دخل حازماً أمره مسلحاً بكل مالديه من قوة واضعاً نصب عينيه تهدئة الأمور وحل الإشكال الذي وقع بينه وبين محبوبته ، وقف أمام المرآة كأنهُ يخاطبها ، عدّل من هيئتهِ ، وقف رافعاً كتفيه يشحن نفسه ببعض الثقة ، مستخدماً كل جزء من جسدهِ كحركات يديهِ ، وموظفاً كل تعابير وجههِ من الابتسام لارتخاء عضلات وجههُ..
أخذ نفساً عميقاً وبدأ بقولهِ:
” لنتحدث عن الأمر” ، ثم توقف وتمتم وعاد الكره وقال :
” لنتحدث عن بعض الأمور المُشكلة بيننا ولكن احتاجك هدوئك ، والنظر للأمور بشكل عقلاني ، بعيد عن العناد الاندفاع والعصبية”.
ثم فجأة طُرق الباب ، قاطعاً حبل أفكارة والحركة الدرامية التي بدأها..
أجاب من بالباب..؟
إنها القهوة التي طلبتها ياسيدي ، وهناك بعض الأوراق تحتاج إلى توقيع ، ولا تنسى موعد اجتماعك ياسيدي مع العملاء الجُدد لمناقشة الصفقة الجديدة بعد نصف ساعة..
آه منك يا عم أحمد سلبتني ثقتي واندماجي ، تفضل وأحضرها وأغلق خلفك الباب وذكرني بالاجتماع قبل موعدهُ بعشر دقائق..
أخذ رشفة من ذلك الفنجان لعلّه يعينهُ على الاستمرارية ، ثم عاد للمرآة مخاطباً لها:
“حبيبتي لقد كان وجودي بحياتك لغرض واضح وجلّي ولا هدف لي غيرهُ إسعادك والخوف عليك والاعتناء بك ، وكنت بحاجة منك أن تتفهمي تقصيري وانشغالي في بعض الاحيان ، ووددتُ أن تتعاملي مع تقصيري بهدوء وتنظرين لهذا الانشغال بعين الرضا ، و “..
سمع رنين هاتفه يتعالى ، توقف وقال سُحقاً ، ألن يكتمل هذا الحوار..
نظر لهاتفه وجد المتصل حبيبته ، أهتز خوفاً ، قائلاً لنفسهِ ، ماذا أقول لها الان..؟!
ترك الهاتف حتى توقف رنينهُ ثم وضعهُ على الوضع الصامت ، وقال في نفسهِ : هذا هو حالي معها منذُ أن اقترنتُ بها على الوضع الصامت..
لعن الحظ واللحظة والصمت ، ثم عاد للمرآة اللعينة ، نظر لنفسه فيها قائلاً : أيتها المرآة لتنتهي أموري معها هذا اليوم..
زفر زفرة طويلة ورفع رأسهُ ليُكمل ما بدأه وينتهي من هذا التسلسل المُرتب في داخلهِ قائلاً:
“الحكاية ياحبيبتي يجب أن تكون أمورنا فيما بيننا ما بين الأخذ والعطاء لا بالقوة والفرض والإكراه والتحدي والعناد وإنما بالود والمحبة ، بالشدّ والارتخاء ، حبيبتي نحتاج مرونة في التعامل قبل التفكير والكثير من المحبة واللطف وأسلوب هادئ واحترام ، و” ..
فُتح الباب بقوة ، ألتفت ليرى من المقتحم ، وإذا بصوتها يعلو متسائلة:
لماذا لا ترد على اتصالاتي المُتكررة ، مع من تتحدث ، وما الذي يشغلك عني ، هل تخونني مع أُخرى..؟!
كتم أنفاسهُ وخر على أقرب كرسي بجانبهِ وأشار للمرآة بكل سذاجة ، قائلاً :
حبيبتي كُنت أتحدث مع المرآة ..
وبكل عصبية أخذت فنجان القهوة الذي على مكتبهِ وحطمتْ المرآة ، قائلة : لن تشغلك المرآة عني ولن تتحدث معها بعد ذلك..
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
أميركا توقف تأشيرات الزيارة لفلسطينيي غزة
قالت وزارة الخارجية الأميركية اليوم السبت إنها بدأت إيقاف جميع تأشيرات الزيارة للأفراد القادمين من قطاع غزة.
وأوضحت أنها اتخذت هذا القرار خلال إجرائها "مراجعة كاملة وشاملة للعملية والإجراءات المتبعة في الأيام القليلة الماضية لإصدار عدد قليل من التأشيرات المؤقتة لأغراض طبية وإنسانية".
وتشهد آلية منح التأشيرة الأميركية تغييرات منذ عودة الرئيس دونالد ترامب للسلطة في يناير/كانون الثاني الماضي
يتزامن ذلك مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأدت حرب الإبادة في قطاع غزة إلى سقوط نحو 62 ألف شهيد وأزيد من 150 ألف جريح، معظمهم نساء وأطفال.
وإلى جانب القتل، تمارس إسرائيل في غزة التجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.