على فترات زمنية متتابعة يكثر الحديث عن أهمية الرقابة الأسرية على الأطفال، ويصنف هذا الإجراء ضمن الاهتمام والضرورة الملحة في الحفاظ على هذا الكائن الصغير من التأثير عليه نفسيا وسلوكيا، ومؤخرا أصبحت الدعوات تزداد يوما بعد آخر، خاصة بعد أن أصبح عدد ليس بالبسيط من الأطفال يتعرضون سنويا إلى خطر الابتزاز الإلكتروني، ولكن البعض منهم لا يزال حتى هذه اللحظة يعاني «بصمت»، أما الجناة في أغلب الأوقات فيصعب التعرف عليهم أو ملاحقتهم قانونيا، ولذا بقي خيار المتابعة للأطفال في لهوهم واستخدامهم للحواسيب جزءا مهما للغاية.

في العالم الافتراضي هناك أشخاص «ليسوا أسوياء»، مهمتهم اليومية تتمثل في الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب، لا يتركون مكانا نظيفا، حتى الماء النقي يعكرون صفوه، يفكرون «بخبث ودهاء» حول طريقة الإيقاع بالضحايا الأبرياء، لا يهمهم إن كانت أعمارهم صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، المهم هو كيف يستغلونهم بطريقة احتيالية يأخذون منهم المال ويدخلونهم في دوامة الضياع والخوف وربما يتطور الأمر إلى أبعد من ذلك وهو الإقدام على «الانتحار».

بعض الطرق الاحتيالية أصبحت معروفة لدى الكثير منا ولكن البعض يشعر بالأمان اعتقادا راسخا بأنه في مأمن عن هؤلاء الأشرار، ولكن الابتزاز أصبح يدخل في بعض الألعاب الإلكترونية، فالمخادعون يتخذون من الاحتيال والتخفي والمراوغة أسلوبا نحو اقتناص الفرص للسيطرة على عقول الأطفال وتوجيههم نحو طرق الضياع.

بعبارة أكثر دقة «الأطفال الأبرياء لم يعودوا في مأمن من مخاطر الألعاب الإلكترونية بسبب إدمانهم المباشر للعب مع الغرباء خاصة مع ازدياد التطور الرقمي، والانفتاح على استخدام الأجهزة الذكية والشاشات الرقمية الحديثة وألعاب الفيديو الأكثر إثارة، ولذا فإن المسؤولية الأساسية في حمايتهم من الإدمان الإلكتروني، تقع على عاتق «العائلة»، ومدى تحكمهم في نوع الألعاب المسموح بممارستها سواء في إجازة نهاية الأسبوع أو الآن خلال الإجازة الدراسية».

إذن من المهم جدا أن يكون هناك وقت محدد للعب، خاصة أن زيادة الوقت اليومي المخصص للألعاب الإلكترونية يتسبب في إصابة بعض الأطفال بضغط ذهني ونفسي يترك آثارا سلبية كبيرة مستقبلا، وهذا بحسب ما تمت الإشارة إليه في بعض المؤتمرات العلمية ونشره في الدوريات الطبية.

ومن هذا المنطلق بات التشديد على أن الألعاب الإلكترونية باتت أحد أبرز القضايا التي تواجه الأسر بمختلف مستوياتها الاجتماعية، خصوصا بعد أن أصبحت هذه الألعاب جزءا لا يتجزأ من الروتين اليومي للأطفال والمراهقين في فترات الإجازة وغيرها، وبالتالي فإن مخاطرها الرئيسة تتركز في عدة نقاط مهمة وهي: «الإدمان، والتنمر والابتزاز الإلكتروني، وفقدان الخصوصية، والبرامج الضارة» وغيرها.

إذا كنا قد عرفنا مصادر الخلل ومشكلاته فإن الحلول تتمثل في القيام بالعديد من الإجراءات والخطوات الواجب اتباعها لتقليل هذه المخاطر، مثل استخدام الرقابة الأبوية من جهة، وبرامج حماية عالية الجودة لأجهزتهم من جهة ثانية إضافة إلى تعيين الحدود الزمنية المسموح بها في ممارسة الأنشطة من خلال الحاسوب، إلى جانب مشاركة العائلة لأبنائهم في ألعابهم من وقت لآخر من أجل التعرف إلى اللعبة واللاعبين الآخرين.

منذ فترة حدثتني إحدى الأمهات عن مشكلة وقع فيها أحد أبنائها الصغار، كان مدمنا للعبة معينة يقضي وقتا طويلا في ممارستها، من شروط اللعب فيها أن اللاعب يختار العمر المناسب له، يجتمعون في غرفة صوتية يؤدون مهام اللعب، وبما أن اللعب مناسب له فإن مستوى الأمان عال جدا، فكل اللاعبين صغار فلا خشية من حدوث أي انتهاك لخصوصيتهم.

تقول محدثتي في البدء طلب أحد اللاعبين المتخفين بينهم من طفلي تقديم الهدايا التي بحوزته من الإنجازات التي حققها في مراحل اللعبة، ثم تطور الأمر إلى أن طلب منه إحضار بطاقة البنك لأي شخص في المنزل، لأن الطرف الآخر يهدده بحرمانه من اللعبة وأغراه بأنه سوف يقوم بمساعدته في الحصول على الجوائز بعد أن يرسل له صورة البطاقة البنكية، بالفعل حاول طفلي سرقة بطاقتي البنكية، ولكن قبل أن يرسلها بلحظات قليلة اكتشفت أن محتويات شنطة اليد مبعثر كل ما بها، وهذا ما دفعني نحو البحث عن الفاعل وفعلا وجدتها في طفلي الذي كان يهم بتصويرها وإرسالها إلى أحد الأشخاص الذين يلعب معهم.

وتضيف: حاول طفلي التنصل من الأمر، ولكن من علامات خوفه وحالة الجزع التي كان بها أدركت بأن ثمة شيئا ما يخفيه ويدفعه إلى مثل هذا الفعل، رغم أنه لم يقم مسبقا بأي عمل مثل هذا أو غيره.

بعد أن احتوت الأمر واطمأن الطفل بأنه لن يخضع إلى العقاب حكى لي قصة جعلتني أرتعب كثيرا من الشيء الذي كان يتعرض له، حيث كان الطرف الآخر يهدده بحرمانه من اللعب، وبأنه سوف يقوم بإيذائه، عندها أدركت بأن ما كان يخفيه هو سبب تغيره في الفترة الأخيرة ومحاولته اللعب لوحده في أماكن بعيدة عن إخوانه.

واسترسلت بالحديث قائلة: قبل أن أعلم سر انزوائه بعيدا عن الأعين، كنت أحاول أن أمنعه من دخول هذه اللعبة التي كانت بالنسبة له مكانا يتحدث فيه مع الآخرين من عمره، لم أكن أعلم بأن ثمة مجرمين يندسون بين براءتهم! ولذا أجد أن يفتح باب المراقبة على مصراعيه ومعرفة الظروف التي يمكن أن يقع فيها الأطفال خاصة الذين يتخاطبون مع الغرباء ومن أماكن مختلفة من العالم.

ربما ما حدثتني عنه تلك الصديقة وما حدث لطفلها، قد يكون درسا مهما يجب الانتباه له بعناية خاصة أن الإجازة الصيفية قد بدأت منذ عدة أسابيع قليلة.

قرأت وأنا أفتش في هذا الموضوع أمرا بالغ الأهمية وهو ما تم الإعلان عنه مؤخرا حول إحصائية حديثة نشرت من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي توضح أن ما يقارب 500 ألف مبتز يمارسون نشاطاتهم عبر الإنترنت مع الأطفال بين الأعمار 12 و15 عامًا حول العالم بشكل يومي.

وذكرت الإحصائية أن 50% من ضحايا الابتزاز هم من هذه الأعمار، ويتم ذلك من خلال مواقع المحادثات عبر الإنترنت، وذكرت الإحصائية أن طفلين من كل عشرة تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 11 عاما على دراية بخطر الابتزاز ويخشون أن تظهر معلوماتهم الخاصة لدى الغرباء، حيث يحرصون على إخفاء بياناتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بصراحة هذه الإحصائية شكلت صدمة كبيرة بالنسبة لي وربما لغيري من الأمهات، وبالتالي يجب أن يكون هناك قرع لناقوس الخطر أمام كل العائلات حفاظا على حياة أبنائها من خطر الابتزاز والظروف النفسية التي يعانون منها والتي تؤدي إلى نتائج سيئة وتؤثر على حياتهم المستقبلية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

6 أسباب تجعل من كأس العالم للرياضات الإلكترونية حدثًا استثنائيًا

 

 

الرياض- الرؤية

لا تقتصر النسخة المقبلة من كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 على كونها الأكبر في تاريخ المنافسات الاحترافية في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية فحسب؛ بل تتجاوز ذلك لتقدم تجربة أكثر جرأةً وتشويقًا، ما يعزز مكانة الرياض كعاصمة عالمية للألعاب التنافسية.

ومع تحوّل البطولة إلى وجهة مفضّلة لعشاق الألعاب والابتكار والترفيه، فيما يلي ستة أسباب رئيسية تجعل من حضور كأس العالم للرياضات الإلكترونية في الرياض هذا الصيف تجربة استثنائية لا تفوّت.

منافسات تاريخية

يمثل كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 أكبر حدث للألعاب والرياضات الإلكترونية على الإطلاق، حيث يجمع أفضل اللاعبين والأندية للتنافس على مجموع جوائز هو الأضخم في تاريخ القطاع، بقيمة تصل إلى 70 مليون دولار أمريكي. وتتضمن البطولة 25 مسابقة عبر 24 لعبة من أشهر ألعاب الفيديو حول العالم، انطلاقًا من DOTA 2 وLeague of Legends  وCall of Duty: Warzone، وصولًا إلى ألعاب جديدة على الساحة مثل الشطرنج و Valorant. ويتيح هذا النموذج الفريد من نوعه للأندية استعراض مهاراتها في مختلف الفئات، وصولًا إلى التتويج بلقب كأس العالم للأندية في الرياضات الإلكترونية.

مهرجان ترفيهي شامل

تمتد تجربة كأس العالم للرياضات الإلكترونية إلى ما هو أبعد من المنافسات التقليدية؛ إذ تتحوّل بوليفارد رياض سيتي إلى مساحة نابضة بالحياة، تستضيف مهرجان كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الحدث المرافق للبطولة والذي يشكّل وجهة مثالية للعائلات والزوار من مختلف الأعمار. ويجمع المهرجان بين الترفيه والتفاعل الثقافي والتجارب المميزة، ما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن جرعة ترفيه مضاعفة.

أبرز فعاليات المهرجان:

بطولات مجتمعية مفتوحة لعشاق الألعاب بجميع مستوياتهم. عروض موسيقية حية ومجموعة من الفقرات الترفيهية المميزة. تجارب الواقع الافتراضي والمسابقات التفاعلية وعروض طائرات الدرون. زوايا مستوحاة من ثقافة الأنمي وألعاب الأركيد الكلاسيكية. فعاليات مخصصة لعشاق الكوسبلاي وصنّاع المحتوى. أعمال فنية ومجسمات تغمر الزوّار في عالم الألعاب من منظور إبداعي جديد.

تقنيات متطورة

تُتيح البطولة للزوار اختبار تجربة لا مثيل لها من حيث جودة البنية التحتية والتقنيات المتطورة، حيث تم تصميم منشآت الرياضات الإلكترونية بمواصفات عالمية في قلب العاصمة السعودية. وتوفر هذه المنشآت بيئة غامرة تضع الجماهير في قلب الحدث، سواء خلال النهائيات المثيرة أو مناطق التفاعل الآسرة ضمن المهرجان، ما يعزز من متعة المشاهدة ويمنح الزوّار تجربة استثنائية.

ملتقى عالمي

ويُشكّل الحدث ملتقى دوليًا يضم أكثر من 2,000 لاعب محترف من أكثر من 100 دولة، في تجمّع يعكس التنوع الثقافي والحيوي لمجتمع الألعاب حول العالم. ويوفّر هذا الحدث منصة فريدة للتواصل والتبادل الثقافي بين عشاق الألعاب وصنّاعها، حيث تتحول اللقاءات من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع في أجواء مليئة بالشغف والحماس.

رؤية سعودية مستقبلية

وتأتي البطولة لتجسّد طموحات المملكة ضمن رؤية السعودية 2030 والاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، الخطوة الرائدة الأولى من نوعها على مستوى العالم. وانطلاقًا من الزخم المتنامي لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، أرست المملكة أسس منظومة متكاملة تدعم الابتكار، وتُعزز تنمية المواهب، وتسهم في بناء اقتصاد رقمي متقدّم. وتمثل البطولة انعكاسًا مباشرًا لهذا الطموح، معززةً مكانة المملكة كمركز عالمي مزدهر للرياضات الإلكترونية.

الضيافة السعودية

وبفضل موقعها كمركز سياحي عالمي واستضافتها لأكبر الفعاليات الرياضية والترفيهية، توفّر الرياض تجربة سياحية متكاملة تلبي تطلعات مختلف الزوار من جميع أنحاء العالم. وتجمع العاصمة السعودية بين الأصالة والحداثة، وتُوفر باقة متنوعة من الخيارات الترفيهية، تشمل زيارة المعالم التاريخية، واستكشاف أشهر المطاعم المحلية والعالمية، إلى جانب التمتع بأجواء المراكز التجارية الفاخرة والعديد من التجارب الثقافية والترفيهية الأخرى.

وفي صيف 2025، تتحول الرياض إلى وجهة نابضة بالحياة تحتضن كأس العالم للرياضات الإلكترونية، لتمنح زوارها تجربة لا تُنسى على جميع المستويات.

مقالات مشابهة

  • رضوى الشربيني: «أنا لا أهاجم الرجال.. ولكن أشباههم»
  • رونالدو: أنا برتغالي ولكنّي أنتمي للمملكة العربية (فيديو)
  • متفوقات ولكن.. شهيدات حادث المنوفية لم يفرحن بنتيجة الإعدادية
  • 6 أسباب تجعل من كأس العالم للرياضات الإلكترونية حدثًا استثنائيًا
  • دراسة صادمة.. نماذج الذكاء الاصطناعي يمكنها الكذب وابتزاز المستخدمين
  • بين الترند ومخاطر التقمّص .. دمى مرعبة في أيدي أطفالنا !
  • «التنمية الأسرية» تطلق الدفعة الـ 6 من «سفـراء المسؤولية المجتمعية»
  • مبابي يتقدم بشكوى ضد باريس سان جيرمان بتهمة الابتزاز
  • توقيف مسيري بعض الأندية الوطنية النسوية لكرة القدم لخمس سنوات بسبب الابتزاز والتحرش