الحمداني لـ"الرؤية": "نول" منصة لوجستية متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي.. ونخطط للتوسع خليجيًا وعالميًا
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
◄ 100% نسبة التعمين.. و37 مديرًا في جميع إدارات وقطاعات الشركة
◄ باقات تعاونية خاصة لذوي الإعاقة والمستفيدين من الضمان الاجتماعي
◄ دمج أدوات ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات وتوقع أوقات التوصيل بدقة أعلى
◄ تطوير نظام ذكي لتوزيع الطلبات تلقائيًا وضمان الكفاءة وتقليل وقت الانتظار
◄ توصيل سريع ودقيق مع تتبُّع حي لجميع الشحنات
◄ الخدمات تشمل الدفع الإلكتروني والتخزين والتغليف الآمن
الرؤية- ريم الحامدية
أكد نوح بن سليمان الحمداني المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نول لخدمات التوصيل، أن الشركة منصة لوجستية متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتقديم أفضل الخدمات لعملائها، مشيرًا إلى أن الشركة عُمانية 100% ومتخصصة في خدمات التوصيل واللوجستيات، تأسست بتاريخ 5 سبتمبر 2020، وتسعى لأن تكون من الشركات الرائدة محليًا وإقليميًا وعالميًا.
وأضاف الحمداني- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن الشركة تضع في مقدمة أهدافها الإسهام في تحقيق رؤية "عُمان 2040" في القطاع الخدمي واللوجستي، لافتًا إلى أن "نُول" انطلقت من حاجة حقيقية في السوق العُماني لحلول توصيل ذكية وموثوقة تجمع بين السرعة والجودة والتكنولوجيا الحديثة، خاصة خلال فترة "كوفيد-19" حين كانت هناك فجوة بين تطلعات العملاء وما يقدمه السوق. وأوضح الحمداني أن نُول تتميز بعدة جوانب؛ أولها: الاعتماد على التكنولوجيا لتسهيل تجربة المستخدم من الطلب وحتى التوصيل، وثانيًا التركيز على خدمة العملاء بشكل استثنائي، مع الحرص على المرونة في التعامل مع احتياجاتهم المختلفة. وأضاف الحمداني: "نحرص على دعم التوظيف المحلي والشراكات مع الشباب العُماني؛ حيث إنَّ جميع موظفي الشركة عُمانيون بنسبة 100٪، ويضم الفريق حاليًا 16 مديرًا إداريًا، و21 مدير قطاع، و219 مندوبَ توصيلٍ، ليصل إجمالي عدد الموظفين حتى المرحلة الرابعة إلى 247 موظفًا وموظفة، مما يمنح خدماتنا طابعًا محليًا مميزًا.
وأكد الحمداني أن نُول تمتلك 27 فرعًا في مختلف محافظات السلطنة، تشمل الخوض، العامرات، بوشر، صحار، صلالة، نزوى وغيرها، مع أسطول يضم 88 مركبة، إضافة إلى مركز فرز للسلع وبرنامج تتبع إلكتروني متكامل لضمان سرعة التوصيل ودقته.
وقال مؤسس "نول": "رؤيتنا أن نكون الخيار الأول في مجال التوصيل الذكي في سلطنة عُمان والمنطقة، من خلال تقديم خدمات لوجستية تعتمد على الابتكار والموثوقية، أما رسالتنا فهي تمكين الأفراد وجميع القطاعات من إيصال منتجاتهم بكل سهولة وكفاءة، عبر أنظمة متطورة وخدمة عملاء استثنائية".
وحول أبرز الخدمات التي تقدمها الشركة، أوضح الحمداني أن نُول تقدم خدمات توصيل السلع والبضائع في جميع محافظات السلطنة، مع خدمة الاستلام والتسليم من موقع التاجر إلى العميل، وخيارات الدفع عند الاستلام أو الدفع الإلكتروني، إلى جانب خدمات التخزين والعرض في الفروع، والتغليف الآمن، وتتبع الشحنات، وتأمين الأغراض. وأضاف أن الشركة تقدم كذلك خدمات إعلانية عبر المنصات الاجتماعية والشاشات في الفروع، وباقات تعاونية خاصة لذوي الإعاقة والمستفيدين من الضمان الاجتماعي، ونُبرم عقودًا مع الجهات الحكومية والخاصة.
وبيَّن الحمداني أن "نُول" تعتمد على نموذج هجين يجمع بين أسطول داخلي مملوك للشركة، ويبدأ بالمركبات الصغيرة والمتوسطة وصولًا إلى الشاحنات الكبيرة، إلى جانب استخدام أنظمة ذكية لإدارة الطلبات وتوزيعها على أقرب مندوبي التوصيل المتاحين، مع تتبُّع حي وتحليل مستمر لزمن التوصيل.
وأوضح الحمداني أن الشركة تملك مركز فرز لوجستيًا متكاملًا على مساحة 5000 متر مربع في مدينة خزائن اللوجستية، وتتولى الشركة تدريب السائقين وتقييمهم دوريًا لضمان معايير الجودة والالتزام بالوقت.
وعن التكنولوجيا والابتكار، أكد الحمداني أن التكنولوجيا تمثل العمود الفقري في "نُول"، ولديهم منصة ذكية تربط العملاء بالسائقين، مع نظام تحليلي يراقب الأداء ويقترح تحسينات في الوقت الفعلي، وتم ضم الذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء لتسريع الرد وإيجاد الحلول بشكل أسرع، وإدارة المخصصات المالية بطريقة ذكية، ومؤخرًا بدأت "نول" في دمج أدوات ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات وتوقع أوقات التوصيل بدقة أعلى، مع خاصية التتبع الحي للعميل. وكشف الحمداني أنَّ الشركة تطوِّر نظامًا ذكيًا لتوزيع الطلبات تلقائيًا؛ لضمان الكفاءة وتقليل وقت الانتظار.
وتحدث الحمداني عن التحديات، وقال إنها تتمثل في تنوُّع التضاريس الجغرافية وتفاوت البنية الأساسية بين المدن، لكن الشركة ومندوبيها يتعاملون معها من خلال توظيف تقنيات الملاحة والتوزيع الذكية والتعاون مع شركاء محليين على دراية بالمنطقة، مشيرًا إلى تحدٍ آخر يتمثل في تذبذب السوق والتغيرات في مؤشرات الطلب والشراء.
وأشار الحمداني إلى أن المنافسة المتزايدة دفعتهم للابتكار أكثر والتركيز على تقديم قيمة مضافة للعملاء، فلم نعد نركز فقط على التوصيل؛ بل على التجربة الكاملة من سرعة التوصيل إلى التواصل الفعّال وخدمة ما بعد البيع.
وأكد الحمداني أن قطاع التوصيل في عُمان أمامه فرص كبيرة مع ازدهار التجارة الإلكترونية ونمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، موضحًا أن توجه الحكومة نحو الرقمنة يُعزِّز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير البنية اللوجستية.
وفيما يخص المسؤولية الاجتماعية، قال الحمداني إن نُول لديها مبادرات لدعم الشباب العُماني من خلال برامج شراكة وتدريب، تُمكِّنهم من بدء مشروعاتهم في قطاع التوصيل؛ سواء كسائقين مستقلين أو كمزودي خدمات، معربًا عن أمله في توسيع هذه البرامج لتشمل مناطق أكثر. وأعرب الحمداني عن فخره بأنَّ جميع أفراد فريق العمل عُمانيون، وملتزمون بتوفير المزيد من فرص العمل وفتح مراكز تشغيل في عدد من الولايات.
وبالحديث عن المُستقبل والطموحات، كشف الحمداني أنَّ الشركة تعمل حاليًا على التوسع في دول الخليج ومن ثم بقية دول العالم، إضافة إلى تقديم خدمات تُسهِّل توصيل جميع احتياجات الفرد، وزيادة أسطول المركبات وعدد الأفرع، وإنشاء مراكز لفرز البضائع في المدن الكبيرة. وقال الحمداني: "نتطلع بعد 5 سنوات إلى أن تكون نُول منصة لوجستية متكاملة على مستوى الخليج، تقدم حلولًا تقنية ذكية وشاملة للتوصيل، وتُسهم في دعم النمو الاقتصادي، وتعزز مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي للخدمات اللوجستية الذكية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
هل تنجو الديمقراطية من شرور الذكاء الاصطناعي؟
كان من المفترض أن تعمل التكنولوجيا الرقمية على توزيع السلطة ونشرها على نطاق واسع. كان الحالمون في زمن الإنترنت المبكر يأملون أن يتسنى للثورة التي كانوا يطلقون لها العنان تمكين الأفراد من تحرير أنفسهم من الجهل والفقر والاستبداد. ولفترة من الزمن، على الأقل، فعلت ذلك حقا. ولكن اليوم، تتنبأ الخوارزميات المتزايدة الذكاء بكل خياراتنا وتشكلها، مما يتيح أشكالا فَـعّالة غير مسبوقة من المراقبة والتحكم المركزيين دون إخضاعها لأي مساءلة.
هذا يعني أن ثورة الذكاء الاصطناعي القادمة قد تجعل الأنظمة السياسية المنغلقة أكثر استقرارا من الأنظمة المفتوحة. في عصر يتسم بالتغيير السريع، قد تُـثـبِـت الشفافية، والتعددية، والضوابط والتوازنات، وغير ذلك من السمات الديمقراطية الرئيسية كونها تَـبِـعات ومعوقات. هل يصبح الانفتاح الذي منح الديمقراطيات ميزتها لفترة طويلة السبب وراء تراجعها؟ قبل عقدين من الزمن، رسمتُ "منحنى على هيئة الحرف J" لتوضيح العلاقة بين انفتاح أي بلد واستقراره. كانت حجتي باختصار أنه في حين تتمتع الأنظمة الناضجة بالاستقرار بسبب انفتاحها، وتستقر الأنظمة الأوتوقراطية الراسخة لأنها منغلقة، فإن البلدان العالقة في الوسط الفوضوي (الواقعة عند أسفل المنحنى "J") أكثر عرضة للانهيار تحت الضغوط.
لكن هذه العلاقة ليست ثابتة؛ فهي تتشكل بفعل التكنولوجيا. في ذلك الوقت، كان العالم يمتطي موجة من إبطال المركزية. كانت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) والإنترنت تربط الناس في كل مكان، وتسلحهم بمعلومات أكثر من تلك التي كان بوسعهم الوصول إليها في أي وقت مضى، وتقلب الموازين لمصلحة المواطنين والأنظمة السياسية المفتوحة. ومن سقوط سور برلين والاتحاد السوفييتي إلى الثورات الملونة في أوروبا الشرقية، بدا التحرر العالمي عنيدا لا يلين. منذ ذلك الحين، انقلب هذا التقدم في الاتجاه المعاكس. فقد أفسحت ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اللامركزية المجال لثورة بيانات مركزية مبنية على تأثيرات الشبكة، والمراقبة الرقمية، والوكز الخوارزمي. وبدلا من نشر السلطة، عملت هذه التكنولوجيا على تَـرَكُّـز السلطة، ومنحت أولئك الذين يتحكمون في أكبر مجموعات البيانات ــ سواء كانوا من الحكومات أو شركات التكنولوجيا الكبرى ــ القدرة على تشكيل رؤية وأفعال ومعتقدات مليارات من البشر. مع تحوّل المواطنين من وكلاء رئيسيين إلى أدوات للتصفية التكنولوجية وجمع البيانات، اكتسبت الأنظمة المنغلقة الأرض. وانـتُـزِعَـت المكاسب التي حققتها الثورات الملونة. في المجر وتركيا جرى تكميم الصحافة الحرة وتسييس السلطة القضائية. وعمل الحزب الشيوعي الصيني، على تعزيز سلطته وعكس مسار عقدين من الانفتاح الاقتصادي. والأمر الأكثر دراماتيكية أن الولايات المتحدة تحولت من كونها الـمُـصَـدِّر الرئيسي للديمقراطية في العالم ــ وإن كان ذلك على نحو غير متسق ويتسم بالنفاق ــ إلى الـمُـصَـدِّر الرئيسي للأدوات التي تقوضها. سوف يؤدي انتشار قدرات الذكاء الاصطناعي إلى دفع عجلة هذه الاتجاهات. وقريبا، سوف "تَـعـرِفُـنا" النماذج المدرّبة على بياناتنا الخاصة على نحو أفضل مما نعرف أنفسنا، وتبرمجنا بسرعة أكبر مما نستطيع نحن برمجتها، وتنقل مزيدا من السلطة إلى القِـلة التي تتحكم في البيانات والخوارزميات. هنا، ينحرف المنحنى على هيئة حرف "J" ويصبح أشبه بحرف "U" ضحل. ومع انتشار الذكاء الاصطناعي، ستصبح كل من المجتمعات المنغلقة بإحكام والمجتمعات الشديدة الانفتاح أكثر هشاشة نسبيا مما كانت عليه. ولكن بمرور الوقت، ومع تحسن التكنولوجيا وتوطيد السيطرة على النماذج الأكثر تقدما، يصبح بوسع الذكاء الاصطناعي ترسيخ الأنظمة الاستبدادية وإضعاف الديمقراطيات، وهذا كفيل بقلب شكل المنحنى مرة أخرى ليصبح على هيئة حرف J مقلوب يحابي سَـفحُـه المستقر الآن الأنظمة المنغلقة. في هذا العالم، سيكون بمقدور الحزب الشيوعي الصيني تحويل مخزونه الهائل من البيانات، وسيطرة الدولة على الاقتصاد، وأجهزة المراقبة القائمة، إلى أداة أشد قوة. وسوف تنجرف الولايات المتحدة نحو نظام نَـهَّـاب يعمل من أعلى إلى أسفل، حيث يفرض نادٍ صغير من عمالقة التكنولوجيا قدرا متناميا من النفوذ على الحياة العامة سعيا إلى تحقيق مصالح خاصة. وسوف يصبح كل من النظامين مركزيا ــ ومهيمنا ــ على حساب المواطنين. وسوف تنحو دول أخرى ذات المنحى، بينما تواجه أوروبا واليابان انعدام الأهمية الجيوسياسية (أو ما هو أسوأ من ذلك، انعدام الاستقرار الداخلي) مع تخلفها في السباق نحو سيادة الذكاء الاصطناعي.
الواقع أن السيناريوهات البائسة كتلك الموضحة هنا من الممكن تجنبها، ولكن فقط إذا انتهت الحال بنماذج الذكاء الاصطناعي اللامركزية المفتوحة المصدر في نهاية المطاف إلى القمة. في تايوان، يعمل مهندسون ونشطاء في تايوان على حشد المصادر الجماعية لتمويل نموذج مفتوح المصدر مبني على منصة DeepSeek، على أمل إبقاء الذكاء الاصطناعي المتقدم في أيدي مدنيين وليس بين أيدي الشركات أو الدولة. (من عجيب المفارقة هنا أن حتى منصة DeepSeek جرى تطويرها في الصين). قد يؤدي نجاح هؤلاء المطورين التايوانيين إلى استعادة بعض من اللامركزية التي وعدت بها الإنترنت الـمُـبَـكِّرة ذات يوم (وإن كان من الممكن أيضا أن يخفض الحاجز الذي يحول دون تمكين قوى خبيثة من نشر قدرات ضارة). ولكن في الوقت الراهن، يكمن الزخم في نماذج منغلقة تعمل على تركيز السلطة. يقدم لنا التاريخ على الأقل بصيصا من الأمل. كانت كل ثورة تكنولوجية سابقة ــ من المطبعة والسكك الحديدية إلى وسائط الإعلام المرئية والمسموعة ــ تتسبب في زعزعة استقرار السياسة ثم الدفع قسرا بمعايير ومؤسسات جديدة أعادت في النهاية التوازن بين الانفتاح والاستقرار. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما إذا كانت الديمقراطيات قادرة على التكيف مرة أخرى، وفي الوقت المناسب، قبل أن يشطبها الذكاء الاصطناعي من النص.
إيان بريمير مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا وشركة GZERO Media، وعضو في اللجنة التنفيذية للهيئة الاستشارية رفيعة المستوى للأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي.
خدمة بروجيكت سنديكيت