قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المرداوي، إنّ ما أعلنه جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بشأن "إحباط بنية تحتية واسعة" للمقاومة في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة يندرج في إطار حملة ممنهجة من الاعتقالات المستمرة بحق كوادر الحركة، معتبرا أن المقاومة ستبقى خيارا إستراتيجيا لا غنى عنه.

وأوضح المرداوي -في مقابلة مع الجزيرة- أنّ الاعتقالات الأخيرة طالت أفرادا سبق أن اعتقلوا عدة مرات، ومكثوا فترات طويلة في السجون الإسرائيلية، وتعرضوا لتعذيب شديد، ومع ذلك لم يتراجعوا عن طريق المقاومة، بل واصلوا جهادهم دفاعا عن الأرض والمقدسات.

وكان الشاباك قد أعلن عن تفكيك ما قال إنها خلايا تابعة لحماس واعتقال أكثر من 60 شخصا ومصادرة أسلحة، مشيرا إلى أنهم متورطون في عمليات نفذت خلال السنوات الماضية، بينها هجوم عام 2010 أوقع 4 قتلى إسرائيليين، وآخر قُرب القدس عام 2023 أدى لمقتل جندي.

وشدد المرداوي على أن استمرار الاحتلال في ارتكاب المجازر في قطاع غزة، وإطلاق يد المستوطنين في الضفة الغربية، يستدعيان تصعيدا في العمل المقاوم، لافتا إلى أنّ قرى مثل كفر مالك والمغير وترمسعيا ومحيط نابلس تتعرض لاعتداءات متواصلة، تشمل حرق المنازل والقتل، وكلها تجري تحت حماية الجيش الإسرائيلي وبرعاية مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتشهد الضفة الغربية تصعيدا غير مسبوق منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات اقتحام يومية، يصاحبها قمع للمواطنين وتنكيل بالمعتقلين، وسط اعتداءات متكررة من المستوطنين.

وأضاف المرداوي أن إسرائيل دأبت على تضخيم إنجازاتها الأمنية لتغطية إخفاقاتها العسكرية والاستخبارية، مؤكدا أن المقاومة في الضفة الغربية لم تتوقف رغم الظروف المعقدة، وأن ما أعلنه الاحتلال في الخليل لا يعدو كونه حلقة في سلسلة متواصلة من الصراع.

إعلان لا سبيل سوى المقاومة

وأشار إلى أن حملات الاعتقال الواسعة، وما سبقها من مداهمات وعمليات تنكيل وتهجير، لن تكسر إرادة الفلسطينيين، الذين يدركون أن لا سبيل لدحر الاحتلال سوى بمقاومته بكل الوسائل الممكنة، مؤكدا أن المواجهة ستبقى مستمرة حتى نيل الحرية والاستقلال.

وخلال الأسابيع الماضية، صعّد الاحتلال من هجماته في الخليل وطولكرم وجنين، وفرض حصارا خانقا على عدد من المخيمات، كما نفذ عمليات تفجير لمنازل، أدت إلى سقوط شهداء وجرحى، في حين استمرت اعتداءات المستوطنين على القرى الفلسطينية في الأغوار والضفة.

وقال المرداوي إن القبضة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية شديدة، وإن الاحتلال يحكم السيطرة عبر تقطيع أوصال المدن، وتجنيد عشرات آلاف المستوطنين المسلحين، مشيرا إلى وجود تباين مؤسف في الأولويات بين السلطة الفلسطينية والمقاومة، ما يضعف التنسيق الشعبي في بعض المناطق.

ومع ذلك، شدد القيادي في حماس على أن الفلسطينيين أثبتوا قدرتهم على تجاوز التعقيدات الميدانية، والالتفاف على إجراءات الاحتلال، مستدلا بتجربة معتقلين سابقين قضوا سنوات خلف القضبان، وتعرضوا لتعذيب جسيم، ورغم ذلك نجحوا في مواصلة العمل المقاوِم من تحت الرادار الإسرائيلي.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن شهر مايو/أيار الماضي وحده شهد 415 اعتداءً من قبل المستوطنين، شملت تدمير ممتلكات واقتلاع أشجار وتجريف أراض وهجمات مسلحة، ضمن سياسة ممنهجة لتهجير الفلسطينيين وفرض واقع استيطاني جديد.

وأكد المرداوي أن قرار المقاومة ليس تكتيكا عابرا بل هو نهج دائم، وأن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله مهما كانت التضحيات، "لأن دحر الاحتلال لا يتحقق بالتمنّي، بل بالمواجهة المستمرة حتى تحقيق النصر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الضفة الغربیة

إقرأ أيضاً:

سموتريتش: نتنياهو يدعم خطة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية

قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، اليوم الخميس، إنه حان وقت فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة وإنهاء فكرة تقسيم إسرائيل للأبد، على حد قوله. 

وأضاف قائلاً :" : قيام دولة فلسطينية يعرض وجود إسرائيل للخطر".

وأكد سموتريتش على أن إسرائيل ستُضاعف حجم مستوطنة معاليه أدوميم.

وأضاف :" نعمل على إبقاء القدس عاصمة موحدة لإسرائيل".

وتابع قائلاً :"نتنياهو يدعم خطة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية".

اقرأ أيضاً.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة

اقرأ أيضاً.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

الإمبراطورية.. خبير علاقات دولية: إسرائيل تخطط لضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية أول رد من مصر على تصريحات نتنياهو بشأن إسرائيل الكبرى

وارتقى ثمانية شهداء فلسطينيين إثر قصف الاحتلال منزلًا في حي الزيتون في قطاع غزة. 

وأعلن مستشفى العودة بالنصيرات استقبال 7 شهداء و26 إصابة جراء قصف الاحتلال تجمعات عند نقطة توزيع المساعدات جنوب وادي غزة ووسط القطاع.

وقال إيال زامير، رئيس الأركان الإسرائيلية، إن المرحلة الثالثة من السيطرة على غزة تشمل تنفيذ مناورة برية مكثفة داخل المدينة تترافق مع قصف جوي واسع.

وأضاف :"السيطرة على غزة تشمل ترحيل نحو 800 ألف من سكان غزة خلال أسبوعين".

وأشارت مصادر إعلام إسرائيلية إلى أن رئيس الأركان يقدر بأن الجيش بحاجة لاستدعاء ما بين 80 إلى 100 ألف جندي احتياط لتنفيذ احتلال مدينة غزة.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية، اليوم الخميس، أن هناك 16 شهيداً ارتقوا بنيران الاحتلال في مناطق متفرقة بقطاع غزة منذ فجر اليوم.

ويأتي ذلك استمراراً للحرب الإسرائيلية على غزة المُستمرة منذ أكتوبر 2023. 

وقال بيان لوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية إنه ينبغي لمستقبل قطاع غزة أن يندرج في دولة فلسطينية مستقبلية تديرها السلطة الفلسطينية.

وأضاف البيان الذي أدلى به الناطق باسم الوزارة "حشد فرنسا جهودها من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي يمثل الحل الوحيد الذي من شأنه ضمان السلام والأمن المستدامين للإسرائيليين والفلسطينيين، ويجب إيقاف هذه الحرب فورًا مع وقف دائم لإطلاق النار.".

وعبرت الوزارة عن مشاعر القلق التي تنتاب باريس بعد استشهاد الصحفي الفلسطيني أنس الشريف في غزة.

وقال بيان الخارجية الفرنسية :" قلقون من الخسائر الفادحة التي تكبدها صحفيو غزة بعد مقتل أكثر من 200 صحفي بغارات إسرائيلية".

وأضاف :"نُطالب إسرائيل بضمان وصول صحفيين دوليين بشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة لتوثيق الصراع".

وكشفت الدنمارك عن نيتها إرسال طائرة لنقل مساعدات إلى قطاع غزة في إطار الجهود الدولية المُتواصلة لإنقاذ أهالي القطاع.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق أنه أسقط مُسيّرة انطلقت من اليمن ولم يتم تفعيل أي إنذارات.

وقال المدير العام لوزارة الصحة بغزة أن هناك 1750 شخصاً استشهدوا وهم ينتظرون المساعدات في القطاع.

وأضاف في تصريحاتٍ صحفية :" أكثر من 28 ألف حالة سوء تغذية في القطاع منذ بداية العام".

وأكد مُدير مجمع الشفاء الطبي في غزة أن هناك 350 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من وضع صحي صعب.

وأوضح المسئول الطبي البارز أن ذلك الإعياء يرجع سببه إلى سوء التغذية.

مقالات مشابهة

  • العدو الصهيوني يعتقل 16 فلسطينياً بينهم خمس نساء:جيش الاحتلال وقطعان المستوطنين يواصلون جرائمهم واعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • العالم يندد ويرفض مشروع اليمين الإسرائيلي المتطرف لتقسيم الضفة الغربية
  • فرنسا تدين هدم الكيان الإسرائيلي مدرسة قيد الإنشاء بالضفة الغربية
  • 63 عملًا مقاومًا في الضفة خلال أسبوع
  • المجلس الوطني: اعتداءات المستوطنين المتصاعدة تعكس إجرام وعنصرية الاحتلال
  • قيادي بحماس: المقاومة لن تلقي سلاحها حتى تحقيق أهدافها الوطنية
  • سموتريتش: نتنياهو يدعم خطة توسيع المستوطنات في الضفة الغربية
  • معلومات تكشف خطورة ما تتعرض له الضفة الغربية بالأرقام .. ولهذا السبب اغتال العدو الإسرائيلي أنس الشريف ورفاقه (تفاصيل)
  • قيادي بحماس لـعربي21: سلاح المقاومة لا يزال خط أحمر.. وهذا موقفنا من نشر قوات عربية في غزة
  • جيش الاحتلال والشاباك يعلنان اغتيال قيادي بحماس