من التشتت إلى الثقة المفقودة: صراع الديمقراطي والاتحاد على رئاسة العراق يعمق الانقسام
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
7 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: يستمر الخلاف بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، في تعميق الشقوق داخل المكون الكردي، مما يعيق أي تقدم نحو تشكيل حكومة اتحادية مستقرة في بغداد.
وبعد أكثر من عام على الانتخابات البرلمانية المبكرة في أكتوبر 2021، يظل الإقليم الكردي مشلولاً سياسياً، حيث يتردد صدى هذه الخلافات في تأخير تشكيل حكومة الإقليم نفسها، ويثير مخاوف من تفاقم الانقسامات التي قد تهدد الوحدة الكردية المفترضة.
ومع ذلك، يبرز غياب أي اتفاق ملموس على مرشح موحد لمنصب رئاسة الجمهورية كأبرز عقبة أمام هذه المفاوضات، إذ يعكس ذلك عمق التوترات الداخلية التي تفوق الضغوط الخارجية من بغداد أو الإقليمين المجاورين.
في حين يرى مراقبون أن هذا الفراغ يمنح فرصة للقوى السنية للضغط على إعادة توزيع المناصب السيادية، يظل الكرد متمسكين بهذا المنصب كضمانة دستورية أساسية، مستذكرين كيف ساهم في تعزيز نفوذهم منذ 2005.
في الوقت نفسه، تسود حالة من التشتت وعدم الثقة بين الأحزاب الكردية الساعية للتوافق، حيث يلعب الجدل بين مبدأي التوافقية والأغلبية دوراً حاسماً في إطالة الأزمة. ينحاز الاتحاد الوطني إلى الإطار التنسيقي الشيعي لتعزيز التوازنات، بينما يميل الحزب الديمقراطي نحو تحالف الأغلبية الوطنية، مما يعزز الشكوك المتبادلة ويحول دون بناء جسر ثقة يمهد لقرارات مشتركة.
بالإضافة إلى ذلك، يصعب اختيار شخصية توافقية لمنصب رئيس الجمهورية بسبب طمع كل حزب بالمنصب، الذي يُنظر إليه كرمز للنفوذ الإقليمي والحماية السياسية.
ويدفع هذا التنافس إلى سيناريوهات متطرفة، مثل التمسك بمرشحين منفصلين دون مرونة كافية، مما يهدد بفقدان المنصب كلياً إذا استمرت الدائرة المفرغة.
من جهة أخرى، يشهد مقترحات عقد اجتماعات رفيعة المستوى بين الأحزاب الكردية انهياراً متكرراً، إذ فشلت أكثر من 15 جلسة مباشرة في الوصول إلى تفاهمات ملموسة.
ويعود هذا الفشل جزئياً إلى تأثير الانتخابات الإقليمية الأخيرة، التي أفرزت حصصاً غير متوازنة، وجزئياً إلى تداخل الملفات الأمنية والاقتصادية مع السياسية، مما يجعل أي لقاء ينتهي بتصريحات هجومية بدلاً من اتفاقات.
أما الحزب الديمقراطي الكردستاني، فيتمسك هذه المرة بحق الحصول على منصب رئاسة الجمهورية، مستنداً إلى أعلى عدد من المقاعد النيابية في الإقليم خلال الانتخابات الأخيرة.
ويرى قادة الحزب أن هذا الاستحقاق ليس مجرد مكسب انتخابي، بل خط دفاعي أمام الضغوط السنية المتزايدة لإعادة المنصب إلى أصله، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى المشهد السياسي العراقي المتوتر.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
أمانة بغداد تتقدم: خطوات ملموسة في شوارع العاصمة والبنية التحتية
6 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: يرصد العراقيون باهتمام أخر إنجازات أمانة بغداد خلال الأسابيع الأخيرة، في إطار حملتها الواسعة لتطوير البنى التحتية وتحسين الواقع الخدمي.
ففي بداية مدينة الشعب، تم استكمال مشروع إعادة تأهيل شارع أبو القاسم الشابي بين جسر البنوك وتقاطع حي أور، ضمن جهود دائرة بلدية الشعب.
وقد شملت الأعمال تعبيد الطريق، تحسين الأرصفة، وترتيب المظهر العام للشارع، ما أعاد للمنطقة جزءاً من جاذبيتها ويخفف من مشقة التنقل اليومية لسكانها.
ويتناغم هذا الإنجاز مع مشاريع أخرى تُنفّذ في إطار حملة “بغداد أجمل” التي تستهدف تحسين شبكة الطرق في مناطق مكتظة كالشعب.
وبالموازاة، استجابت دائرة بلدية مركز الرصافة لمطالب سكان شارع فلسطين، عبر حملة واسعة لإزالة التجاوزات والتشوهات التي أثّرت على انسيابية الطريق والمشهد الحضري. وبعد استنفاد الاجراءات القانونية وتوجيه إنذارات رسمية للمتجاوزين، شرعت البلدية برفع المخالفات وأتبعتها مباشرة بأعمال غسل وتنظيف شاملة، لتعيد للشارع مظهره اللائق وتُحسّن من بيئة العيش في المنطقة.
وعلى صعيد البنية التحتية للصرف الصحي، بدأت دائرة مجاري بغداد تنفيذ مشروع لترميم خط المجاري الرئيس في الغزالية عبر حفر أنفاق تأهيلية. يهدف المشروع إلى تحديث خط قديم وإنشاء امتداد لخدمة مناطق الشعلة والغزالية والخضراء والبكرية والفروسية وصولاً إلى تقاطع العامرية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود بلدية بغداد لتحسين تصريف المياه، والتقليل من مخاطر الفيضانات التي عانت منها العاصمة في مواسم الأمطار. هذه الجهود تتماشى مع اعتماد أنظمة تشغيل متقدمة مثل SCADA لإدارة محطات الصرف ومواجهة موجات الأمطار بقوة وكفاءة.
هذه المبادرات تعبّر عن إرادة فعلية لتدارك المشاكل المتراكمة، وتعكس وعياً لدى الأجهزة المعنية بضرورة إصلاح ما أفسدته سنوات من الإهمال.
و هذه المشاريع، وفق مراقبين، تشكل نقطة تحول على مستوى الخدمات الحضرية في بغداد، وإن استمرارية مثل هذه الجهود وضرورة مراجعة الأوضاع في باقي الأحياء مكتظة بالسكان قد يُحدث فارقاً ملموساً في حياة المواطنين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts