أزمة كهرباء خانقة تشلّ عدن

الجديد برس| خاص| تشهد مدينة عدن، جنوبي اليمن، انهيارًا كارثيًا في خدمة الكهرباء، في واحدة من أسوأ الأزمات التي تضرب المدينة منذ سنوات، وسط تزايد الغضب الشعبي وتوسع رقعة الاحتجاجات في عدد من مديرياتها. وبحسب مصادر في المؤسسة العامة للكهرباء، فقد وصلت ساعات انقطاع التيار إلى نحو ١٦ ساعة يوميًا، نتيجة لانهيار شبه كامل في قدرات التوليد، حيث لا يتجاوز إجمالي الإنتاج الحالي ٨٥ ميجاوات تُولد من محطة الرئيس التي تعمل بالنفط الخام.

في المقابل، تحتاج المدينة إلى ٧٠٠ ميجاوات لتغطية احتياجاتها، ما يعني عجزًا هائلًا يصل إلى ٦١٥ ميجاوات. وأشارت المصادر إلى خروج معظم المحطات العاملة بالديزل والمازوت عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، ما أجبر المؤسسة على تطبيق برنامج تقنين قاسٍ، لم يوفر لبعض الأحياء أكثر من ساعتين تشغيل مقابل ١٦ ساعة انقطاع يوميًا. وفي ظل هذه الأوضاع الخانقة ودرجات حرارة تتجاوز ٤٠ درجة مئوية، خرج عشرات المحتجين في الساعات الأولى من فجر الجمعة إلى الشوارع في مديريتي المنصورة والشيخ عثمان، حيث أضرموا النار في إطارات السيارات وقطعوا الطرق الرئيسية، ما تسبب في شلل مروري واسع. ورفع المتظاهرون شعارات غاضبة ضد حكومة عدن الموالية للتحالف، متهمين إياها بالتقاعس عن إيجاد حلول جذرية للأزمة المستفحلة، محذرين من أن استمرار تجاهل معاناة السكان قد يؤدي إلى انفجار شعبي أوسع. من جهتهم، حذّر مختصون في قطاع الطاقة من أن استمرار انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى توقف خدمات أساسية، مثل المياه والرعاية الصحية التي هي في أصلها منهارة، ما ينذر بـكارثة إنسانية في حال عدم التدخل العاجل لتأمين الوقود وتشغيل المحطات المتوقفة.

المصدر: الجديد برس