انتهت المهلة التي منحتها إدارة أمن محافظة تعز للجهات المسؤولة عن أزمة مياه الشرب، دون أن يلمس المواطنون أي تحسن في الوضع، وسط تحذيرات رسمية متكررة باتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من يثبت تورطه في افتعال الأزمة أو استغلالها لتحقيق مكاسب خاصة.

وكانت إدارة أمن تعز قد منحت مهلة زمنية لا تتجاوز 24 ساعة لإنهاء أزمة المياه المتفاقمة خلال الأسابيع الماضية، ملوّحة باتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين والمتسببين بالأزمة التي نغّصت حياة المواطنين وأثقلت كاهلهم في ظل نقص الإمدادات وارتفاع أسعار المياه المباعة.

ونفّذت قوات الشرطة، في وقت متأخر من ليلة أمس، حملة نزول ميدانية إلى محطات التحلية والمحال التجارية، بمشاركة عُقّال الحارات ومديري الأقسام، للتحقق من مدى التزام الجميع بالتسعيرة الرسمية المعتمدة، والتي حُدّدت بـ300 ريال للجالون سعة 20 لتراً للمستهلك النهائي، و220 ريالاً عند البيع للمحلات التجارية، و35 ألف ريال لصهريج المياه سعة 70 ألف لتر عند البيع للقاطرات.

إلا أن مواطنين يرون أن هذه الحملة لم تُلامس جوهر الأزمة، المتمثل في أسعار بيع المياه من الآبار الجوفية إلى محطات التحلية، والتي تُباع بأسعار مضاعفة من قبل متنفذين داخل مؤسسة المياه، وبدعم من قيادات محلية محسوبة على حزب الإصلاح.

ويشير المواطنون إلى أن هذا التلاعب بأسعار المياه عند المصدر يدفع ملاك محطات التحلية إلى رفع تكلفة البيع للمحال التجارية، والتي تقوم بدورها ببيعها بأسعار مرتفعة للمستهلكين، الأمر الذي يجعل من الرقابة على المحال فقط "إجراءً غير عادل"، يُغفل أصل المشكلة ويحمل الضحايا تبعاتها.

وقد أعرب المواطن محمد السامعي، في تعليق على الحملة، عن خيبة أمله مما وصفه بـ"التحركات الشكلية" التي قامت بها الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن المواطنين كانوا ينتظرون إجراءات رادعة ضد المتلاعبين الحقيقيين بإمدادات المياه، وعلى رأسهم المسؤولون عن الآبار الجوفية، الذين يتحكمون بتدفق المياه ويبيعونها بأسعار باهظة لأصحاب المحطات.

وأضاف أن "الرقابة اقتصرت على محطات التحلية والبقالات، وكأنها هي من تفتعل الأزمة، بينما تُترك الجهات المتورطة فعلياً في افتعال المعاناة، وفي مقدمتها شخصيات نافذة داخل مؤسسة المياه، دون محاسبة أو مساءلة"، معتبراً أن هذه الإجراءات لا تعالج جذور المشكلة، بل تزيد من معاناة السكان وتكرّس واقع الاحتكار والفساد.

وأكدت الشرطة أنها بصدد اتخاذ إجراءات قانونية بحق المخالفين، وملاحقة من يحتكر المياه أو يفتعل الأزمات، كما وجّهت بضرورة رفع تقارير رقابية يومية وتحويل كل من يثبت تورطه إلى الجهات المختصة، محمّلة مؤسسات الدولة المعنية كامل المسؤولية عن أي تهاون في تطبيق التعليمات.

في المقابل، وصف ملاك محطات التحلية وأصحاب المحال التجارية في مدينة تعز الحملة بأنها انتقائية وتستهدفهم دون غيرهم، في حين تبقى الجهات الفعلية المسؤولة عن الأزمة بمنأى عن المحاسبة.

وقال عدد من التجار إن ما يجري لا يُعد حملة رقابة حقيقية، بل عملية ابتزاز تمارسها بعض الأجهزة الأمنية، مشيرين إلى أن التركيز ينصب على محطات البيع والمحال التجارية، بينما تتجاهل الجهات التي تتحكم فعلياً في مصادر المياه.

وأوضحوا أن أسعار المياه القادمة من الآبار الجوفية تشهد تلاعباً متعمداً، حيث تُباع بأسعار مضاعفة من قبل قيادات معروفة ومدعومة من أطراف نافذة في السلطة المحلية، موالية لحزب الإصلاح، ما يُجبر محطات التحلية على رفع الأسعار، خلافاً للتسعيرة الرسمية.

وكشفت مصادر حكومية عن وقوف "لوبي فساد" داخل مؤسسة المياه والسلطة المحلية وراء الأزمة المتفاقمة، من خلال تعطيل إمدادات المياه للشبكة العامة وتحويلها إلى صهاريج خاصة تُباع لاحقاً بأسعار فلكية.

وبحسب تلك المصادر، يتم تعمّد إيقاف ضخ المياه من الآبار الحكومية، بهدف بيعها لسكان المدينة بصهاريج بأسعار تتجاوز 30 ألف ريال، رغم تعبئتها بمبالغ لا تتجاوز 1000 ريال لكل 1000 لتر، بما يحقق أرباحاً غير قانونية لأطراف محددة.

وأكدت المصادر أن هذه الممارسات تُفاقم من معاناة المواطنين، الذين يُضطرون إلى شراء المياه بأسعار تفوق قدرتهم الشرائية، في مدينة تعاني أصلاً من تدهور اقتصادي ونقص حاد في الخدمات الأساسية.

ورغم التحركات الأمنية والتصريحات الرسمية، يرى مراقبون أن أزمة مياه الشرب في تعز مرشحة للتفاقم، ما لم تُتخذ معالجات جذرية تنهي تحكم الفاسدين في مصادر المياه، وتعيد تفعيل الشبكة الحكومية بشكل كامل، إلى جانب فرض الرقابة على مؤسسة المياه نفسها، لا فقط على البائعين النهائيين.

ويؤكد سكان محليون أن الحملات الأمنية والمهل الزمنية لن تُجدي نفعاً ما لم يتم تجفيف منابع الفساد داخل المؤسسات الرسمية، ومحاسبة المتورطين الكبار الذين يتحكمون بسوق المياه في تعز لمصالحهم الخاصة، بينما يُترك المواطنون يكافحون من أجل الحصول على جالون ماء واحد للشرب أو الطهي.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: محطات التحلیة مؤسسة المیاه

إقرأ أيضاً:

مفاجأة.. عبلة كامل كانت ستقدم شخصية أم كلثوم بدلا من صابرين| تفاصيل

قال المخرج أحمد صقر أن المخرجة أنعام محمد على كانت محتارة مابين عبلة كامل وصابرين في تأدية دور أم كلثوم.


واضاف خلال حواره مع الإعلامية ياسمين عز على قناة MBC مصر أن  الفنانة عبلة كامل موهبة جبارة ، وأصريت على وجودها فى مسلسل “هوانم جاردن سيتى”، وذلك بعد أن اعتذرت بسبب إصابتها فى قدمها.


وتابع صقر  بعد اعتذار عبلة كامل عن الدور تحدثت مع مؤلفة العمل، وقاموا بعمل تعديل فى دور الفنانة عبلة كامل، حتى تظهر ضمن أحداث وكان لديها عجز جزئى فى قدمها لتناسب مع إصابتها، واستمرت بعد تقديم الشخصية بهذا الشكل بعد شفائها.

وفاء عامر توجه رسالة للزعيم وعبلة كامل بعد تصدرهما التريندحرمتينا منك.. مجدي الهواري يوجه رسالة لـ عبلة كاملبعد تصدرها التريند.. ابن شقيق عبلة كامل يحذف صورها من حساباتهظهور جديد لـ عبلة كامل بعد تصدرها التريند بسبب صورها العائلية

التحق المخرج أحمد صقر بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية قسم الدراسات المسرحية، وقد وصل إلى درجة مدرس مساعد، إذ تم تعيينه مدرساً بالقسم ثم حصل على الماجستير والدكتوراه في الدراسات المسرحية.

كانت بداية المخرج أحمد صقر من خلال إخراجه لفيلم “كيد العوالم” مع الفنان محمود حميدة وجالا فهمي والفنانة لوسي، ثم قدم عددا من الأعمال السينمائية مثل فيلم “أحلام مشروعة” مع الفنان القدير عمر الحريري.

قدم المخرج أحمد صقر العديد من الأعمال التليفزيونية الهامة، ومنها هوانم جاردن سيتى، وأميرة فى عابدين، وحديث الصباح والمساء، واللص الذى أحبه، من الذى لا يحب فاطمة، وغيرها من الأعمال.

طباعة شارك عبلة كامل صابرين المخرج أحمد صقر ياسمين عز

مقالات مشابهة

  • وقفة احتجاجية بتعز تطالب بحلول جذرية لأزمة المياه وتحرير المحافظة
  • ضبط 125 كيلو دواجن فاسدة وغلق 3 منشآت غذائية بحملة مكبرة في العبور
  • أنماط طرائق التفكير السوداني «6»
  • مفاجأة.. عبلة كامل كانت ستقدم شخصية أم كلثوم بدلا من صابرين| تفاصيل
  • الدنمارك تحارب الذكاء الاصطناعي بمنح المواطنين حقوق نشر صور وجوههم
  • الأردن يطرح عطاءات لتشغيل محطات الصرف الصحي ضمن خطة إصلاح المياه
  • الخرطوم تطفئ عطشها قريبا.. وتشغيل تجريبي لمحطات مياه
  • جدول مرتبات شهر يوليو 2025 بعد الزيادة الجديدة
  • مسئولو الإسكان يتفقدون محطات معالجة الصرف الصحي والطرق بمدينة بني سويف الجديدة