تقرير حقوقي: الحوثيون مسؤولون عن 97% من وفيات التعذيب في اليمن
تاريخ النشر: 27th, June 2025 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
اتهم تقرير صادر عن منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان جماعة الحوثي بالمسؤولية عن الغالبية الساحقة من حالات التعذيب المفضي إلى الوفاة داخل السجون ومراكز الاحتجاز في اليمن، خلال الفترة من 2014 حتى نهاية 2024.
وكشف التقرير عن توثيق 1781 حالة تعذيب وسوء معاملة، بينها 324 حالة وفاة، محمّلًا الحوثيين مسؤولية 97% من تلك الوفيات، ضمن ما وصفه بممارسات “ممنهجة وواسعة النطاق” في 727 موقع احتجاز بمختلف المحافظات.
وأشار التقرير إلى أن من بين ضحايا التعذيب 61 طفلاً و31 امرأة، في حين شملت الوفيات الناجمة عن التعذيب أو الإهمال الطبي 12 طفلاً وامرأتين، مؤكدة أن جماعة الحوثي مسؤولة عن الغالبية الساحقة من تلك الانتهاكات، بما في ذلك 97% من حالات الوفاة داخل مراكز الاحتجاز.
واحتلت العاصمة صنعاء صدارة المحافظات من حيث عدد حالات التعذيب والوفيات، تلتها محافظتا الحديدة وإب، ما يعكس حجم الانتهاكات في مناطق سيطرة الحوثيين، حسب وصف المنظمة.
في السياق، عبّرت رايتس رادار عن قلقها العميق من استمرار إخفاء السياسي محمد قحطان قسرياً، رغم مرور أكثر من عقد على اعتقاله، مشيرة إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2216 كان قد طالب بالإفراج الفوري عنه، وهو ما لم يتم، خلافًا لقيادات أخرى شملها القرار وتم إطلاق سراحها.
واتهمت المنظمة جماعة الحوثي باستخدام قضية قحطان كورقة للمساومة السياسية، وسط تعتيم تام على وضعه الصحي ومكان احتجازه.
ودعت رايتس رادار في ختام بيانها كافة أطراف الصراع في اليمن إلى التوقف الفوري عن ممارسة التعذيب والانتهاكات بحق المعتقلين، مطالبة الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، هانز غروندبرغ، بزيارة السجون، لاسيما في مناطق سيطرة الحوثيين، والاطلاع على أوضاع المحتجزين وتوفير الدعم الإنساني والطبي والنفسي اللازم لهم.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التعذيب الحوثيون اليمن انتهاكات سجون الحوثي
إقرأ أيضاً:
ألمانيا: اليمن بحاجة لحكومة قوية وموحدة وعلى الحوثيين مراجعة أنفسهم
أكد السفير الألماني توماس شنايدر، أن اليمن بحاجة إلى حكومة قوية وموجدة، بعيدة عن الخلافات التي تؤثر على مسارها، في الوقت الذي دعا الحوثيين لمراجعة أنفسهم والشراكة في عملية السلام بدلا من مواصلة الصراع والإنقسام في البلاد الغارقة بالحرب منذ أكثر من 10 سنوات.
وقال السفير شنايدر، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط: «اليمن بحاجة إلى حكومة قوية وموحّدة، كما أن المجتمع الدولي يحتاج إلى شريك يمني فاعل يمكن الاعتماد عليه»، داعياً الأطراف اليمنية إلى مناقشة خلافاتهم الداخلية والتوصّل إلى تسويات وتوافقات تُمكّنهم من التحرك بشكلٍ مشترك وفعّال.
وأضاف: «من المهم أن يتأكد اليمنيون من أن جميع الأطراف الفاعلة تسير وفق رؤية واحدة، وتنسّق مواقفها، وتتوصل إلى موقف مشترك، لأن ذلك يصبّ في مصلحة الشعب اليمني أولاً، ويسهّل التعامل مع المجتمع الدولي ثانياً».
وتابع: «نحن نشجّع أصدقاءنا في اليمن على مناقشة خلافاتهم الداخلية والتوصل إلى تسويات وتوافقات تسمح لهم بالتحرك بشكل مشترك وفعّال، فذلك ضروري لليمن ولشركائه على حد سواء».
وأوضح أن برلين تتعامل مع الملف اليمني من منظورٍ شاملٍ يراعي خصوصية المنطقة، ويركّز على مساعدة اليمنيين في إيجاد السبل الكفيلة بالمضي قدماً نحو استقرار بلادهم ونهوضها.
وعن الأوضاع في اليمن خلال السنوات العشر الماضي، قال شنايدر: «للأسف شهدنا عسكرة الصراع، وسيطرة الجماعات المسلحة على مساحات واسعة من البلاد، وهذا وضع يجب تجاوزه سريعاً. على جميع أصحاب المسؤولية في اليمن أن يعملوا على إنهاء العنف واللجوء إلى الحوار لإيجاد حلّ سلمي للأزمة، بيد أنه لا يبدو في الوقت الحالي أن الحوثيين يساهمون في هذا الاتجاه».
وأضاف: «نحن قلقون للغاية من هجمات الحوثيين على الملاحة المدنية في البحر الأحمر، إذ يُستهدف مدنيون وعمال على متن السفن، وهذا أمر غير مقبول إطلاقاً، كما شهدنا احتجاز موظفين تابعين للأمم المتحدة، وهو تصرّف نُدينه بشدة، لأن موظفي الأمم المتحدة موجودون لخدمة الشعب اليمني، وهم يمثلون المجتمع الدولي، ومن يرتكب مثل هذه الأفعال يجب أن يسأل نفسه؛ إلى أي مدى يمكن اعتباره شريكاً في تحقيق السلام؟».
ودعا السفير الألماني الحوثيين إلى أن «يراجعوا أنفسهم فيما إذا كانوا يريدون أن يكونوا شركاء في السلام أم الاستمرار في طريق الصراع والانقسام». وتابع: «وزير خارجيتنا أوضح ذلك قبل أيام في الكويت، عندما أكّد أننا لا نقبل الطريقة التي يتصرف بها الحوثيون، وندعو الجميع في اليمن إلى بذل جهد إضافي وإثبات استعدادهم الفعلي لتسوية سلمية للأزمة».
وأكّد السفير الألماني أن المملكة دولة محورية ورائدة في العالمين العربي والإسلامي، وأن ما تقوله بشأن اليمن مهم جداً بالنسبة لألمانيا، مضيفاً: «لا يمكن التوصل إلى حلّ للأزمة اليمنية من دون السعودية».
وتعتقد برلين، بحسب السفير، أن على طهران التصّرف بما لا يشكّل تهديداً لجيرانها أو للمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن إيران «إن كانت جادة في سعيها لتعزيز الاستقرار الإقليمي، فإن اليمن يمثّل الاختبار الحقيقي لإثبات حسن نيتها».