قصص كفاحهن انتهت بالجنة.. حكاية 18 فتاة رحلن في غمضة عين بالمنوفية
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
قرية صغيرة في قلب محافظة المنوفية، تتبع مركز منوف تسمي قرية كفر السنابسة عبارة عن شارع رئيسي ضيق ترابي وعلى الجانبين شوارع جانبية يعلو صوت القراءن في كل شوارع القرية وسيدات يرتدين الملابس السوداء.
قرية ودعت 18 من بناتهن في مشهد جنائزي يبكي فيه الصغير قبل الكبير وتعلو صوت الصراخ والبكاء في جميع أنحاء القرية.
وفي طريق ترابي ضيق تصل إلي منطقة تسمي ساحل القرية، تجد الرجال يجلسون علي الارض في جميع الطرقات ومنازل لا تعلو أدوارها عن دور واحد منها من هو مبني بالطوب اللبن ومنهم من هم دور واحد “ علي المحارة”.
وفي كل منزل تجد سيدات تواسي امهات فقدن بناتهن في حادث الطريق الإقليمي بالمنوفية.
وفي منزل مبني بالطوب اللبن نجد والدة تقي طالبة الصف الثالث الاعدادي تجلس باكية وتقول إن نجلتها كانت تنتظر نتيجة الشهادة الاعدادية وهي ابنتها الوسطي وخرجت للعمل بعد انتهاء الدراسة والامتحانات، وخرجت مع اصدقائها في القرية للعمل في أحدي محطات حصاد العنب مقابل 130 جنيها في اليوم.
وأكدت والدة تقى، أن نجلتها خرجت من أجل أن تساعد أبيها وأن تشتري ملابس جديدة من أجل فرح بنت خالتها ميادة الضحية الأخرى التي كانت تنتظر موعد زفافها في أول شهر أغسطس.
رحلت تقى وحصلت على 250 في الشهادة الإعدادية ولكن كان للقدر كلمة أخرى.
وعلي بعد خطوات من المنزل نجد منزل آخر يوجد فيه 4 من ضحايا الطريق الإقليمي وهن أسماء وسمر أشقاء وابنة خالتهم آية زغلول وشقيقتها آيات التي ترقد في العناية المركزة.
وفي المنزل سيدة تجلس بجوار شقيقتها كلا منهما تواسي الأخرى واحدة فقدت اثنين من بناتها في الحادث وأخرى فقدت ابنتها العروس طالبة كلية التربية، وترقد نجلتها الصغيرة في المستشفي بين الحياة والموت.
وهناك، آية طالبة كلية التربية جامعة السادات التي خرجت لتساعد أسرتها في المعيشة وتدبير مصاريف لنفسها من أجل بداية الدراسة، ولا يختلف الحال في منزل ملك التي أعتادت الاستيقاظ في السادسة صباحا لتخرج رفقة بنات عمها في المنزل جنى طالبة الصف الثالث الإعدادي وشقيقتها شيماء ليعملن في جمع العنب في ميكروباص يجمعهن صباحا ويعودن ليلا محملين بالتعب حتي في يوم الجمعة.
وفي يوم الحادث، خرجن من أجل القبض والعودة بأموال تساعدهن على تجهيز أنفسهن للاحتفال بزواج إحدى البنات معهن والتي كانت تستعد لزفافها في الأول من أغسطس.
ولم يختلف عنهن منزل ضحى طالبة الصف الثالث الإعدادي، التي خرجت أيضا من أجل أن توفر متطلبات ولكنها راحت ضحية لقمة العيش ويومية 130 جنيها لتعلن ثاني يوم وفاتها نتيجتها في الشهادة الإعدادية ونجاحها في الدنيا.
وبعد الخروج من الساحل، تجد شارع آخر في القرية يجلس فيه الرجال على الأرض يتلقين العزاء في وفاة ميادة عروسة الجنة التي كان فرحها يوم 1 أغسطس ويجلس عريسها بجوار والدها ليتلقي عزاء عروسته غير مصدقا ما حدث.
وقال والد ميادة، إن نجلته هي البنت الوحيدة له بين أشقائها وخرجت للعمل منذ سنوات اعتادت فيه العمل علي عدة ساعات في حصاد العنب.
وأضاف الأب، أن نجلته كانت تستعد للزواج يوم 1 أغسطس لكنها أصرت على النزول للعمل لتستكمل باقي طلبات زواجها قائلا: “ قولت لها اقعدي شوية قبل الجواز قالتلي لسه باقي شوية حاجات في الشقة عاوزة.. اكملها”.
ودعتهم ميادة وودعت جدتها التي سهرت معها حتي الواحدة صباحا قبل يوم الحادث، ورحلت تاركة وراءها ام واب مكلومين وعريس ينتظر عروسته.
وبالقرب منهم تجد أسرة شيماء طالبة الفرقة الأولي بكلية الهندسة والتي عافرت في الدنيا بعد حصولها على دبلوم ودخولها معهد بصريات من أجل أن تحقق حلمها بالالتحاق بكلية الهندسة وبعد دخولها الكلية استكملت عملها مع صديقاتها بالقرية في جمع العنب من أجل توفير مصاريف الدراسة والكورسات ومساعدة والدها ولكن كان القدر سريعا لترتاح من تعب الدنيا إلى جنة الآخرة.
وجارتها رويدا عروس الجنة التي كانت تستعد للزفاف في شهر أكتوبر المقبل وكانت تجهز نفسها وتعمل ليلا ونهارا.
ولم تختلف قصة اسراء صاحبة ال ٢٧٠ درجة في امتحانات الشهادة الاعدادية التي خرجت للعمل مع صديقاتها بعد انتهاء امتحانات الشهادة الاعدادية ولكن خطفها الموت قبل أن تفرح بنتيجتها ليكون يوم وداعها هو يوم ظهور نتيجتها وتفوقها في الشهادة الاعدادية.
ولم يختلف الحال مع هدير طالبة معهد التمريض والتي تخرجت هذا العام وكانت تنتظر استلام عملها ولكنها خرجت للعمل في محطة تصدير العنب حتي تستكمل مصاريفها الشخصية وتساعد أسرتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محافظة المنوفية المنوفية اخبار محافظة المنوفية حادث الطريق الإقليمي كفر السنابسة الشهادة الاعدادیة الطریق الإقلیمی من أجل
إقرأ أيضاً:
بتطمن على قريبتي اتفاجئت ببناتي في المشرحة.. حكاية 4 فتيات من أسرة واحدة خطفهن الموت على الإقليمي |فيديو
داخل قرية كفر السنابسة التابعة لمحافظة المنوفية، لا تسمع إلا أصوات النحيب، ولا ترى إلا وجوه منهكة بالحزن، سيدات متشحات بالسواد، دموع لا تتوقف، وقلوب انفطرت على فراق بنات في عمر الزهور، رحلن فجأة بلا وداع، في حادث مأساوي على حادث الطريق الدائري الإقليمي، راح ضحيته 19 شابًا وفتاة، غالبيتهم من أبناء القرية.
دموع لا تجفداخل منزل متواضع رسمت تجاعيد الفقر ملامح أسرة مكلومة فقدت 4 من بناتها، وترقد أخرى بين الحياة والموت داخل جدرا المستشفى، تجمّعت الفاجعة بكل قسوتها، حينما جلست شقيقتان تحملت كل منهما ألما لا يحتمله بشر، يبكيان ويصرخان بحرقة على وفاة 4 فتيات من أسرتهن في حادث الدائري الإقليمي الأليم.
كان المشهد يفوق الوصف.. نساء لم تفارق ألسنتهم الصراخ والعويل، أطفال مذهولون، رجال يقفون عاجزين عن المواساة، وصوت أم تصرخ في حرقة: “حسبنا الله ونعم الوكيل في اللي ضيع حق ولادنا.. كانوا بيشتغلوا في الإجازة يساعدونا، بيروحوا من الفجر ويرجعوا بالليل عشان نعيش”.
قالتها أم مفجوعة بعد أن فقدت ابنتيها: "إسـراء، ذات التسعة عشر عاما، وسمر، التي لم تتجاوز الخامسة عشرة، لم تكن تعلم أنها حين ذهبت إلى المستشفى تطمئن على ابنة خالها شيماء، طالبة كلية الهندسة، ستعود بنبأ آخر، أشد وطأة قالتها بشجن: “لقيت بناتي الاتنين في المشرحة.. ماتوا .. حسبي الله ونعم الوكيل”.
خمس فتيات من عائلة واحدة.. والجرح لا يندملكانت شقيقتها تردد كلمات تتقطع لها القلوب: “عوض علينا ربنا.. بنتي آية، كانت بتدرس في كلية تربية، وماتت في الحادث.. واختها آيات بين الحياة والموت في المستشفى.. ادعولها تعيش، مش قادرة أستحمل وجع أكتر من كده”.
5 من بنات العائلة الواحدة، راحوا ضحية الحادث الأليم: “شيماء بنت خالي، وإسراء وسمر بنات اختي، وآية بنتي كلهم ماتوا في الحادثة، وآيات في العناية المركزة بين الحيا والموت”.
كانت البنات يجتمعن فجر كل يوم، يخرجن معًا في ميكروباص صغير للعمل، لم يكن في الأمر رفاهية أو نزوة شباب، بل كفاح حقيقي، هذا ما أكدته والدة آية قائلة: “بنات زي الورد، بيشتغلوا من الساعة 5 الصبح، ويرجعوا 9 بالليل، عشان يساعدونا في مصاريف البيت.. شهداء عند ربهم في الجنة ونعيمها إن شاء الله”.
القدر كتب لهن نهاية مفجعة، حوّل الفجر إلى مأتم، والصباح إلى سواد دائم.. فالقرية كلها تلبس الحداد، وقلوب الأهالي تغص بالبكاء حزنا على فراق 18 شابا وفتاة في حادث الدائري الإقليمي الأليم.
تفاصيل حادث الدائري الاقليمي الأليموكانت محافظة المنوفية، وتحديدا على الطريق الإقليمي في نطاق مركز أشمون، شهدت حادثا مأساويا تحولت فيه رحلة صباحية عادية لمجموعة من الفتيات الباحثات عن لقمة العيش إلى مجزرة مأساوية راح ضحيتها 19 شخصا، بينهم 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، إثر تصادم مروع بين ميكروباص وتريلا.
بدأت الكارثة عندما سلك سائق التريلا طريقًا في الاتجاه المعاكس، في مخالفة لقواعد المرور، قبل أن تختل عجلة القيادة في يده، ليدخل في تصادم وجها لوجه مع ميكروباص كان يقل الضحايا، ومعظمهم من فتيات القرية المتوجهات إلى أعمالهن في الصباح الباكر.
مأساة قرية كفر السنابسةقرية كفر السنابسة تحولت في دقائق إلى بيت عزاء مفتوح، فقدت 18 من بناتها دفعة واحدة، في حادث وصفه الأهالي بأنه “نكبة لم تمر بها القرية من قبل”، فالرحلة اليومية إلى العمل انتهت بكفن ودفن جماعي، والدموع تملأ العيون، والحسرة تخنق الحناجر.
عقب الحادث، ألقت قوات أمن المنوفية القبض على سائق التريلا المتسبب في الكارثة، وبدأت التحقيقات معه بتهمة القيادة المتهورة، والتسبب في وفاة 18 فتاة وسائق الميكروباص.