عريضة شعبية داخل إيران تُطالب حكومة طهران بالانسحاب من «معاهدة النووي»
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
في خضم موجة التصعيد الحاد بين إسرائيل وإيران، وردا على الضربة الأمريكية للمفاعلات الإيرانية، ظهر مستجد جديد يتمثل في عريضة شعبية داخل إيران تُطالب حكومة طهران بالانسحاب من «معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية» (NPT)، تمهيدًا للتوجه نحو تسريع السعي نحو البرنامج النووي، ومنحه حرية أكبر بعيدًا عن قيود الرقابة الدولية.
نشرت صفحات إيرانية على وسائل التواصل الاجتماعي (على مواقع X وفيسبوك)، مقاطع تؤكد بدء توقيع عدد كبير من الإيرانيين على هذه العريضة مطالبة الحكومة الرسمية بالتحرك بجرأة وسرعة نحو الانفكاك من المعاهدة، بغرض منح برنامجها النووي الحق في التحرر من أي قيود خارجية، وفقا لصحيفة ذا جارديان البريطانية.
رئيس أركان الاحتلال: رفع وتيرة الضربات الإسرائيلية ضد إيران .. ومستعدون للاستمرار
وفي المقابل، لا تزال هذه المطالب الشعبية في مرحلة «اقتراح»، وتنضوي ضمن تحركات برلمانية أقرتها لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية داخل البرلمان الإيراني.
إذ يعمل النواب على صياغة مشروع قانون انسحاب، مستندين إلى المادة العاشرة من المعاهدة التي تمنح أي دولة الحق في الانسحاب بعد إشعارٍ مدته 90 يومًا في حالة ما إذا رأت أن «مصالحها العليا في خطر»
كما أكد عباس جولرو، رئيس اللجنة البرلمانية المعنية، أن الانسحاب سيكون ردًا ذا أساس قانوني على الضربات الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية (فوردو، نطنز، أصفهان)، حيث رأى أن ذلك "قد أعطى إيران حقًا مشروعًا للانسحاب"
وفي الوقت ذاته، نُشرت تصريحات على لسان مسؤولين رسميين مثل سفير وزارة الخارجية الإيرانية والمتحدث باسمها، أكّدوا أنها ليست أكثر من خطوة أولية وأن الحكومة والبرلمان سيتباحثان في الموضوع لاحقًا، مضيفين أن إيران لا تزال متمسكة بمواقفها السابقة التي تعلن أن برنامجها «مدني بالكامل»، وأن فتيتها الدينية الصادرة عن علي خامنئي ترفض الأسلحة النووية بشدة .
وتكررت هذه التهديدات بالفعل في مناسبات سابقة عند تصعيد العلاقات، ويعود سورها إلى أواخر 2020 حين هدّدت إيران بسحب عضويتها إذا وُجه بالبرنامج النووي تهديدات متجددة .
ويُعد انسحاب إيران من المعاهدة خطوة جذرية ذات تداعيات إقليمية ودولية خطيرة، فقدان الضمانات والرقابة الدولية، يغرق البرنامج النووي الإيراني بعيدًا عن إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما قد يثير مخاوف جدية من تحوله نحو إنتاج مواد لصواريخ نووية
ويرى محللون أن خروج إيران سينذِر بعودة سباق التسلّح النووي، مما قد يضعف من شرعية المعاهدة كأداة دولية لمحاصرة التسلّح النووي .
وتعبر العريضة الشعبية عن غضب وقلق شعبي متزايد، فإن التحوّل إلى أي اتجاه رسمي يتطلب موافقة السلطة التنفيذية والرئاسة.
تبقى المبادرة الشديدة الخطورة معلّقة بحدود الموازنة بين رغبة ردع الهجوم وحسابات مصير المعاهدة والبرنامج النووي، وسط مسعى دبلوماسي لإغلاق الأزمة قبل أن تتحول إلى كارثة إقليمية أشد تعقيدًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل وإيران الضربة الأمريكية إيران معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية البرنامج النووي لجنة الأمن القومي أصفهان نطنز فوردو
إقرأ أيضاً:
ترامب: «إذا حاولت إيران استعادة قدرتها النووية فأمريكا ستعود»
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، أن الولايات المتحدة قد تضرب إيران مرة أخرى إذا حاولت طهران استعادة برنامجها النووي.
وقال ترامب خلال تصريحات للصحفيين: «لقد أوقفنا الحروب في الشرق الأوسط بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية».
وأضاف: «قد يقولون إنهم سيبدأون من جديد، لكن هذه ستكون خطوة خطيرة جداً بالنسبة لهم لأننا سنعود»، مؤكدا أنه «بمجرد أن يبدأوا، سنعود.وأعتقد أنهم يدركون ذلك».
يذكر أن إسرائيل شنت عملية عسكرية ضد إيران ليل 13 يونيو، وردت إيران بهجوم مضاد في غضون 24 ساعة. دخلت الولايات المتحدة الصراع بعد تسعة أيام من التصعيد، حيث ضربت منشآت نووية إيرانية في فردو ونطنز وأصفهان.
وفي مساء 23 يونيو، هاجمت إيران قاعدة العيديد الجوية الأمريكية في قطر، الأكبر في الشرق الأوسط. بعد ذلك أعلن ترامب أن إسرائيل وإيران وافقتا على هدنة دخلت حيز التنفيذ في 24 يونيو.
اقرأ أيضاًترامب: أريد سحب الولايات المتحدة من النزاع الأوكرانى.. هذه ليست حربى
ترامب يتوعد الهند بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية بسبب النفط الروسي
ترامب يؤكد وجود غواصات نووية بالقرب من روسيا