الكنيست يبعد نائبا دعا لمحاكمة مجرمين إسرائيليين
تاريخ النشر: 9th, July 2025 GMT
قررت لجنة برلمانية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، إبعاد النائب عن الجبهة الديمقراطية للسلام عوفر كسيف عن جلسات الكنيست لمدة شهرين؛ بعد دعوته المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين لارتكابهم جرائم حرب.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: قررت لجنة آداب السلوك البرلمانية إبعاد النائب عن الجبهة عوفر كسيف لمدة شهرين عن جلسات الكنيست، وحرمانه من راتبه لمدة أسبوعين.
وأوضحت أن القرار جاء في أعقاب تصريحات عدة أدلى بها، ومنها مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين بسبب ارتكابهم جرائم حرب.
وأضافت: سيبدأ سريان مفعول أمر الإبعاد مع انطلاق الدورة الشتوية للكنيست، بعد حوالي ثلاثة أشهر، حيث يخرج الكنيست في إجازة صيفية نهاية يوليو/ تموز الجاري حتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وتعقيبا على إبعاده، قال كسيف في بيان إن قرار لجنة السلوكيات بإبعادي مرة أخرى عن الكنيست يأتي قبل أيام قليلة من التصويت على عزل رفيقي النائب أيمن عودة.
واعتبر أن ما يحدث جزء من حملة الملاحقة ومحاولات إسكات الأصوات التي تكشف الحقيقة حول جرائم الحرب في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 195 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
إعلانوقال كسيف: هذه ديكتاتورية بامتياز تهدف إلى منعنا من رفع صوتنا من أجل ديمقراطية ومجتمع سليم نطمح إليه.. أي مجتمع متحرر، يدعو للحياة، متساوٍ، ودون قتل، ودمار، وموت.
وتابع: هذا القرار الفاشي لا يمسّني أنا شخصيا، بل يمسّ بقدرة قائمتنا على العمل من أجل الجمهور، وخاصة ناخبينا والقيم التي انتُخبنا على أساسها.
وأضاف: كما أنه يُظهر بشكل واضح كيف تحولت لجنة الأخلاقيات إلى أداة للمناكفة السياسية خدمةً لحكومة الدم، التي تهمل المخطوفين، وتضحي بالجنود وتقتل الفلسطينيين.
وأكد أن الفاشية في إسرائيل، والإبادة الجماعية في غزة، والاحتلال والتطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة، كل هذه الأمور مرتبطة ببعضها وتشكل معًا فسيفساء مرعبة لنظام إرهاب دنيء.
وبالتوازي مع حرب الإبادة في غزة صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس، ما أدى إلى استشهاد 993 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وأردف: كفى للإبادة الجماعية وللتطهير العرقي، (اذهبوا) لاتفاق الآن من أجل تبادل أسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وولد كسيف في 25 ديسمبر/ كانون الأول 1964 بمدينة ريشون لتسيون (وسط)، ويحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة السياسية، ومعروف بمواقفه الرافضة للاحتلال الإسرائيلي، وانتخب نائبا بالكنيست لأول مرة في 2019.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد إتهامه بارتكاب جرائم حرب بإقليم دارفورالمحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما سابقا لجماعة مسلحة سودانية
لاهاي (هولندا) "أ ب": أدانت المحكمة الجنائية الدولية زعيما سابقا لجماعة الجنجويد المسلحة في السودان بارتكاب أعمال وحشية بإقليم دارفور قبل أكثر من عشرين عاما.
وهذه المرة الأولى من نوعها التي تدين فيها المحكمة مشتبها به بارتكاب جرائم في دارفور.
وقضت المحكمة بأن تلك الفظائع، بما في ذلك جرائم القتل الجماعي والاغتصاب، كانت جزءا من خطة حكومية لقمع التمرد في المنطقة الغربية من السودان.
وظهر علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف أيضا باسم علي كوشيب، مرتديا بدلة وربطة عنق ويستمع عبر سماعة رأس، دون أن يظهر أي انفعال أثناء تلاوة القاضية الرئيسية جوانا كورنر لـ27 حكما بالإدانة.
وسيتم إصدار الحكم عليه في وقت لاحق، حيث يواجه أقصى عقوبة وهي السجن مدى الحياة.
وقد أدين بارتكاب جرائم لقيادته قوات ميليشيا الجنجويد في دارفور التي شنت حملة قتل في عامي 2003 و.2004.
وقالت كورنر: "لقد شجع وأصدر تعليمات أدت إلى القتل والاغتصاب والدمار الذي ارتكبته ميليشيا الجنجويد"، مضيفة أن الأحكام صدرت بالإجماع.
وكان عبد الرحمن قد أنكر جميع التهم الـ31 الموجهة إليه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عند بدء محاكمته في أبريل 2022، وادعى أنه ليس الشخص المعروف باسم علي كوشيب.
ورفض القضاة ذلك الدفاع، وامتنعوا عن إصدار أحكام بشأن أربع تهم لأنهم اعتبروا أن الجرائم التي تنطوي عليها مشمولة ضمن تهم أخرى أدين بها بالفعل.
وجاءت الأحكام في وقت تتواصل فيه الاتهامات بارتكاب فظائع واستخدام التجويع كسلاح في السودان في ظل صراع جديد.
وفي يوليو، أبلغ نائب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية الأمم المتحدة أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تزال ترتكب في إقليم دارفور السوداني شاسع المساحة ، حيث تدور رحى حرب أهلية منذ أكثر من عامين.
وقضى القضاة بأن عبد الرحمن كان قائدا بارزا في ميليشيات الجنجويد خلال صراع دارفور الذي اندلع عندما قاد متمردون من المجتمع العرقي في وسط أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى بالإقليم تمردا في عام 2003، احتجاجا على ما وصفوه بالاضطهاد من قبل الحكومة التي يهيمن عليها العرب في العاصمة الخرطوم.