الخليج الجديد:
2025-06-18@05:42:22 GMT

الضفة: من يكتب سطر المواجهة المقبلة الأخير؟

تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT

الضفة: من يكتب سطر المواجهة المقبلة الأخير؟

من يكتب السطر الأخير بالمواجهة المقبلة بالضفة؟

هل تصح التقديرات الإسرائيلية؟ وهل فعلاً اتساع دائرة الاشتباك هو هدف المقاومة؟

السطر الأخير من المواجهة المقبلة لم يكتب بعد، ويحتاج قادة الكيان الإقدام على خطوتهم الاخيرة لاستعادة السيطرة على الضفة الغربية والعودة الى الوراء.

هل يتعلق الأمر بهدف تعميق وتكريس المقاومة نهجا بالضفة؟ فإسرائيل في بحثها عن نصر تكتيكي تتجاهل بمحض إرادتها النتائج الاستراتيجية للمواجهة المقبلة؟

* * *

في افتتاحية جلسة حكومته الأسبوعية اليوم الاحد هدد نتنياهو باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري في مقر اقامته في بيروت؛ ردا على تصريحاته التي اطلقها خلال لقائه الخاص على فضائية الاقصى التابعة لحركة حماس، والتي تحدث فيها عن ضرورات دعم المقاومة في الضفة الغربية في رد واضح على المؤشرات التي تؤكد نية الاحتلال استهدافه.

تهديدات نتنياهو جاءت بعد أيام من انعقاد الحكومة الأمنية الاسرائيلية المصغرة (الكابينت) الإثنين 21 أغسطس الحالي الذي ناقش إمكانية العودة لسياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة في الضفة الغربية، وخارج فلسطين المحتلة.

وإن ادى ذلك لمواجهة واسعة تشمل لبنان وسوريا، مبرراً ذلك بتصاعد المقاومة في الضفة الغربية التي تم تأكيدها في عمليتي حوارة والخليل اللتين تبنتهما حماس الاسبوع الفائت.

القرار الاسرائيلي بنقل العمليات الى الخارج اتخذ مسبقا، وبموافقة من المؤسسة العسكرية التي يقودها وزير الامن يؤاف غالانت ورئيس الاركان هرتسي هليفي الى جانب رئيس الشاباك والموساد، وقبل اشهر من المقابلة الخاصة التي أجراها صالح العاروري على فضائية الاقصى، وهو قرار يشبه قرار اجتياح مخيم جنين الذي اتخذ قبل 6 اشهر من العملية.

قرار يسعى غالانت لتهيئة مراكز القرار في أميركا ومن ثم أوروبا له بجولة بدأها في الولايات المتحدة، ولا يتوقع ان تقتصر على المسؤولين الاميريكيين؛ فالعملية كبيرة ويخشى ان تقود الى مواجهة واسعة تمتد الى لبنان وسوريا، وهو ما يسعى غالانت -غالبا- لتبديده عبر إقناع نظرائه في أميركا بصعوبة حدوثه؛ لأن حزب الله، في تقدير غالانت، لن يتورط في حرب واسعة، وسيقتصر الرد من لبنان على الفصائل الفلسطينية في حال نجاح عملية الاغتيال الإرهابية المرتقبة.

العملية الاسرائيلية المرتقبة في لبنان ضد صالح العاروري تتخذ يوماً بعد الآخر ملامح عملية "خليج الخنازير الامريكية" الفاشلة لغزو كوبا في اذار/ مارس من العام 1960، والتي هدفت لإسقاط الزعيم الكوبي فيدل كاسترو.

إذ سبقها احتفاء اعلامي بالعملية وتفاصيلها قبل حدوثها، بل تم تحديد موعد الهجوم عبر وسائل الإعلام الأميركية لتنتهي بفشل ذريع وانتكاسة كبرى للولايات المتحدة في حديقتها الخلفية بأميركا الوسطى والجنوبية، منهية عقوداً من الهيمنة والتفرد الامريكي في المنطقة الكاريبية.

التحضيرات الاسرائيلية والاستعدادات الفلسطينية للمواجهة لا تتساوى من حيث القدرات والإمكانات بالكيان الصهيوني المحتل المدجج بالسلاح والتكنولوجيا، غير أن المعركة المرتقبة ستعيد تأكيد نهج المقاومة، ومكانة حماس في الساحة الفلسطينية والاقليم، معززة حضورها، مقدمة قوة دفع قوية لمسار المقاومة في الضفة الغربية.

وهي عناصر يصعب حسابها وتقديرها إستراتيجياً إذا ما قيست بالتقديرات الاسرائيلية التكتيكية التي تهدف لتهدئة المجمع الاستيطاني القلق من تصاعد المقاومة، وعجز حكومته عن وقفها، خصوصاً في الضفة الغربية، فضلاً عن بحث قادة الأمن عن استعادة زمام المبادرة، ورفع معنويات الجنود وجاهزيتهم.

المعركة مع الاحتلال مقبلة وشبه حتمية، والاستعدادات لها تقترب من نهايتها؛ إذ لم يبق من الاستعدادات سوى تحديد ساعة الصفر، معركة يتوقع أن تنقل الضفة الغربية والاقليم الى مستوى جديد من المواجهة مع الاحتلال، وهي الهواجس التي يحاول قادة الاحتلال تجاوزها من خلال توجيه رسائل بمحدودية العملية العسكرية المتوقعة، مقابل سعة تأثيرها في تحقيق الردع رغم اقتصارها على حركة حماس.

فهل تصح التقديرات الإسرائيلية؟ وهل فعلاً اتساع دائرة الاشتباك هو هدف المقاومة أم أن الأمر يتعلق بهدف آخر يتمثل بتعميق وتكريس المقاومة كنهج في الضفة الغربية؛ فإسرائيل في بحثها عن نصر تكتيكي تتجاهل بمحض إرادتها النتائج الاستراتيجية للمواجهة المقبلة؟

في الختام.. السطر الأخير من المواجهة المرتقبة لم يكتب بعد، ويحتاج من قادة الكيان الإقدام على خطوتهم الاخيرة لاستعادة السيطرة على الضفة الغربية على أمل العودة الى الوراء حيث كان ايتمار بن غفير وزوجته يتنقلان في الاراضي المحتلة دون إزعاج او خوف يماثل الذي تسببوا فيه للفلسطينيين في الضفة طوال 57 عام الماضية.

*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين المقاومة إسرائيل حماس قادة المقاومة الضفة الغربية تهديدات نتنياهو صالح العاروري الكيان الصهيوني المقاومة فی الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

محمد محمود عبدالوهاب يكتب: سياقات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران … تقديرات مراكز الفكر ووسائل الإعلام الغربية

 

 

عقب مكالمة ترامب ونتنياهو الأسبوع الماضي أجري الرئيس الأمريكي مؤتمرًا صحفيًا،  جاء فيه إنه ناقش مع نتنياهو موضوع ايران والكثير من الأمور الاخري، وأنه يأمل في التوصل لاتفاق مع ايران وهذا قد لا يتحقق، وأنهي حديثه بعبارة ( سنعرف قريبًا )، وذكر موقع هآرتس الإليكتروني- في اليوم ذاته- أن إسرائيل تقوم بدفع استعداداتها لمهاجمة إيران، وكذلك علي مستوي الدفاع من رد محتمل علي هجومها، وأشار تقرير هارتس أن مسئولين أمنيين إسرائييليين يعقدون لقاءات بشأن ذلك مع نظرائهم الأمريكيين، وبصرف النظر عن تفاعل طهران مع حالة التأهب التى سبقت توجيه الضربة، لم تكن آراء الباحثين الأمنيين الإسرائيليين خفية علي أحد أن احتمال توجيه ضربة لإيران بات أكبر من نجاح المفاوضات النووية الجارية مع واشنطن، خصوصًا مع تصاعد التهديد الإيراني وغياب الثقة في نتائج الحوار.


وتفاعلًا مع الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة لبنية القرار السياسي والعسكري فى إيران، يشير تقرير صادر عن صحيفة "نيويورك تايمز" إلي تباعد التقديرات الإستراتيجية بين طهران وتل أبيب، وأن الأخيرة قد تمكنت من تمرير إشارات خداع إستراتيجي وأنه علي الرغم من إستعداد القادة الإيرانيون منذ أكثر من أسبوع للهجوم الإسرائيلي فى حال فشل المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، إلا إنهم لم يتوقعوا أن تبادر إسرائيل بالضربة قبل الجولة السادسة من المفاوضات النووية فى عُمان، وأن القادة العسكريين الإيرانيين اعتبروا التقارير التي تحدثت عن هجوم وشيك مجرد دعاية إسرائيلية تهدف إلى الضغط على إيران لتقديم تنازلات في برنامجها النووي، من ثم لم يتوجه قادة عسكريون بارزون إلى الملاجئ الآمنة ليلة الهجوم الإسرائيلي، بل بقوا فى منازلهم، بسبب اعتقادهم أن الهجوم الإسرائيلي سيكون بعد جولة المفاوضات النووية، واعتبرت طهران أن الاتفاق المنتظر دون ضمانات بمثابة مخاطرة استراتيجية، نظرًا لسابق إنسحاب ترامب من اتفاق ٢٠١٥ ؛

وإذا نظرنا للسياق الذي مهد للهجوم الحالي، نجد أن إسرائيل نفذت أكثر من 100 غارة داخل إيران خلال عام، واستهدفت مصانع صواريخ ورادارات، وتضمنت استخدام سلاح الجو «إف-35»، والبحرية، والصواريخ بعيدة المدى، مما يعكس مستوى جاهزية مرتفع لضربة متعددة الأذرع. كما يلاحظ أن الضربات الجديدة تمت على الرغم من استمرار المفاوضات، وتواكبت مع تقرير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية يوجّه إنتقادات مباشرة لإيران بأنها لم تلتزم بالتعهدات، وهو أمر يُنظر إليه على أنه تهيئة للضربات الإسرائيلية ؛


هذا، وقد نشر المجلس الأطلسي ( مؤسسة بحثية غير حكومية تأسست ١٩٦١ ) تقريرًا يحمل عنوان "الضربة الإسرائيلية على إيران: تحول أمني وجوي-سياسي محفوف بالمخاطر "، وتطرق إلى تجاوز إسرائيل المحظورات السابقة عبر استهداف منشآت نووية داخل إيران، مما يشير إلى تحوّل فى العقيدة الأمنية (عقيدة بيجين) ويضع المنطقة على مسار تصعيد غير مسبوق، وأن الهجوم الإسرائيلي يمثل ضربة قاضية لمفاوضات واشنطن-طهران فى مسقط، الأمر الذى يُغلق باب التسوية السلمية ويدفع باتجاه عسكرة النزاع. وأكد التقرير على أن رد إيران عبر الحرس الثوري أو وكلائها فى المنطقة، يهدد بتوسيع رقعة الصراع وتعطيل الاستقرار الإقليمي، أخذًا فى الإعتبار التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز؛

وعلى الرغم من شواهد التنسيق المعلن والمستتر، فإن واضع تقرير المجلس الأطلسي يري أن تنامي الفجوة بين «أمريكا أولًا» و«إسرائيل أولًا» يضعف التنسيق الإستراتيجي ويثير خلافات حول مستقبل الدور الأمريكي فى المنطقة، مما يهدد العلاقات الثنائية ويقوّض مفاوضات المساعدات العسكرية المستقبلية، ويمكن وصف تلك التقديرات بأن به قدر من المبالغة لأن الساسة الإسرائيليين - بصرف النظر عن شكل الحكومة - يعلموا جيدًا كيفية توظيف الأدوات التي تتيح لتل أبيب استمالة واشنطن إلى صفها، مهما قد يبدو من عدم توافق فى المواقف الرسمية المعلنة ( خلال لقاء ترامب ونتنياهو الأخير فى واشنطن إبريل الماضي ) والمداخلة الهاتفية لترامب مع وكالة "رويترز" قبل يومين تكشف عن تبدل المواقف الأمريكية تبعًا للمصلحة التي تتحقق من وراء خيارات التهدئة أو التصعيد، وأشار ترامب أنه ليس قلقًا من اندلاع حرب إقليمية نتيجة للهجوم الإسرائيلي على إيران التى تعرضّت لضربة مدمرة وليس من الواضح ما إذا كانت لا تزال إيران تمتلك برنامجًا نوويًّا، وإستفاض فى تقديم مبررات للهجوم وأن هدف إسرائيل النهائي هو ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًّا، مؤكدًا على أنه لم يفت الأوان بعد بالنسبة لإيران لإبرام اتفاق؛


فى سياقٍ موازٍ، وردت فى تغطية وكالة "فوكس نيوز " لمستجدات التصعيد إشارات توحي بأن إدارة ترامب كانت علي علم مسبق بالضربات الإسرائيلية، فى المقابل نشرت "فورين بوليسي " تقريرًا مهمًا يحمل عنوان  " إسرائيل إتخذت قرارًا أحاديًا يخلط أوراق الدبلوماسية النووية " ويتطرق إلى إستهداف إسرائيل لمنشآت نووية وعسكرية وشخصيات قيادية في طهران، فى محاولة لمنع إيران من الوصول إلى «العتبة النووية» في المدى القريب، وأشار التقرير  أن الضربة جاءت رغم تحذير «ترامب» لـ«نتنياهو» بعدم التصعيد خلال الحوار النووي الجاري في سلطنة عمان، مما يهدد بانهيار المسار الدبلوماسي، وأنه رغم نفي أي تورط، اتخذت الإدارة الأمريكية إجراءات احترازية مثل إجلاء دبلوماسيين ونقل موظفين، ما يُرجّح علمها بالهجوم ويعقد مصداقية النفي الأمريكي، وأوضح واضع التقرير أن تقديرات الخبراء تؤكد أن طهران ستعتبر الهجوم إسرائيليًا-أمريكيًا مشتركًا، ما يزيد من احتمالات الرد العسكري المباشر أو عبر الوكلاء، ويهدد أمن القوات الأمريكية فى المنطقة؛

كما تناولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى التداعيات الاقتصادية الدولية والإقليمية وأبرزها ارتفاع سعر برميل خام برنت 7.54%، والعقود الآجلة لشحن النفط 15%، وأسعار التأمين على الشحن الجوي والبحري فى منطقة الخليج 20%، نتيجة استمرار التصعيد، وكذلك توقف ضخ الغاز الإسرائيلي إلى مصر والأردن بعد تعليق العمل فى عدد من حقول شرق المتوسط خشية استهدافها من جانب إيران. وركزت أيضًا على خسارة بعض الأسواق الإقليمية أكثر من 3% من قيمتها السوقية مع تراجع في قيمة الأسهم الأمريكية، وسط زيادة الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية؛


وفى خضم الضربات التى تشنها إسرائيل على طهران وتبريز وبندر عباس، تشير استنتاجات لمراكز دراسات استراتيجية إلى إحتمالات توجّه إيران نحو توسيع بنك الأهداف الإسرائيلية ورفع سقف الردع، مع التهديد بتوسيع رقعة الصراع إقليميًا ودوليًا، واتخاذ إجراءات تصعيدية في الملف النووي، وربما يتحول الصراع إلى مواجهة كبرى متعددة الجبهات في حال انخراط أطراف دولية بشكل مباشر، ما قد ينعكس على ترتيب توازنات المنطقة واستقرار الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد.

مقالات مشابهة

  • محمد محمود عبدالوهاب يكتب: سياقات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران … تقديرات مراكز الفكر ووسائل الإعلام الغربية
  • ما هي انعكاسات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية على غزة؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية اليوم
  • من بينهم امرأة وأسرى سابقون.. الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • محمد عبد الجواد يكتب: وضاقت عليهم الأرض بما رحبت !!
  • بالتزامن مع التصعيد ضد طهران.. الاحتلال يشدد الإجراءات في الضفة الغربية
  • من غزة إلى طهران.. كيف مهّدت إسرائيل لهجومها على إيران؟
  • بالتزامن مع "هجوم إيران".. ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
  • بحملة مداهمات تخللها اعتداءات على ممتلكاتهم.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 37 فلسطينيًا من الضفة الغربية