في خضم موجة التصعيد الحاد بين إسرائيل وإيران، وردا على الضربة الأمريكية للمفاعلات الإيرانية، ظهر مستجد جديد يتمثل في عريضة شعبية داخل إيران تُطالب حكومة طهران بالانسحاب من «معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية» (NPT)، تمهيدًا للتوجه نحو تسريع السعي نحو البرنامج النووي، ومنحه حرية أكبر بعيدًا عن قيود الرقابة الدولية.

نشرت صفحات إيرانية على وسائل التواصل الاجتماعي (على مواقع X وفيسبوك)، مقاطع تؤكد بدء توقيع عدد كبير من الإيرانيين على هذه العريضة مطالبة الحكومة الرسمية بالتحرك بجرأة وسرعة نحو الانفكاك من المعاهدة، بغرض منح برنامجها النووي الحق في التحرر من أي قيود خارجية، وفقا لصحيفة ذا جارديان البريطانية.

رئيس أركان الاحتلال: رفع وتيرة الضربات الإسرائيلية ضد إيران .. ومستعدون للاستمرار

وفي المقابل، لا تزال هذه المطالب الشعبية في مرحلة «اقتراح»، وتنضوي ضمن تحركات برلمانية أقرتها لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية داخل البرلمان الإيراني. 

إذ يعمل النواب على صياغة مشروع قانون انسحاب، مستندين إلى المادة العاشرة من المعاهدة التي تمنح أي دولة الحق في الانسحاب بعد إشعارٍ مدته 90 يومًا في حالة ما إذا رأت أن «مصالحها العليا في خطر» 
 

كما أكد عباس جولرو، رئيس اللجنة البرلمانية المعنية، أن الانسحاب سيكون ردًا ذا أساس قانوني على الضربات الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية (فوردو، نطنز، أصفهان)، حيث رأى أن ذلك "قد أعطى إيران حقًا مشروعًا للانسحاب" 

وفي الوقت ذاته، نُشرت تصريحات على لسان مسؤولين رسميين مثل سفير وزارة الخارجية الإيرانية والمتحدث باسمها، أكّدوا أنها ليست أكثر من خطوة أولية وأن الحكومة والبرلمان سيتباحثان في الموضوع لاحقًا، مضيفين أن إيران لا تزال متمسكة بمواقفها السابقة التي تعلن أن برنامجها «مدني بالكامل»، وأن فتيتها الدينية الصادرة عن علي خامنئي ترفض الأسلحة النووية بشدة .

وتكررت هذه التهديدات بالفعل في مناسبات سابقة عند تصعيد العلاقات، ويعود سورها إلى أواخر 2020 حين هدّدت إيران بسحب عضويتها إذا وُجه بالبرنامج النووي تهديدات متجددة .

ويُعد انسحاب إيران من المعاهدة خطوة جذرية ذات تداعيات إقليمية ودولية خطيرة، فقدان الضمانات والرقابة الدولية، يغرق البرنامج النووي الإيراني بعيدًا عن إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما قد يثير مخاوف جدية من تحوله نحو إنتاج مواد لصواريخ نووية 

ويرى محللون أن خروج إيران سينذِر بعودة سباق التسلّح النووي، مما قد يضعف من شرعية المعاهدة كأداة دولية لمحاصرة التسلّح النووي .

وتعبر العريضة الشعبية عن غضب وقلق شعبي متزايد، فإن التحوّل إلى أي اتجاه رسمي يتطلب موافقة السلطة التنفيذية والرئاسة. 

تبقى المبادرة الشديدة الخطورة معلّقة بحدود الموازنة بين رغبة ردع الهجوم وحسابات مصير المعاهدة والبرنامج النووي، وسط مسعى دبلوماسي لإغلاق الأزمة قبل أن تتحول إلى كارثة إقليمية أشد تعقيدًا.

طباعة شارك إسرائيل وإيران الضربة الأمريكية إيران معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية البرنامج النووي لجنة الأمن القومي أصفهان نطنز فوردو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل وإيران الضربة الأمريكية إيران معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية البرنامج النووي لجنة الأمن القومي أصفهان نطنز فوردو

إقرأ أيضاً:

غضب في طهران من سياسة أمريكا تجاه بعثة المونديال.. الأزمة تتحول إلى قضية رأي عالمي

في إيران، لم تعد أزمة التأشيرات مجرد مشكلة رياضية تتعلق ببطاقة دخول لحفل القرعة، بل تحولت إلى قضية رأي عام تعكس حالة احتقان سياسي تجاه الولايات المتحدة، الصحف الإيرانية وصفت الموقف الأميركي بأنه "استهداف سياسي للرياضة"، بينما اعتبر مسؤولون حكوميون أن ما يحدث هو "تعدٍ على حقوق المنتخب الوطني".

شاهد الأهداف.. ليفربول يضرب وست هام بثنائية

الرفض الأميركي منح التأشيرات أثار موجة استياء واسعة داخل الشارع الإيراني، خاصة أن المنتخب يُعد أحد الرموز الوطنية التي تحظى بدعم شعبي كبير. وذهب البعض في إيران إلى اعتبار أن واشنطن تريد "إذلال" إيران عبر منع وفدها الرسمي، بينما اعتبر آخرون أن الأمر يستهدف عزل طهران رياضياً.

الحكومة الإيرانية لم تقف مكتوفة الأيدي، إذ أعلنت أنها طلبت رسمياً من الاتحاد الدولي التدخل العاجل، معتبرة أن خضوع حدث بحجم كأس العالم لقوانين هجرة سياسية هو "سابقة خطيرة" قد تهدد مستقبل البطولات الدولية. المتحدث باسم الاتحاد الإيراني أكد أن بلاده قد تضطر لاتخاذ خطوات تصعيدية قد تشمل رفع شكوى رسمية ضد الولايات المتحدة.

وسائل الإعلام الإيرانية بدأت تربط بين القرار الأميركي وبين مواقف سياسية سابقة، خاصة أن قرار الحظر الجديد جاء في عهد ترامب المعروف بمواقفه المتشددة تجاه طهران. 

كما اعتبر بعض القادة في إيران أن عدم إصدار فيفا لبيان واضح حتى الآن يعكس "ضغطاً أميركياً غير معلن" على المنظمات الرياضية.

وفي الشارع الإيراني، باتت المخاوف تتوسع من إمكانية استبعاد المنتخب من المونديال، وهو ما سيثير جدلاً واسعاً داخل البلاد، خصوصاً بين الجماهير التي تعتبر بطولة كأس العالم فرصة لإظهار الهوية الوطنية.

ومع استمرار الأزمة، تبقى إيران مصرّة على موقفها: لن تشارك في أي نشاط من أنشطة المونديال داخل الولايات المتحدة دون ضمانات رسمية تضمن احترام وفدها. فهل يتحرك الفيفا قبل أن تتحول الأزمة إلى صدام دبلوماسي مفتوح؟

مقالات مشابهة

  • نقل طالب للمستشفى إثر ابتلاعه لبيسة قلم بالفيوم
  • هل تندلع مواجهة جديدة بين إيران و”إسرائيل”؟
  • الخارجية الإيرانية: طهران تركز على استغلال حقها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي
  • غضب في طهران من سياسة أمريكا تجاه بعثة المونديال.. الأزمة تتحول إلى قضية رأي عالمي
  • إيران وتركيا تبحثان تعزيز التنسيق الإقليمي.. ودعوات لوحدة الموقف الإسلامي
  • الرواتب تصل إلى 45 ألف جنيه.. شروط وظائف مشروع الضبعة النووية 2025
  • إيران: ندعو دول المنطقة لوقف توسع “إسرائيل” ومستعدون لتعزيز التعاون الاقتصادي مع تركيا
  • إسرائيل تضع الموعد النهائي لتوجيه ضرباتها القادمة إلى إيران
  • العثور على جثة طالب بكلية الطب بجامعة دمنهور داخل منزله بالبحيرة
  • مشاهد غير مألوفة في قلب طهران.. هل يقف الحجاب في إيران على عتبة تحوّل كبير؟