاء مستقبلي مع أي مسؤول إسرائيلي بمثابة سيف ذي حدين".
ورجح الصحافي الإسرائيلي أن "ما حدث في الحالة الليبية سيكون رادعا للأنظمة العربية وللمسؤولين العرب، حيث سيكون عليهم التفكير جيدا قبل أي لقاء بمسؤول بحكومة نتنياهو من أجل التطبيع" مشيرا إلى أن دعم البيت الأبيض للتقارب العربي الإسرائيلي يؤكد أن "التطبيع مصلحة أميركية قبل أن تكون إسرائيلية".
ورغم أن لقاء كوهين المنقوش اقتصر على ساعة فقط دون الكشف عن مضمونه وتفاصيله، بيد أن شطيرن يعتقد أنه لم يكن عفويا، مستذكرا ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارات لوفود أمنية وعسكرية ليبية إلى تل أبيب عقب سقوط نظام القذافي.
ومن جانب آخر، يرى الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن الخارجية الإسرائيلية وديوان رئيس الوزراء تعمدا تسريب هذا اللقاء ليكون رافعة لحكومة نتنياهو للهروب إلى الأمام.
وأكد الباحث أن هدف النشر والترويج لهذا اللقاء يهدف إلى تخطي الأزمات الداخلية للحكومة، والتقليل من تداعيات الاحتجاجات التي وضعت إسرائيل قبالة أزمة دستورية غير مسبوقة.
وشكك -في حديثه للجزيرة نت- بالرواية الإسرائيلية، وقلل من احتمالات أن يكون لقاء كوهين المنقوش مخططا له، ويعتقد أنه كان عفويا أسوة بالكثير من اللقاءات التي تجرى على هامش المؤتمرات، مستذكرا أن حكومات إسرائيل دائما ما كانت توظف مثل هذه اللقاءات العفوية والترويج لها، والزعم بتحقيق إنجازات دبلوماسية أو أمنية.
أهداف ومكاسبويعتقد الباحث أن هذا التسريب ترك أبعادا سلبية على الدبلوماسية الإسرائيلية، مشيرا إلى أن التحليلات والتقديرات الإسرائيلية حملت كوهين مسؤولية ما حدث، ووجهت له انتقادات شديدة اللهجة، وأجمعت على أن التسريب هدفه تحقيق مكاسب سياسية داخلية حتى وإن كان على حساب الدبلوماسية الإسرائيلية والتطبيع.
وأوضح شلحت أن هذا التسريب وما تسبب من تداعيات في ليبيا خلف حالة من الردع لدى المسؤولين بالحكومات العربية الذين سيفكرون مليا، وسيعيدون النظر بأي مقترح للقاء سري وعابر قد يجمعهم مع أي مسؤول إسرائيلي مستقبلا.
وقد تكشف للجميع، وفق الباحث بالشأن الإسرائيلي أن "حكومة نتنياهو سخرت تسريب اللقاء بين كوهين والمنقوش لأهداف داخلية، وهو ما سيترك تداعيات سلبية على قطار التطبيع الذي تقوده إدارة الرئيس الأميركي" بايدن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الإسرائیلی أن حکومة نتنیاهو مکاسب سیاسیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة
تملك إسرائيل ترسانة أسلحة يحل فيها الذكاء الاصطناعي محل البشر، وقد استخدمتها في عدوانها على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهي الحرب التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "السيوف الحديدية".
وتشير تقارير في الصحافة الإسرائيلية إلى أن أسلحة الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها الاحتلال تتوسع وتتطور باطراد، بعضها صنعته شركات إسرائيلية، وبعضها زودتها به الولايات المتحدة الأميركية.
وفي عام 2023 تفاخر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك أفيف كوخافي بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي منحت جيشه "جهازا استخباراتيا متطورا آنيا".
إنتاجات مركز موشي ديانبدأ الجيش الإسرائيلي استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي عام 2019، فقد أنشأت الوحدة 8200 المتخصصة في التنصت وفك الشفرات والحرب السيبرانية مركز "موشي ديان" لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي الذي يضم مئات الضباط والجنود، في محاولة لتسريع عملية توليد الأهداف بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وكان برنامج "فاير فاكتوري" لتوليد الأهداف وتحديد كميات الذخيرة المناسبة هو الأول الذي أنتجه مركز "موشي ديان". وبحسب تقرير لمجلة "ذا نايشن" الأميركية، نشر في 12 أبريل/نيسان 2024 فإن الوحدة المذكورة تتعاون بشكل وثيق مع شركات أميركية تزودها بأعداد كبيرة من الأجهزة وبرامج الذكاء الاصطناعي المتطورة.
وحسب الصحيفة نفسها، فإن تلك البرامج والأجهزة تعتمد على كمية بيانات هائلة مصدرها التقارير الاستخباراتية السرية، ومنها الواردة من وكالة الأمن القومي الأميركي، لتحديد الأهداف وضربها.
إعلانوفي مؤتمر عقد يومي 15 و16 فبراير/شباط 2023 في مدينة لاهاي بهولندا وشاركت فيه أكثر من 60 دولة، رفضت إسرائيل التوقيع على معاهدة "الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة".
مجالات الاستعمال وأنواع الأنظمةيستخدم الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي في أنشطة عسكرية متنوعة، منها:
التنبؤ الاستباقي. التنبيه على التهديدات العسكرية والأنظمة الدفاعية للخصوم. تحليل المعلومات الاستخبارية وتحديد الأهداف العسكرية والذخائر المستخدمة.أما أبرز أنظمة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حربها على قطاع غزة فهي:
نظام "لافندر"تستعمل إسرائيل نظام "لافندر" في عملها العسكري بغزة، وهو آلة قادرة على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة لتوليد آلاف الأهداف المحتملة للضربات العسكرية في خضم الحرب.
ونقلت مجلة "972+" الإسرائيلية عن قائد الوحدة 8200 العميد يوسي شارئيل قوله إن النظام يحل محل البشر في تحديد الأهداف الجديدة واتخاذ القرارات اللازمة للموافقة عليها"، وخلص إلى أن البرنامج حقق معدل دقة بنسبة 90%، وذلك ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى الموافقة على استخدامه من أجل التوصية بالأهداف المراد قصفها.
ووفقا لما نقلته المجلة عن 6 ضباط مخابرات إسرائيليين، شاركوا بشكل مباشر في نظام الذكاء الاصطناعي أثناء الحرب على غزة، فإن "لافندر كان له دور محوري في القصف غير المسبوق للفلسطينيين، وخاصة في المراحل الأولى من الحرب".
ويقول أحد ضباط المخابرات الذين استخدموا لافندر "كنت أخصص 20 ثانية لكل هدف في هذه المرحلة، وأجري العشرات منها يوميا. لم تكن لدي أي قيمة مضافة سوى أنني كنت أبصم بالموافقة. لقد وفر ذلك كثيرا من الوقت".
نظام "أين أبي؟"نظام "أين أبي؟" من أنظمة الذكاء الاصطناعي الخطيرة التي استخدمتها إسرائيل في حربها على قطاع غزة، وخاصة لتتبّع الأفراد المستهدفين، وتنفيذ عمليات تفجير عند دخولهم ليلا إلى منازل عائلاتهم، وذلك بحسب موقع "ديموكراسي ناو" الأميركي.
إعلانوبحسب مجلة "+972" وموقع "لوكال كول" الإسرائيليين، فإن نظام "أين أبي؟"، أدى إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها داخل منازلها، وهو ما يفسر الأعداد الكبيرة من الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا في حرب الإبادة الإسرائيلية، خاصة من النساء والأطفال والمسنين.
نظام "غوسبل" أو "الإنجيل"أعلن الجيش الإسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أن وحدة الأهداف في الاستخبارات الإسرائيلية استخدمت نظام "غوسبل" أو "الإنجيل"، وهو أحد أخطر أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ فهو يُحدد المباني والمنشآت التي يدّعي الجيش الإسرائيلي أن المسلحين الفلسطينيين ينطلقون منها لتنفيذ مهامهم، ويقصفها على رؤوس ساكنيها.
وقال الجيش الإسرائيلي وقتئذ إن "الإنجيل" ساعده في قصف 12 ألف هدف في غزة، إذ يتم تزويد القوات على الأرض وفي الجو وفي البحر بالمعلومات الاستخباراتية من مصنع الأهداف بالذكاء الاصطناعي، فيتيح ذلك "تنفيذ مئات الهجمات في اللحظة نفسها".
ويعمل النظام عبر إنتاج عدد كبير من الأهداف بوتيرة متسارعة (نحو 100 هدف في اليوم الواحد) بناء على أحدث المعلومات الاستخباراتية التي تغذي النظام أولا بأول، بينما كانت الاستخبارات الإسرائيلية سابقا تنجز 50 هدفا في السنة.
وكتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرا قالت فيه إن هذا النظام "يعمل على اقتراح الأهداف الأكثر صلة بالهجوم، داخل محيط معين"، مشيرة إلى أن خوارزمية "غوسبل" تأخذ الخسائر المدنية من بين العناصر التي تعتبرها في تحديد أهداف جديدة للقصف.
يقدم النظام الذي طورته الوحدة 8200 توصياته لموظفي الجيش، وهم يقدرون إذا كانوا سيمررونها إلى الجنود والطيارين الذين يتولون عمليات القصف في الميدان، وبعدئذ يمكن لوحدة الأهداف إرسال تلك التوصيات إلى قوات الجيش عبر تطبيق يعرف باسم "عمود النار".
نظام "فاير فاكتوري"كشف عنه في عام 2023، واستخدمه الجيش الإسرائيلي لتحسين خطط الهجوم للطائرات والمسيرات اعتمادا على طبيعة الأهداف المختارة.
إعلانيحلل هذا النظام مجموعات بيانات واسعة، منها البيانات التاريخية عن الأهداف السابقة التي قصفت من قبل، فيُتيح للخوارزميات حساب كميات الذخيرة اللازمة للقضاء على الأهداف، واقتراح الجداول الزمنية المثلى، وتحديد أولويات الأهداف وتخصيصها.
وهو نظام يحلل بيانات ضخمة ويرسم خريطة لشبكة الأنفاق التي تديرها المقاومة في غزة، وذلك برسم صورة كاملة للشبكة فوق الأرض وتحتها مع التفاصيل المهمة، مثل عمق الأنفاق وسمكها وطبيعة الطرق.
نظام "الكيميائي"كشف عنه عام 2021، وهو من أبرز الأنظمة التي استخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة. ويوفر البرنامج لقادة الوحدات تنبيهات فورية للتهديدات المحتملة على الأرض، تُرسل مباشرة إلى أجهزتهم اللوحية المحمولة.
وللنظام قدرات دفاعية وهجومية، فهو يدمج البيانات التي يحصل عليها على منصة موحدة، كما أن لديه القدرة على تحديد الأهداف وإبلاغ قوات الجيش فورا بالتهديدات وتحركات المقاتلين على الأرض.
نظام "فاير ويفر"نظام طورته شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات العسكرية، ويوفر الاتصال بين الجنود الإسرائيليين المنتشرين في ساحة المعركة والمعلومات الاستخباراتية التي جمعت من المستشعر إلى مطلق النار.
وبحسب موقع "آي إتش إل إس" الإسرائيلي، فإن النظام يقدم خيارات للعمل بناء على عوامل مثل الموقع وخط الرؤية والكفاءة والذخيرة المتاحة، بهدف "زيادة الدقة والحد من خطر الأضرار الجانبية".
صُمم النظام لأداء اشتباكات متعددة في قتال عالي الكثافة، إذ يمكّن الجنود من الاشتباك مع الهدف المعادي في ثوان، بدلا من دقائق.
نظام "فلو"وهو نظام يسمح للجنود على الأرض بالاستعلام عن مجموعة مختلفة من البيانات التي تساعدهم في أداء مهامهم.
إعلان نظام "هنتر"وهو نظام يسمح للجنود في ساحة المعركة بالوصول المباشر إلى المعلومات.
نظام "زد-تيوب"وهو نظام يمكن جنود الجيش الإسرائيلي في المعركة من مشاهدة مقاطع فيديو حية للمناطق التي يوشكون أن يدخلوها.
بعد أيام من انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية عن طلبات تقدمت بها إسرائيل إلى شركة أميركية مختصة في إنتاج المسيرات، لتزويدها بطائرات استطلاع قصيرة المدى تعتمد في تحركها على الذكاء الاصطناعي.
ويستخدم هذا النوع من الطائرات في إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل الهندسية المعقدة مثل المباني بمختلف أشكالها، وهو ما يساعد في تحديد الأهداف بدقة أكبر.
كذلك استخدمت إسرائيل في حربها طائرات "نوفا 2" الذاتية القيادة وهي صناعة أميركية، وهذا النوع من المسيرات يستخدم داخل المباني، إذ يعتمد على تخطيط المسارات وخوارزميات الرؤية الحاسوبية للتحرك الذاتي داخل المباني من دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" أو إلى التدخل البشري.
والمسيرات الانتحارية من طراز "سويتش بليد 600″، أبرز الطائرات المطورة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، استخدمتها أيضا إسرائيل في حربها على غزة، وفيها كاميرا متطورة وتحمل كمية من المواد المتفجرة.
وهذا النوع من المسيرات قادر على استقبال المعلومات من الطائرات من دون طيار القريبة منها، وتستخدم في مهاجمة الأهداف القريبة، ويصل مداها إلى 40 كيلومترا، وتمتلك قدرة على الطيران مدة 40 دقيقة.
دبابات تعمل بالذكاء الاصطناعي دبابة إيتان إيه بي سيفي يناير/كانون الثاني 2022، كشفت شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية الإسرائيلية عن مركبة عسكرية أطلقت عليها اسم "إيتان إيه بي سي"، تعمل بالذكاء الاصطناعي وتسمح للسائق أن يوجّه المركبة بالنظر فقط.
إعلانوركبت على مركبات رفائيل صواريخ من نوع "غيل"، ومنظومات دفاعية نشطة من نوع "معطف الريح"، وهي قادرة على العثور على العديد من الأهداف وتحييدها في وقت واحد، وتعتمد على كوكبة من المستشعرات القادرة على مراقبة محيطها بشكل دائم وتنبيه الجنود داخلها.
مراقبة الحدود بالذكاء الاصطناعييستخدم الجيش الإسرائيلي أيضا الذكاء الاصطناعي لأغراض مراقبة حدوده لا سيما مع قطاع غزة والضفة الغربية، بحيث ينشر على طول الحدود شبكة واسعة من كاميرات الفيديو التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتنقل البيانات إلى مراكز التحكم والمراقبين لتحليل البيانات وتحديد هوية الأشخاص والمركبات والحيوانات، ومقارنة الصور بمعلومات أخرى ذات صلة، وإرسال تنبيه طارئ عند الضرورة.
ومن أبرز أنظمة كاميرات المراقبة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ويستخدمها الجيش الإسرائيلي:
نظام "قطيع الذئاب": وهو عبارة عن قاعدة بيانات واسعة للغاية تحتوي على جميع المعلومات المتوفرة عن الفلسطينيين. نظام "الذئب الأزرق": وهو تطبيق تستطيع القوات الإسرائيلية الدخول إليه عبر أجهزة الهاتف الذكية والأجهزة اللوحية، ويعرض فورا المعلومات المخزنة في قاعدة بيانات "قطيع الذئاب". نظام "الذئب الأحمر": ويستخدم هذا النظام للتعرف على الوجه، إذ يعمل على مسح وجوه الفلسطينيين ويضيفها إلى قواعد بيانات ضخمة للمراقبة من دون موافقتهم. انتقادات واسعةوجهت انتقادات كثيرة للجيش الإسرائيلي على خلفية استخدامه الذكاء الاصطناعي في حربه على غزة.
فقد قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه في الحروب السابقة كان تحديد شخص ما واعتباره هدفا مشروعا تتم مناقشته ثم التوقيع عليه من قبل مستشار قانوني، لكن بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تسارعت العملية بشكل كبير، وكان هناك ضغط لإيجاد مزيد من الأهداف.
ولتلبية هذا الطلب، اعتمد الجيش الإسرائيلي اعتمادا كبيرا على برنامج "لافندر" في توفير قاعدة بيانات للأفراد الذين يعتقد أن لديهم خصائص مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي أو حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن "الخوارزميات التي طورتها إسرائيل أو شركات خاصة تعد أحد أكثر طرق القصف تدميرا وفتكا في القرن 21".
وفي أبريل/نسيان 2024، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيانا أعرب فيه عن انزعاجه من التقارير التي تفيد بأن إسرائيل استخدمت الذكاء الاصطناعي في حملتها العسكرية في غزة، قائلا "إن هذه الممارسة تعرض المدنيين للخطر وتطمس المساءلة".
إعلانمنظمة "هيومن رايتس ووتش" أدانت أيضا استخدام الجيش الإسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي في حربه على غزة، إذ قالت في تقرير لها نشرته في 10 سبتمبر/أيلول 2024 إن "استخدام إسرائيل للذكاء الاصطناعي في تعقب أهداف هجماته في غزة يلحق أضرارا بالغة بالمدنيين ويثير مخاوف أخلاقية وقانونية خطيرة".
وتابعت أن "الأدوات الرقمية هذه يفترض أنها تعتمد على بيانات خاطئة وتقديرات تقريبية غير دقيقة لتزويد الأعمال العسكرية بالمعلومات بطرق قد تتعارض مع التزامات إسرائيل بموجب القانون الدولي الإنساني، وخاصة قواعد التمييز والحيطة".
أما مديرة هندسة ضمان الذكاء الاصطناعي في معهد الذكاء الاصطناعي بأميركا هايدي خلاف فقالت إنه "نظرا لسجل أنظمة الذكاء الاصطناعي الحافل بمعدلات الخطأ المرتفعة، فإن أتمتة الأهداف بشكل غير دقيق ومتحيز لا يختلف في الواقع عن الاستهداف العشوائي".
كذلك وجهت الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام مارتا بو انتقادات لاستخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي في حربها على قطاع غزة، وقالت إن "الاعتماد المفرط على أنظمة الذكاء الاصطناعي يمنحها تأثيرا كبيرا على القرارات التي يجب على البشر اتخاذها".
وانتقد المحامي السابق في الجيش الإسرائيلي لتال ميمران استخدام برامج الذكاء الاصطناعي في الحرب، فقال "أشعر بالقلق بشأن دقة عملية صنع القرار المدعومة بالذكاء الاصطناعي في ضباب الحرب. هل سيحدث هذا الأمر تغييرا جذريا من حيث الجودة؟ لا أعتقد ذلك".
وقالت كاثرين كونولي الباحثة في مجموعة "ستوب كيلر روبوت" إن أي تغيير في البرمجيات "يمكن أن يجعل أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تصبح شبه مستقلة، بل تصبح مستقلة تماما في اتخاذ القرار".