إذا كانت أمريكا معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك وبمن معك.. الكل في خدمة أحلام نتنياهو، فعلى "بيبي" أن يحلم وعلى الجميع أن يدفع الفاتورة بكل مشتملاتها، العسكرية والاقتصادية والسياسية، وحتى البيئية، المهم أن يرضى "بيبي" ويحقق أحلامه المستمرة منذ أربع سنوات.

المواقع النووية الإيرانية الثلاثة، فوردو ونطنز وأصفهان، التي أعلن ترامب قصفها، كان لها كلفتها، سواء على المستوى العسكري بتحريك القطع البحرية وحاملات الطائرات، أو رفع الاستعدادات في القواعد الأمريكية في الجوار الإيراني، ومن ثم الدفع بالقاذفات العملاقة "B-2" التي حملت قنابل "GBU-57A/B MOP" الخارقة للتحصينات، وهي القنابل التي تفتقر إليها تل أبيب، كما تفتقر للقاذفات التي تستطيع أن تحملها، لكن على كل حال، فإن الضربة لم تتم إلا بتخطيط سري وتنسيق مع الكيان المحتل لفلسطين، وفقا لمسؤول إسرائيلي نقلته عنه القناة 14 العبرية.



وسبق ذلك وعلى مدار أيام، بالتوازي مع الاستعداد الاستخباراتي، استعداد سياسي، تمثل في تصريحات الرئيس الأمريكي عن الأزمة والتهديدات المبطنة تارة والصريحة تارة أخرى، لقادة طهران بأن عليهم الركون لصوت العقل، وأخرى عن وجوب أن يستسلموا لقوة بلاده الغاشمة، لكن الهدف الذي بررت به الإدارة الأمريكية هجومها هذا، هو إجبار إيران على الذهاب إلى مائدة المفاوضات، القارئ للضربات الإسرائيلية منذ اليوم الأول، يستطيع أن يرى اتساقا واضحا بين الأهداف التي تم قصفها والشخصيات التي تم استهدافها وبين تصريحات نتنياهو برغبته تغيير النظام في إيرانبعد أن تفقد مشروعها النووي بالضربات المنتظرة، والتي نُفذت بالفعل فجر الأحد، وبعد الهجوم، أبلغ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف طهران عبر قنوات دبلوماسية بأن العملية انتهت ولا توجد نية لضربات إضافية، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

والقارئ للضربات الإسرائيلية منذ اليوم الأول، يستطيع أن يرى اتساقا واضحا بين الأهداف التي تم قصفها والشخصيات التي تم استهدافها وبين تصريحات نتنياهو برغبته تغيير النظام في إيران، فالقيادات العسكرية من الصف الأول في الحرس الثوري والجيش الإيراني والتهديد باغتيال مرشد إيران، واستهداف مقرات للمخابرات والباسيج والشرطة والإذاعة والتلفزيون، وعدد العملاء الهائل الذين تم القبض عليهم في عدد من المدن الإيرانية والأسلحة والمتفجرات التي كانت بحوزتهم، إنما تشي بأن هناك من تم تحضيره لتولي السلطة بعد سقوط النظام، ويبدو أيضا أن ذلك كان متفقا عليه مع الأمريكيين، لذلك تبرأ منه ترامب في تصريحاته بعد ضرب طائراته للمواقع النووية الثلاثة.

الضربة الأمريكية لها آثار عسكرية على إيران والمنطقة دون ريب، فإن كانت قد أضعفت البرنامج النووي الإيراني، وهو لو صح أنه تعدى هدفه المدني إلى أغراض عسكرية فإن سلاحا ردع في المنطقة قد تم تحييده، وهذا بلا شك جيد لكن، هل هذا جيد أمام سلاح الردع الإسرائيلي، الذي صدرت بحقه عدد من القرارات الأممية سواء من الجمعية العامة أو مجلس الأمن، منذ العام 1980؟ وفي المقابل تلتزم تل أبيب بما يعرف بالغموض النووي، لمراوغة المجتمع الدولي، في حين تُقدر التقارير أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك ما بين 90 و400 رأس نووي، مع القدرة على إطلاقها عبر طائراته وغواصته العاملة، وكذا عبر الصواريخ الباليستية التي يمتلكها.

وفي تصريحات متوقعة، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الضربات الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية أصابت ستة مبان، أربعة منها تضررت في قصف سابق، وأن القصف لم يؤثر على الحالة الإشعاعية في المنطقة، وذلك لأنها لم تكن فيها مواد نووية. وهو تصريح متناقض، لكنه غير مستغرب، فقد كان لنفس هذه الوكالة الدول الأكبر والتبرير الأخلاقي لتدمير العراق وإزالة نظامه ثم احتلاله، قبل تسليمه لإيران، طوعا أو كرها، الضربة الأمريكية حدث غير مسبوق قد يُحدث تحولا جذريا في إيران، بل وفي الشرق الأوسط، وسيُقاس تأثيرها في عقود قادمة؛ بسبب إضعاف قوة طهران الإقليمية، لكن هذه الحالة ستصب في تشكيل الشرق الأوسط الذي تقوده إسرائيل، وهو أحد الأهداف التي يسعى لها نتنياهولكن كانت النتيجة أن العراق بات ضحية عشرين عاما من الفوضى؛ بسبب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومن يدري ماذا أحدثت الضربات الأمريكية فعليا في المواقع النووية الإيرانية، وماذا ستترك من أثر في الإيرانيين وجوارهم الذين إن لم يشاركوا فإنهم متورطون بالسكوت عن تداعيات كانت منتظرة، لكن المهم أن يرضى نتنياهو.

هذه الضربة الأمريكية أحدثت طفرة في أسعار الطاقة، مع اللحظات الأولى لوقوعها، فأمريكا التي ورطت العالم والغرب تحديدا في إشعال الحرب في أوكرانيا، التي انعكست سلبا على أسعار الطاقة، ها هي تعيد الكرة في الخليج لتشتعل أسعار النفط مجددا على حساب الفقراء. وعندما نقرأ تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي حذر من "عواقب دائمة" للخطوة الأمريكية، فإن ذلك يعني احتمال رد عسكري على المصالح الأمريكية، أي أن دول الخليج تنتظر المجهول نتيجة لقرار ترامب، وما يعني أيضا مزيدا من الانفجار لأسعار الطاقة في العالم، لا سيما فيما لو قرر الحوثي إغلاق باب المندب، وقررت إيران إغلاق مضيق هرمز، وبالتالي رفع تكاليف الشحن في العالم، لا سيما وأن طهران كانت قد أعلنت أن أذرعها في المنطقة لن يدخلوا الحرب إلا إذا دخلت أمريكا، ما يعني توسع الحرب وإطالة أمدها، لكن كله يهون من أجل عيون "بيبي".

الضربة الأمريكية حدث غير مسبوق قد يُحدث تحولا جذريا في إيران، بل وفي الشرق الأوسط، وسيُقاس تأثيرها في عقود قادمة؛ بسبب إضعاف قوة طهران الإقليمية، لكن هذه الحالة ستصب في تشكيل الشرق الأوسط الذي تقوده إسرائيل، وهو أحد الأهداف التي يسعى لها نتنياهو منذ سنوات، وتخطط لها أمريكا، ويتماهى معها من طبّع مع الكيان المحتل ومن ينتظر، وما فرطوا تفريطا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء النووية الإيرانية ترامب الأمريكية إسرائيلي إيران إسرائيل النووي أمريكي ترامب قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة تكنولوجيا سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النوویة الإیرانیة الضربة الأمریکیة الأهداف التی الشرق الأوسط فی إیران التی تم

إقرأ أيضاً:

مسيرات الجيش السوداني تسحق متحركات “الدعم السريع” في غرب كردفان

متابعات- تاق برس- نفذت مسيرات الجيش السوداني، صباح اليوم الخميس، ضربة جوية مركزة استهدفت متحركًا كبيرًا لقوات الدعم السريع في المناطق الغربية من محلية أبوزبد بولاية غرب كردفان.

 

وقالت مصادر إن الضربة أسفرت عن تدمير عشرات العربات القتالية وهلاك كامل القوة المهاجمة.

 

وبحسب مصادر عسكرية مطلعة، فقد جرى رصد تحركات القوة المعادية منذ ليل أمس عبر طائرات الاستطلاع قبل أن تدخل المسيّرات القتالية في الساعات الأولى من الفجر وتوجه ضربات دقيقة استهدفت تجمعات العربات قبل أن تتمكن من التمركز.

 

وأكدت المعلومات الميدانية أن الضربة أسفرت عن تفجير ما لا يقل عن 20 عربة قتالية ذات دفع رباعي كانت محملة بالأسلحة والذخائر.

أبو زبدالجيش السودانيالدعم السريع

مقالات مشابهة

  • إيران تستعد لمعركة مصيرية
  • مقتل شخص بضربة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • اعترفت بقتل 11 زوجا لها خلال مسيرتها الزوجية وعقدت على 18 زوجا بالمتعة.. الإيرانية كلثوم أكبري الزوجة الحنونة التي هزت إيران
  • مسيرات الجيش السوداني تسحق متحركات “الدعم السريع” في غرب كردفان
  • لبنان يحذر إيران..تصريحات عراقجي تشعل الغضب في بيروت
  • ماذا نعلم عن الرقيب الذي أطلق النار على خمسة جنود في قاعدة فورت ستيوارت الأمريكية؟
  • إيران تكشف تلقي رسائل أمريكية وتضع شرطًا لـ "إستئناف المفاوضات"
  • ترامب: «إذا حاولت إيران استعادة قدرتها النووية فأمريكا ستعود»
  • هل تغير موقف إيران من أذربيجان وممر زنغزور؟
  • إيران تنفذ الإعدام بحق متخابر للاحتلال.. تسبب باغتيال عالم نووي