مقتل 11 شخصاً و إصابة العشرات في إنهيار بئر تعدين تقليدي شمال السودان
تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT
لقي “11” شخصاً من عمال التعدين مصرعهم و أصيب العشرات إثر انهيار مأساوي لأحد المناجم التقليدية في منطقة “هويد” الصحراوية الواقعة بين مدينتي عطبرة وهيا، شمال شرق السودان.
الخرطوم ــ التغيير
ووفقًا لمصادر محلية وشهود من المنطقة، فإن الحادث وقع صباح السبت حينما انهارت كميات ضخمة من الرمال والصخور على عمال كانوا ينقبون عن الذهب في منجم بدائي داخل منطقة تُعرف بكثافة النشاط التعديني غير المنظم.
وتقع منطقة “هويد” ضمن النطاق الإداري لولاية نهر النيل، رغم أنها جغرافيًا تلامس حدود ولاية البحر الأحمر، الأمر الذي يُعقّد الإشراف الحكومي على المنطقة في ظل تداخل الصلاحيات وغياب التنسيق الفعال بين السلطات المحلية.ويأتي هذا الحادث بعد انهيار مشابه بنفس الموقع قبل شهرين فقط، خلّف عددًا من الإصابات البالغة، دون أن تُتخذ إجراءات وقائية جدّية بحسب السكان المحليين.
الموارد المعدنيةعقدت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة اجتماعًا طارئًا صباح اليوم لمناقشة تداعيات الانهيار الجزئي الذي وقع داخل بئر تقليدية في منجم كرش الفيل بمنطقة هويد الصحراوية، الواقعة بين عطبرة وهيا بولاية البحر الأحمر.
استعرض الاجتماع التقارير الأولية التي أكدت وفاة 11 من المعدنين التقليديين وإصابة 7 آخرين بجروح متفاوتة، وأكدت أنه تم إسعاف المصابين إلى مستشفى أبو حمد لتلقي العلاج.
كانت الشركة قد أوقفت العمل سابقًا في هذا المنجم وحذّرت من مخاطره الكبيرة على الأرواح، وجددت تحذيرها من العمل في المواقع المعلن عن إيقافها حفاظًا على سلامة المواطنين.
و أعلنت الشركة انها سيرت مأمورية ميدانية عاجلة إلى موقع الحادث فور وقوعه لمتابعة الأوضاع بالتنسيق مع السلطات المحلية والأمنية. وأكدت الشركة أنها ستضطلع بواجباتها وفقًا لمسؤوليتها الوطنية والإنسانية، وستواصل متابعة أوضاع التعدين التقليدي لتعزيز معايير السلامة المهنية، داعية جميع المعدنين إلى الالتزام بتوجيهات السلامة والضوابط البيئية.
من جانبه، نعى المدير العام للشركة محمد طاهر عمر جميع المتوفين، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. يُذكر أن موقع الحادث يقع ضمن نطاق امتياز شركة النواتي العاملة في مجال التعدين.
الوسومانهيار بئر تعدين تقليدي حادث مصرع معدنيينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: انهيار بئر حادث مصرع معدنيين
إقرأ أيضاً:
الكوليرا تقتل العشرات في دارفور.. وارتفاع حالات النزوح في السودان
أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، الخميس، عن وفاة 40 شخصاً على الأقل في منطقة دارفور بالسودان، نتيجة تفشٍّ حاد للكوليرا في ظل استمرار الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين، والتي أسفرت عن نزوح الملايين ومقتل عشرات الآلاف.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أن فرقها عالجت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 2300 مريض بالكوليرا في دارفور، مؤكدة أن هذا التفشٍّ يعد الأسوأ الذي تشهده البلاد منذ سنوات.
ويعد مرض الكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال الشديد، وينتج عن تناول مياه أو أطعمة ملوثة، وفق ما توضح منظمة الصحة العالمية، التي تعتبره مؤشراً على انعدام العدالة الاجتماعية وضعف التنمية الاقتصادية.
وتؤكد المنظمة أن المرض قد يكون مميتاً خلال ساعات إذا لم يُعالج، إلا أنه يمكن تداركه عبر الحقن الوريدي، أو محلول تعويض السوائل بالفم والمضادات الحيوية.
ومنذ تموز/يوليو 2024، سجل السودان نحو 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا، مع انتشار واسع للمرض في مختلف الولايات، فيما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أن أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة يواجهون خطر الإصابة بالكوليرا في ولاية شمال دارفور وحدها.
وتشهد البلاد منذ نيسان/أبريل 2023 حرباً دامية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وأسفر الصراع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، فيما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، مع انقسام البلاد جغرافياً بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش وتلك الخاضعة لقوات الدعم السريع.
ويؤدي استمرار القتال إلى شل الخدمات اللوجستية وقطع الطرق، ما يجعل وصول المساعدات الإنسانية شبه مستحيل، بينما تراجعت الإمدادات بشكل كبير.
ويخشى خبراء أن يتفاقم الوضع مع اقتراب موسم الأمطار في آب/أغسطس الجاري، الذي يرفع خطر انتشار الكوليرا وزيادة عدد الضحايا، في وقت يواجه فيه السكان أزمة غذائية وصحية حادة، في ظل غياب أي حلول عاجلة لوقف النزاع المسلح وتوفير الدعم الإنساني.
ويعكس هذا التفشي الجديد للكوليرا في دارفور هشاشة النظام الصحي في السودان، ويضيف بعداً مأساوياً جديداً لأزمة إنسانية عميقة، تحاصر المدنيين بين ويلات الحرب وانتشار الأمراض.